الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوحيد في الديانة المسيحية

جهاد علاونه

2014 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


غالبية المسلمين لديهم اعتقادٌ خاطئ عن إلوهية المسيح فهم يعتقدون بأن الديانة المسيحية تؤمن بثلاث آلهة أو بإلهين هما الله والمسيح, وهذا فهمٌ خاطئ لمبدأ تجلي الله في العهدين القديم والجديد, على أن العرب قبل الإسلام كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة فمثلا: بسم الله الرحمن الرحيم, كانوا يعتقدونها بأن هنالك الله وهنالك الرحمن وهنالك الرحيم,ولما جاء الإسلام جعل من الله لغة مبتدأ,والرحمن والرحيم صفة ونعت...إلخ, فكانوا يؤمنون بآلهة متعددة شأنهم في ذلك شأن كثيرٍ من الشعوب والأمم الوثنية ولا يعلمون بأن العرب كانوا أمة وثنية ومشركة ومتعددة الآلهة في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يعبدون إلها واحدا, أي أن المسيحيين كانوا وما زالوا موحدين لله رب العالمين, ففي سفر الخروج 20-2-3- يقول: أنا الرب إلهك,لا يكن آلهة أخرى أمامي ,وفي سفر التثنية:4-39- (فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق,وعلى الأرض من أسفل,ليس سواه), هذا في العهد القديم, أما العهد الجديد فيقول: (أنت تؤمن أن الله واحد,حسنا تفعل,والشياطين يؤمنون ويقشعرون,وفي إنجيل متى:4-10: للرب وحده تسجد وإياه تعبد.).

ولنفهم طبيعة إيمان المسيحية بإلوهية المسيح علينا أن نرجع للعهد القديم إلى قصة تجلي الله لموسى في الشجرة الملتهبة التي كلمه الله من ورائها, فلم تكن الشجرة تحترق رغم أنها كانت تشتعل,ولكن كانت النار والنور الذي تجلى الله فيهما لموسى,وهذا معناه أن الله يتجلى في مخلوقاته لمخلوقاته,ويتجلى لهم في كل شيء أبدعه, إننا يا أصدقائي لا نستطيع مطلقا أن نرى الله بحسب الديانة المسيحية ولكننا نراه يتجلى في أعماله وخلقه,ونرى في كل يوم أعماله العظيمة, والإنسان إحدى أهم أعمال الله على الأرض, فالله يتجسد لنا في كل شيء, في الشمس وفي الماء الذي نشربه وفي الهواء الذي نتنفسه وفي الماء وفي الكواكب والنجوم, نحن لا نستطيع أن نرى ألله شخصيا ولكننا بكل بساطة نرى أعماله المتجسدة في هذا الكون حتى في أنفسنا, فنحن مثلا حين نرى شيئا يبهر عيوننا وقلوبنا وعقولنا فورا نقول: يا إلهي ! , سبحان الله !, ما أعظم قدرته !, مستغربين ومتعجبين, ونقول: يا قدرة الله ! , وهكذا هو الله المتجسد فينا نحن وفي كل شيء عجيب من عجائب خلقه.

من هذا المنطلق الله تجسد للناس في جسد المسيح الإنسان ومن هنا تكمن عملية فهم طبيعة المسيح الناسوتية واللاهوتية, فالمسيح له طبيعتان واحدة ناسوتية جسدية والثانية إلهية وهي عبارة عن حلول روح الله في جسد المسيح , ومن هذا المنطلق نصل إلى نتيجة مؤداها أن المسيحية تؤمن بالتوحيد وهي لا تؤمن بالتوحيد فقط لا غير وإنما هي بطبيعتها ديانة موحدة تؤمن بأن لهذا الكون إله واحد تجسد هذا الإله لموسى في الشجرة وللمسيحيين تجسد أيضا بالمسيح نفسه , وتجسد لنا في عظائم خلقه , فنراه في النور الذي خلقه وفي الظلمة التي خلقها, إن أعمال الله تدل على وجوده ولا تدل على شكله , الله تجسد وحلت كلمته أي روحه في عيسى بن مريم, فصار عيسى بن مريم يشفي المرضى ويحيي الموتى.

إن المسيحيين لم يرو الله شخصيا على صورتهم وهيئتهم وإنما رأوا أعماله من خلال ما قام به المسيح من أعمال,وهذا ليس شركٌ بالله, بل هو دال على طبيعة تجلي الله في الديانة المسيحية, فأعمال المسيح جعلت المسيحيين منبهرين من قدرة الله, فالمسيح فعل أشياء من خلال روح الله وكلمته التي تسكن المسيح, فالذي قام بإحياء الموتى, ليس عيسى بن مريم, بل الروح التي تسكن عيسى بن مريم المسيح وهي روح الله التي كانت تحيي الموتى, وما زالت أفعال المسيح ومعجزاته قائمة إلى اليوم ذلك أن روح الله لا تموت مطلقا , وما زالت روح الله تسكن المسيح وما زال المسيح حيا إلى اليوم عند الآب السماوي , وهذا هو الفهم البسيط والواضح للمسيحية, فالمسيحية ديانة موحدة تؤمن بإله واحد خالق للكون ولكنها على أبلغ تقدير ترى أعمال الله في هذا الكون ولا ترى الله نفسه, فالله نفسه غائب ولكن أعماله حاضرة فينا إلى يوم الدينونة, وروح الله كانت تسكن جسد المسيح وكانت تفعل ما يفعله الله نفسه, والمسيح بن مريم كان يفعل ما يفعله الله لأن روح الله كانت تسكنه, أما قول المسلمين: كان يخلق ويحيي بقدرة الله, فهذا تضليل وعدم القدرة على استيعاب مفهوم المسيحية أو مفهوم التجلي , فلم يكن المسيح يحيي الموتى ويشفى المرضى بقدرة الله بل كان يفعل ذلك لأن روح الله تسكنه, وهذه هي العثرة الوحيدة بين المسلمين واليهود والمسيحيين التي حاولت هنا تذليلها لنفهما جميعا, ومن موقع التأكيد نعيد ونكرر بأننا لا نرى الله ولكننا نرى أعماله وأفعاله, ومن ضمن أعماله وأفعاله كانت أفعال وأعمال المسيح, إننا نرى صورة الله في أفعاله, إننا نرى قدرة الله فيما نرى من عجائب خلقه, إننا نرى الله من خلال أعماله وأفعاله, إننا نرى ونلمس روح الله يوميا وهو يحيي ويميت, إن الله يوميا وكل لحظة يميت وبنفس الوقت يحيي أرواحا أو يخلق لنا أرواحا جديدة وهذه ببساطة هي أعمال الله وأفعاله, إن الله يمتد على هذا الكون الواسع وكل شيء منه, نراه يتجلى لنا في كل شيء خلقه لنا من كائنات حية ومن جمادات.

الديانة المسيحية ديانة توحيدية بامتياز, لا ترى في الكون إلها غير الله, وإنما تؤمن بأن الله تجسد لنا في الشجرة وفي جسد المسيح بن مريم. ويقول المسيح في :مرقس-12-29: اسمع يا إسرائيل,الرب إلهنا ,رب واحد,وفي مرقس32:بالحق قلت لان الله واحد وليس آخر سواه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 18 - 13:40 )
المسيحيّه مذهب من المذاهب الهندوسيّه , راجع :
https://www.youtube.com/watch?v=Sq1I-RAeNHM
و
https://www.youtube.com/watch?v=_a_8j_kSmxc
و
https://www.youtube.com/watch?v=cwsghhmabpM&list=PL7909B6450F6EB7EE


2 - فليضئ نوركم هكذا قدام الناس
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 18 - 21:06 )
تحية للاخ ابو علي لاافكره المنيرة
عظيم هو تحليلك وتبسيطك للمفهوم المسيحي عن التوحيد وعن التجلي وهذا ما يذكره الكتاب المقدس من اوله لااخره وان يسوع المسيح كان منز الازل مع الله اي عقل الله لاينفصل عن الله وروح الله لاتنفصل عنه انهم واحد مثل الانسان جسد ونفس وروح
وقد كتب عنه العهد القديم بالامثال 30
من صعد الى السموات ونزل.من جمع الريح في حفنتيه.من صر المياه في ثوب.من ثبت جميع اطراف الارض.ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت. 5
وكان يتجلى بشبه ابن الانسان لقد تجلى لدانيل وارميا
وبعد موته وقيامته قد اخذ يوحنا بالروح الى السماء واطلعه ما سيحدث وهذا جزء من الحديث برؤية يوحنا 1
فالتفت لانظر الصوت الذي تكلم معي ولما التفت رايت سبع مناير من ذهب 13 وفي وسط السبع المناير شبه ابن انسان متسربلا بثوب الى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. 14 واما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج وعيناه كلهيب نار 15 ورجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون وصوته كصوت مياه كثيرة 16 ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب.وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها. 17 فلما رايته سقطت عند رجليه


3 - التوحيد في الديانة المسيحية
شاكر شكور ( 2014 / 7 / 18 - 23:20 )
تحياتنا للأستاذ جهاد وما تفضلت به في مقالتك هو عين الحقيقة وموضوع تجلي الله في المسيح كان له هدف عند الله وهذا الهدف كان لأجل تقديم جسد المسيح كذبيحة كفارية من اجل خطايا كل العالم لتتم المصالحة مع البشر وبهذا اصبح المسيح هو الذبح العظيم ولأجل عمله الكفاري اصبح المسيح الطريق الوحيد لمعرفة فكر الله فمن آمن في فداء المسيح نيابة عنه خلص ، كل من جاء بعد المسيح يعتبر من الأنبياء الكذبة الذين تنبأ المسيح بظهورهم بثياب الحملان وفي داخلهم ذئاب شرسة ومن ثمارهم نعرفهم والدواعش والسلفيين خير مثال لما زرعوه هؤلاء الأنبياء الكذبة ، نأمل ان تكمل موضوعك استاذ جهاد وشرح هدف التجلي من اجل خلاص نفوس بعض المغيبين عن الحقيقة ، اكرر التحية والأحترام


4 - اضحكتونا
السودانى الحائر ( 2014 / 8 / 2 - 00:53 )
عندما اقرأ نقد الاستاذ جهاد للاسلام والمسلمين رغم انى من المفترض مسلما اعجب به ايما اعجاب وازداد طربا عندما اطلع على التعليقات ولكن بهذا المقال المضحك والتعليقات الاكثر اضحاكا تأكد لى انه من السهل ان ترى عيوب معتقدات الاخرين بينما تعمى تماماعن رؤية عيوب معتقداتك..صحيح ان الايمان يجعل الازكياء يقولون اشياء غايه فى الغباء..ان لم يكن حديثكم هذا مثلوجيا فما المثلوجيا اذا