الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظلومية مذهبين !!!

فاروق الجنابي

2014 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اصبحت كلمة مظلوميه محببه في طلب حقوق المواطن، وهي عباره مقبوله وفيها المعنى الكامل لبيان فقدان الحقوق . في العهد الصدامي ،اعتبر الشيعه انهم مظلومين من الحاكم المستبد الذي انفرد ضدهم بالمظلوميه كما يعتقدون ،بالرغم من ان هذا الحاكم المستبد كان لا يفرق بين سني اوشيعي في العقاب الذي يناله من يقف ضده ،او يتفوه بكلمه تقلل من مقام القائد الضروره ،والامثله على ذلك كثيره. بعد2003 حصل المظلومين الشيعه على كافة الحقوق وظهرت المقابر الجماعيه التي اقترفها ذلك النظام وتم تكريم الشهداء بما يليق بهم من مقام ،ولم يظهر معارض لهذا الحق المشروع والمنصف.
ومرت الايام بل السنين واذا بسنة العراق يستلهمون من مصطلح المظلوميه بدايه لانتفاضتهم على الواقع المرير الذي يطبق عليهم بتشجيع من الدكتاتور الطائفي الذي يريد ان ينتقم لاعمال ( يزيد بن معاويه ) بعد اربعة عشر قرن. طبقت اساليب المقابر الجماعيه مرة" ثانيه بفعل المليشيات الحكوميه والطائفيه ،واصبح قتل السني كأنه التعميد لنيل الشفاعه ودخول الجنه. الآن هناك ظلما" للسنه كما كان هناك ظلما" للشيعه،وهناك مقابر جماعيه للسنه كما كانت مقابر للشيعه ،فهنيئا" للمذهبين في هذا التعادل العنفواني وهنيئا" للحاكم الذي تغلب على سابقه بالظلم والعدوان. اليوم جاءنا الداعشيون لينتقموا من المذهبين لنيل وجبة عشاء او فطور دسم مع نبيهم الذي امرهم بالحسنى والعفو والتسامح. تسلح الشيعه للوقوف ضد هذه الزمره الارهابيه، ولكن السنه رأيهم منقسم بين مؤيد للارهاب ليس حبا" به بل انتقاما" به،وبين محاربا" للارهاب العفن ،ولكن صوته مبحوح ،لعدم ثقة الشيعه بتصريحات السنه المناهضه للارهاب بالرغم من مصداقيتهم.
كيف نعزز الثقه بين مقلدي المذهبين وتعزيز روح المواطنه خارج نطاق الطائفيه؟ وكيف نثبت للشعب ان أمنه واستقراره مرتبطان بحالة الوفاق المطلوب بصوره ملحه بين المذهبين؟ سؤال موجه الى قاده العراق المخلصين ورجال الدين الذين يناضلون لرفع مقام الدين الاسلامي الى المستوى الذي يتمناه كل مسلم . هل خانتهم الشجاعه لبيان الصحيح من القول والتنازل المبنى على الاخلاص وحب الدين والوطن؟ لا اعتقد ذلك، ولكن المصالح الشخصيه لبعضهم تجعل المخلصين منهم السكوت عن الحق بالرغم من معرفتهم ان الساكت عن الحق هو شيطان اخرس. الجميع يعلم الآن ،ان الشيعي والسني مضطهد وقد نال نصبيه من القهر وعدم الاستقرار، وعليه فإن في التنازل بين المتفاوضين لغرض الوفاق لايوجد خاسر ولا غالب، وعليهم الاستماع الى المنطق والابتعاد عن الكراهيه بعضهم لبعض ، والاّ فان داعش ينتظر منهم تعميق روح التفرقه للانقضاض عليهم بدون رحمه. واذا استمر المسلمين بعدم الاتفاق على ابسط الامور، مثل اليوم الاول لرمضان ،او اليوم الاول لعيد الفطر فإقرأ على العراق السلام......والسلام
فاروق الجنابي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف نعزز الثقه بين مقلدي المذهبين ؟؟؟
البدراني الموصلي ( 2014 / 7 / 7 - 08:31 )
السؤال مشروع ومهم حقا , ولكن لا ان يطلب من رجال الدين الاجابة عليه , فهم ابعد الناس عن الاحساس بأهميته والحقيقة هي ان اقصاء عمائم الطرفين عن المشهد السياسي وحجرهم داخل جدران جوامعهم وحسينياتهم هو الحل الامثل بالتأكيد , ولكن انى يقبل به المتسيدون على المناصب ومواقع القرار , انم يرون نهايتهم هم في مثل هذا الحل , ويصورون للعوام والسذج ان فيه نهاية الدين وكفرا والحادا , المذهبان كلاهما متشظيان الى اجزاء صغيرة , بعض هذه الاجزاء متشظ ايضا الى اجزاء اصغر , والكارثة الكبرى ان الصراع لم ينحصر بين الاصلين بل صارشرسا بين شظايا المذهب الواحد ايضا وشاملا الجميع بدون استثناء
ان التزم بديني ومذهبي فهذا شأني ولا اسمح لأحد ان يتدخل فيه , وفي المقابل ليس لي الحق ان اتدخل بما تؤمن به انت من مذهب او دين او معتقد
هذه هي الثقافة التي يجب ان تسود بيننا اذا اردنا لانفسنا هوية جامعة راسخة , هي الوطن والانسانية
لم يفت الوقت بعد لنربي ابناءنا على هذه الاسس مع اننا خسرنا عدة اجيال اضاعتها صراعات المذاهب والاديان على السلطة
بداية الالف ميل خطوة واحدة وليتها تكون بالاتجاه الصحيح نحو هدف سام ونبيل

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah