الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو العراق هم اصلنا واهلنا

علي عرمش شوكت

2014 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد كتمنا صرختنا بوجه تتار القرن الحادي والعشرين " الدواعش" املاً بتصاعد صراخهم عندما تطاردهم جحافل قواتنا المسلحة الباسلة، ولكننا شهقنا بمرارة تكاد تضاهي شهقة الموت حينما سمعنا وشاهدنا ما جرى لاهلنا المسيحيين في الموصل من قبل ضواري داعش المسعورة، واذا ما خلصنا الى ان الغزاة البرابرة لا يتورعون عن ارتكاب ابشع الجرائم تجسيداً لفكرهم الظلامي التكفيري. فمن هو المسؤول عن تمهيد الطريق لهم وتزويدهم بمتاعه وعدته وعداده ليتمكنوا من اجتياح البلاد وسبي العباد.؟!. سؤال ينبغي ان يواجه به من يتصدر الحكم لا غيره قطعاً.
عشر سنوات تراكم خلالها خراب الدولة تواصلاً مع خراب الاحتلال، وتراكمت معه طردياً بواعث الارهاب، وانتشارالفساد، وتدن الوعي، وتفككت اواصر وحدة المجتمع، بفعل التمترس الطائفي الاثني وما انتج من صراعات على مواقع النفوذ والمال، من قبل الكتل المتنفذة. الامر الذي مهد لاجتياح الدواعش لمدينة الموصل. كانت غايته الغزاة المعلنة هي اسقاط الدولة العراقية وتأسيس " دولة الخلافة الاسلامية " ولكن الهدف غير المعلن، والذي لم يتمكنوا من ستره هو، الاستحواذ على المال العراقي السائب، ولم يتوقفوا عند نهب البنوك ، انما راحوا يسلبون اموال المواطنين، تارة بحجة الجزية من الاخوة المسيحيين، وتارة بذريعة استرجاع اموال الدولة الاسلامية، من مدخرات العوائل الشخصية، ولم تنج من جشعهم حتى ملابس المهجرين الشخصية.
لا يحتاج الامر الى اي عناء ليفتضح الزيف المغلف باغطية دينهم التكفيري الظلامي المصنوع في ظلمات كهوف " تورا بورا ". وذلك عندما يسارعون لافتتاح اسواق خاصة لبيع حاجيات الناس المسلوبة من العوائل المسيحية وغيرها، تتولى الامر عصابات كل منها تتاجر بما سلبته لصالح افرادها الذين قد يتكونون من الشيشان، او من الافغان، او من عرب.وفي سياق هذا السبي يعرضون على المواطن المسيحي " عدالة شريعتهم " مقابل دفع مبلغ قدره " 500 دولار " شهرياً كجزية. فتصوروا كيف يبيعون ما يدعونه بـ " شريعة الدولة الاسلامية".. وباي ثمن ؟!! . اما الذي لا يدفع الجزية فمصيره الذبح، بمعنى ان سعر حياة الانسان البريئ في اسواقهم " 500 " دولار، وهذا المصير يجري حتى على المسلم الذي لا يبايعهم ايضاً. لم نأت بالشيء الجديد انما نذكر عسى ان تنفع الذكرى.
لان كل هذا الخزي والعار قد تغنى به البعض من اشباه الرجال وسقط الحراك السياسي، من بقايا البعث الصدامي، والخاسرين السحت الحرام المرتزق، على اثر سقوط الدكتاتورية في 9/ 4 / 2003، فسموه بـ " ثورة العشائر " !!، متبرعين بخرس السنهم، وصمم اذانهم، وكفاف بصرهم، حيال ما يجري من هتك الاعراض وسبي شرف عوائل اهلنا واصلنا المسيحية وغيرها، والتماثل مع الصهاينة في سلب عقارات المهجرين ومنحها لاناس من شذاذ الافاق المرتزقة الذين لاتعرف جنسياتهم. هذا وناهيك عن نهب الاموال العامة والنفط وغلى ثمنه، وتهريبها خارج البلاد.
لا يكفي التطوع لرفع السلاح بوجه الدواعش ومن لف لفهم مع انه يعتبر،عظيم التصرف لمساندة جيشنا الباسل، انما المطلوب ايضاً رفع الصوت الجهوري للدفاع عن اهالي الموصل عامة ومسيحيها خاصة، وذلك بتحديد المسؤولية عما حصل، وسبل ازالة هذا الكابوس من جذوره وضمان عدم تكراره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنكن مسلمين ومسيحيين يد واحدة
صباح ابراهيم ( 2014 / 7 / 25 - 12:30 )
يزيدنا نحن المسيحيون العراقيون فخرا وعزا ان نسمع اصوات الشرفاء من اخواننا المسلمين الذين عشنا معهم احلى سنين العمر وتقاسمنا الخبز والملح سوية ، عندما نسمع اصواتهم تعلو مستنكرة بغضب الاعتداءات السافرة على شعب العراق الاصيل من المسيحيين ، ابناء واحفاد حمورابي وسنحاريب واشور بانيبال وشلمنصر وسمير اميس ( شميران) . عندها نعرف اننا لسنا وحدنا ، هناك اخوة لنا في الموطن يناصرون اخوتهم المظلومين من المسيحيين ، كما نحن نتألم ونناصر اخوتنا المسلمين ما حل بهم من ظلم وقتل على الهوية وتهجير وتفريق عنصري مذهبي ، نحن نحزن على من وقع عليه ظلم واضطهاد من اخوتنا السنة والشيعة والشبك والصابئة المنادائيين واليزيديين وكل انسان خلقه الله حرا مكرما . ونستنكر ظلم المجرمين .
لابد ان يقف العراقيون يدا واحدة ورجلا واحدا ويصرخون بصوت واحد ضد البرابرة الجدد والمغول القتلة ابناء جنكيز خان وهولاكو الوهابيين الذين استباحوا دم العراقي بكل مكوناته واغتصبوا عرضه وماله .
انا معكم وانتم معنا ايها العراقيون بكل اديانكم ومذاهبكم ضد الدواعش المجرمين
شكرا لك ايها الكاتب الشريف على هذا المقال

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس