الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعثي المتساقط عزت الدوري يحيّي تنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين

خليل خوري

2014 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما هو متوقع من بعثي متساقط تخلى عن النهج العلماني لحزب البعث منذ اليوم الاول لما سمي " بالحملة الايمانية " التي اطلقها الرئيس السابق للعراق صدام حسين ، اشغالا للشعب العراقي عن مشاكله الاساسية التي كان يعاني منها في ظل الحصار الذي كان مفروضاعليه، والهاء له بالغيبيات ، ناهيك عن تفريغ برامج وتوجهات الحزب من مضامينه العلمانية والتنويرية التي بشر بها رواد الحزب في بواكير انطلاقته، وتحويله بالتالي الى حزب اسلامي يتلطى تحت شعارات الحرية والاشتراكية والوحدة ، مثلما تخلى عن فيلق عراقي كلفه صدام حسين بقيادته قبل ايام معدودة من الغزو الانكلو اميركي للدفاع عن القاطع الشمالي للعراق، رغم ادراكه ان الدوري ليس اهلا لتولي هذا المنصب بسبب جهله لقوانين الحرب واميته العسكرية وبان ضباطا من رتب عالية واكثر كفاءة وخبرة قتالية وانتماء وطنيا كانوا اولى منه بتولى هذا المنصب ولقد استثناهم صدام وفضل الدوري عليهم خشية ان ينقلبوا عليه ويطيحوا بحكمه المطلق ، فجعل الفيلق العراقي لقمة سائغة وصيدا ثمينا استولت عليه البيشمركة بدون قتال ، وكما هو متوقع من بعثي متساقط استبدل شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية التي تبناها حزب البعث بكافة اجنحته على الساحات العربية بشعارات ومنظومة القيم النقشبندية التي لو اخذت طريقها على ارض الواقع ، وادمنت عليها الطبقة الكادحة والمستغلة من الشعب العراقي كما ادمن هذا البعثي المزيف ، لما شكلت نقابة او انخرطت في حزب او تنظيم يدافع عن مصالحها الطبيقية ويناضل من اجل الوصول الى السلطة ، بل انشغلت عن مشاكلها وهمومها اليومية في اداء الطقس النقشبندي فيما يتلهى الدوري في مداعبة زوجاته الخمسة ضاربا بعرض الحائط بمبادىء الحزب الداعية الى تحقيق المساواة بين الرجل والمراة في الحقوق والواجبات ، وكما هو متوقع من بعثي مزيف لم يكن له من وظيفة اثناء توليه منصب نائب الرئيس سوى مسح الجوخ لصدام وتاليبه ضد الجناح اليساري للحزب وحتى المشاركة في تنفيذ احكام الاعدام ضد 30 من كبار القياديين فيهم رميا بالرصاص ، وجه النقشبندي عزت الدوري في شريط مسجل تم بثه على المواقع الالكترونية تحية تنضح بالمذهبية المقيته لمقاتلي داعش والقاعدة تقديرا لدورهم الجهادي في دحر قوات المالكي الصفوي ، ثم الا يخجل هذا الدوري المتساقط من توجيه تحياته لتنظيمات ارهابية لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الكيان الصهيوني دفاعا عن الشعب الفلسطيني المظلوم ، وتضامنا معه في استرداد حقوقه ، بل تطلقها فقط ضد القوى السياسية والشرائح الاجتماعية المخالفة لها في الراي والعقيدة ، والرفضة لمشروعها الظلامي الهادف الى اقامة امارات وهابية ظلامية على امتداد الساحات العربية بديلا لوحدة فيدرالية او كونفيدرالية تجمع دولا عربية كالتي يرفع شعارها حزب البعث ؟ واضاف النقشبندي الدوري : تحية الى جيش الطريقة النقشبندية ، ومقاتلي الجيش الوطني الباسل ومقاتلي جيش المجاهدين ، ومجاميع انصارالسنّة، كنا سنضم صوتنا الى النقشبندي الدوري ونحيي مثله داعش لو ان سيوفهم المسلولة وتكبيراتهم موجهة ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي وليس من اجل ذبح ابناء جلدته من الجنود العراقيين ، او لتدمير الدولة السورية ، او للدفاع عن حقول النفط في كركوك التي استولى عليها الاقطاعي مسعود البرازاني واخذ يبيع نفطها للمستوطنين الاسرائيليين ، اليست القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لحزب البعث ، ولكن انى للدوري ان يلتفت لهذه القضية المركزية ، بعد ان اصبحت قضيته المركزية هي محاربة المد الصفوي المزعوم ؟ ، ثم لو كان هذا الدوري قوميا وليس ممثلا للنظام السعودي على الساحة العراقية وراس حربتهم ضد المد الصفوي ويا ليته مد حقيقي كي تتخلص الشعوب العربية من المد الوهابي الظلامي اللاحداثي الاكثر سوءا منه واعاقة لتطورها الحضاري ، فلماذا لا يوجه تحيته الجهادية الى مجاميع انصار الشيعة الذين كانت سيوفهم مسلولة من اجل قتال قوات الغزو الانجلو الاميركي فيما كان النقشبندي الدوري يحل ضيفا على مضارب ال سعود؟!!- وبعد ان وجه النقشبندي تحياته المشحونة بطائفية تعكس انحيازه للطائفة وليس للشعب العراقي بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية اضاف النقشبندي قائلا : وفي طليعة هؤلاء جميعا ابطال وفرسان القاعدة والدولة الاسلامية ، فمني لهم تحية خاصة ملؤها التقدير والاعتزاز!! ولماذا يستحق هؤلاء "الابطال " المزعومين تحيات المجاهد في سبيل اعلاء راية النقشبندية عزت الدوري : فهل ثمة جواب سوى لان بطولاتهم تتمثل في تدمير البنى التحتية والمرافق العامة في سورية والعراق ، وفي ذبح المدنيين العراقيين بالجملة ، وفي اقامة دولة الخلافة الاسلامية التي لم تكن في يوم من الايام هدفا من اهداف حزب البعث بل اصبحت من جملة اهداف عزت الدوري النقشبندية !!



قبل شهر كان النقشبندي عزت الدوري قد وجه اثناء حوار اجرته معه جريدة الاهرام تحية مماثلة ملؤها التقدير والاعتزاز الى ملك السعودية ، لان السعودية على حد قولة اصبحت تشكل قلعة الصمود في وجهه الدول الطامعة التي تريد النيل من هوية و خيرات وثروات " امتنا المجيدة" ، ولقد اكتشفنا في سياق الحوار ان القلعة السعودية استحقت صفة الصمود لانها تقف صامدة في وجه الاطماع المجوسية الصفوية في العراق ، ودول عربية اخرى ، مع ان الاطماع المتجسدة على ارض الواقع تتمثل بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان والاحتلال التركي للاسكندرون ، مثلما تتمثل في نهب الشركات الاميركية للنفط والغاز القطري والسعودي ، فيما تلتزم الجمهورية الاسلامية الايرانية في تعاملها مع جيرانها من الدول العربية بقاعد ة احترام وحدة وسلامة اراض هذه الدول ، اللهم الا جزيرتي طمب الصغرى والكبرى التي تدعى دولة الامارات المتحدة ان ايران قد احتلتها وضمتها الى اراضيها رغم انها اراض اماراتية ، بينما تؤكد الوثائق التي ابرز قسما منها محمد حسنين هيكل ان مشايخ هذه الامارات قد باعوها لايران في العهد الشاهنشاهي الملكي ! ثم كيف للسعودية ان تكون قلعة صمود ضد الدول الطامعة بالثروات العربية وفوق اراضيها اكبر القواعد العسكرية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط ومن هذه القواعد انطلقت المئات من الطائرات الاميركية لمهاجمة اهداف مدنية وعسكرية داخل العراق ، فهل يغفر الدوري للنظام السعودي تحالفه مع الامبريالية في شن حربين تدميريتين ضد العراق وما تمخض عنها من ازهاق ارواح مئات الالوف من العراقيين لمجرد انها تتبنى مشروعا لمجابهة والتصدي للعدو الصفوي والذي هو لا اكثر ولا اقل من التصدي للمد الشيعي : ولماذا اصلا التصدي لمثل هذا المد طالما ان وسيلته للانتشار هو الدعوة السلمية وليس قطع الاعناق والتخريب والتدمير للمرافق العامة ،، كما تتصرف داعش واخواتها على الساحتين العراقية والسورية وسط ترحيب وتصفيق عزت الدوري !!!!
المحزن ان الدوري ينسج تحالفات مع تنظيمات ارهابية لاتنتمي الى العصر الحضاري الذي نعيشة ، بل تنتمي الى العصور الرعوية البدائية ، وينخرط في حرب مذهبية هدفها الرئيس تقسيم العراق- العظيم -على حد وصفه الى دويلات طائفية خلافا لمبادىء ومنطلقات وادبيات حزب البعث ، فيما لا يزال يحتل منصب الامين لحزب البعث ، والامرّ والابلى ان احزابا بعثية تنشط على ساحات عربية اخرى كحزب البعث الاردني لا تستنكر مواقفه ولا تحالفاته مع اكثر الدول رجعية في العالم ، ومع اكثر التنظيمات ارهابا ومناهضة للحداثة والتنوير ومنظومة القيم الانسانية ، بل تسبغ عليه القابا لا يستحقها مثل وصفه بزعيم المجاهدين، وكأنها قد نسيت انه قد سلم فيلقا كاملا للبيشمركة وبات اس ؟
حين يتخلى اي قائد عسكري لكتيبة او لواء عسكريا او فرقة عسكرية يكون جزاؤه وفق التقاليد العسكرية والقوانين النافذه الاعدام رميا بالرصاص ، وحين ينحرف قيادي او كادر متقدم في اي حزب عن مبادىء حزبه سواء كان حزبا عقائديا او حزبا برامجيا يفصل من الحزب ، وعلى ضوء هذه الحقائق اليست مهزله المهازل ان يبقى النقشبندى الدوري امينا لحزب البعث بعد ان حوله الى حزب وهابي يخدم مصالح السعودية في العراق ، وان تطلق عليه احزاب بعثية لقب كبير المجاهدين وهو الذي تخلى عن فيلق عسكري كامل في ذروة الغزو الانكلو اميركي للعراق وفر هاربا من ارض المعركة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في