الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدلية العلاقة بين المقدس ورجال الدين .. مداً وجزراً ..!0

عبده جميل اللهبي

2005 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكثرة المدارس الفكرية الإسلامية وجدلية العلاقة فيما بينها تظهر لنا محاولات العقل المسلم في تخطي الواقع المرير الذي وقع فيه بإختلاق تبريرات متباينة ومتناقضة في ذاتها في محاولة منه موضعة المقدس بالشكل المتناسب مع قضايا العصر والتنوع الذي يمروا فيه ..
غير أن ألا خفاقات التي وقعوا فيها استطاعت أن توجد أرضية مناسبة في اختلاق التأويلات والتفسيرات والشروحات والتي حاولوا من خلالها الرفع من شأن المقدس والحط من سمة الخلاف فيما بينهم غير أن هذه المحاولات بأت بالفشل الذريع والسبب في ذلك هي بنية المقدس الهشة وتفكيرا ته السحيقة والبعيدة اصلاً عن متناول العقل ...
لذا يحق لنا في هذه الفقرة أن نبين المدى الواسع الذي وصلت إليه جدلية العلاقة بين المقدس ورجال الدين لتتبين لنا هشاشة العلاقة ومفارقات الرؤية أما وقعها على القارئ فيعتمد على إذا كان القارى معمماً أو مكمماً أم لا فإلى المفارقة :
هناك اخطاء تاريخيه وحسابية في القرآن تبين بجلاء ووضوح ووهمية التنزيل ومهزلة التاويل ... جاء في سورة آل عمران في الاية 46 خبر ان عيسى ابن مريم : ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين )) لو سلمنا جدلاً بصحة هذا القول بإن عيسى ابن مريم كلم الناس في المهد وهذا امر يستبعد ويدخل في دائرة الاستحالة . الا ان ابن كثير يخبرنا في تفسيره (( حدثنا حاتم , حدثنا ابو الصقر يحي بن محمد بن قزعة حدثنا جرير يحي ابن ابي جازم عن محمد عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال (( لم يتكلم في المهد الا ثلاثة : عيسى وصبي في زمن جريج وصبي اخر ))
والمهم أن لو حدث وتكلم عيسى في المهد لتكلم بهذا النصارى واليهود (( فأهل مكة أدرى بشعابها )) غير انه لم يذكر في أي من التاريخي وحتى لو كلمهم في المهد فهو قطعاً لم يكلمهم كهلاً إذ انه صلب وهو في الثلاثين من عمره ولكن حاول رجال الدين من المفسرين تلافي هذه الزلة بأن قال ابن كثير : (( في حال كهولته حين يوحي الله إليه بعد إن ينزل من السماء )) وقال ابن جريج عن مجاهد قال : (( الكهل هو الحليم )) يعني انه سيكلمهم وهو حليم وهذا طبعاً تفسير غير مقنع وقال الاخفش : (( يقال للطفل حدث إلى سن ست )) وهذا تأويل ضعيف فشاب عمره ثلاث وثلاثين كيف يكون كهلاً ...
وذهب اخرون ان المسيح لم يقتل ولم يصلب وانما رفعه الله اليه وهو حي في السماء وسوف ينزله الله مرة اخرى ويعيش الى ان يصير كهلاً ويكلمهم : وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن , والصعوبة هنا شبه لهم وان اللذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ً ولو صدقنا قولا ان الله رفع عيسى حياً الى السماء ولا زال حيا يرزق هناك وسو ف ينزله في المستقبل فسوف يكون عمره في ذلك الوقت الاف السنين وهذا كلام لا يصدق إذا فما الحكمة من قطف عمر عيسى في الثالثة والثلاثين وعدم جعله يكبر سناً حتى يصبح كهلاً فيكلم الناس ...
وفي سياق السورة نفسها الاية 55 نجد وهنا مربط الفرس (( إذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي )) ونجد ايضاً في سورة المائدة الاية 117 بخطاب الله لعيسى بقوله (( وقال له أأنت قلت للناس اعبدوني وامي دون الله )) اجابة عيسى بـ (( ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم (متى) فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم)) فهاهو عيسى ابن مريم يقول لله لما توفيتني اذ نستنج ان عيسى قد مات إما مصلوباً او موتاً طبيعياً ولم يرفعه الله اليه حياً .. ولكن القرطبي يقول في تفسيره : اني متوفيك بعد ان تنزل من السماء لتقتل المسيح الدجال . وقال الحسن بن جريح : إني متوفيك يعني اني قابضك ورافعك الى السماء من غير موت ) وقال الضحاك ان اللذي قتل كان واحد من الحواريين وان الله كسى عيسى الريش والبسه النور فطار مع الملائكة ...
هل للعقل ان يصدق مثل هذه الاقوال والتراهقات ...
فالقرآن ياتي احياناً باشياء ليست من التاريخ في شيء ولا يعرف عنها الناس شيئاً : ففي سورة الدخان الايه 37 نجد (( اهم خير ام قوم تبع والذين من قبلهم اهلكناهم إنهم كانوا مجرمين )) يقول المفسرين ان تبع كان نبياً او رجلاً صالحاً فإذا كان العرب اللذين جاء الاسلام لاقناعهم لا يعرفون تبع هذا فما هي الفائدة اذا من سؤالهم هم خير ام قوم تبع ؟
وهناك إشكال في قصة ابراهيم وإسماعيل ففي سورة الصافات الاية 101 وما بعدها نجد (( فبشرناه بغلام حليم . فلما بلغ معه السعي قال يا بني أني ارى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا آبت افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين . فلما اسلما وتله الجبين . ناديناه ان يا ابراهيم . قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين . إنه من عبادنا المؤمنين . وبشرناه بإسحاق نبياً ومن الصالحين )) يفهم من هذه الايات ان الله امر ابراهيم ان يذبح ابنه إسماعيل لان مجرى الاحداث يتطلب ذبح الابناء . فيما الله يبشره بإسحاق بعد ان فدى بالاول بذبح عظيم ..
لكن التاريخ اليهودي يقول ان الله امر ابراهيم بذبح إسحاق . ويتفق جل علماء المسلمين على ذلك إذاً فمن هو الذبيح اسماعيل ام اسحاق ؟
إبن كثير في تفسيره للايات يقول حدثنا داوود العطار عن ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عنهما قال : الصخرة التي بمنى بأصل كبير هي الصخرة التي ذبح عليها فداء ابنه اسحاق وقال حمزة الزيات عن ابن مسيرة : قال : قال يوسف عليه السلام للملك في وجهه : ترغب ان تاكل معي وانا والله يوسف بن يعقوب بن اسحاق ذبيح الله ابن ابراهيم خليل الله . روى عكرمة بن مسعود انه اسحاق وروى ابن اسحاق عبدالله بن ابي بكر عن الزهري عن ابي سفيان عن العلاء بن جاريه عن ابي هريرة عن كعب الاحبار انه قال هو اسحاق ...
ويجادل بعض العلماء في ان الفداء كان لاسماعيل لان الله بشر ابراهيم باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب . ويقولون كيف يخبر الله ابراهيم انه سيهبه من بعد اسحاق يعقوب ثم يقول له انه ذبح اسحاق .
مذبحة ابراهيم يظهر لي ان الخروج منها بالقول ان القران لما قال : (( وبشرناه باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب )) قصد انه سيوهب لإبراهيم إسحاق ويعقوب كما جاء في الاية من سورة الانعام 84 (( ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلاً هدينا )) يفهم من هذه الاية ان الله وهب لابراهيم ابنين : اسحاق ويعقوب ولكن يعقوب هو ابن اسحاق وليس ابن ابراهيم وقد عرف المفسرون بعد ان درسوا التاريخ اليهودي ان يعقوب ابن اسحاق فاضافوا هذا التفسير وقالوا ان الله بشر ابراهيم وزوجته ساره باسحاق ومن بعد اسحاق يعقوب وهذه تثبيت بان الله وهب ابراهيم ابنا اخر بعد إسحاق وهو يعقوب وهذا القول ارجح ان يبشر الله بما سيوهب له من اولاد وليس بما سيوهب لهم من احفاد لان ابراهيم كان يتوسل الى الله ان يهبه ذرية قبل ان يموت لكبره وزوجته في العمر عتيا , وبعد ان تبين لنا بان الذبيح هو اسحاق لا اسماعيل فكيف يبشر القرآن به هبة لابراهيم ثم يامر بذبحه ( ماهذا التناقض ) من ثم لا اعتقد ان هناك تفسير منطقي اكثر من ان محمد اعتقد ان يعقوب هو ابن ابراهيم من بعد اسحاق .
وفي سورة يوسف لما وجدوا صواع الملك في متاع بنيامين , اخى يوسف الصغير , يخبرنا القران في الايه 77 ان اخوته قالوا : (( ان يسرق فقد سرق اخ له من قبله فأسرها يوسف في نفسه )) يقول الطبري في تفسير الايه : يقصدون يوسف وقد كان سرق من ابي امه صنماً من ذهب كان يعبده , فحطمه يوسف . وفي سفر التكوين الاصحاح الحادي والثلاثين 19 يخبرنا ان السارق لم يكن يوسف وانما امه راحيل عندما سرقت الذهب من بيت والدها قبل ان تغادر مع زوجها ايوب
هذه الجدليه التي اوجدت شرخاً في هيكل المقدس ونبهتنا على تناقضاته الواضحة والتي لا تحتاج الى توضيح اكثر من هذا لنقف اما هذه التساؤلات اين يقف المثقف العادل امام هذه التناقضات الصريحة ؟
وهل له ان يجد مخرجاً او حلاً لسد هذه الفجوة ؟ بالطبع ستكون الاجابه بالنفي .. لذا ما علي الا ان اهمس في اذنه بالقول بان تاريخية القرآن واضحة جداً وبشريته اكثر وضوحاً ... ولا يحتاج الامر الى دليل اكثر من ذلك ...
ونجد في القرآن ايضاً بعض الاخطاء العدديه والتي تثبت بوضوح ان محمد ما كان يجيد الرياضيات بشكل دقيق وما كان يعرف قواعد الحساب ...
حيث جاء في سورة البقرة الاية 233 (( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة )) وفي سورة الاحقاف الاية 15 نجد (( ووصينا الانسان بوالديه احساناً حملته امه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً )) وهنا يتضح ان مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل عادة يكون تسعة اشهر وبالتالي يكون مجموع الرضاعة واحد وعشرين شهراً لنحصل على المجموع وهو ثلاثين شهراً كما جاء في الاية الثانية واختلف رجال الدين في ايجاد حلاً مناسباً لهذه الهفوة المقدسة التي اظهرت فعلاً هشاشة المقدس ومتانة المدنس .
وهناك اختلاف حسابي اخر في عدد الملائكة اللذين امد الله بهم المؤمنين يوم موقعة بدر .. ففي سورة الانفال الاية 9 : (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إني ممدكم بإلف من الملائكة مردفين)) وفي آل عمران الاية 124 (( إذ يقول للمؤمنين الن يكفيكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين )) وفي الايه 125 من نفس السورة (( بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين )) نرى في هذه المفارقة العجيبة حيث إبتداء تعداد الملائكة بألف ثم وصل الى ثلاثة ثم الى خمسة الآف وهؤلاء كلهم في موقعة بدر وليس في مواقع اخرى عن ابن عباس انه قال (( لم تقاتل الملائكة الا يوم بدر ...
وهؤلاء الملائكة المسومين اختلف الصحابة في سماهم فمنهم من قال ان عمائهم كانت بيضاء وقال اخرون كانت حمراء وذهب اخرون الى القول خيولهم . ولكننا قرأنا في سورة فاطر , الايه الاولى تقول (( الحمدلله فاطر السموات والارض وجاعل الملائكة اولى اجنحة مثنى وثلاث ورباع)) وهنا يضع السؤال نفسه : اذا كانت للملائكة اجنحة فلماذا احتاجت الى الخيول في يوم بدر ؟ وهذا الاختلاف يدل ان لا احد رأهم اصلاً , وانما صدقوا ما قيل لهم ثم الم يكن من المستحيل رؤيه الملائكة اذاً فما الحكمة في اعطائهم سمات حمراء او صفراء وخضراء ؟..
بالمناسبة اذكر هنا ما قاله ابن الراوندي مستهزاء بقوله : إن الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى في يوم بدر لنصرة النبي بزعمكم كانوا مفلولي الشوكة قليلي البطشة على كثر عددهم وإجتماع ايديهم وايدي المسلمين فلم يقدروا على ان يقتلوا زيادة على سبعين رجلاً وقال بعد ذلك : إين كانت الملائكة في يوم احد في يوم احد لما توارى النبي ما بين القتلى فزعاً وماباله لم ينصروه في ذلك المقام ؟)) ...
وهناك موضوع اخر اكثر أثارتاً وهو موضوع العدة للنساء المطلقات واللاتي مات ازواجهن فمثلاً نجد في سورة البقرة الايه 228 : (( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ))
والغرض المراد به من الثلاثة قروء او ثلاثة اشهر هو التاكد من اذا كانت المرأة المطلقة حاملاً من زوجها أم لا . والثلاثة شهور هذه لاشك من انها لمعرفة ما إذا كانت المرأة حاملاً ام لا ...
وفي نفس السورة الاية 234 نجد (( واللذين يتوفون منكم فيذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشرا ))! وهنا يتسأل المرء ويقف حائراً امام هذا التناقض متسألاً لماذا تختلف عدة المراة المطلقة عن التي مات عنها زوجها ؟ فهل حمل المرأة التي مات عنها زوجها يتطلب وقتاً ليظهر ؟
المفسرون كان لهم مداً وجزراً امام هذا التناقض فمنهم من قال (( ان خلق احدكم يجمع في بطن امه اربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله الملك فينفخ فيه الروح )) كما جاء في الصحيحين فهذه اربعة اشهر فقط وسئل سعيد بن المسيب : لم العشرة؟ اي العشرة الايام الزائدة : فقال فيه ينفخ الروح فالملك يحتاج لعشرة ايام كي ينفخ في الجنين الروح ؟ فأذا كان هذا صحيحاً اعني ان الحمل يحتاج الى اربعة اشهر وعشرة ايام ليظهر لماذا اذا تكون المطلقة ثلاثة اشهر فقط ( ولم ينفخ الروح في جنينها ) اما عدة المتوفي عنها زوجها اربعة اشهر وعشرا ؟ والاصعب فهمه من هذا كله ان الامة اي المملوكة عدتها شهران فقط اذا مات زوجها فهل تعرفون هل الجنين في بطن الامة يتكون بسرعة اكثر من الحرة...
واذا كان القران قد نزل لكل الناس ولكل العصور كما يقول رجال الدين وعلماء المسلمين فلماذا لم يضع اعتباراً لتقدم العلم في عصرنا هذا وفي العصور القادمة . فنحن الان نؤكد وجود الحمل او عدمه بعد اسبوعين فقط من تأخر الدورة الشهرية بان نجري فحصاً .
وفي سورة الاعراف الاية 54 (( ان ربكم الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش )) اما في فصلت الاية 9 وما بعدها فنجد : (( قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواءً للسائلين ثم استوى إلى السماء فقال لها والارض أتيا طوعاً او كرهاً قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها ... )) هنا المجموع يصبح ثمانية بدل الستة المتعارف عليها وفي محاولة رجال الدين في تفسير الجلالين ان الله خلق الارض في يومين هما الاحد والاثنين ثم قدر اقواتهما في تمام اربعة ايام بدل اربعة ايام اخرى فهوهنا يحسب الاربعة ايام من اول يوم بداء فيه الخلق وهو يوم الاحد ولذا يكون قد خلص من خلقها وتقدير اقواتها يوم الاربعاء ثم سوى السماء في يومين فيكون مجموع الايام سته .
ولا اظن هذا التفسير يقنع احداً فالقرآن يقول انه خلق الارض في يومين وخلق فيها الجبال والعشب وما الى ذلك في اربعة ايام ولو اراد ان يقول انه خلق الارض والجبال والعشب في اربعة ايام تصبح بداية الاية (( إنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين )) جملة غير مفيدة , او بمعنى اخر تكون حشواً لا داعي له اصلاً والمقدس لابد وان يكون منزهاً عن ذلك ..
ثم ما هي حكاية الخلق بحساب الايام التي تبين ان لا وجود لعالم لاهوتي متحرر من المادة , لان فعل الزمان والمكان هو من اصل المادة ولو فرضنا ان اله الكون خارج عن المادة فهذا مستحيل بإعترافه هو لا انا ... والمقطع الاول من الاذان (( الله اكبر )) يشكل عائق امام خروج اله الكون عن المادة خصوصاً وان الكبر والصغر والحجم والوزن كلها اساسيات ومنطلقات مادية بحتة خرجت من شعاب مكة ...
الكتاب المقدس والقرآن الكريم وكل الكتب المقدسة ماهي الا نصوص تاريخيه منهجت بحسب الظروف الزمانية والمكانية لعصورها وبالتالي فهي معرضة للنقد التاريخي اليوم او غداً لانه لايوجد نزعة قدسية اصلاً لكتب واضعوها هم بشر مهما كانت خوارقهم اللاشعوريه التي تجسدت في سيرهم ... فهم قد وضعوا المقدس لمصالح سياسيه او مادية وبالتالي فالقرآن كمقدس يرتبط في ظهوره بمصالح هذه الفئة من الناس وتبعاً لذلك فإن لكل فترة تاريخية ولكل مجموعة مقدسها الخاص .. وبعبارة اخرى فإن الاسلام هو مقدس بالنسبة للذين عاصروا محمد اما نحن فعلينا بالدراسه النقدية له من اجل الوصول الى الحقيقة ,, بانه نص تاريخي مادي دنيوي بحت ,,
والامر لا ينحصر هنا فكل ما يتعلق بحياة الانسان وعمران ارضه , على ابلغ الماديات للمنظومة الفكرية الكونية التي يكدح لها العقل البشري والتي يمكن ان تؤدي دوراً يسدي خدمة للانسانيه في كمالها وصلاحها يحتم كيفية علمية ان تلازم ساحة الوعي وفضاءه المطلق ..
بعد هذا يجب علينا ان نؤطر ايديولوجية للوعي اي عملية تفنين وتقعيد او ادلجة تتطرق الى دراسة الواقع المتغيير وملازمته المعرفية لكل العلوم التي تتناول حركة الناس والمجتمع ومراحل وجودهما في كل الاشكال الحضارية والمتوقعة ...
فالمتتبع لمراحل التاريخ الاسلامي وما رافق تلك الحقب من نتاجات وتحولات يدرك بجلاء ان الاحتكاك والتعاطي لحقبة زمنية سابقة في تجربتها النظريه وتأصيلها المعرفي لواقعها الزمني . نفذت مع اول خطوة لحقبة لاحقة واصبحت ساعة ذاك الواقع غريبة عنه وميته امام تنفساته . لذا فإن حركة الواقع لا تهداء وتشكلاته لا تقف عند حد . لذا فإدراك هذه التشكلات باتت حاجة ملحة بعيدة عن هرطقات المقدس واوهام التقديس ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah