الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد ودور المثقف في المعركة

عباس ساجت الغزي

2014 / 7 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الجهاد ودور المثقف في المعركة
ان مسيرة الحياة الدنيوية جهاد مستمر بين قوى الخير والشر وبين الصواب والخطأ والحق والباطل ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً, وللمثقف دوراً في انتاج القضايا المهمة في تلك المسيرة من خلال الجهاد بالفكر لحل المشكلات المعقدة التي يصعب على العامة استخراج واستنباط الحلول منها.
لابد من معرفة قوى النفس البشرية المحركة لمسيرة الحياة وقد صنفها العلماء بأربع قوى (القوة العقلية, والقوة الشهوية, والقوة الغضبية, القوة الوهمية), فالأولى تسمو بالإنسان الى عالم الملائكة والطهر والقرب الى الله, والثانية توصف بالبهيمية لالتصاقها بشدة في البهائم, والثالثة يشار اليها بالسبعية فقد زودت بها السباع والحيوانات الضارية, اما الوهمية لها دور خطير في مسيرة الانسان فتقوم بتوفير الوسائل التنفيذية فيما يرغب به الانسان من عمل ومن شانها استنباط وجوه المكر والحيلة والتلبيس والخداع وتعتبر المسيطرة على جميع قوى النفس.
ان اكثر الناس عبادة وافضلهم (العاقل) الذي يؤمن بالله سبحانه ويصدق الرسل والانبياء ويعمل على الطاعة, وان القوى الشهوية والغضبية والوهمية لا تميز بين الحلال والحرام والمصلح والمفسد الى بالعودة الا القوة العقلية التي تحدد مصير الانسان في مسيرته اما شاكراً واما كفوراً, وفي حالة سيطرة احدى القوى الثلاثة على القوة العقلية واسرها فقد يخسر الانسان الكثير في الاختبار الدنيوي ويتصرف كالأسير الذي يجبر على ما يقوم به.
الجهاد يعتبر اهم معركة للإنسان في حياته الدنيوية, والواقع المنقذ لنا في المحن الصعبة والمخاطر الجلل التي تتربص بنا جميعاً, وللجهاد مراتب اكبرها جهاد النفس الذي يعلو على القتل في سبيل الحق فهو الصراع بين قوى النفس البشرية, وجهاد الشيطان وفيه قتال الشيطان وجنوده الذين يحاولون تدنيس المملكة البشرية المطهرة, وجهاد الكفار باليد ( واعدوا لَهم ما اسْتَطَعْتُم من قوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الانفال, واللسان والقلب لنصرة الله والرسول (ص) جهاداً بالتواصل يستثمر كل متاح بالإيجابية والجرأة من خلال حث الناس على ضرورة الالتحاق بصفوف المجاهدين وتقديم العون لهم بالمال والعدة والتواصل ورعاية عوائلهم والدعاء لهم بالنصر على الاعداء, وكذلك جهاد المنافقين الذي اختص باللسان.
وبعد معرفة النفس وقِّواها والجهاد ومراتبه وجب علينا مراجعة النفس وتحكيم العقول في تسير الامور في هذه الدنيا القصيرة الفانية, والاختيار السليم بين النجدين للفوز باخرة ابدية عرضها السموات والارض بشهادة ما نراه من المحدودية الدنيوية المنتهية الاجل, وعلينا بالتفكير القائم على الاستدلال الصحيح الذي يعتبر المقدمة لحصول الايمان في القلب والتأثير في الجوارح قبل الاقدام على الافعال لنطمئن على حسن العاقبة خاتمة اعمالنا وحقيبة سفرنا الى العالم الاخر.
وعلينا بالتوبة والندم على الذنوب والصبر على بلاء الفتن التي تعصف بنا كقطع الليل المظلم والخوف من غضب الله والرجاء بالدعاء والتوسل, والزهد في الدنيا والشكر على النعمة.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح