الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار صحفي مع ألشيطان

كامل علي

2014 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ألصحفي: وددت إجراء حوار معك فهل يزعجك ذلك؟
ألشيطان: كلّا على ألعكس أنا سأكون سعيدا بذلك لأنّي أود توضيح ألأكاذيب وألأساطير ألتي تدور حولي، ولكن ما دفعك لتجشم مشاق ألسفر للقائي؟
ألصحفي: أمس كنت متمددا في ألسرير ومستغرقا في قراءة حديث ألنبي محمّد حول دورك في سهو ألمسلمين في ألصلاة، وجاء في ألحديث أنّ إسمك خنزب ثمّ أستغرقت في ألنوم ورأيتك تجثم على صدري ولم أستطع ألتنفس واستيقظت مذعورا، لذا قررت ملاقاتك للتعرّف على ماهيتك.
ألشيطان: حسنا فعلت، هات ما عندك وسأكون صريحا معك قدر ألمستطاع.
ألصحفي: سأبدأ بألحلم، لماذا حلمت بك؟
ألشيطان: بتأثير قراءتك للحديث ألنبوي، إنّ الحلم يتكوّن في العقل الباطن ( اللاشعور ) للانسان النائم باستخدام ارشيف المعلومات والذكريات الموجودة في دماغ الحالم وذلك بتأليف سيناريو مُبهم وبإستعمال رموز بدل الاحداث والشخصيّات الحقيقية.
انّ المؤثرات في تكوين الاحلام عديدة، فمثلا حدوث حادثة او إجراء حديث او مشاهدة فلم قبل النوم بفترة وجيزة او قبل عدّة ايام وكذلك رغبات الانسان المكبوتة كالرغبات الاقتصادية والجنسية والبيولوجية الاخرى، يضاف الى ذلك تاثيرات البيئة المحيطة بالنائم كسماع الاصوات والضوء الساقط على عين النائم والروائح التي يتنشقها مع الهواء.
ألصحفي: على ذكر ألرغبات ألبيولوجية، هل صحيح أنّك تضاجع ألناس أثناء نومهم؟
ألشيطان: لقد أضحكتني، أنت إذاً لم تفهم ماقلته لك حول ألأحلام، ألمضاجعة هي تنفيس للرغبة ألجنسية ألمكبوتة.
ألصحفي: هناك تشويش حول إنتمائك، فقسم من ألآيات ألقرآنية تذكر بأنّك تنتمي إلى ألملائكة وقسم آخر تذكر بأنّك تنتمي إلى ألجن، ألا توضح ألأمر؟
ألشيطان: لا هذا ولا ذاك، أنا لا منتمي.
ألصحفي: قسم من ألمسيحيين ألغنوصيين يؤمنون بأنّك خالق للكون أمّا بقية ألمسيحيين وجميع ألمسلمين فيقولون إنّك إحدى مخلوقات ألرب أو ألله، أرجو أن توضّح هذا ألتناقض.
ألشيطان: لا هذا ولا ذاك.
ألصحفي: أجوبتك غامضة.
ألشيطان: أنا أحب ألغموض.
ألصحفي: لماذا؟
ألشيطان: لولا ألغموض لما خاطرت بمقابلتي.
ألصحفي: هل تعتقد بأنّي أخاف منك؟
ألشيطان: نعم بدليل أنّك كدت تختنق عندما رأيتني في ألحلم.
ألصحفي: عندك حق وأعتقد بأنّك اشجع منّا بدليل أنّك لا تهرب عندما يرمونك ألمؤمنون بألحجارة أثناء ألحج.
ألشيطان: شكرا للمديح، ولكنّي لا أتواجد في مكّة.
ألصحفي: لماذا؟
ألشيطان: لأنّ ألملائكة يقومون بزيارات متواصلة لمكّة، ألم تسمع بمقولة: إذا حضرت ألملائكة، هربت ألشياطين.
الصحفي: هل حقا عصيت ألله ولم تقبل ألسجود لأبانا آدم؟
ألشيطان: كلّا وألف كلّا، إنّ هذه ألحكاية هي رمز للشرور الموجودة في نفوسكم، ألم يذكر ألنبي محمّد في ألقرآن (أنّ ألنفس لأمّارة بألسوء) وهذه أصح عبارة في ألقرآن وينفي جميع ألتهم ألتي ألصقتموها بي.
إنّ حكاية رفضي السجود لآدم وطلبي من الله إمهالي إلى يوم القيامة بعد قسمي بعزته لكي أغوي البشر وقبول الله هذا الطلب الغريب بتعيني للقيام بهذه الوظيفة ليست سوى حل لدرء التهمة عن الله بأنّه هو ألذي خلق الشر وزرعه في نفوسكم، لانّكم ستتسائلون:
إذا كان الله هو الذي خلق الشر في نفوسنا فلم يحاسبنا ويعاقبنا على ذنوبنا؟
إنّ اعجب ما في قصّتي هو تمرّدي على الله، إنّ هذا التمرّد هو اغرب حكاية جالت في عقولكم واحسن مثل لما جال ويجول في ألفكر ألإنساني من تصوير ألمستحيل.
ألصحفي: سؤال أخير، من أنت؟
ألشيطان: أنا شماعة تعلقون عليها ذنوبكم وأخطائكم.
ألصحفي: شكرا يا شماعتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عاجبنى الملحوظات المُبطّنة هنا
حازم (عاشق للحرية) ( 2014 / 7 / 13 - 13:23 )
أستاذ كامل اعجبتنى فكرة المقابلة
و طريقة ان دسست شرح لحقيقة القصة كلها على طريقة (الحدق يفهم)

مثلا:
((ألشيطان: بتأثير قراءتك للحديث ألنبوي، إنّ الحلم يتكوّن في العقل الباطن ( اللاشعور ) للانسان النائم باستخدام ارشيف المعلومات والذكريات الموجودة في دماغ الحالم وذلك بتأليف سيناريو مُبهم وبإستعمال رموز بدل الاحداث والشخصيّات الحقيقية))

وكأنك تقول للناس ,ان موضوع الشيطان اساسا خرافة من اختراع البشر (سواء عن عمد, او بشكل عفوى لإنسان قديم رأى تهيؤات انعته بكائن خرافى اسمه شيطان او حلم به كثلا)

وايضا:
((ألشيطان: لا هذا ولا ذاك
ألصحفي: أجوبتك غامضة
ألشيطان: أنا أحب ألغموض
ألصحفي: لماذا؟
ألشيطان: لولا ألغموض لما خاطرت بمقابلتي))

موضوع الغموض,وكأنك تقول ان الغموض هو احد الطرق التى تم بها تمرير الدين و خرافته الدينيه على الناس(شئ مش واضح و غير ممكن التأكد منه,فليصدق من يصدق و من لن يصدق يتوه معاهم كيف يقنع من هو مخدوع بانهم مخدوعين)

ههههههه
مقالة ظريفة , لعل الناس تدرك فعلا ان الأديان و قصصها الخرافية هى اساسا ميثولوجيا حضارات قديمة ظلت على قيد الحياة بسببنا فقط نحن البشر(وهم فى عقولنا فقط)


2 - ألمتدين لا يلجأ للمنطق
كامل علي ( 2014 / 7 / 14 - 08:35 )
عزيزي حازم
اسعدني مساهمتك وإغنائك ألموضوع.
مشكلة ألمتدين هو عدم إستعماله ألمنطق في دراسة دينه، ربما بسبب نظام ألتعليم عندنا ألذي يعتمد على ألحفظ وألتلقين.
فلو أستعملوا ألمنطق في موضوع تمرد ألشيطان على ألله لأدركوا أنّ هذا ألأمر محال ويتناقض مع ألألوهية (إنّ اعجب ما في قصّتي هو تمرّدي على الله، إنّ هذا التمرّد هو اغرب حكاية جالت في عقولكم واحسن مثل لما جال ويجول في ألفكر ألإنساني من تصوير ألمستحيل).
تحياتي.

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran