الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الثانية .

ماريو أنور

2005 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


براعة السريان قبل الإسلام في التراث الهلينستى :
قبل الفتح الاسلامى , كانت سورية و فلسطين و بلاد ما بين النهرين و حتى مصر مراكز ثقافة بفضل و جود مدارس شهيرة في الفلسفة و العلوم و الحقوق و اللاهوت , في الإسكندرية و بيروت و أنطا كية و الرها و نصيبين و في بلاد ما بين النهرين حتى إيران , و بعد القرن السادس في جنديسابور.
فكان الطلاب يبادرون من بعيد إلى مدارس الرياضيات و الفلك و الفلسفة في الإسكندرية , و إلى مدرسة الحقوق في بيروت .
و كان المسيحيون اليونانيون و السريان و الأقباط يتكلمون لغتين في أغلب الأحيان , علماَ بأن اليونانية كانت , في ذلك الزمان , اللغة الشائعة , أي المشتركة بين الأشخاص المثقفين , على غرار اللاتينية بالغرب في القرون الوسطي , و العربية بالعالم الاسلامى في القرون نفسها . أما السريانية فكانت لغة التجارة .
و مع ذلك , فانطلاقاَ من القرن الخامس الميلادي , في مجمع أفسس سنة 431 , و بعد المجمع الخلقيدونى بقليل , أي في 451 , انشقت الكنيسة الواحدة إلى ثلاث مجموعات كبرى , سميت في الشرق : النسطوريين و اليعاقية و الملكيين .
في الواقع , وراء تلك الانقسامات التي بدت لاهوتية , كانت هناك انقسامات ثقافية . إذ إن بروز ثقافات محلية ( سريانية و قبطية و أرمينية ) خلف مراكز احتجاج على الثقافة الغازية و السائدة , أعنى الثقافة اليونانية .
تحملنا هذه الظاهرة على ذكر الوضع الحالي , إذ نرى ثقافة سائدة ( الغربية في الحالة الراهنة ) , و لغة سائدة ( الإنكليزية ) , تخليان شيئاَ فشيئاَ سائر الثقافات و اللغات . لكن تلك الظاهرة كانت تحمل بعداً لاهوتياً .
انطلاقا من القرن الخامس , و لا سيما في القرنين السادس و السابع , برزت حركة نقل واسعة للمؤلفات اليونانية إلى اللغة السريانية . و هناك حركات نقل موازية نجدها في خارج منطقتنا في ما يختص بالأرمينية و الجيورجية , و بقدر أقل في ما يختص بالقبطية و الإثيوبية . و هكذا انتشرت مدارس تعلم الطب و الرياضيات و الفلسفة و اللاهوت . و في منطقتنا , كانت تلك المدارس تستخدم السريانية .
و كانت و وثبة النقل هذه تتعلق بجميع حقول الثقافة التي تعاصر ذلك الزمن . ففي حقل الطب , نقلت جميع المؤلفات السهلة النقل التي تركها أشهر أطباء الحضارة القديمة , و هما : بوقراط ( هيبوقراطس ) في القرن الثالث ق . م ., و جالينس ( معاصر المسيح ) . و في حقل الفلسفة , تناول الاهتمام أساساً أرسطو , و بقدر أقل مؤلفات أفلاطون و الآفلاطونية الجديدة , علماً بأن بعض المؤلفات كانت تنسب خطأ إلى أفلاطون .
و هكذا , انطلق اكتشاف مؤلفات أدبية ضخمة شيئاً فشيئاً , تنسب إلى أسماء مشهورة , كسرجيوس الرسعينى في سورية , و لاسيما حنين بن إسحق الحيراوى في بلاد ما بين النهرين , و إلى أسماء أقل شهرة , منهم عدة أساقفة و بطاركة انصرفوا إلى نقل التراث الكلاسيكي من اليونانية إلى السريانية , علماً بأن هذه اللغة كانت في ذلك الزمان لغة المنطقة الشعبية . ....................الحلقة الثانية نقلاً عن ( الأب سمير خليل سمير اليسوعى ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ


.. اشتعال النيران في مبنى بعد الهجوم على كنيس يهودي في داغستان




.. إطلاق نار وحرق كنيس يهودي في جمهوريتين اتحاديتين بروسيا


.. صور لاستمرار المعارك في محيط الكنيسة بمحج قلعة بداغستان




.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ