الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف المستور في كتابة الدستور

احمد حسين

2005 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا الامر قد يفسر الى حد بعيد الشكل المشوه الذي خرجت به المسودة العتيدة .. واضح من قراءة متفحصة للغة المسودة ان الاطراف المشاركة فيها تعاني من خوف مزمن وعقد رهيبة الكل خائف من الكل وهذه الظنون تأكدت لدي حين تابعت المناظرة التلفزيونية بين ممثلين لطرفين رئيسين في كتابة المسودة.... خوف الاكراد من خفض سقف مطالبهم ( والتي الى الان لايعرف كنهها القانوني ) .... وخوف الشيعة من عودة تحالف كردي سني يسيطر على مجريات الحكم ويعيد الوضع الى ابشع من ذي قبل .... وخوف السنة وضعف ثقتهم بالطرفين كونهم يدخلون ممثلين غير رسميين لطرف خاسر امتيازاته في الحكم الساقط حديثا وطرف لم يفكر في يوم من الايام ان الامور ستؤول الى ما آلت عليه ولم يكن مستعدا لها.
كتاب المسودة التي ستقدم بعد ساعات للبرلمان سطروا خوفا محضا ولم يسطروا ارضية دستورية قانونية حديثة كتبت لاناس يعيشون في القرن الواحد والعشرين فمثلا كيف تكتب او تأمل بموافقة العراقيين الذين قاسوا من ويل التحريض الطائفي وقاوموه بصبر معجز ان الجمهورية العراقية اتحادية اسلاميةولماذا نعود لمناقشة امر الاسلام في الوقت الذي استهلكنا ايام وجلسات وكولسات الايام البريمرية في وضع فقرة (الاسلام مصدر من مصادر ...الاسلام المصدر الاساس) ...لكن الرعب ذاته تجدد الان لا لشيء فقط لان المتفاوضين من الجهات نفسها قد مسهم ترف السلطة ولعبت برؤوسهم خمرة الكرسي اللعينة وعادوا وهم ضحايا الامس للتحدث بلغة النيابة عن الشعب والتاريخ والتي اهترأت على يد النظام الساقط..
الخوف سيد الموقف اخوتنا الكورد كما هو واضح من الاشارات الاعلامية الصادرة هنا وهناك خائفون من سيطرة الحكومة(الاتحادية ) المركزية على الثروات ويفضلون قبض تعويضات جرائم النظام الساقط نقدا والان وحتى تهيئة ظروف الاستقلال الكامل للدولة الحلم (كردستان) وهو امر اعتاد الاحباء الكرد التلويح به كلما سنحت الفرصة وليس استقبال البولوني اول او اخر الاشارات .المفاوضون الكرد يعانون الخوف ويترجموه مطالب واستحقاقات ولم يكفهم امانا ان رئيسنا الانيق منهم وانه سيمثلنا في قمة شرم الشيخ بعد ايام ووزير خارجيتنا وجل سفرائنا والعاملين بمعيتهم من احبتنا الكورد ..
لااعترض هنا على نوعية مطالب فئة بعينها و(الف عافية ببطنهم كل الوزارات والامتيازات)لكن اعترض على صياغة مستقبل العلاقة بينهم وبين المواطنين العراقيين الاخرين فأما هي شراكة والكل له الحق في التمتع بخيرات وطنه بموجب القانون والدستور وأما ان نعترف بدولة مستقلة لها الحق بالاستقلاا واستغلال خيراتها لمواطنيها فقط ... كيف يقبل القادة الكرد بكل الذي حصل في كولسات التفاوض على كتابة الدستور كيف يرسلوا اناسا يتحدثون فقط عن حقوق الكرد الساكنين في كردستان ؟؟؟؟ولو قلنا انها حكومة اقليم بعينه وان العراقيين وافقوا على وجود حكومة داخل حكومة ودولة داخل دولة فماذا سنقول لاهل الانبار واهل راوة وعانة ام هل سنسمح لهم ولاقليمهم المنتظر ان يكون صحراويا جافا من الثروات ( يمكن لكم ان تتحدوا مع الاردن او السعودية العربية) وهما قادران على اعالتكم لان الثروات توزع على مواطني الاقليم نفسه ....
لم يتمتع الكورد وهنا اتكلم من حيث الحقوق القانونية الدستورية وليس من حيث التطبيق الاداري لها كنص لم يحض الكورد في كل دول الجوار على حقوق كما حصلوا عليها بالعراق وتاريخ الكورد شاهد على ذلك حتى في النصوص الصدامية للحكم الذاتي كان لهم حقوق لم يحض بها اخوتهم في تركيا او ايران او سوريا وهذا ليس فضلا قدمه العراق الجديد لهم بل استحقاق نضالي جاء عبر اجيال من الشهداء والمآثر البطولية لكن الامر تغير الان والدستور ليس قرآنا كريما في السياسة اي ليس سيفا على الادارات المتعاقبة لو امنا بتعاقب الادارات ومارسناه مع الشركاء المستقبليين ..
اعتقد ان علينا ككرد ان نصغي لصوت الامل وصوت المستقبل المشرق مع شركائنا العرب ونتخلص من عقدة الضحية التي يجب ان تعوض حين الكلام عن المستقبل المشترك وبهذا تكون عبارة(العراق يتألف من قوميتين رئيستين هما العربية والكوردية ) كافية للتعريف القومي والاعتراف بحقوق عراقية كاملة لكلا القوميتين.
المسودة التي اثارت خوف المثقفين والعلمانيين من قيام دولة اسلامية لها ايجابياتها ايضا واهمها انها
اخرجت بعض المثقفين من عزلتهم الاعلامية وبلورت لديهم بطرحها بهذا الشكل الحاجة لتشكيلات تقدمية علمانية سياسية !!!
اعادت الامل بوجود حوار ونقاط لقاء مع بعض الاتجاهات السياسية الدينية التي لاتؤمن بولاية الفقيهوالتي تحلم بتحقيق صورة العدالة الاسلامية داخل مظلة الدولة العلمانية الحرة!!! فمفكر مثل الناصري وهو اية اي مجتهد لايجد حرجا في شحذ همم المثقفين والشعراء بالخارج والداخل وهو يعلم اختلافه الايدلوجي معهم وجلهم من العلمانيين او حتى( الملاحدة)!!!!
خوف المثقف التقدمي مبرر لانه ينتاول النص المجر المنشور بالصحف دون الاهتمام بوقائع الكولسات ويعد الدستور وثيقة تآخي يجب ان لاتغفل دوره وقد اثار عدد منهم اعني المثقفين اشكالية المشاركة بكتابة الدستور الا ان القوم كانوا يختلفون والوضع متأزم امنيا ولجنة الدستور هي اللجنة الوحيدة العاملة من لجان البرلما ن وكل اللجان الاخرى مصابة بشلل الاطفال السياسي ولم تكلف نفسها حتى الاجتماع ..

الخوف سيد الموقف كذلك بالنسبة للشيعة وهم الطرف المسيطر كما هو مفترض لوجود الوزارة في ايديهم الان
خوف من تحالف كردي عربي تحت مظلة الطائفة السنية واو خوف من تحالف شيعي بعثي علماني ؟مع الاكراد لن تجدي معه فتوة دينية للوقوف بوجهه .
اذا اضفنا الى ذلك تحالف التيار الصدري بشقه السياسي مع السنة العرب المغبونين من رؤيتهم لتقاسم الكعكة وحرمانهم منها والخوف من ذلك كله
ادى الى استخدام تأجيج (مظلومية الشيعة) كسلاح انتخابي ودرج عبارات بالدستور اعادت النص الدستوري العراقي الى ايام خلت من بدايات القرن الماضي.الا ان الامر لايعد برايي الا محاولات وردود افعال تفاوضية لخفض سقف مطالب الاخوة الكورد لااكثر.

والمسودة التي ستطرح تبقى مسودة نشرها افاد ولم يضر وكم بودي لو تدخل بالمسودة فقرة كبيرة عن الميزانية للدولة الاتحادية المنشودة فقرة تلزم من هم بالحكومة والادارة بالكشف الكامل عن حجم الاموال الداخلة والخارجة وطرق انفاقها ونشر هذه المعلومات للمواطن بدل التكالب على توزيع حصص لانعرف منها سوى مانراه من انفاق البعض على الاثاث والسيارات ومن قصص الفساد التي تكشف بعد حين من انتهاء عمل الحكومات
المسودة الدستورية كتبت بلغة مرتبكة وكان الاحسن لو عاد القوم الى مسودات دول الله المنتشرة في الارض لاسيما ونحن بعصر يمكنك فيه الحصول على اي معلومة بضغطة زر واحدة
وقبل ان نقول كان ماسوف يكون على طريقة درويش علينا ان نرفع اصواتنا عاليا لعل هناك من يسمع ونكون نحن المثقفون المنفيون الغرباء جهة ضغط اعلامية بوجه من يريد اعادة العراق الى الوجه الظلامي المسخ حيث تخسر كل الاطراف كل المكتسبات والى الابد هذه المرة ونبقى يقظين ساهرين على حرية الاجيال القادمة .
وان يتنادى من يشعر بنفسه الاهلية لذلك لاعادة كتابة مسودات جديدة اجمل واشرف بكثير من الاكتفاء بلعن الظلام في المسودات المطروحة من قبل اللجنة البرلمانية... خاصة الكتاب والادباءعلى المواقع الالكترونية يمكنهم عمل الكثير ويمكنهم اللقاء يوميا عبر الكومبيوتر ولساعات من اجل دستور خال من الكولسات وخال من المستور......


احمد حسين
يبدو ان قدر العراق ان يكون مكانا لصناعة تاريخ جديد للمنطقة حتى وهو في اشد حالاته بؤسا .. فمسودة الدستور التي نشرت في بغداد قبل ايام وتلاقفتها الايدي والعيون بعد طول مخاض وانتظار ومع انها خيبت الظنون والافكار اقول بعد ذلك كله تعد مشروعا رائدا في دول المنطقة وماحصل للعراق رغم كل شيء لم يكن الا ثورة هدمت كل شيء وان جاءت ملتبسة بتحرير يشبه الاحتلال او احتلال يشبه التحرير..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج