الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتم في اليمن أي خدمه

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإنسان هو ابن مجتمعه و بيئته وكل مجتمع له خصوصياته وسلوكياته ومفرداته الكلامية وعاداته وتقاليده الإيجابية والسلبية التي تتماشي مع الثقافية المجتمعية السائدة بحيث تعكس تلك المفاهيم والخصوصيات شكل المجتمع وثقافته وعلاقة الأفراد فيما بينهم , والمجتمع اليمني هو جزء من تلك التفاعلات والسلوكيات الصحية والخاطئة , ولكن هنا في اليمن برزت بعض السلوكيات الغريبة والدخيلة على اليمن واليمنيين وقاتلة للبلد و للعلاقات المجتمعية وللأسف صاحب تلك الظواهر الدخيلة اختفاء كثير من القيم السلوكية الراقية في مجتمعنا الذي عُرف عنه صفات إيجابيه كثيرة مثل ألأمانه والكرم والشهامة والشجاعة والرحمة والصبر والتسامح ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وألان أصبحت بعض تلك الصفات تندثر تدريجياً وتبرز بدلاً عنها سيطرة للسلبية ألقاتله والسلوكيات الخاطئة والقيم المادية البعض في اليمن يحاول أن يفرضها كعادات وأمر واقع يجب التعايش معه وهي مرفوضة في عرف المنطق و في مجتمعات لا تملك ربع قيمنا ولا حتى جزء بسيط من تاريخنا وتطورنا الإنساني والحضاري والثقافي .
انتظر اليمنيون حدوث تغيير وتصحيح في بعض المفاهيم و السلوكيات الخاطئة بعد الثورة ولكن المؤسف والمحزن أنها استمرت كما في السابق وتسير نحو التصعيد والى الأسوأ وحتى الدين أصبح أكثر نفاقا في قلوب بعض المتدينين الذين غابت عن عقولهم القيم الأخلاقية الإسلامية ألقائمه على الصدق والتقوى والسلم ومبدأ حب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه واستبدلوها بثقافة الإرهاب والعمليات الانتحارية والتفجيرات والحروب المذهبية وتخريب للبنى التحتية والتي نتج عنها توسع في مساحة الفقر واقتصاد منهك وسياسية ضعيفة وانعدام الأمن و زيادة في معدل جرائم القتل والسرقة والاختطاف وانتشار المسلحين والابتزاز والنصب والمخدرات واستخدام مفرط للنفاق والجشع والرشوة والاختلاسات و العصبية والشتم في الشارع والكذب والغش في البيع وفي الامتحانات الدراسية وقلة احترام الآخرين و توسيخ الأماكن العامة و انتشار معاملة الأبناء لوالديهم بالسوء والقسوة , و بعد الثورة أيضا زاد مستوى البطالة ومعها برز مصطلح الخدمات ( أي خدمة ) وعرضها ألارتجالي الفردي المتبادل بين اليمنيين وعلى الآخرين والتي تُقدم بسبب أو بدون سبب من اجل الحصول على المال و جميل أن الفرد يساعد ويخدم الآخرين والأجمل أن تكون تلك ألخدمات بعيده عن الخطر والسذاجة وتحترم عقول الآخرين وتفصل بين الأخلاق والتقاليد لأن الأخلاق من الثوابت ألدينيه والإنسانية أما التقاليد فهي قابله للتغير ولكن تبقى مرتبطة بسلوك وعادات وضوابط مجتمعيه وقانونيه حتى لا تخل بالتوازن والقيم الاجتماعية , لذلك فمصطلح خدمات يدخل ضمن مفهوم التقاليد ولكنه في اليمن أصبح خارج نطاق السيطرة الاجتماعية ويستخدم على مدار اليوم بطريقه منظمه وعشوائية ولهذا السبب فأن مصطلح خدمات هو ماركه يمنيه مسجله حتى الزائر لليمن سيلاحظ على ارض المطارات و المنافذ البرية والبحرية أن هناك بعض من الموظفين المدنيين ورجال الجمارك وحتى الأمن يعملون سماسرة مع الزوار و المسافرين داخل صالة الوصول والمغادرة والتفتيش يعرضون عليهم خدمات إجراءات التخليص السريعة وطبعاً ليس ببلاش وهذا أمر واقع ولكنه مرفوض ومنبوذ من قبل كثير من اليمنيين , ولكن الغريب هو ذلك السلوك والحب الكبير المرتبط بالاستخدام المفتوح و دون حدود لكلمة خدمات في كل مكان وزمان في اليمن حتى أصبحت تنافس تحيه السلام عليكم في الحياة أليوميه ويعرضها عليك الصغير والكبير ليل نهار ومنتشرة بصورة مخيفة وفي أماكن غير معقولة كالمستشفيات والسجون والمحاكم والشرطة والجيش والدوائر الحكومية والمدارس , الصديق و الغريب المدني والعسكري يسلم عليك في الأماكن ألحكوميه والعامة ويعرض عليك خدماته دون مقدمات أو طلب منك وأحياناً دون احترام لك لأنه هو أصلاً عاجز عن فعل شيء لنفسه , وأخر يقف في الطرف الأخر من الرصيف يبتسم لك و يصيح بأعلى صوته ليحييك وبعدها مباشره يقول لك خدمات , وأخر بعد انتهاء حديثه معك على التلفون وهو صاحب الإمكانيات المتواضعة يردد إلى مسامعك خدمات , وأخرلا يعرفك يفترش الطريق ويمضغ القات ومحلق في سماء أحلام اليقظة يلقي التحية عليك مع ابتسامه غير مفهومه ثم يعرض عليك خدماته , لكن المشكلة والخطورة تكمن في وصول عروض الخدمات اليمنية إلى أطراف خارج اليمن إلى دول قريبه وبعيده , أطراف خبيثة استغلت كلمة الخدمات التي تُعرض ببرئه ولعبت بعقول بعض اليمنيين وبرمجتهم لصالحها وحقق اليمنيون لها بالوكالة أهدافها الدنيئة ونشروا الفوضى و الحروب والإرهاب من اجل مصالحها التي أوصلت البلاد إلى مأزق عام وعلى كافة المستويات ولذلك وجب على اليمنيين أن ينتبهوا و يعرفوا أن عرض الخدمات بدون الثوابت الأخلاقية يعني فساد وحروب و تفكك للمجتمعات .

د/ مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |