الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟

ماجد عبد الحميد الكعبي

2014 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا لم نفرق بين مصطلحي (العرب و الاعراب) بوصفهما تعبيرين يستمدان تمايزهما من اثر (جيو- ثقافي ) فعلينا تقبل كل النتائج و الاراء الصريحة القاسية التي قيلت بحق افعال وسلوكيات العرب بوصفهم جنسا يختلف عن الاجناس الاخرى . وعلينا – أيضا - ان نتقبل كل الافكار العنصرية والاستعلائية التي قيلت عبر التاريخ في وصف القوم الذين سكنوا بلاد العرب.
ولم اجد مصادر موثوقة يمكن ان تفرق بين المصطلحين وتعطي لكل لفظ سماته مثل القران الكريم والحديث النبوي الشريف فضلا عن معجم لسان العرب لابن منظور المصري. فقد شخص القران الاعراب وميزهم بسمات ثقافية مختلفة ولم يصنفهم على اساس عرقي ، بيد انه ركز على كشف سلوكياتهم و افعالهم الشاذة. وميزتهم الاحاديث النبوية على اساس جغرافي مكاني فعزلت المدينة عن حدود الصحراء وساكنيها . وفي الوقت نفسه لم يذكر القران مصطلح العرب بوصفه اسما لفئة او قوم او مجموعة من الناس مثل ذكره للإعراب بل جاء صفة للغة او اللسان الذي نزل به القران في (11) اية كريمة. وقد تم التفصيل في ذلك الموضوع في مقالات سابقة ولا اود تكراره هنا بل اريد ان اعرج على موضوع الخطر الذي سيقع فيما لو لم نقم بالتفريق بين الاثنين .
ان التفريق بين الاثنين سيلغي كل الاحكام و الاراء والمواقف الاستشراقية وغير الاستشراقية التي قيلت في توصيف العرب. ومن اشهر النعوت قول احد المستشرقين عن الاعراب : (ان العرب قوم يركبون الجمال ، ارهابيون ، انوفهم معقوفة ، فاسقون ، مرتشون ، وان ثروتهم التي لا يستحقونها اهانة للحضارة الحقيقية ). وهذا الوصف (في مجمله ) لا يبتعد كثيرا عن وصف القران للأعراب الذي وصفهم بنعوت اشد ايلاما مثل (النفاق والكفر و انهم لا يعلمون حدود الله ). وقد وصف علماء الاجتماع العرب بانهم قوم يدمنون الوظائف الشفهية اي الكلام فقط . وهذا الوصف ايضا ينطبق على الاعراب دون غيرهم والذين يتسمون بالذكاء السطحي واللماحية السطحية ، يعبدون شيئا واحدا ألا وهو السلطة والنجاح . ولم يظهر العرب حتى الان القدرة على الوحدة المنضبطة والدائمة ( كل منهم يريد الزعامة و المشيخة ) فدفقات الحماس الجماعي تتفجر في صدورهم ، لكنهم لا يقومون صابرين بمشروعات جماعية . ويفتقرون للتنسيق والتناغم في التنظيم و اداء العمل ، بل لم يظهروا القدرة على التعاون ، و اي عمل جماعي يحقق الفائدة المشتركة او الربح المتبادل غريب عليهم .
هل تنطبق تلك الصفات على الأعراب ام على العرب ؟
ونتيجة لعدم التفريق بين الاثنين يصر المستشرقون وغيرهم على القول الاتي : من خصائص الديانة المحمدية ان الشعور القومي برمته يكتسب مظهرا دينيا ، مثلما نجد ان الناس جميعا ، و الاشكال الاجتماعية للبلد المسلم كلها ترتدي ثوبا دينيا. لكنه من الخطأ ان نفترض وجود شعور ديني حقيقي في اعماق كل ما يبرر وجوده باتخاذ شكل ديني . أ ليس هذا الرأي الذي يصف به المستشرقون العرب هو نفسه الذي ذكره القران في حق الاعراب في ايات مشهورة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن خلال حفل -شهر التراث اليهودي-: الحرب على غزة ليست -إبا


.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت




.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah