الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيطرة على المجتمعات المتهالكة

محمد رشو

2014 / 7 / 16
المجتمع المدني


كلما زاد الفساد المستتر سَهُل التحكم بالمجتمع، لأنه مجتمع محكوم بالنزوات وقد أضاع السبيل، فلم يعد شيئاً يربطه إلا الوجود المكاني فقط، فهو لا يعتمد فكراً أو ايماناً جامعاً، بالتالي هو في ضياع وأفراده يحتاجون قشة تمتد لهم لتنتشلهم من الدرك الذي أوصلوا أنفسهم إليه.
الفساد يستتر لأسباب عدة ومحددات كثيرة، العقل الفردي ليس بالضرورة أن يؤمن بها، ولكنها بالوقت نفسه تُلزمه بأمر من العقل الجمعي الذي يحرّك السلوك الظاهري العام للمجتمع.
بالتالي ولتغيير مجتمع منغلق يسعى للانفتاح لا عليك سوى تقديم الأدوات الاساسية له التي تكون بظاهرها دعوة للانعتاق من المحددات المجتمعية السائدة، و دعوة للحرية بشكل عام، الأمر الذي بالتأكيد سيُساء فهمه إلى الحرية حتى مما يحدد الهوية كالأرض والقومية. إطلب التحرر المبهم وإترك الباقي لفهم الفئة المستهدفة، وما عليك سوى أن توجّه هذه الفئة فقط، لتنحدر أكثر و تتوه، و تلقف ما يصادفها من ناس توّاقون للحرية المبهمة في طريقها، أي ما أسميه مفعول كرة الثلج.
لنشر مفاهيم الحرية المبهمة نحتاج إلى الوصول للعقل الفردي و غرس الأفكار فيه، وليس هناك بأفضل من طريقة ذو العين الواحدة، أو الأعور، وما يقف وارءه من مؤسسات ضخمة بتمويل هائل عملها وهمّها الاساسي طرح الأفكار الجديدة التي تعمل كالفيروس على اختراق البنية الفكرية للفرد، بشرط أن يكون الفرد على استعداد لتلقي هذه المعلومات، و هذا الاستعداد قد تم سلفاً بسبب الفشل التربوي والأخلاقي و حتى الديني الذي يعاني منه كثير من الشعوب المتقدمة منها و المتخلفة.
الأعور قد يكون التلفزيون أو الموبايل، و سبب تسميتي له بالأعور هو الأصل الديني للكلمة من جهة و وجود شاشة واحدة له، بالاضافة إلى قدرة الأعور على الوصول إلى كل الأفراد في أي مكان و زمان.
لنسف إيمان الشخص لابد أولاً من دراسة البديهيات الإيمانية لديه، و الإنطلاق من تفنيدها بإستعمال كل الحجج اللازمة، فإن تصدّع الأساس فالبناء بأكلمه سيكون مهيّئاً للإنهيار، ونستمر في تفنيد و ضرب أساسات إيمان الفرد حتى نصل إلى مرحلة ما قبل الإنهيار تماما، عندها نطرح حلّنا البديل الذي بالتأكيد سيلقى الترحيب، ففعله كما أسلفت كفعل قشّة الغريق.
ليس بالضرورة أن تكون الهدف من السعي للتحكم بالمجتمع و قيادته فكرياً هو سلبي أو لمنافع شخصية، فقد تكون الغاية سامية مثل إنتشاله من الجهل و التخلف الذي وصل له، أو من الحياة المادية البحتة التي أغرق نفسه بها، أو ربما تخلصيه من أصنامه التي صنعها بيده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة