الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كردستان وتركيا تاريخ جديد

عدنان جواد

2014 / 7 / 12
المجتمع المدني



لابد قبل الخوض في أسباب هذا التقارب من مقدمة تاريخية، فنضال الأكراد منذ زمن الدولة العثمانية في الحصول على حقوق وحكم ذاتي ،دائما يصطدم بجدار المحيط والحكومة المركزية، و لكن غالبا ما يتم الارتماء بأحضان الآخرين مع الأسف وخاصة القوى العالمية لمحاربة أبناء شعبهم، فخلال تولي الزعيم عبد الكريم قاسم قيادة جمهورية العراق بعد عام 1958اصدرت الحكومة العراقية عفوا عاما(مرسوما جمهوريا) شمل البرزاني ورفاقه، وقرار تسوية القضية الكوردية وإقامة الحكم الذاتي، فقبل بذلك البرزاني حتى انه قال:(آمل على كل الحكومات المجاورة للعراق بان تمنح الكورد، ذات الحقوق التي منحت لكورد العراق) وكان يعني ايران وتركيا.
كان الملا مصطفى ملا البرزاني قائدا عسكريا في دولة مهاباد التي انهارت في سنة 1964 في ايران، وفي عام 1961قامت حكومة عبد الكريم قاسم بإصدار قرار يفرض الحضر على نشاطات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بعد تعامله مع الدول الأخرى ضد الدولة العراقية، وتم التفاوض مع عبد السلام عارف ولم يحصلوا على شيء، وفي سنة 1970 تم توقيع اتفاقية آذار، فوقع على الاتفاقية صدام حسين نيابة عن الحكومة العراقية وعن الكورد وقع الملا مصطفى البرزاني، بالحكم الذاتي على ان يطبق بعد 4 سنوات، تحرك البرزاني ومجموعة من رجالة نحو الاتحاد السوفيتي حتى قيل انه عميل لل(كي جي بي) تم الاتفاق نتيجة للضغط السوفيتي على العراق وطبعا ليس بدون مقابل، وبعد التقارب العراقي الغربي، تم القضاء على الحركة الكوردية المسلحة خلال اتفاقية 1975، لكن الزعيم الكوردي لم يجد بدا في نهاية المطاف في أللجو للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل باعتبارها قوة عالمية مهيمنة، من خلال مقر المخابرات الأمريكية في طهران حتى مرضه وعلاجه ووفاته في ايران، ومارس الابن مسعود نفس نهج الأب حتى انه استعان في سنة 1996 بالحرس الجمهوري قوات صدام حسين ضد جلال الطالباني وطرده من اربيل وتسببت هذه العملية بقتل 25 الف كوردي و 75 الف نازح الى ايران، ومن اراد ان يطلع على هذه المعلومات فهي موجوده في( الكتاب الكوردي الاسود خطايا القيادات العنصرية الكوردية ضد الاكراد وعموم العراقيين) تاليف نخبة من الكتاب الاكراد تحرير الباحثة الكوردية العراقية سهام ميران.
وما مر به العراق بعد سقوط بغداد 2003حيث تم الاستيلاء على الآليات الكبيرة والأسلحة الثقيلة والأموال في الدولة العراقية، فتم نقلها إلى الإقليم بالاتفاق مع جي كارنر الحاكم العسكري الامريكي، واليوم يعود البرزاني لتحقيق الحلم بالانفصال، بعد ان رفض كل الحلول مع الحكومة المركزية الضعيفة بشان تصدير النفط، فاتفق مع أعداء العراق ضنا منه انه سوف يحقق حلمه بالزعامة على جميع الأكراد في المنطقة، وبالمقابل يكسب اوردغان صوت الاكراد في تركيا في الانتخابات المقبلة، ونسى وتناسى ماحدث قبل عدة سنوات عندما صرح مسعود البرزاني بدعم الاكراد في تركيا، فرد اوردغان ان البرزاني ليس بمأمن عن قبضة القوات التركية!، وان السر الكبير هو نفط كركوك والموصل وتصديره عبر تركيا المنتفع الأول والاخير، اما بالنسبة لكركوك وحسب تعداد 1957 فان اغلبية سكانها كانوا من التركمان، وان هناك قرار في الأمم المتحدة بان سكان أكثر من 60% يقررون مصير المدينة التي يسكنون فيها في الانفصال مع الاقليم او البقاء مع المركز، بينما يقول الاكراد ان عددهم اكبر من التركمان والعرب والدليل حصلوا على 8 نواب من 12 نائب عن محافظة كركوك في الانتخابات التي جرت مؤخرا، متناسين عمليات التكريد للمدينة خلال السنوات الاخيرة، لذلك فان التحالف مع تركيا بدل إيران كما حدث في السابق عندما تحول التحالف من الروس باتجاه الولايات المتحدة الامريكية!!،وفي ضوء هذه الصراعات فان العراق يراد له ان يتقسم وهم في مقدمة مشروع التقسيم، ولكنه سوف لن يتقسم ليس بإرادة أبنائه فقط وإنما بإرادة المحيط الإقليمي، ويراد للعراق أن يبقى ضعيفا (بقرة حلوب) وليعلم المسؤولين في كردستان وخاصة عائلة البرزاني، ان تركيا تميل لمصلحتها أولا بجار يؤمن مصالحها ولا تقبل التقسيم أبدا وسوف يثبت الزمن ذلك فكفاكم شخصنه والارتماء بأحضان الآخرين فحضن الوطن امن وادفيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود


.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با




.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ