الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنسان يبحث عن الله

عمار الهاشمي

2005 / 8 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أنسان يبحث عن الله
... الى الذين يبحثون عن أدراك الحقيقة في قلوبهم , ويرغبون في تحرير النفس من الذات البشرية (الانا) أقدم هذه الكلمات البسيطة .
((الله)) كلمة بسيطة تتكون من أحرف صغيرة لكن يكمن فيها سر هذا الكون كله فقد حار الانسان في اعطاء تفسير واضح لهذه الكلمة منذ بدأ الخليقة ولحد هذه اللحظة التي كتبت بها هذه الكلمات .
ان سر هذه الكلمة اننا نحس بها في اعماقنا لكن لا نستطيع اعطاء تفسير واضح لهذا الاحساس فقط مجموعة من الانبياء والحكماء وبعض العلماء استطاعوا الوصول الى جزء من حقيقة هذا الاحساس الداخلي فكل واحد منهم جاء برسالة خاصة وفريدة من نوعها الا ان كل هذه الرسالات تمثل في واقع الامر رسالة واحدة تحاول البحث عن الحقيقة في اعماق قلب الانسان , اي انسان بأختلاف لونه ودينه وجنسيته ولغته وعاداته وتقاليده وتدعوا الى التحرر من سيطرة المادة , لقد حاول هؤلاء معرفة قانون حياة الانسان وقانون الحياة بأسرها , والان سوف احاول استعراض بعض من اقوال هؤلاء الانبياء والحكماء.
نبدأ بالحكيم الصيني ((لوتسو)) ان هذا الحكيم يسمي الله بـ(جوهر الوجود) أو ( الطاو) فما هو ( الطاو) بالنسبة لهذا الحكيم ( انه الخالد ,مصدر وجودنا , الذي يمدنا بعلمه وحكمته دون كلمات ، انه الخير الذي يسير في حياتنا كسريان الماء , انه الحق اللانهائي , السلام الكامل ....).
لكن كيف يمكن للانسان ان يشعر بـ ( الطار) الله ؟ يقول لوتسو: لكي تفهم الله يجب ان تجعله في اعماق قلبك.
اما النبي عيسى فيقول : ان الله هو أسم لمعنى النور الالهي في قلوبنا ( ان ملكوت الله في قلوبكم ) لقد ادرك عيسى ان ملكوت الله في نفسه وأخذ يعلم الناس كيف يشعرون هم ايضا في نفوسهم بهذا الملكوت فيقول ( انا فيكم وانتم في ).
اما الحكيم الهندي بوذا فيقول : اذا رغبت ان تصل الى بوذا ( النفس الحقية – نور الله في الانسان ) فعليك ان تتجه الى فطرتك الداخلية لان بوذا هو هذه الفطرة اما اذا بحثت عنه خارجك فلن تجده ابدا .
يقول السيد بوذا : الحق خالد دائما والموت لا يصل الى الانسان الذي يرتبط بالحقيقة .
أما التعاليم الهندوسية التي تتلخص من خلال ملحمه كان يكتبها الشاعر فاسيا والمعروفة بأسم ( باجانا جيتا ) اي اغنية الرب , ان هذه الملحمة تعكس تأمل الانسان لمعنى وجوده في الحياة حيث تقول الملحمة:
من هو الانسان؟
من أنا ؟ من أين أنا ؟ الى أين أنا ؟ لماذا أنا ؟
هل أنا هذا الانسان الذي يقوم بدور أجتماعي معين ؟
هل أنا هذا الجسد البشري؟
هل أنا مجموعة التجارب الانسانية التي أمر بها ؟
ها أنا هذا العقل الذي يبحث ويتساءل ؟
هل أنا مجرد هذه الانا؟..... من أنا ؟

يقول أحد الحكماء الهندوس الذي يسمي الله ( الاتمان ) فيقول : لم يكن هناك زمان لم يكن فيه الاتمان ( الله ) موجود أو لم تكن انت موجود .... ولن يكون هناك زمان يتوقف فيه الاتمان ( الله ) عن الوجود او تتوقف انت فيه عن الوجود .
اما النبي محمد فتتلخص تعاليمه حول عبارة ( أن لا الله الا الله وأن محمد رسول الله ) فقد عاش النبي محمد في عصر الوثنية في عصر من الظلام الحالك لكن النبي محمد أستطاع ان يبحث عن النور في هذا الظلام ويتبعه الى مصدره الاصلي في داخل قلبه وبذلك عرف معنى التوحيد .
وهنالك الكثير من الانبياء والحكماء الذين اعطوا تفسيرا لهذا الاحساس الداخلي لكن هل توصل هؤلاء الى معنى (الله ) هل من الممكن ان نقول انهم أدركوا حقيقة الوجود وهل من الممكن أقامة منهج لاعطاء تفسير لمعنى ( الله) بالاعتماد على جميع تعاليم الحكماء والانبياء السابقين .
وفي الختام أقول اي نوع من الامراض النفسية والعصبية التي تواجه الانسان المعاصر؟ كيف اصبح العالم تحت وطأة العلوم المادية عبدا لالة العلم؟ كيف اغشت هذه العلوم المادية أبصارنا فلم نعد نرى الحقيقة ؟ أي نوع من الوثنية التي تواجه العالم المعاصر ؟ وهل نحن على وعي كامل بها ؟ كيف يمكن مواجهتها؟
هذه مجموعة الاسئلة اوجهها الى كل شخص يبحث عن الحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تقر قانونا يسمح لسجنائها بالقتال في صفوف قواتها الم


.. دول الاتحاد الأوروبي تتفق على استخدام أرباح أصول روسيا المجم




.. باريس سان جيرمان.. 3 أسباب أدت للفشل الأوروبي منها كيليان مب


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقاشات في إسرائيل بشأن بدائل إدارة مع




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف ربم