الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوبيا خلافة البغدادي

فلاح الزركاني

2014 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك عدة اسئلة تطرح في موضوعة اعلان خلافة البغدادي (الاسلامية) وما يترتب عليها من النواحي الجيوسياسية والاجتماعية فهي تتعلق بموضوع يمتلك من الخطورة مقدمتها.
1- ماهي القوة التي استند اليها البغدادي باعلان خلافته ؟
2- استمرارية الخلافة؟
3- موقف الدول باصنافها من فكرة الخلافة؟
والجواب بحاجة الى بحث عميق ودقيق في الخلافة الاسلامية قديما وحديثا ومناقشة كل جوانب الالتقاء والاختلاف بين المذاهب الاسلامية ، ولكن في هذه المقدمة نسلط الضوء على موضوعة خلافة البغدادي ،اسبابها ونتائجها وقوتها.
اولا : يختلف مفهوم الخلافة بين المذاهب الاسلامية في الاصل على مبدأ الخليفة وصفاته فلدى الشيعة يجب ان يتولى الخلافة امام معصوم من نسل فاطمة وهو ( الامام المهدي) وهو امرلاجدال فيه ومن المحتمات لديهم ولذلك وجدت ايران الاسلامية مبدأ ولاية الفقيه اما بقية المذاهب فتتارجح بين احقية الخلافة للعربي القرشي صحيح النسب او من يتقلد امور المسلمين بحد السيف كائنا من يكون.
وفي كلا الحالين يصبح دور المسلمين السمع والطاعة فقط. ومن هنا فان ابو بكر البغدادي بخلفيته الدينية والشرعية والعسكرية وجد اسباب النجاح في اعلان دولة الخلافة معتمدا على سذاجة المسلمين في لزوم السمع والطاعة للامام برا كان او فاجرا مع تغييب العقل الجمعي لديهم بالجدال والاعتراض والممانعة والرفض وتوق المسلمين كافراد الى الوحدة والقوة تحت راية الاسلام.
ثانيا:استمرارية الخلافة وثباتها وهي قضية تتعلق ببسط النفوذ والاستيلاء بالقوة على الارض وعلى مصادر التمويل اللازمة لادامة الجهاد او مايسمى ( الغزوات والفتوحات ) فالبغدادي يعتمد على قوة السلاح والافراد التابعين له بطاعة عمياء ويعتمد ايضا على وجود الحواظن المهيأة اديولوجيا لقبوله كخليفة لاسيما وان معظم من بايعوه هم من البسطاء والمغرر بهم دينيا وبعض الموتورين الذين وجدوا في حركته انتقاما لما حل بهم من ظلم وحيف في بلدانهم وبذلك وجدوا متنفسا لصب جام غضبهم على الاخرين كائنا من كانوا ، كذلك اعتمد البغدادي على الدعم الخارجي لدول تبحث لها عن نفوذ من خلاله لتغيير خارطة التوازنات او الابتزاز . هذا الدعم محكوم بعدم خروج البغدادي نفسه عن السيطرة او ان يقتنع كليا بانه الخليفة حقا وبالتالي يدفعه غرور السلطة الى محاربة الداعمين له وهو ماسيحدث في النهاية لامحالة.
ثالثا: الخلافة بحد ذاتها قضية غير مطروحة للنقاش في البلاد الاسلامية التي تتبع مذاهب السنة والجماعة لانها تؤثر بالنتيجة على المجتمعات الاسلامية عامة في بعض الدول العربية الافريقية او في دول الخليج الغنيةخاصة لانها تتبع لونا معينا من التدين وهو ( الوهابية ) و( الاخوان) وهما خطان يؤمنان بمبدا الخلافة ايمانا قاطعا ووجوب تحقيقها وبالتالي شكلت خلافة البغدادي خطرا على انظمة الحكم في العالم الاسلامي بلا استثناء باعتبار ان مواطنيها من المسلمين ملزمون بوجوب الطاعة لولاة الامر مع وجود تأييد كامل لدولة الخلافة وبالتالي اصبح الحكام ملزمون ايضا بقبول خلافة البغدادي ( كخليفة شرعي ) وهو ما استدعى من مشايخهم ومجامعهم الفقهية والعلمية اعتبار البغدادي خارجا عن الملة وخلافته غير شرعية ولايمكن القبول بها لانها بالنتيجة ستسلب من الحكام والملوك السلطة والنفوذ وتسلب ايضا من المشايخ والعلماء والفقهاء سطوة الفتيا وقوة التشريع.
في الحقيقة لايمكن اعتبار خلافة البغدادي امرا واقعا وثابتا على الارض لانه سيواجه بكل عنف وسيسقط بالنهاية بيد اصدقائه قبل اعدائه لانه لايملك الحل السحري لمشاكل المسلمين وعلاقاتهم ببعضهم وعلاقاتهم بالاخرين ( غير المسلمين)فهو بالنتيجة ليس النبي محمد ولا احدا من صحابته الكرام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج