الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند الهمج والمتخلفين ...

دروست عزت

2014 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بين يوم ٍ ويوم وإذ بنا نرى صورا تنتشر على الصفحات والفيس وصفحات المواقع والصحف اليومية .. صور تقشعر لها الأبدان فنشاهد فتاة مقيدة والمسدس موجه إلى راسها قبل موتها بدقائق بسبب فعل لا يعجب الأهل مثل إمتلاكها موبايلاً .. أو سنرى إحداهن ترمى بالحجارة الرجم حتى الموت وهي تصرخ بين أيادي هؤلاء الجهلة الحمقى .. أو نشاهد واحدة منهن تجلد بسبب مخالفتها لزوجها أو أنها أنكشفت من نافذة بيتها ورأها أحد المارة أو أحد أقربائها ..
فمثل هذه الصور التي بدأت تؤثر على المجتمع بسبب مفاهيمها الخاطئة والتي لم تعد تناسب العصر والمكان والعقل ...
ولا أحد يستطيع النكران ويكذب ما دامت الصور تشهد على الفعل .. وكل يوم نرى فصل من هذه الفصول يظهر في المناطق التي يسكنها المسلمين .. وهذه الأعمال والأفعال ما هي غلا جزء من أفكار القاعدة والداعشيين الهمج وبعض القبائل المتخلفة والتي أتخذت من عقوبة الجلد أمرا دينيا ويجب أن ينفذ .. وأغلب هؤلاء لا صلة لهم بالدين في ممارساتهم اليومية والتي يقومون بها من سِكرٍ وقمار ٍ وإدمانٍ على المخدرات وزرعها وبيعها .. والربا والقتل والنهب على بعضهم متى شأؤوا أو إنهم اختلفوا فيما بين بعضهم .. ولكن يبقى جانب من مجتمعاتنا مظلوم ومغبون بأسم الجهل في الدين وهو يعاقب بعقوبة متخلفة شكلاً ومضموناً .. ويفرض فكرهم بالإكره على طريق ترهيب الفرد بدلاً من أن يعقلنه بالفكر والألتزام المنطقي والمناسب مع السلوك في المجتمع والمحيط .. والتي هي لم تعد تناسب وقتنا وعقلنا لا بالعقل ولا بالمنطق ولا بالشكل.. بالرغم من إن الجلد هو أحد العقوبات في الدين الأسلامي ويطبقونه في بعد الدول المستهترة بقيمة الإنسان وبالأخص الأنثى ..
وعلينا أن لا يُعمينا الدين لدرجة المسخ وقبول كل شيءِ منه مبارك .. فالشيء الذي لا يناسب العصر والزمن علينا ان نواجهه ولو كان رحيق الدين .. فأي عقوبةٍ لا تناسب الوقت والفكر في زمانه ومكانه .. فهي لا تصلح ّلأن تكون قانوناً أو أمراً أو دستوراً....
فما لا يناسب الزمان والمكان لا مصلحة للناس بها .. و سيكون وبالاً في التعامل بين الناس ومصدر الفتن والقرف كما هو يجري الآن في بعض الدول المسلمة مثل السعودية وأفغانستان وبعض المناطق في بنغلاديش والهند والباكستان وسورية أخيراً عن طريق القوى الهمجية من نصرة إلى الداعش وهذا أصبح من الصور اليومية و المكشوفة للعيان..

وعلى هؤلاء اللذين يقومون بمثل هذه العقوبات الغير اللائقة أن تفكر ولا ترى نفسها فوق العقول والمنطق مادام البشر تغير بسبب التطور والحاجة والوعي والأختلاط والمفاهيم .. والوقت والبشر الغير الأولين من الجهلاء السذج الذين كانوا يصدقون كل شيءٍ باسم الدين من اللذين كان الدين يحقق لهم مآربهم في السيطرة والقيادة والزعامة .. وتربطهم المصالح والمصلحة الواحدة كإسنادات لبعضهم وهكذا كانت تمر الفكرة على الناس والفقراء بسذاجة وغباء .. وبهذه الطريقة وكانوا هؤلاء الزعامات وأصحاب مركز القوى آنذاك يستغلون مجتمعاتهم المتخلفة بالخبث والترغيب والترهيب ... ولم يخشوا الله يوماً من الأيام كما كانوا يدعون .. ولم يعملوا لرفع كلمة الله كما دعوا .. بل فقط كان همهم السلطة والزعامة والمنفعة من خلال دعوات الدين .. لو كانوا حقاً يؤمنون بالله وبرسوله لما غدروا ببعضهم البعض من أجل المصالح والزعامة ولما غدروا بالخلفاء من بعد رسولهم في فترة لم تبتعد تاريخها عن رحيل نبيهم كما يدعون .. فما قتل عمر ٍ وعثمان ٍ وعلي ٍ وحسن وحسين وبنات محمد إلا دليل صارخ في عدم إيمانهم بالدين كما كانوا يدعون وكان الدين في أوجه قوته بعد .. وهذا يدل على إنهم لم كانت تربطهم طموحات السطة والمال والمتعة باسم الدين ولا تربطهم الخوف من الله ( عز وجل ) ولا رفع كلمته كما كانوا يدعون وأستغلوا هذا في كل الأوقات ...
لذا علينا أن نواجه هؤلاء المستغلين بالكتب وأسماء أنبيائهم لغاياتهم الشخصية أو القومية أو السلطوية لفئة معينة لجغرافية محددة كما يجري الآن في الدول العربية وغيرها من المناطق التي يعيشها المسلمين .. وعلى اللذين يدعون بأنهم أصحاب الأيمان ومؤمنين بالله وكتبه التفاهم مع الوطنيين على مصلحة الوطن وسعادة الشعب والتعاون معاً ضد هؤلاء التعساء والدخلاء والمشوهوا فكرة دينهم إن حقاً يغيرون على دينهم ...
فأظن أننا لو أحترمنا آراء بعضنا البعض لبناء مجتمعنا وطنياً إلى جانب الأحترام لكل فكرة تطرح بحيث لا تفرض فرضاً على الناس .. إنطلاقاً مْنْ مبدأ مَنْ يعبد ربه فليعبد كما يشاء .. ومن لا يؤمن به يكن له كما يشاء .. لأن القناعات هي نتيجة عصارة التاريخ وتكوين الفرد ولا تأتي باقوة .. فكل شيء يأتي بالفرض هو يخلق لنفسه عداء خفي في ذاته ...

فالتعاون معاً لتقارب وجهات النظر للحفاظ على مجتمعاتنا وسلامة شعوبنا علينا أن نتفاهم وبدون كذبٍ على النفس وتجريح الأخر على شاكلة من هم المتخلفون بالفكر و بالشكل ِ .. بل بتقدير البعض ولكل منا له ما يعتقد وما يفكر به .. ويبقى الأحترام والمحبة هما هوية التعامل .. لأننا كلنا نسعى من أجل المجتمع وسلامته وسلامة المواطن دون أن نفرض أنفسنا بقوة السيف والإرهاب .. كما يقولون أننا كلنا عباد الكبير( جل جلاله) وهو أختارنا كما نحن وليس من حق جاهل يفرض شروطه على معيشتنا وسلوكنا ........
وهنا سيكون المجتمع بخير أن ناضلنا معاً ضد جهلائنا ومستغلينا في الدين للتسلط على رقاب الناس من الأبرياء والفقراء .. بحججهم وعقوباتهم البالية التي لم تعد مقبولةً بتاتاً في عالمنا الحالي .. العالم الذي يغزوا بتكنيكه وتطوره وإبداعاته كل العصور المظلمة والعقول العفنة .. والذي مزق الستار عن المنافقين ليكشف كذبهم وتحايلهم على مجتمعاتهم بالمغريات والترهيب من خلال أختلاط المجتمعات وفهمها الواقع .. وكما فضحهم من خلال جمودهم في الفكر ومحاولة قولبة الأروح لمصالحها .. وأثبت للناس بأنهم يقولون شيئاً ويمارسون عكسه .. ويطالبون الناس بالجهاد والأستشهاد في سبيل الله والجنة والحوريات.. في حين هم في دنياهم مستمتعون ولا يفكرون لا في الإستشهاد ولا بإلقاء مع الحوريات ولا وجه ربهم الأكرم ..
فبتعاوننا ننقذ مجتمعاتنا من القوانين البالية ومن العادات التي تسيء إلى مجتمعاتنا وإلى عقولنا .. فالمسلم العقلاني الأصلاحي والذي يخشى على عباد ربه .. عليه أن يتعاون مع العقلاء والوطنيين وليس مع الهمج والمجرمين .. وعليه أن يرفض رفضاً قطعياً مثل هذيه العقوبات المتخلفة في الأسلوب .. والمخجلة في التصرف .. والمتوحشة في التعامل مع البشر والضعفاء من أفراد مجتمعاتهم من الجلد وقطع الأياد وإجبار الناس على الصلاة والصوم بالقوة .. وأختيار أنواع اللبس والأكل والتشابه بالنبي في الأكل والمشرب والسواك ..
كل هذ هو مطلوب منا كمؤمنين بالله والعلمانيين لنتفاهم حول مصلحة المجتمع وتقدمه .. دون التفكير بالرجوع إلى الخلف تاريخياً وتقليد المتخلفين بأشكالهم وتصرفاتهم ..

دروست عزت / السويد
8/7م2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 16 - 01:58 )
فائده .

أولاً : الإرهاب المسيحي :
- صور من الإرهاب المسيحي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412521
- يسوع (يهوه) و أحكام الرجم :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412087
- يسوع الناصري ليس رجل سلام :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=411221
- يسوع و حد (الرده) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410556
- ما هي مشكلة يسوع (يهوه) مع الحيوانات البريئه؟ :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410313
- جرائم و إرهاب المسيحيين في افريقيا الوسطى (جرائم مُعاصره) :
https://www.youtube.com/results?search_query=جرائم+و+إرهاب+المسيحيين+في+افريقيا+الوسطى

ثانياً : الإرهاب الإلحادي :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز