الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوح إلى المثقفين المصريين

حسن كمال

2014 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شهدت جريدة الأهرام على مدار الأسبوعين الماضيين حواراً ساخناً حول أهمية تجديد الخطاب الديني. وكان ذلك بين وزارة الثقافة ممثلة فى د. جابر عصفور "وزير الثقافة", وبين مؤسسة الأزهر الشريف ممثله فى د. عباس شومان "وكيل الأزهر". مما دفع محامى مصرى لتقديم بلاغ للنائب العام بتاريخ اليوم 12 يوليو 2014 ضد وزير الثقافة بتهمة اهانة الأزهر والأديان. وقد شارك أيضا فى الحوار د. أحمد مجاهد " رئيس الهيئة العامة للكتاب" للدفاع عن مطبوعات الهيئة العامة للكتاب وعلى الأخص كتاب "الخلافة الإسلامية" للعشماوى, وأشترك فى الحوار أيضاً د. أحمد عبد المعطى حجازى الذى كتب عدة مقالات نقد للخطاب الدينى الحالى, وهذا يدل على أهمية الحوار الآن حول أهيمة تجديد الخطاب الديني.

والسؤال الآن:
لماذا تجديد الخطاب الدينى؟

الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد ضمن برنامجة الإنتخابى على أهمية تجديد الخطاب الدينى, لأن الخطاب الدينى الحالى يواجه إشكالية كبيرة فى تقدم الدولة. وأن الخطاب الدينى فى العالم الإسلامى أفقد الإسلام إنسانيته. إذن تقدم الدولة المصرية مرهون بأهمية تجديد الخطاب الدينى وعلى الأخص الإسلامى لإنه يعد مانعاً من التقدم.

والسؤال هنا:
من المسئول عن تجديد الخطاب الدينى؟

أشار السيسى بأن مسئولية تجديد الخطاب الدينى هى مسئولية الأزهر. ولكن المفارفة هنا أن الأزهر يعد مسئولاً عن الخطاب الدينى الحالى الذى يعد مانعاً من التقدم, فالأزهر شريك فى تخلف الدولة المصرية, وذلك بالخطاب الدينى الصادر عن مؤسسة الأزهر. ويمكن أن نتأكد من ذلك من خلال قراءة أعداد مجلة الأزهر الحالية الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية, ولاسيما عدد شهر إبريل, الذى يكفر كل من يعمل عقلة فى النص الدينى, ويكفر كل العلمانيين والحداثيين, وقد عدهم الأزهر بالأسم: نصر حامد أبو زيد, محمد سعيد العشماوى, حسن حنفى. ومواقف الأزهر أيضا من كل الكتابات والأعمال الفنية التى تنتقد الخطاب الدينى وتدعو للعقل, هى شاهد على الخطاب الدينى الصادر عن الأزهر الذى يعد مانع الدولة من التقدم. وقد ظهر الخطاب الدينى الإسلامى الأزهرى بشكل واضح فى رد د. عباس شومان, ممثلا عن الأزهر, على مقال د. جابر عصفور بعنوان ( صراع الخطابات الدينية فى مصر ), حيث هاجم شومان كل محاولة لتجديد الخطاب الدينى والدعوة للتنوير والعلمانية.

والسؤال اذن :
هل أتجه السيسى للثقافة بدلاً من الأزهر؟

الجواب عن هذا السؤال فى اجتماعات المجلس الأعلى للثقافة, حيث تم الإعلان عن إجتماعات المجلس الأعلى للثقافة كل أسبوعين, بعد أن كان المجلس يجتمع كل سنه من أجل توزيع الجوائز, وأيضا زيارة رئيس الوزراء المهندس/ إبراهيم محلب, فى أخر إجتماع للأعلى للثقافة الأسبوع الماضى, من أجل التأكيد على دعم الدولة لخطاب الثقافة. وهناك أيضاً خطة فى المجلس الأعلى للثقافة بتغيير المنظومة الثقافية فى مصر, وذلك بناءاً على تعليمات من القيادة السياسية العليا فى البلاد. فكل هذا قد يفسر بأن التوجة الحالى قد يستعين بوزارة الثقافة بدلاً من الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى من أجل التقدم.

والسؤال هنا :
ماهو دور المثقفين المصريين؟

أظن أن هناك العديد من المثقفين يمتلكون الآليات اللازمة لتغيير المنظومة الثقافية, والتى على رأسها الكتابة فى الجرائد اليومية والمواقع الإلكترونية الواسعة الإنتشار. فدور المثقفين الآن هو إستغلال فرصة كتاباتهم فى الجرائد اليومية, وظهورهم فى كافة البرامج التلفزيونية, للدعوة إلى العلمانية والتنوير ونقد الخطاب الدينى فى إطار التنوير بمعنى الجرأة فى إعمال العقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 12 - 22:37 )
أولاً : الإسلام ينسجم مع الحياه , فالتاريخ و الواقع يؤكدان ذلك , فعن أي تجديد تتحدث , حدد؟ .
ثانياً : العقل!... هل العقل هو مقياس لكل شيء؟... الإجابه : (لا) , الدليل :
في عام 1927 وضع (هايزنبرج) مبدأ (عدم اليقين) أو مبدأ (الريبة) , وهو مبدأ فيزيائي من المباديء التي تحكم الكون , ينُص هذا المبدأ على (أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , وليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها) .
يعتبر مبدأ (عدم اليقين) لـ(هايزنبرج) قانون صارم من قوانين الطبيعة ولا يرتبط بأي شكل ببعض القصور الموجود في أجهزتنا , وهو مبدأ يُعلمنا أنه ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها .
ويعتبر هذا المبدأ من أعظم المبادئ أثراً في تاريخ العلم الحديث حيث أنه يضع حداً لقدرة الإنسان على قياس الأشياء.

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا