الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هذه الارض المسماة فلسطين يعيش انسان يستحق الحياة

سامي كاب
(Ss)

2014 / 7 / 24
المجتمع المدني


على هذه الارض فلسطين الحبيبة كائن حي يشبه الانسان تماما وينطق بلغة الانسان ويحس كالانسان ويفكر كالانسان ويضحك ويبكي كالانسان

هذا الكائن هويته فلسطينية وقوميته عربية وهو من السكان الاصليين لهذه الارض وكيفما كان تصنيفه وتقييمه فانه يستحق الحياة ويستحق الحرية والاستقلال والكرامة والاعتبار ويستحق الامن والسلام ويستحق كل اسباب الحياة ومقومات الوجود واستمراريته بافضل ما يمكن وما يليق بالانسان من حياة كريمة

كنت عائدا من السوق احمل اغراضا ضرورية لحياتي اليومية من طعام وملبس وخدمات هذا وبعد شق الانفس حيث الزحام والصخب والفوضى والتعديات على الارصفة وعلى خصوصية المتسوقين وحيث عمليات الغش والخداع ورفع الاسعار والتحايل والكذب والاستغلال التي يقوم بها التجار ضد المستهلك المتسوق دونما ضمير او رقابة او حساب او عقاب او قانون او نظام او اي وازع انساني وهذا كله يتزامن ويحصل وبشكل علني وشرعي دون اعتراض او منع او حظر او رقابة بشهر رمضان وبالخصوص بالاسبوع الاخير من رمضان تلك فرصة الشراء للعيد حسب مصطلح السوق

عدت من السوق تعب الجسد من كثرة النط والانعطاف والقفز والمشي والتسارع لتفادي الاصطدام او التصادم بالعربات والسيارات والبضاعة المترامية المكدسة على الارصفة وفي وسط الشارع حيث كل الاماكن مغلقة امام المارة وامام السيارات

ولتفادي الاصطدام والنزاع مع المشاة المستهترين المتسكعين وبائعي الشوارع المتطفلين وغيرهم من الزعران والشبان الهائمين الباحثين عن ذواتهم المفقودة في معمعان الفقر والتخلف والضياع والتشرذم والقهر والفشل والخذلان وانعدام العمل وانغلاق ابواب الامل وقلة التعليم والثقافة وسوء التربية وانعدام الضبط والتوجيه والمسؤولية الاجتماعية وفقدان الاحساس بالانتماء للوطن والانسانية وانعدام الضمير والاخلاق الانسانية العليا والقيم الحياتية الاجتماعية الحضارية الراقية وفي ظل الاحتلال الاسرائيلي القتل الغاشم القاهر المقيت

اسير بالطريق اثناء عودتي للبيت مشيا وانا متعب الجسد احمل اغراضي بتثاقل رغم خفة وزنها اللا انها ثقيلة احسها كون اعصابي متوترة ومتعبة وذهني شارد كاره لحياة لا تليق بي كانسان

فهنا لا سلام ولا امان

وانعدام وجود اسباب الحياة وانغلاق سبل الحياة فلا عمل ولا انتاج ولا عطاء

الكل مستهلك والاقتصاد مبني بمجمله على الاستهلاك والاعانات والسلبية والحياة تصل الى اعلى مستوياتها مستوى الكفاف اي مستوى الاكل والشرب لغاية استمرارية الحياة دون تجدد او تطور او تحديث او بناء او تنمية

بمعنى ان حياة الانسان هنا هي حياة الحيوان في زريبة

وفوق كل هذا هناك الحرب القائمة على غزة حيث القصف العشوائي والتدمير وقتل المدنيين والحصار والتجويع واغلاق كل سبل الحياة والنجاة

وهناك الاجتياحات الاسرائيلية للقدس الشرقية والضفة الغربية والاعتقالات والمواجهات والاضطرابات وهناك البطالة واغلاقات المعابر ومنع مرور العمال والتصاريح وهناك كل المضايقات التي تحيل حياة الانسان الى جحيم وفقر وسقم ومعاناة لا تنتهي

واثناء مسيري بالطريق من السوق للبيت لفت نظري طفلة في عمر الاربع سنوات تقريبا جميلة تلعب في حديقة منزلها المحاذية للطريق

تلبس فستانا زهريا جميلا وصندلا احمر وتسدل شعرها الناعم المسترسل على كتفيها وتتحرك بخفة وبراءة وذكاء

كم احب هذه الطفولة

لقد دفعتني شهيتي الانسانية وفطرتي الاجتماعية وفضولي للتعرف على هذه الطفلة والحديث معها حيث اجد في حضرتها انسانيتي المنشودة ونشوتي الاجتماعية وحبي للحياة والانسان

عرجت خطوتين من بوابة الحديقة المنزلية للداخل حيث تلعب امام مسكنها وقلت لها مرحبا صغيرتي

قالت اهلا رافعة راسها بشموخ وثقة بالنفس مبتسمة متالقة المحيى كانها حكيمة في عمر الستين سنة

وهذا ما يعجبني ويثير الدهشة في داخلي ويحرك كل عواطفي حبا وتقديرا واحتراما للانسان والقيم الانسانية

انا احب الطفولة واقدرها جل تقدير وخصوصا طفولة الانثى

انها انسانة نعم ... انها انسانة ذكية بارعة في التعبير راقية الاحساس جميلة المحيى قوية الحضور مهذبة مرتبة نظيفة انيقة رشيقة ذات لياقة حركية وحسية وذهنية وذات مواصفات تربوية وادبية راقية وانسانية رفيعة

انها انسانة تستحق الحياة بكل صورها واشكالها وبامن وسلام وحرية واستقلالية وكرامة

رغم انها طفلة لا تتجاوز سن الاربعة اعوام لكنها تحمل في خلايا جسدها وفي راسها مشروع انسان راقي متحضر كريم طيب مسالم محب منتج عامل فاعل مبدع مبتكر متطور يستحق الحياة كي يعطي لمن يستحق الحياة ايضا

سالتها ما هو اسمك ؟؟

فاجابت اسمي سارة

وماذا تفعلين يا سارة ؟

قالت كما ترى امامك ارضع صغيري النائم في الكوت اسمه باسم على اسم اخي الصغير باسم

امي ترضع باسم اخي الصغير وتنيمه بالكوت وتهدهده وانا ارضع باسم ابني اللعبة برضاعته القنينة اللعبة التي تراها واهدهده وانيمه

الا ترى انني اضعه في زاوية السور تحت الحجر الكبير ؟؟.

قلت لها ارى ولكن ما السبب ؟

قالت ان اسرائيل تقصف المساكن وتقتل الاطفال واخاف ان يقصفون منزلنا ويقتلون باسم بقذائفهم الملعونة المدمرة الغاشمة التي لا ترى ولا ترحم فخبأته في الزاوية تحت الحجر هنا لا يطاله ضرر ... صحيح عمو ؟

قلت لها ولماذا لا تختبئي معه في الزاوية تحت الحجر تفاديا للقصف الاسرائيلي ؟

قالت انا لا يهم ان مت اموت شهيدة ولكن الاهم ان لا يموت باسم وليبقى حي يعيش على هذه الارض الطيبة ... فلسطين الحبيبة

اغرورقت عيناي بالدموع ولم اتمالك نفسي وانهارت قواي ومال جسدي مرتكزا على حافة بوابة المنزل

وبعد لحظات استفقت على يد الطفلة وهي تتحسس خدي قائلة بلطف لماذا تبكي عمو ؟ هل انت تعبان عمو .؟ هيا اساعدك بالاغراض اين بيتك ؟ دعني اسير معك ... انا احبك عمو

قلت لها شكرا يا حلوتي انا بحال سليم وساكمل مشواري لبيتي والسلام

باي باي

وعدت للبيت استذكر في كل خطوة اخطوها ما جرى معي من احداث شاهدتها وسمعتها واستخلص منها العبر

انه فلم قصير عشت احداثه منذ خروجي صباحا من البيت للسوق وحتى عودتي ظهرا وكانت ترجمة هذا الفلم اختصارا بعبارة مفادها هنا على هذه الارض المسماة فلسطين يعيش انسان يستحق الحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رسالة إلى ســــامــي كــــــاب
غـسـان صــابــور ( 2014 / 7 / 24 - 16:24 )
أخـي ســـامـي كـــاب
أقـسـم لك أني بكيت لما قرأت كلماتك الصادقة... وأنا لم أبـك حتى في طفولتي...
أقسم لك أنك تستحق الحياة أكثر من باراك حسين أوباما وكــيــري ونتنياهو وعصابته, ومن حماة مكة المزورين أبناء عمنا في العروبة والإسلام.. وأكثر من تجار حماس وفتح وغزة ورام الله.. وكل عربان الصحراء والبترول... أنت الفلسطيني الحقيقي.. أنت الألم.. أنت جرحي وخزيتي.. لأنني أتجول وأمشي حيث أشــاء.. لأنني حـي.. وأنت ميت قابع مجنزر سجين.. داخل السجن الكبير, مما تبقى من فلسطيننا التي بضياعها.. ضاعت حياتنا وعزتنا وكرامتنا.. وأينما كنا بقينا لاجئين...
أحييك بكل احترام... وأقدم لك كل اعتذاري.. لأنني لم أعد أصرخ من أجلك في وادي الطرشــان... وشكرا لإيقاظي وتحذيري...
وحتى نلتقي...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


2 - رســالــة إلى ســــامــي كـــــاب
غـسـان صــابــور ( 2014 / 7 / 24 - 16:58 )
أخـي ســـامـي كـــاب
أقـسـم لك أني بكيت لما قرأت كلماتك الصادقة... وأنا لم أبـك حتى في طفولتي...
أقسم لك أنك تستحق الحياة أكثر من باراك حسين أوباما وكــيــري ونتنياهو وعصابته, ومن حماة مكة المزورين أبناء عمنا في العروبة والإسلام.. وأكثر من تجار حماس وفتح وغزة ورام الله.. وكل عربان الصحراء والبترول... أنت الفلسطيني الحقيقي.. أنت الألم.. أنت جرحي وخزيتي.. لأنني أتجول وأمشي حيث أشــاء.. لأنني حـي.. وأنت ميت قابع مجنزر سجين.. داخل السجن الكبير, مما تبقى من فلسطيننا التي بضياعها.. ضاعت حياتنا وعزتنا وكرامتنا.. وأينما كنا بقينا لاجئين...
أحييك بكل احترام... وأقدم لك كل اعتذاري.. لأنني لم أعد أصرخ من أجلك في وادي الطرشــان... وشكرا لإيقاظي وتحذيري...
وحتى نلتقي...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا


3 - مودة وتقدير
سامي كاب ( 2014 / 7 / 24 - 20:31 )
مودتي وتقديري واحترامي الفائق لاصدقائي الاعزاء السيد كمال يامولكي والسيد غسان صابور
يسعدني ويمنحني الاحساس بالفخر كل ما كتب في تعليقاتكم على الموضوع واشكركم كثيرا على المتابعة والاهتمام
صديقي كمال الطيب الانسان كريم الخلق صاحب الفكر الراقي والحس الانساني المرهف انني اشاركك نظريتك اي نظرية السلام حيث العيش المشترك ما بين العرب واليهود على ارض واحدة وانني كفلسطيني اتمنى ذلك واسعى من اجل ذلك نابذا كل انواع الصراع والعنف ومتخطيا الحواجز النفسية التي صنعها تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي
وكما انني انسان استحق الحياة بامن وسلام فالاسرائيلي كذلك ولم لا نعيش في ظل دولة علمانية ديمقراطية واحدة تضم على ارضها كل المواطنين من عرب ويهود ودروز وغيرهم متساوون بالحقوق والواجبات يعيشون بامن وسلام وحب وتسامح
واليك صديقي الودود المحترم غسان صابور ابعث اسمى آيات الحب والتقدير لشخصكم الموقر
شاكرا لكم مؤازرتكم المعنوية وكلماتكم الداعمة المفعمة بالاحاسيس الانسانية الراقية
كلماتكم تعبر عن ثورة حقيقية وعن مؤازرة انسانية كريمة
دمتم بخير وصحة وسلام

اخر الافلام

.. موظفة بالأونروا توثق نزوح عائلات فلسطينية من رفح


.. -طبعاً مش هيشوفها تاني-.. خالد أبو بكر يشيد بالموقف المشرف ل




.. نشرة الرابعة | متطوعة سعودية تلفت الأنظار.. ولاجئون يسمون مو


.. الترحيل إلى رواندا.. هواجس تطارد المهاجرين شمال فرنسا الراغب




.. نشرة الرابعة | النواب البحريني يؤكد على استقلال القضاء.. وجه