الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمّد بن آمنة، رسول الشياطين: خاتم الأنبياء والرّسل يُرضعه جنّ أو شيطان - ج2

مالك بارودي

2014 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




2. من يقرأ هذا الحديث، يقتنع بأنّ محمّدا بن آمنة ليس نبيّا أصلا، بل النّبي الحقيقي هو ذاك اليهودي المجهول الذي لم يسعفنا "مُعنعنُوا" الأحاديث بذكر إسمه. لكن هذا ليس غريبا، فقد تعلّموا أنّ عدم ذكر الأسماء أسلمُ لهم من ذكرها والوقوع في أخطاء قد تجلب لهم المشاكل، خاصّة في أمور تتعلّق باليهود والنّصارى. ألم يفعلها محمّد عندما سأله أهل قريش، بناء على إقتراح من يهود المدينة، عن خرافة أهل الكهف وعن عددهم فأنتج آيات لولبيّة هلاميّة زئبقيّة لا تقول شيئا (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا - الكهف، 22)؟ فإذا كان القرآن زئبقيا غامضا، فلا يجب أن نلوم كتب التفاسير والأحاديث على الثغرات التي فيها.
أمّا لماذا قلنا أنّ اليهوديّ هو النّبي الحقيقي، فهذا بسبب تنبّؤه بمولد محمّد بن آمنة ومعرفته بليلته وحتّى بتفاصيل في جسد المولود. فهل من يعلم أشياء كهذه ليس نبيّا؟ بل هو نبيّ عظيم. فحتّى محمّد بن آمنة لم يكن يعلم الغيب ولا يدري ما يدّخره له غدُهُ، في حين أنّ هذا اليهوديّ مطّلعٌ على كلّ أسرار الغيب، بما فيها اللاّمرئيّات: هذا الجنّ الذي يضع إصبعه في فم المولود الجديد. فهل هناك أدلّة أكبر من هذه؟ ألم يكن الأولى أن يبشّر اليهوديّ بنفسه نبيّا جديدا عوض أن يبشّر أهل قريش بولادة "نبيّ الأمّة"؟

3.. نلاحظ في هذا الحديث كلمة غريبة قد لا يتفطّن لها القارئ المسلم بسهولة، نظرا لتعوّده على ترديدها دون وعي منه. كلمة "الله أكبر"، الكلمة المشهورة في الإسلام، والتي يُستهلّ بها الأذان ويردّدها المسلم في صلاته، هاهي تَرِدُ في الحديث على لسان يهوديّ... ألا تُثير هذه الكلمة تساؤلاتكم أيّها القرّاء؟ فمن الأشياء التي تمّ حشوها في دماغ المسلم منذ نعومة أظافره أنّ قول "الله أكبر" قول إسلاميّ أتى به محمّد بن آمنة ولم يكن موجودا قبله. وها أنّنا نجد أنّ يهوديّا يقول نفس الكلمة ليلة ولادة محمّد بن آمنة (قد يكون قبل ولادته أو أثناءها أو بعدها بقليل، لكن هذا لا يهمّ). ولن نقف كثيرا عند السّؤال: هل أنّ اليهود يكبّرون فعلا أم لا؟ فلا أظنّ أنّ عاقلا يصدّق هذه الأكذوبة... لذلك سنتجاوز هذه الجزئيّة.
بمواصلة البحث، نجدُ في موقع "إسلام ويب" في تفسير هذه الكلمة ما يلي: "وهذه الجملة لا ينعقد الإحرام للصلاة إلا بها عند جمهور أهل العلم، وذلك لما نقل بالتواتر من فعله صلى الله عليه وسلم المصاحب لقوله، حيث قال: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم. رواه أحمد وأصحاب السنن." فهل أنّ الإسلام هو الذي أتى بالتكبير أم أنّه كان موجودا قبله، حتى عند اليهود؟
قد يتساءل بعض القرّاء: لماذا قلتُ "حتّى عند اليهود"؟ هل كان الوثنيّون مثلا يكبّرون؟ والرّدّ على هذا السّؤال سنأتي به من " كتاب الطّبقات الكبير" لإبن سعد، حيث نقرأ:
"قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا محمّد بن عبد الله عن الزّهري عن قبيصة بن ذؤيب عن بن عبّاس، قال الواقدي: وحدّثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن شيبة بن نِصاح عن الأعرج عن محمّد بن ربيعة بن الحارث وغيرهم، قالوا: لمّا رأى عبد المطّلب قلّة أعوانه في حفر زمزم، وإنّما كان يحفر وحده وإبنه الحارث هو بِكْرُهُ، نَذَرَ لئِنْ أكمل الله له عشرة ذكور حتى يراهم أن يذبح أحدهم، فلمّا تكاملوا عشرة، فهم: الحارث والزّبير وأبو طالب وعبد الله وحمزة وأبو لهب والغيداق والمقوّم وضرار والعبّاس، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله به، فما أختلف عليه منهم أحد وقالوا: أَوْفِ بنذرك وأفعل ما شئت، فقال: ليكتُب كل رجل منكم إسمه في قدحه، ففعلوا، فدخل عبد المطّلب في جوف الكعبة وقال للسّادن: أضرب بقداحهم، فضرب، فخرج قدح عبد الله أوّلها، وكان عبد المطّلب يحبّه، فأخذ بيده يقوده إلى المذبح ومعه المُدْيَة، فبكى بناتُ عبد المطلب، وكنّ قياما، وقالت إحداهنّ لأبيها: أعْذِر فيه بأن تضرب في إبلك السّوائم التي في الحرم، فقال للسّادن: أضرب عليه بالقداح وعلى عشرٍ من الإبل، وكانت الدّية يومئذ عشرًا من الإبل، فضرب، فخرج القدح على عبد الله، فجعل يزيدُ عشرًا عشرًا، كلّ ذلك يخرج القدح على عبد الله حتى كملت المائة، فضرب بالقداح فخرج على الإبل، فكبّر عبدُ المطّلب والنّاس معه، وإحتمل بناتُ عبد المطّلب أخاهنّ عبد الله، وقدّم عبد المطّلب الإبل فنحرها بين الصّفا والمروة." (إبن سعد، "كتاب الطّبقات الكبير"، ج1، ذكر نذر عبد المطلب أن ينحر إبنه)
إذن، كبّر اليهوديّ في الحديث، وكبّر عبد المطّلب وكبّر أهل قريش معه... فهل التّكبير، الذي هو تعبير عن التّوحيد والإعتراف بوحدانية الله وقداسته، حسب ما يقولُه المسلمون، شيء أتى به الإسلام أم أنّه موروث عن "الجاهليّة"، مثل الحجّ والكثير من الممارسات التي أبقى عليها الإسلام وطمس جذورها لينسبها لنفسه؟ فإذا كان لفظ "الله أكبر" معروفا في "الجاهليّة"، ألا يجعل هذا من "الجاهليّين" أهل توحيد، تبعا للإدّعاء الإسلامي... ثمّ هناك سؤال أهمّ: ما الذي أتى به الإسلام ولم يكن معروفا قبلهُ؟ لا شيء.

--------------------------
الهوامش:
1.. الجزء الأول من المقال: "محمّد بن آمنة، رسول الشياطين: خاتم الأنبياء والرّسل يُرضعه جنّ أو شيطان - ج1"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425302
2.. فتوى "معنى (الله أكبر)" على موقع "إسلام ويب":
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=49147
3.. محمّد بن سعد بن منيع الزّهري، "كتاب الطّبقات الكبير"، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطّبعة الأولى، 2001، الجزء الأوّل، ص ص 69-70.
4.. المقالات السابقة من سلسلة "محمد بن آمنة، رسول الشياطين":
- "خرافات إسلاميّة: علاقة محمد بن آمنة بالشيطان بدأت عند ولادته"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413390
- "محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج1"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413611
- "محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413609
5.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب، الرّجاء زيارة مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
6.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 24 - 00:19 )
أولاً : المقال ناقص , فهو بدأ بالفقره(2) فأين الفقره(1) , هل الكاتب كان نائماً عند إرسال المقال , هل كان بكامل وعيه؟؟! .
ثانياً : آية (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) :
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1880&idto=1880&bk_no=61&ID=1899
ثالثاً : كلمة (الله أكبر) :
التكبير عند الجاهليين كان من بقايا ملة إبراهيم وهي الإسلام؛ لأن العرب كانوا على ملة إبراهيم ردحا من الزمن إلى أن دخل فيهم الشرك وغيروا شريعة الله في الحج وغيرها , تابع :
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:qHRKYJuxc1sJ:www.bayanelislam.net/Suspicion.aspx%3Fid%3D01-06-0005%26value%3D%26type%3D+&cd=2&hl=ar&ct=clnk&gl=sa


2 - أحاديث مخجلة، لكن القرآن أيضا مخجل
عبد الله محمد أحمد الشربيني ( 2014 / 7 / 25 - 13:28 )
سيقول لك البعض أنهم لا يصدقون الحديث الذي ذكرته، ولهم الحق في النفي والتنصل منه، لكن الحق الأقوى من جانبك أنت. إذا كانت الأحاديث لا تشرّف المسلمين ويخجلون ويتهربون منها، فلماذا لا يرفضون الإسلام ككلّ؟
القرآن مثل الأحاديث، لا فرق بينهما إلا في الأذهان المغلقة المغسولة أو في أدمغة المغفلين.
نرجو أن تواصل إتحافنا بمقالات اخرى تكشف فيها خرافات الإسلام. ونحن على يقين بأنّ قاطرة -مالك بارودي- صامدة وستمرّ رغم نباح الكلاب.
شكرا جزيلا وإلى مقالات أخرى

اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا