الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفافية الأخلاق وانسيابية الحلم العلمي ؟

احمد مصارع

2005 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سهولة العيش على سطح الأرض , ومشاق حياة رواد الفضاء ؟
من الغريب والمذهل حقا أن نحزن للموت الآمن , والمفعم باليأس , في حين لا نفرح للحياة الموعودة عبر التضحيات المشهودة لانسيابية الحلم العلمي , بل الميثولوجي ؟!
الشفافية في الأخلاق مصدرها التسامي الفلسفي , وهي حين تظهر في عالم السياسة تكون سلاسة ( بيرو سترويكا ) وفي عالم الاقتصاد تظهر على هيئة تضامن طبقي - اجتماعي , أو على هيئة وحدة الكيان الوطني,(هارمونيته) , أي تآلفه , وبعبارة أوسع تظهر الشفافية كمقياس معقول لمديات التضامن الوطنية , وهو الأمر الذي يتناسب مع الاقتصاديات الرياضية , بل وأنظمة المحاسبة القومية .
المطلوب دائما على مستوى الأمة والجماعات والأفراد هو تقليص مديات التفاوت , بل رأب الصدع , وسد الفجوات , والاحتكام الى فكرة المؤسسات المستقلة , أو الموضوعية العادلة بعبارة أخرى , وبلغة العصر التعاونية , بل والمؤنسنة بدرجة مثمرة .
إيديولوجية ( تصغير ) الغالب والمغلوب , إما غالب أو مغلوب , لم تعد تليق حتى بإنسان ( الياندرتال ) -مبالغة
ومن حسنات العصر الحديث أن الأديان الصقورية في العصر الوسيط , عادت الى حالتها الإنسانية القديمة بوصفها تعتبر الإنسان مركزا كونيا رمزيا , رغم زئبقية مواقفها السابقة خلال التاريخ , واستمرار بعض المستحاثات ومنها من لم ينقرض بعد الى يومنا هذا .
من الاتجاهات الهامة لكل الإيديولوجيات البشرية , الأكثر أهمية والتي عرفناها خلال العصور السابقة , اعتبار البشرية المجللة بالخطيئة الأولى في وضع انتظاري آني , الى حين تصحيح الوضع الحالي , ولذلك فلا مبرر لارتكاب المزيد من الأخطاء أو الخطايا , وكل كفران بشري , بمعنى الطغيان , سيساهم في تعقيد المرحلة الانتقالية , القصيرة نسبيا في عمر الكون , وهو كون سيطوى في يوم ما طيا , كطي السجل للكتب , وكل خطيئة مرتكبة بسبب اللا تعادل , ستلحق الأذى فيما بعد , ففي حين من الضروري أن يعمل العقل والوجدان , على إيقاف سلاسل الخطيئة , للتحرر الانعتاق النهائي , لإحداث سلاسة أو شفافية انتقال .
الاتحاد في مواجهة الطبيعة , وضرورة إلغاء نشوة غرور السيطرة والاستغلال , لم يفلح عن طريق النزعة السلمية في إثبات الميل نحو فكرة إلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان , مما جعل فكرة العبور من والى غير واقعية , نظرا لإصرار البعض على إبقاء الفوارق و كما لوكانت حقا طبيعيا , ولكنه خارج رغبات العناية الالاهية , وهو عصيان إيديولوجي وضعي , يبتعد عن الكفر ويقترب من الفسوق .
التدافع البشري المؤنسن بطريقة غير مثالية , مصر للغاية على لا قدسية الفوارق الواقعية المزعومة , رغم حقيقة الضآلة البشرية أمام اللانهاية الكونية .
الأكثر نقاءا , بما لا يقبل الشك الروح العلمية السامية , وخلاصتها في عمق النفس البشرية , ما أدعوه بالانسيابية , وعلاقة ذلك بالحلم , وبشكل خاص بالأمل العلمي , بالسير على ضوء في ظلمات الدروب الزرقاء .
الحلم العلمي متعال من الناحية الأخلاقية , فرواد الفضاء الذين يتعر بشون على العرائش التكنولوجية , لايمكن لهم رؤية فسيفساء التنازع الأرضي , غير المبرر بل وغير المفهوم , فهم ضحية لصراعين متفارقين , فما جدوى الاختلاف على سطح الأرض الواسع جدا , بل والمليء بالأكسجين , وأراضي الحياة والغذاء , بينما هم متعلقون في الأطراف البعيدة لكون لانهائي , لا سخاء تنفسي فيه ,ولا غذاء محتمل الهبوط عليهم , ما لم يهبطوا على سطح الأرض , ومن هنا ينشأ فسوقا مضافا, فما مبرر للأذهان التي تضيق مع الاتساع , وتتمدد أريحيتها حين يسود الضيق ويستحكم .
رواد الفضاء يبحثون عن امكان توسيع المجال , لأجيال قادمة , ولريثما يطوى السجل , وهو فعل إيماني نادر الوجود , بينما اللا شفافية ( البرويسترويكيا ) تخلد زعما , من مات على سطح الأرض , وهو مغلق طيلة حياته , بينما تتعمد التجاهل والنسيان , لمن أنفق حياته وحتى الموت ليفتح للأجيال القادمة امكان أفضل انتظار للحظة طي السجل الأبدي ؟! .
وللموضوع صلة ..
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran