الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. وطن الأشقياء

سليم محسن نجم العبوده

2014 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العراق .. وطن الأشقياء
من وجهة نظرٍ دينية , ما يحدث في العراق لعنة ألاهية , كتلك التي أصابت قوم نوح , وعاد وثمود و قوم صالح ولوط وغيرهم من قبل .. فادعائنا التدين لا يعني وجودة كما انه لا ينفيه, فأغلبنا يظهر غير الذي يبطن وهذا ليس من الإيمان او التدين .
فالتطفيف في الميزان استوجب في العصور الغابرة تنزيل نبي وهلاك شعب .. ونحن اليوم نطفف بطريقة لم يسبقنا اليها حتى قوم مدين .. ففي سوق الخضار ان اشتريت كيلو فاكهة لا يسمح لك بان تنتقيها بيدك الا ما ندر فترى يد البائع تجول بخفة فتضع لك كل فاسد خرب ثم يربط الكيس ربطة لا تفتح , وبعد ان تذهب الى البيت غالباً ما تجد الصالح للاستهلاك لا يتجاوز ( ربع كيلو ) !! وكأنك لم تعطيه بدل ما اشتريت مالاً !
من جانب آخر او من موجبات أهلاك الله للشعوب , فساد الحكام والمترفين بحسب قوله تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً )) الإسراء16 .. اليوم الحكومة والمترفين فيها ومترفين الشعب أهملوا الزرع والضرع والوطن , فلم ينتبهوا الى حال الأمة والوطن بل تنازعوا وتناحروا تاركين مسؤولياتهم متفرغين لسرقة المال العام , وبحسب هذه الآية ان هذا موجب للعذاب ..
الأمر الآخر الموجب للعذاب "الكذب" بحسب قوله تعالى : (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) المنافقون4 .. وهذا ما يحصل في العراق كل المسؤولين الحكوميين وعرابين النظام الجديد , اذا ارتقوا المنبر يقولون بالساعات أجمل القول و أحسنه , لكن لا يوجد منه شئ على ارض الوقع .. فلا ترى من بين الشفاه الاّ سراب بقيعة
قتل النفس الحرام والزنا موجبات لغضب الله سبحانه بحسب لقوله : (( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً )) الفرقان68 .. اليوم في العراق لا توجد نفس محترمة فالإنسان اقل قيمة من اي شئ فهو يقتل بالضن, او لمجرد الرغبة بالقتل او لأثارة الفتن او للتخويف والترهيب .. الخ فإما الزنا فقد انتشر مثل النار بالهشيم اما اغتصاب وأما بفتاوى دينية ما انزل الله بها من سلطان , وحتى زواج المتعة يستخدم ذريعة للزنا فلا تقام له الحدود ولا ترعى فيه الأصول والزنا كما قال الأمام علي (ع ) (( دين يسترد من إعراضكم )) ..
من موجبات العذاب أخراج الآمنين من ديارهم ومفاداتهم بالمال لقوله تعالى : (( ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) - البقرة85 وهذا ما حدث في كل مناطق العراق دون استثناء او حياء ..
تفريق الدين وتقسيم الناس الى فرق متناحرة مذهبيا وادعاء كل فرقة او مذهب بأنهم على صواب وإنهم هم الفرقة الناجية دونا عن الفرق الأخرى , من موجبات العذاب بحسب قوله تعالى : (( مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )) الروم32 – ولوا ترى ان نهاية الآية الكريمة ختمت (( فرحون )) والفرح من مظاهر الدنيا والإنسان يفرح على الحق و على الباطل ما دام له به مصلحة دنيوية و لم يقل سبحانه (( فائزون )) فالفوز مختص بالآخرة والفائز هو من تقبل الله عمله في الدنيا اما الفرح فهو شقي في الدنيا والآخرة ..
النفاق ذنب اخر موجب للعذاب لقوله تعالى : (( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) التوبة 67
أكل السحت الحرام موجب للعذاب بقوله تعالى : (( وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )) المائدة62 في الانتخابات ترى الكثيرين من العامة والخاصة يأخذون الأموال من المرشحين وهذا سحت حرام , ا وان المسئول عندما تكن له سلطة على المال العام يستبيحه كمال أبيه وهذا سحت ايضا , ناهيك عن أكل أموال الربا و المواريث ..
عدم تقسيم أموال المواريث بالحق على الأبناء لقوله (( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً )) النساء11 - لكن مع الأسف ترى ان اغلب الناس لا يؤدن هذا الحق فيستولون على حقوق غيرهم ..
الحديث يطول لكن ما الذي مما ذكرا لم يحدث في العراق , الم يعذب الله تلك الأمم الغابرة وجعل منها عبرة للاحقين بأثرهم لأنهم فعلوا دون ما نفعل , إنا لله و إنا أليه راجعون (( قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )) يوسف90 اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم وفي و وطنكم واعلموا : (( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) الأنفال53
العراق من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها