الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الموت – قراءة أولى كأحد وجهي الوجود.

نضال الربضي

2014 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في الموت – قراءة أولى كأحد وجهي الوجود.

تدل مراقبة سلوك الكائن البشري على أنه يعمل لاجتذاب اللذة و السعادة و اجتناب الألم. تتمحور حياته حول نشاطات ٍ تتعلق بإشباع الحاجات الأساسية من مأكل و مشرب و أمان و تحقيق الذات و أخرى لدفع ما يهدد حياته أو يعمل عكس مخططاته لاكتساب اللذة أو استدامتها أو ينتقص من طمأنينته الداخلية لأي سبب من الأسباب.

في داخل الكائن البشري رغبة مُلحَّة أن يرى نفسه مركزا ً للكون، و يجد علاقة ً بين وجوده الشخصي، ووجود نوعه، و بين الموجودات الأخرى، فهو في سعي دائم ٍ لاكتشاف الأسرار الكونية و إسقاط رؤيته ِ عليها و تفسير قوانين تفاعلاتها و مدى تأثير هذه التفاعلات عليه و على نوعه وطبيعة شبكة العلاقات التي تجمع كل الموجودات بما يخدم تضخيم أناه و نُـمُـوَّ كبريائه الشخصي، فيسقط الفعل البشري على الكون ويجد له تفسيرا ً قياسا ً على مفهوم إرادته البشرية ليصبح الوجود مُرادا ً بإرادةٍ أعظم و موجودا ً من واجد ٍ أسمى، بهدف خدمته ِ هو و استدامة ِ نوعه، فتراه ينظر للثوابت الكونية و الدقة في مسارات النجوم و الكواكب و تناسب حرارة الأرض مع ما يحتاجه للحياة على أنها مصنوعات ُ صانع ٍ اختصه بها جميعها من أجل أن يبقى و يدوم ويستمر.

و بعد أن نظرنا إلى السابق لندرس السلوك الجنسي البشري منذ الأيام السحيقة الموغلة ِ في القدم حين كان القطيع ُ البشري ُّ الأول يأوي إلى الكهف في الليل، فتتصاعد ُ عنده ذبذبات ُ الخوف في أجزاء جسده، تُعليها فوق الأحاسيس جميعها أصوات حيوانات الليل تنادي بعضها البعض أوتنهش ُ فرائسها، و يضخِّم ُ من وقعها الظلامُ الذي يحجب ُ عن عينيه أي إمكانية ٍ للرؤية و بالتالي للفهم. كان التجاؤه ُ في تلك الساعة ِ المليئة ِ بالخوف إلى أشد غرائزه بدائية مفهوما ً، فيتلاقى الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، أيهم مع أيهن، دون ضوابط َ لم تعرفها قوانين ُ تلك الأزمنة السحقية البائدة.

لعب الجنس الدور الأعظم َ لدى الكائن الحي في تهدئة ِ روعه من الخطر، ففيه تتكثَّف ُ المشاعر و تتعاظم ُ الأحاسيس و تضطرب ُ الدماء ُ و هي تجري في الشراين، فيصعد أمام العقل ِ و الوعي الحيوان الداخلي البوهيمي الأول، ليزود الكائن الذي فقد الإحساس َبمركزيته و فهمه المتواضع للكون في النهار بفعل الليل المُدلهـم الأبكم، بمركزية ٍ أخرى هي مركزية الفردية الشخصية و القيمة التامة غير المنتقصة و الخاصةِ التي يحققها سلوك المعاشرة الجنسية ِ بين الزوج البدائي المشاعي.

إن هذه الحاجة الملحة للمركزية سواء ً بإسقاطات التفاسير ِ على ما لا يتطلب ُ تفسيرا ً بذاته، و السلوك الجنسيَّ الذي يتبدى قويا ً في حالات ِ الخوف أو الألم أو الحبس أو الشدة، كفيلان بالقاء ِ الضوء على الغريزة ِ الأقوى عند الكائن البشري و هي غريزة ُ البقاء أي غريزة ُ استدامة الكينونة و الحياة، فكل ما يصنعه الإنسان هو إشباع ٌ لهذه الغريزة و اعتراف ٌ بها و إبراز ٌ لها و طاعة ٌ لسلطانها الجيني الذي يملي عليه هدف تفاعلاته الحياتية دون أن يكون له ألا ينصاع.

يريد الإنسان ُ أن يبقى و يحتاج ُ هذا البقاء، فيكون ُ تفاعله مع الجنس الآخر عفويا ً فطريا ً من غير أن يكون بالضرورة ِ جنسيا ً، وإن إنكار القدرة النوعية على و الحاجة ِ لـ ِ الاستجابة و الانسجام مع النوع الآخر هي إنكار ٌ لأخص صفات الكائن البشري و تعامٍ عن حقيقة ميزات ِ نوعيه و أصالة ِ آلية التعبير عن هذه الطبيعة.

ولكن هذه الرغبة في البقاء، و إن كانت في اللاوعي عاملة ً و دافعا ً أكثر منها مُستوعبة ً في العقل ِالمُدرك الماثل ِ أمام الوعي أو المُشكِّل للوعي، إلا أنها عارمة ٌ في شدتها لا بد لها من ضوابط َ و مجاميع سلوكية ٍ تحدِّد لها إطارها و أبعادها المسموحه و أنساق تفاعلاتها، فكان أن وضع الإنسان ُ مع بدايات ِ التجمعات الزراعية ِ ثم المدن و بعدها الدول، القيم الجنسية و أنماط السلوك الأخلاقي الموجهة َ نحو هذه الغريزة من جهة، و نحو ضمان ِ خدمتها لاستدامة نسله الشخصي و نقائه من جهة أخرى.

لكن الطبيعة َ لا تعمل في الكائنات ِ الحية إلا تعبيرا ً عن خصائص ِ الأخيرة، أو حتى نكون أكثر َ دقة ً فلنقل أن خصائص الكائنات الحية هي تعبير ٌ عن موضعها داخل الطبيعة و دورها في النظام الوجودي، و عليه فإن البقاء و التكاثر َ ليسا إلا وجها ً واحدا ً من وجوه الوجود يهدف ُ إلى دفع ِ ما سينتج لو فشل التكاثر ُ في دوره، أو لنقل إلى الوصول إليه، وكلاهما صحيح، نعني هنا: الموت.

تعرف ُ الطبيعة ُ الموت كوجه ِ الوجود الثاني، الوجه ِ الراد ِّ إلى العدم الأول ما خرج َ منه بالحياة، و لذلك َ فإن الكائن الذي يتكاثر ُ ليستديم حياتَه و حياة نوعه هو في الحقيقة ِ ساع ٍ إلى الموت بقدر ما هو ساع ٍ إلى الحياة، فالجسد ُ لا يجامل و الجينات ُ لا تعرف التزيف أو التجمُّل، و هي صادقة ٌ في فهم نفسها و هدفها، و هو أن تنسخ الحياة َ التي فيها قبل أن تموت َ هي، و هي تعلم أنها في كل مرة ٍ تنسخ الحياة لتُنتج َ بالتكاثر كائنا ً آخر إنما تخلق حياة ً جديدة ً لكن باستنفاذ حياتها هي، وبالتعجيل في شيخوختها، و بالختم و التوقيع ِ و التأكيد ِ و الاستسلام في الحلقة ِ الوجودية ِ الذي تدور ُ من العدم و الفناء حتى ابتداء الحياة ِ و نموها و بلوغ ذروتها ثم الانحدار من الذروة ِ في تآكل ُ الاكتمال حتى الاقتراب من الخُبوِّ ثم الخبو فالعدم فالولادة من جديد.

إن الكائن البشري يحب الموت َ بقدر ما يكرهُه، و يدعوه ُ بقدر ما يهرب ُ منه، و يدنو منه بقدر ِ ما يتجنبه، و ينتشي به بقدر ِ ما يذبل ُ بفعله، و ينتظره ُ بفارغ الصبر بقدر ِ ما يفعلُ كل ما من شأنه أن يغرقه في لذة الحياة و نعمة ِ النسيان. فجيناتنا البشرية تُدرك َ أن لها وقتا ً و أن الوقت لا بدَّ أن يأتي، و أن الإتيان َ لا بدَّ أن يسبقه استنساخ ٌ للحياة و تمرير ٌ لها و اندماج ٌ فيها، و ما حياة ُ الإنسان إلا لكي ينسخ َ حياتَه ثم يموت، فلا هدف له إلا الموت ذاتُه لكن بعد َ أن ينقل َ الوجود َ الطبيعي في كينونة ِ نفسه و يستديمه في وجود كينونة ٍ جديدة، ليكون الكائن الأول الناقل و الكائن ُ المنقول ُ إليه الذي سيصبح ناقلا ً فيما بعد مجرَّد أدوات ٍ وجودية في يد الحياة ِ التي تموت و الموت ِ الذي يضمن بقاء الحياة.

ليس الموت ُ نقيض َ الحياة و لا عدوها، لكنه الحالة الأخرى للوجود، وجه الحياة ِ الذابل، و الأخيرة ُ وجهه ُ المُشرق، و كلا الوجهان ِ ذات ُ الوجود ِ الكائن الذي هو أوسع ُ من أي يحيط َ به عقل البشري ِّ الصغير ِ المُفارق ِ لآخر سلف ٍ له مشترك ٍمع القرود العليا الأخرى قبل ثلاثة ِ ملاين عام، و بينما بقي مسارها التطوري أسيرا ً لبوهيمية ٍ غير عاقلة (أو على الأقل غير عاقلة مثلنا)، اكتسبَ هو حجما ً دماغيا ً أكبر وشبكات ٍ و تلافيف َ دماغية ٍ أعقد جعلت منه الكائن الوحيد على وجه الكوكب ِ القادر ِ على التفكير ِ في الوجود و إسقاط تفاسيره عليه.

إن ذات الوجود ِ و جوهره النقي يتجلي في الحياة و الموت ِ بنفس القوة، فهو في الجوهر لا يتغير و لا يتبدل لكنه يتفاعل مع قوالبه الكائنة أي كائناته التي منها الإنسان، فهذا الوجودُ مستمر، كائن، مُتفاعل، ديناميكي، غير صامت، و لا ثابت، و لا ساكن، و لا قادر ٍ على ألا يتفاعل، و لا على ألا يكون.

إن الوجود َ هو أخصُّ خصائص ِ نفسه، و هو عين ذاته و المُعبر عن كينونته و عن صفاته، و الموت ُ هو أداة ُ انتقال ِ الحياة ِ فيه، و ما جمود ُ الجسد ِ البشريِّ و توقف ُ التفاعلات ِ الكيميائية ِ فيه و خمود السيالات ِ العصبية ِ إلا اكتمال ُ دورة الوجود ِ في ذلك ِ الإطار ِ الإنساني الفردي و انتقال الدورة لمرحلة ِ بداية ٍ جديدة ٍ في تفاعلات ٍ أخرى تجري على الجسد ليعود َ إلى الهواء و التراب و الأشجار و البكتيريا و الديدان جزءا ً من الوجود ِ الذي خرج َ منه بالأصل، لكن هذه المرة مع خُبوِّ وعيه و اندثار ِ هويته الوعيوية الشخصية.

إن اندثار َ الهوية الشخصية مع الموت هو النهاية ُ الطبيعية ُ لتلك َ الهوية ِ المرتبطةِ ببيولوجيا الجسم و كيميائه وكهربائه، و هي خاصية ٌ مادية ٌ بحتة تُعبِّر ُ عن قدرات ِ تلك الوحدة ِ الوجودية ِ العاقلة، لكنها لا تجمع في ذاتها الخصائص اللازمة َ لاستدامة ِ شكلها الشخصي الوجودي و الذي كان لو جمعت قادرا ً على أن يصبح ممثلا ً دائما ً لذلك الوجود و صورة ً له و شعاعا ً لقوته.

و عليه فإن الوعي البشري المُنتهي مع الموت، ليس سوى اندثارا ً لانعكاسات الخواص البيولوجية التفاعلية للجسم، لكنه ليس اندثارا ً للوجود، فمكونات الجسد التي تتحول بالتفاعلات الطبيعية و تعود للتراب و الأشجار و الديدان قد عادت للوجود الأول و أصبحت جزءا ً من كيانات ٍ وجودية ٍأخرى هي في حد ذاتها تعبيرات ٌ عن ذلك الوجود ينتظر ُ كل منها اكتمال دورته ليصير جزءا ً في كينونات ٍ وجودية ٍ أخرى.

إن الوجودَ يُعيد ُ تدوير َ نفسه و يستديم ُ شباب َ الحياة ِ بالموت، فالحياة ُ عندما تشيخ تصبح ُ عالة ً على نفسها، و عاجزة ً عن الاستمرار، فيأتي الموت ُ لينقذ َ الطاقة َ الوجودية َ المحبوسة َ في الكائن الحي، حتى توُلد َ شابة ً مرة ً أخرى، و تُستكمل َ حياتها بوعي ٍ أوبدونه، ببشر ٍ أو بنبات ٍ أو بحيوان.

الموت ُ هو عشيق ُ الحياة ِ و حبيبُها المُخصب لنواتها العطشى النهمة إلى التغير و التجديد ِ و التبديل في القوالب ِ مع ثبات ِ جوهره ِ و ذاته، إنه الرفيق ُ المُخلص للحياة ِ الذي يضمن لها الأكسير َ الأزلي الذي يروي شبابها، هذا الأسنسُ الجوهري الذي يجب ُ أن يُستدام و يُستمدَّ و يُعصر َ و يُستخلص َ و يُحضَّرَ من اكتمال دورات ِ الحياة ِ ليقطفه ُ الموت فيقدمه للوجود ِ ليصنع و تًصنع منه الحياة َ من جديد.

إن الموت َ هو الصانع الأصدق ُ للحياة، و الأحرص ُ على بقائها و الأقدر ُ على الكشف ِ عن و تحقيق ِ تجلياتها البهيَّة ِ غير المُقيدة باحتمالات ٍ و لا مغلولة ٍ بشروط، و خصوصا ً شرط الاستمرار الأزلي أو الأبدي لقالب ٍ وجوديٍ واحد ٍ بشريٍّ أو غير ِ بشري. فالوجود ُ يسترد ُّ بالموت ِ من القالب ِ ما أعطاهُ بالحياة، أي ذاته، لينتقل َ إلى قالب ٍ جديد، و قوالب َ مُبتدعة ٍ رائعة ٍ لا حدَّ لقدرتها على الإدهاش.

إن نرجسية َ الإنسان ِ و خوفه قد أرادا أن يحتكرا الوجود في القالب الإنساني فرسما له بقاءً أبديا ً خالدا ً هو عكس ُ قانون الوجود و خاصية ُ ذاته، فالأزلية ُ صفة ُ الوجودِ لا صفة ُ أحد قوالبه و أُطره، و الخلود ُ للتفاعل ِ الوجودي و أشكالِه المُستدامه جمعا ً بإعادة ِ التدوير و بالخلق الجديد ِ و التغير، لا لأحد ٍ منها معزول ٍ عن جميعها بهوية ٍ فردية ٍ أو شخصية تريد أن تبقى.

تلك َ النرجسية ُ البشرية لا تعرف ُ أن لا تخاف و لا تعرف أن تقبل خصائص الوجود ُ العاشق ِ لتبديل القوالب و الأُطر، لكن جيناتها تعرف ً و تعملُ بما تعرف و تنسجم مع الوجود، وتخدم هدفه، فتنقله إلى أطر و قوالب أخرى، ثم عند اكتمال دورتها تصبح جزءا ً من قوالب وأطر لأنواع أخرى، ليبقى الوجود، و الوجود فقط، أزليا ً جميلا ً ديناميكيا ً فاعلا ً.

هذه هي الحياة، و هذا هو الموت، و إننا فيهما جزء ٌ من الوجود، فلنحسن أن نحياه و لنحسن أن نموته، لنحسن أن نكونه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ نضال الربضي المحترم
ليندا كبرييل ( 2014 / 7 / 16 - 08:02 )
قرأت بتمعّن مقالك، لكني للأسف لم أتوصل إلى فهم الموت حسب رؤيتك
أشك كثيرا في قولك

الكائن البشري يحب الموت بقدر ما يكرهه، و يدعوه بقدر ما يهرب منه، و يدنو منه بقدر ما يتجنبه، و ينتشي به و ينتظره بفارغ الصبر

يحب الموت؟ يدعوه؟ ينتشي به وينتظره بفارغ الصبر؟

أنا اسمي كائن بشري : أكره الموت ولا أدعوه ولا أدنو منه ولا أنتظره بفارغ الصبر
هو ليس حبيبا
أنا متعلقة جدا بالحياة على غير طريقتك

ثم قولك
لا هدف له إلا الموت ذاتُه

مستحيل هذا الكلام حتى لو كان كما قلتَ:( لكن بعد أن ينقل الوجود الطبيعي في كينونة نفسه و يستديمه في وجود كينونة جديدة)

ما كان ولن يكون هدفي الموت، أرجو مراجعة نظريتك

أما قولك الكريم

ليس الموت نقيض الحياة و لا عدوها، لكنه الحالة الأخرى للوجود، وجه الحياة الذابل

بل هو نقيض الحياة أستاذ الربضي، وهو عدوها، نعم هو الحالة الأخرى للوجود لكنه ليس وجه الحياة الذابل بل العدم
الموت هو العدم وليس الذبول

الإنسان من خوفه الشديد من الموت أخذ يبحث عن معان جديدة لرؤيته للموت

شكراً مع تحيتي واحترامي


2 - الأستاذة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 16 - 09:02 )
نهارا ً طيبا ً أتمناه لك أستاذة ليندا،

الكلام في المقال يصف ثلاثة -مفاهيم- أو -حالات- هي:

1. الوجود: و له شكلان الحياة و الموت.
2. دورة الوجود: و هي الانتقال من الحياة للموت ثم الحياة و هكذا.
3. الموت: و هو هنا ختام الدورة، و البادئ بحياة جديدة.

الحديث هنا عن الاشتياق للموت أو كونه صديق الحياة و ليس عدوها أو كونه هدف الحياة هو وصف للحالة الثانية المُفردة في أعلى تعليقي: 2. دورة الوجود.

فأنا أصف هذه الدورة و أُبرز حتمية وصولها للموت، و أصيغ هذه الحتمية في قالب أدبي أقرب شئ ٍ إليه هو الاستماتة و الرغبة الإنسانية و التوق و الصُحبة، أي أنني أقول أن الموت حتمي و حتميته ترتبط ُ بالإنسان -كأنها- ارتباط عشق ٍ في تشبيه ٍ وجهُهُ هنا: الحتمية ُ نفسها، و الاندفاع ُ الشامل نحو هذا الموت الذي لا مهرب له، هذا الاندفاع الذي أسميته: العشق

لا يهدف المقال إلى تمجيد الموت، لكن إلى وصف علاقته بالحياة و إظهار الوجود كاملا ً على حقيقته، بربط الكينونة بوجهيها و تبيان موقع الكائن البشري من هذه الثلاثة.

أتمنى بعد هذا التوضيح في الرؤيا أن تعطيني انطباعاتك ِ الخاصة و أرحب بعقلك ِ الجميل دائما ً.

دمت بود.


3 - لم أفهم عبارة:لا هدف للإنسان إلا الموت ذاتُه
ليندا كبرييل ( 2014 / 7 / 16 - 14:34 )
شكرا أستاذ نضال الربضي على الرد الوافي

أخانا الكريم
أوافقك على :الوجود، دورة الوجود،الموت. وأعتقد أنه ما من إنسان ينكر دورة الحياة هذه، لكن تفسيرك للموت لم أستطع استيعابه للأسف

شخصيا أعتقد أن كل من يقرأ مقالاتك سيصل فوراً إلى استنتاج أنك (لا تهدف في مقالك إلى تمجيد الموت)
إنها رؤية لحضرتك عبّرت عنها بشكل فلسفي
لكن القارئ الذي لا يحمل أي خلفية ذهنية عن أفكارك ومواقفك سيتشكك في بعض الجمل الواردة في المقال
المعذرة هذا رأيي

ولا بأس في ذلك، فلكل إنسان نظرته الخاصة للكون والحياة
أتمنى لك يوماً طيباً وشكراً


4 - الأستاذ | نضال1
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 16 - 17:58 )
تحيه .
1- (الأرض) هي مركز (الكون) , هذا ما تقوله الـ(فيزياء) الحديثه .
يرى الفيزيائي | (ديفيد بوهم) أن (مجموعتنا الشمسية مُحاطة بهولوغرام كوني عملاق... المجرات حولنا مجرد هولوغرام) .
حديثا قام الفيزيائي (رافائيل بوزو raphael bousso) بـ(جامعة ستافورد) بطرح فكرته المدهشة والتي تعتبر الأفلاك والمجرات الأخرى أشبه ما يكون بظلال لمجرتنا وما داخل مجرتنا أشبه ما يكون بظلال لمجموعتنا الشمسية ....
http://www.cosmolearning.com/videos/...as-a-hologram/
خرج (ليونارد سسكايند) -العالِم الأبرز حاليا في ميكانيكا الكم- بمفاجأته الكبري لقد أثبت المبدأ الهولوغرامي في كل ما يسود حولنا من مجرات .
(ليونارد سسكايند) أستاذ الفيزياء النظرية بـ(جامعة ستافورد) ؛ كان مُلحدا وله كتاب (وهم التصميم الذكي ) صدر عام2005 لكن بعد أبحاثه الأخيرة أعترف أنه يستحيل أن ينشأ الكون إلا من خلال تصميم ذكي وتَرك سسكايند الإلحاد جانبـا وهو مدافع شرس الآن عن أنه لابد لهذا الكون من خالق (فبداهة يستحيل أن ينشأ الهولوغرام الكوني من تطور أو انفجار كبير أو صدفة) .

يتبع


5 - الأستاذ | نضال2
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 16 - 17:59 )
2- (الإنسان) هو مركز (الأرض) التي هي مركز (الكون) .
- هل ثمة شيء يستوعب هذه العلاقات بين الاحجام إلا الانسان؟ .
- هل ثمة شيء يدرك الفوارق الا الانسان؟ .
- هل ثمة شيء يدرك القوانين وضخامة الأفلاك وعظمة الخلق وروعة الإعداد بعناية إلا الإنسان؟ .
- هل ثمة شيء يدرك أن الوردة حمراء وبديعة التنسيق والجمال غير الانسان؟ .
- هل ثمة شيء يدرك مدارات الأفلاك وعظمة الخلق وروعة المنظومة الفيزيائية التي تحكم الكون غير الانسان؟ .
- هل ثمة شيء يدرك مخاطر الانفجارات النجمية في مجرة أندروميدا مثلا إلا الإنسان؟ .
- هل ثمة شيء يهتم بأحداث الفضاء ومدارات الأفلاك غير الإنسان؟ .
إذاً , لا يختلف العلماء على أن الإنسان مركز الكون إدراكيا وسيكولوجيا -و حديثاً- فيزيائيا -و منذ الأزل- دينياً , إذاً , زعم الإنسان مركزية الكون ليس إلا إقرارا علميا! .

يتبع


6 - انا معجب اليوم باراء عبد الله خلف
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 16 - 21:17 )
تحية اخي نضال وتحيتي للجميع
كنت قد اشتريت مجموعة من الترانزيستورات والمقاومات ومجموعات الكترونية وركنتها بمستودعي وبعد اربعين عاما وانا ابحث عنها وجدتها تجمعت مع بعض واصبحت كمبيوتر وله شاشة وكبلات فوصلت الكمبيوتر عمل وباحسن المواصفات هل تصدق هذا الكلام
ياخي سنترك ارض مفلوحة مليارات السنين هل ستنتج سنبلة قمح او شجرة تين ولن نذهب بعيدا القمر هو قطعة من الارض وهو بيداء لازرع به ولا حياة وعنده نفس الشمس ونفس التربة
ويقولون ان سلفنا سعدان هناك بالغابة مليئة بالسعادين لم نشاهد قرد اصبح انسان وقد شاهدت تجربة علموا القرود سنين طويلة اقتصرت حركاتهم على غريزة فقط لكي يحصلوا على الطعام وبعض
الحركات الطفيفة واعتبر الكلاب افضل من القردة فقد ربحوا مرتين السوبر تالينت
http://www.youtube.com/watch?v=esC94icFeFI
لايوجد صناعة الا خلفها صانع وعظمة الصانع نعرفها من تقنية المصنوع انظر لجمال الانسان وتناسقه ومقاسات كل عضو من اعضائه متناسبة ومتناسقة لم نجد بشر انسان له انفان او ثلاث اعين كله محسوب ومدروس بدقة متناهية او اعين بالبطن
وللجميع مودتي


7 - نسيت ان اعطي دليل بان الروح لاتموت
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 16 - 21:28 )
تحية مجددا للجميع
انها قصة انسانة دفعتها سلفتها من الجبل فماتت وتقمصت روحها بمولودة جديدة وتذكرت اخوتها بالحياة الاولى وزارتهم واثبتت لهم بدلائل كثيرة انها اختهم وكشفت الجريمة ارجو مشاهدة الفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=LubwW1Pmz0U
ويوجد قصص مماثلة بالعالم
وللجميع مودتي


8 - الأستاذ | نضال3
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 17 - 00:58 )
3- (الموت) , الموت قانون بيولوجي حتمي , قال تعالى : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) .
لننظر إلى الجانب الآخر في الموت , ماذا لو لم يكن هناك موت للمخلوقات الحية؟... هل ستتحمل الأرض مليارات مليارات المليارات من البشر والمخلوقات الكبيرة والدقيقة؟... ثم هل سيفيد العلاج ضد الميكروبات والأمراض؟... ستجد الناس يتألمون ليل ونهار ويتمنون الموت لما يعانونه من الآلام بسبب الأوبئة والأمراض التي لا يوجد علاج قادر على قتلها .
أخيراً : الوعي بعد الموت يؤكده العلم عبر نظرية : (البيوسنتريزم) , مؤسس النظريه هو : (روبرت لانزا) , و هو طبيب أمريكي , و هذا موقع نظريته :
http://www.robertlanzabiocentrism.com/does-death-exist/
أو عبر تجربة Dr. Wilder Penfield .


9 - الأستاذة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 17 - 07:04 )
تحية طيبة أستاذة ليندا،

في المقالات القادمة من سلسلة الموت سأسلط الضوء على الشعور الإنساني تجاهه ضمن زوايا أخرى سننظر ُ فيها له، و على التصرفات الواعية التي تتعلق به، أما موضوع اليوم فهو حتمية هذا الموت، و اتجاه الكائنات الحية نحوه كنتيجة.

أؤيدك أن الذي يقرأ لي لأول مرة لن يعرف قصدي، و عليه أن يعود لمقالات سابقة لي، لكني أكتب مُتكاملا ً واصلا ً ما سبق مع ما يُخطُّ مع ما سيأتي، يمكنك ِ أن تقولي أنها رحلة ُ كتابةٍ موصولة من أجل الأفضل.

أثمن ملاحظاتك ِ.

أهلا ً بك ِ دوما ً.


10 - الأستاذ عبدالله خلف
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 17 - 07:11 )
تحية طيبة أستاذ عبدالله،

كل ما سطرته عن عظمة الكون ووعي الإنسان جميل، لكن سأختلف معك في جزئية مركزية الإنسان بالنسبة للكون، فكون الإنسان يعيه لا يعني أنه مركزه، فالوعي هنا خاصية من خصائص الإنسان لا تُلزم الكون، و حضورها أو غيابها لا يؤثران فيه، نحن نعلم أن عمر الكون 14 مليار عام، و أن عمر الإنسان بشكله الحالي و عقله المتطور هو مئة ألف عام فقط، يعني أن هذا الكون العظيم كائن ٌ بدون الإنسان لأن المئة ألف عام لا شئ بالنسبة لعمر الكون، فالإنسان مُنتج من مُنتجات الكون، و ما هو الإنسان مقارنة ً بكل النجوم و الكواكب و الظواهر الكونية، إنه لا شئ حقا ً.

نتعلم من مراقبة الكون أن نتواضع، و لا يجب أن نتجرأ فنرفع بدون وجه حق من قدرنا أمام جلاله و اتساعه و تنوعه و روعته، لكن أيضا ً لا يجب أن نشعر بدونية ٍ غير مبررة، فالصحيح أن نقول: نحن جزء من الكون، نجهل منه أضعاف أضعاف ما نعلم، و يجب أن نرتقي بنوعنا البشري لنضيف شيئا ً جميلا ً إيجابيا ً إلى هذه الحياة.

نبدأ ُ بذلك مع نوعنا، فنقترب من بعضنا البعض و نتعاضد و نتعاون و لا نتقاتل. هذا ما يجب علينا تجاه أنفسنا و تجاه كوننا.

تحياتي لك.


11 - الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 17 - 07:13 )
تحية طيبة أستاذ مروان،

أنا سعيد جدا ً أنك تتفق اليوم مع الأستاذ عبدالله، و كم هو جميل أن ندرك أن في داخلنا مشتركات نستطيع أن نجذب بحبال ودها أنفسنا نحو الآخر فنقترب من بعضنا.

أرجو منك قراءة ردي على الأستاذ عبدالله فنفس الكلام أود ُّ أن أوجهه لك أيضا ً لكن بدون تكرار حتى لا يمل القارئ.

تحياتي لك.


12 - رؤي فلسفية عميقة جديرة بالتأمل وننتظر المزيد
سامى لبيب ( 2014 / 7 / 17 - 19:12 )
تحية لفيلسوفنا الجميل نضال
من جمالياتك الداخلية كإنسان قدمت فلسفة أخرجت الموت من بشاعته
قرأت أفكارك عدة مرات بالرغم اننى لا اعتاد هذا ويسعدنى اننى اطلعت على افكار جميلة اتفق مع الكثير منها ولأتوقف امام نقطتين الأولى هى نفس توقف الاخت ليندا لأتصور ماذكرته يكون مقبولا فى ظل ثقافة انسانية جديدة للموت فأنا ارى الموت ثقافة تتغلغل فى الفكر البشرى لينظر لهذه الظاهرة بهكذا منظور
استوقفنى شئ آخر وهو تصويرك لعملية التكاثر بإندفاع الجينات لتهب الحياة فى كيان آخر كإمتداد لها قبل ان تغادر الوجود
فى الحقيقة هناك شئ غامض هنا فهل الجينات ترسل مفاهيم وتحث علي اتباعها كدافع للجنس بغية التكاثر ام الجنس حاجة إنسانية غريزية تندفع ولايعنيها قصة التكاثر اى اننا نمارس الجنس للإشباع وكون التكاثر جاء فى الطريق فلا يضر وسنظل نمارس الجنس كرغبة
لى رؤية سأقدمها فى مقال عن الجنس لأرى ان العملية كلها تتوقف على إخراج الجسم مالايحتاجه مثل التبول وكما نحس براحة ولذة عند التبول وخاصة بعد ضيق وانتظار فهكذا اللذة بقذف الحيوانات المنوية وكونها لذة عالية لان القذف لايتم
كثيرا كالتبول ولاحظ ان اللذة تنتهى تماما بمجرد القذف


13 - الأستاذ سامي لبيب
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 19 - 10:23 )
يوما ًطيبا ً أتمناه لك أخي سامي،

سأتناول علاقة الجنس بالجينات، والمشاعر الإنسانية الواعية و علاقتها بالحتمية غير العاقلة لكن الواعية بطريقتها في المقالات القادمة :-)))))))))

بالنسبة لموضوع القذف فهذا أيضا ً جزء من السلوك -الجيني- للجنس البشري يخدم هدف التكاثر اللا عاقل لكن الواعي داخليا ً. للجنس أبعاد فالرجل يشعر بالحب والتقدير والارتباط بالمرأة التي مارس معها فعل الحب، يكفي أن تراقب الأزواج الجدد ثم تقارن هذا الارتباط الجديد و الشعور الصحي بالخواء و العدمية بعد السلوك الجنسي مع بائعة هوى فيبرز الفرق، حيث الحالة الأولى هي قصد الطبيعة أما الثانية فهي التشويه الإنساني.

أهلا ً بك دائما ً.

اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له