الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مطرقة العصف الماكول وسندان الجرف الصامد : الفلسطينيون ينزفون دما

خليل خوري

2014 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بين مطرقة العصف
الماكول وسندان الجرف
الصامد الفلسطينيون
ينزفون دما ...



لليوم التاسع عشر على التوالي يواصل الجيش الصهيوني غزوته التوراتية ،او قل " معركة الجرف الصامد بين اليهود والاغيار " لقطاع غزة ، فيما تواصل الفصائل الاسلامية كحماس والجهاد الاسلامي توجيه ضرباتها الصاروخية ضد المدن والمستوطنات الاسرائيلية ، بزخم لم تشهد اسرائيل مثيلا له في مواجهاتها السابقة مع هذين الفصلين الاسلاميين ، ولا اقول الفصائل الفلسطينية لان فتح والجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل التي تتشرف بحمل اسم فلسطين ، ولا تتنصل منه وطنا وشعبا ، وترفع علما فلسطينيا ، وتكفّن به جثامين شهدائها ،، تلعب دورا ثانويا في هذه المواجهة : وكيف لها ان" تذرّي" المهاجمين اليهود الى ذرات من التبن وان تقطّع اوصالهم كما يفهم من الاية القرانية" العصف الماكول " التي استمدت الفصائل الاسلامية اسم المعركة منها ، بعد ان جردتها حماس من اسلحتها اثر الانقلاب الدموي الذي نفذته ضد السلطة الفلسطينية قبل اكثر من ست سنوات .
بعد مرور تسعة عشر يوما على حرب دينية ، يخوضها الطرف الاسرائيلي من اجل تركيع" الاغيار" ممثلين بحركتي حماس والجهاد الاسلامي ، واملاء شروطه الاستسلامية عليهما ، ناهيك عن تكريس يهودية فلسطين ، حسبما جاء في توراتهم وايضا في النص الديني الاسلامي، اذا كان المسلمون يقرأون بتمعن نصوصهم الدينية القائلة: بان الله فضّل الاسرائيليين على العالمين ، فيما بخوضها الفصيلان الاسلاميان تحت شعار تقطيع اوصال اسرائيل،، ان لم يكن تذريتها الى عصف ماكول . بعد مرور 19 يوما على هذه الحرب ما زال كل طرف منخرط فيها متمسكا بمواقفه ، ورافضا لاابرام هدنة ، او توقيع اتفاقية طويلة الاجل لوقف اطلاق النار : الاسرائيليون يرفضون في هذه المرة ابرام هدنة مع حماس ، ويصرون على مواصلة القتال حسب تصريحات قادتهم حتى يتم تدمير شبكة الخنادق ومنظومة الصواريخ التي اقامها "الاغيار حماس" ، واعتقال اكبر عدد من قادتهم وكوادرهم ، وتتجلى جدية اسرائيل في املاء شروطها في انها حشدت لمعركة الجرف الصامد، وعلى ارض قطاع غزة الضيقة التي لا تتجاوز 362 كيلومتر مربع ، حشدت 5 فرق عسكرية ، اي ما يقارب 75 الف جنديا والف دبابة والاف الصواريخ والمدافع، ناهيك عن عشرات اسراب الطائرات المقاتلة التي تدك بقوتها النارية الهائلة مدن وبلدات القطاع ليل نهار، فيما بعض وسائل الاعلام العربي كالجزيرة وغيرها تدعو المواطنين الفلسطينيين الى الصمود " في وجه الهجمة البربرية الاسرائيلية " ، والى اطلاق انتفاضة ثالثة ، او موت مجاني للفلسطينيين في الضفة الغربية ، دون ان يبادر اي طرف عربي الى تقديم اي شكل من اشكال الدعم لهذه الانتفاضة ، اللهم الا اطلاق بيانات الشجب والتنديد ضد الجرائم الاسرائيلية ، ودعوة الفلسطينيين الى قتالهم بالاظافر والانياب ، وبالمقابل قادة حماس وفي مقدمتهم زعيم الحركة خالد مشعل يرفضون المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار : لانها كما ذكر الناطق بلسان الحركة" الاخ الزهري " مبادرة استسلامية لا تلبي الحد الادنى من مطالب الحركة- مطالب حماس بهذه المناسبة تشمل ايضا الزج بالجيش المصري في اتون معركة العصف الماكول - داعيا الى تثويرها بحيث تشمل فتح كافة المعابر بين مصر وغزة ، وتوسيع رقعة الصيد في المياه الاقليمية لغزة ، وتشغيل مطار غزة واطلاق سراح كافة الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية ، وفي بيان ناري تلاه ناطق عسكري ملثم باسم حركة حماس ذهب الملثم في شروطه الى ابعد من ذلك حيث اعلن ان المعركة التي تخوضها حماس لن تتوقف حتى يتم تحرير الاقصى ، مستثنيا بذلك مئات المدن والقرى المنتشرة ضمن ما تسميه حركة حماس بالوقف الاسلامي في فلسطين ، وهذا يعني ان مقاتلي حماس ومعهم مقاتلي الجهاد الاسلامي لن يكتفوا في غمار معركة العصف الماكول ، باطلاق صواريخ ابابيل وحجارة سجيل وغيرها من الصواريخ التي تحل اسماء دينية، رغم انها من ابتكارات وصنع عقول كافرة ومشركة وملحدة ، اطلاقها على الاهداف الاسرائيلية الواقعة ضمن الوقف الاسلامي المحتل ، بل ستتوجه بطائراتها ودباباتها ومدافعها في عمق الوقف الاسلامي المحتل من اجل تحرير الاقصى ، ولكن من اين ستاتي بكل هذه الاسلحة الثقيلة اذا كانت قطر الحاضنة الاساسية لحركة حماس عاجزة عن تطهير الوقف القطري من رجس القواعد الاميركية ، واذا كانت قادرة في وقت من الاوقات على دعم حماس بالمال والسلاح، فقد ابدت حماسا منقطع النظير لدعمها حين شارك مقاتلو حماس في توجيه ضربات للجيش السوري في دوما وجوبر ومخيم اليرموك، وتوجيه ضربات مماثلة للجيش المصري في سيناء والعريش ورفح وغيرها تحت غطاء " جيش المقدس "!!
منذ مقتل ثلاث مستوطنين قبل ثلاث اسابيع في منطقة قريبة من مدينة الخليل ،، ومنذ اطلاق حماس لرشقات صواريخها باتجاه المدن الاسرائيلية ، كان واضحا لاي مراقب ملم بمناورات والاعيب حماس ، انها لم تطلقها ردا على الهجمات الاسرائيلية الجوية ضد قطاع غزة، ودفاعا عن الشعب الفلسطيني ، فلو كان ذلك صحيحا: فلماذا فرضت حماس حظرا على اطلاق الصواريخ لمدة سنة وكانت تقوم باعتقال اية مجموعة فلسطينية تهم باطلاقها ؟ ولماذا لم تبن ملاجىء لحماية المدنيين الفلسطينيين ، وكي لا يكونوا اهدافا سهلة لمدفعية ودبابات وطيران العدو الاسرائيلي ، فلو وفرت مثل هذه الملاجىء ووفرت الحد الادنى فيها من المواد الطبية والتموينية كما توفرها لقادة حماس القابعين فيها منذ اليوم الاول لعصفهم الماكول، ولا يخرجون منها ويهيمون على وجوههم ، كما يهيم المدنيون كلما تعرضوا للقصف البربري الاسرائيلي : فهل كان بوسع الة الحرب الاسرائيلية ازهاق ارواح 800 مدني فلسطيني،، مقابل اثنين من المدنيين الاسرائيليون تمكنت حماس من الاجهاز عليهم بعد اطلاق حماس والجهاد الاسلامي اكثر الفى صاروخ باتجاه المدن الاسرائيلية ! لقد زجت حماس بسكان غزة في اتون عصفها الماكول الذي لم يحرر شبرا من الارض الفلسطينية ،او من الوقف الاسلامي على حد قولهم ، بل قدم الذرائع للعدو الصهيوني كي يمارس بلا رحمة او شفقة سياسة الارض المحروقة ضد قطاع غزة وسكانها: لا من اجل نصرة الاقصى ، ولا للدفاع عن سكان غزة ضد الاعتداءات الاسرائيلية كما يدعون تغطية على دوافعهم الاخوانية، بل من اجل فك طوق العزلة الجماهيرية والعربية الذي تعاني منه حماس ، وخاصة بعد الاطاحة بنظام مرسي العياط الاخواني في مصر ، وايضا بعد ان استفحل الخلاف بينها وبين حاضنها الاساسي السعودية ، الى حد اعتبارها سعوديبا منظمة ارهابية ، بسبب انحياز حماس لمشيخة قطر التي تشكل منافسا للسعودية في زعامة العالم العربي ، وايضا بسبب مبايعة الاخوان المسلمين ومن ضمنهم حماس لاردوغان خليفة للمسلمين ، ناهيك عن تورط الاخونجية في تدبير مؤامرة لقلب الحكم في دولة الامارات العربية المتحدة ، كما زجت بهؤلاء المدنيين في جحيم الجرف الصامد ، وجعلتهم اهدافا سهلة له من اجل اظهار حماس بانها التنظيم الوحيد على الساحة الفلسطينية القادر والمؤهل على مقاومة الاحتلال الصهيوني،، والحاق الخسائر به في الافراد والمعدات العسكرية ،ودفع مئات الالوف من الاسرائيليين الى الملاجىء هربا من الصواريخ القسامية ،وفي نفس الوقت اظهار السلطة الفلسطينية بزعامة محمودعباس ، بانها سلطة خانعة مهلهلة ومستسلمة لاسرائيل ، وغير جديرة بقيادة الشعب الفلسطيني ، وبالتالي استثمار جماهيريةحماس من اجل ان تلعب دورا قياديا على الساحة الفلسطينية ، فيما تتذيل لها بقية الفصائل الفلسطينية وتتماهى معها في توجهاتها الدينية ، وهو هدف كنا سنصفق له ونؤيده ونرفع لقادة حماس القبعات تمجيدا لانجازأتهم الجهادية : لو تجاوزت محصلة العصف الماكول مقتل اثنين من المدنيين الاسرائيليين والخسائر الطفيفة التي لحقت بالمرافق الاسرائيلية ، ولو لم يتكبد المدنيون في قطاع غزة هذا العدد الهائل من الخسائر من الافراد ، و تدمير المرافق الخدمية والاقتصادية عن بكرة ابيها اذا ما استمر الاسرائيليون في دك قطاع غزة باقصى قوة نارية متوفرة لدي الجيش الصهيوني ، فيما العرب يردون على هذا العدوان الاسرائيلي الهمجي بمدفعية لفظية كعادتهم دائما كلما تعرض الفلسطينيون لحملات ابادة مماثلة تنفذها العصابات الصهيونية !!
في ظل اختلال موازين القوى لصالح العدو الاسرائيلي ، وفي ظل الصمت العربي الذي تشكو منه حماس : وكأن هذا الصمت وتواطؤ بعض الانظمة العربية ضد قضية الشعب الفلسطيني، ومتاجرتها بها وحتى اصطفافها في كثير من الاحيان الى جانب العدو الصهيوني ، هي حالة استثنائية ، وليست حالة قائمة منذ اجهاض هذه الانظمة لثورة الشعب الفلسطيني في سنة 36 من القرن الماضي ، ولاجهاض كفاحه المسلح في سنة 1947 و1967 الى اخر القائمة ، في ظل هذه المعطيات لم يعد السلاح ولا الصواريخ ، ولا طائرة ابابيل هي الوسيلة الوحيد لمقارعة الاحتلال الصهيوني ، وبالتالي تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في التحرر الوطني والاجتماعي ، ولعل السلاح الامضى من كل هذه العنتريات ، هو السلاح الديمغرافي ، فلا شىء يهدد المشروع الصهيوني ويعجّل في نهايته ، ولا شيء يقض مضاجع الصهاينة ، مثل ان يتكاثر الفلسطينيون على ارض فلسطين التاريخية ، وان يتجذروا بارضهم : فهل كان بوسع الفلسطينيين الذي صمدوا في مدنهم وقراهم في اراض 48 ان يصمدوا هناك ، وان يرتفع عددهم من بين اكثرية يهودية من 80الف فلسطيني الى ثلث سكان اسرائيل، لو تصرفوا كا تتصرف حماس، فما بالك لو صمد سكان قطاع غزة والضفة الغربية : فهل تملك عندئذ اسرائيل اي خيار للخروج من هذا المازق، سوى ان ترضخ لحل الدولة الديمقراطية التي يعيش في كنفها شعبان ، او لحل الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود ما قبل الرابع من حزيران سنة 1967 ؟ وبهذه المحصلة : اليس السلاح الديمغرافي اجدى وانفع في ترسيخ الوجود الفلسطيني على ارض فلسطين ، من عنتريات وصواريخ وابابيل وحجارة سجيل حماس التي يتخذها اليمين الاسرائيلي المتطرف الحاكم في اسرائيل ، ذريعة تارة لاقامة جدار الفصل العنصري ، وتارة اخرى لقتل المدنيين في قطاع غزة ،، وحرق الزرع والضرع فيها ، ناهيك عن ابقاء المجتمع الاسرائلي متمترسا ضمن اطار الغيتو اليهودي الذي يحمل اسم اسرائيل ، ورافضا للتعايش مع الفلسطينيين في ظل دولة واحدة ، او التجاور معهم في دولتين منفصلتين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج