الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الموت – قراءة ثانية من حيث الموقف الإنساني الواعي.

نضال الربضي

2014 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تعرضت في مقالي الأول إلى حتمية الموت، و أبرزت كيف تتجه الجينات نحوه كنهاية حتمية لرحلة اللحم و الدم و الكيمياء في الوسط البيولوجي، و وصفت هذا التوجه بأنه عشق ٌ و رغبة، فكان العشق هو الكلمة التي تعبر عن الحتمية، و الرغبة تلك التي تعبر عن المحطة النهائية لشكل الحياة في الإطار البيولوجي المعرِّف للشكل البشري الواعي.

لكن ماذا عن الوعي، ماذا عن العقل المُدرك للشعور الحال ِّ الآن و في هذه اللحظة؟ و ما علاقة هذا الشعور بالموت و كيف يراه؟ هل يطلبه؟ هل يدفعه؟ هل يتجنبه؟ كيف يكون سلوك الإنسان العام تجاه الموت بوعيه دون التعرُّضِ لحتمية حدوثه؟

إن إجابات هذه الأسئلة تتطرق لموضوع الوعي العاقل و لا تنتمي لعالم البيولوجيا أو العلم أو الحتمية الكيميائية أو دورة الحياة التي نعرفها بالممارسة و الترقُّب، و أضيف بالوجع و الألم و الفجيعة و الاستنكار و بالعجز عن الدفع و الرد و العكس. فهي تنتمي لعالم التمني و الرغبة، لعالم العناد و محاولة المقاومة و محاولة الدفع و محاولة الصد و محاولة تغير الحتمية والاستغراق في وجود حالم حال ٍّ في نفس الوقت لكنه مؤقت و سيتغير ليسير نحو الحتمية و يحقــّـِـقـها.

يتعامل الوعي العاقل مع الموت بمنطق اللافهم، و الإحساس بالخيانة و الغدر، فكل من يصحو يوما ً أو يذهب لعمله ليسمع َ في بداية نهاره أو جزء ٍ منه أو نهايته خبر موت أحد أحبائه لا بدَّ أن يُحسَّ: أنه قد طُعن َ من الخلف، أنه قد أوتي َ من مأمنِه، أن ما لم يكن في حسبانه أو تخيله أو توقعه أو رغبته أو في تقديره حادثا ً، قد صار و أصبح َ واقعا ً، و أنه طعنة ٌ شخصية له، طعنة ٌ في طمأنينته، ضربة ٌ لاستقرارِه، انتهاك ٌ لحصن ِ اكتمالِه و تهتُّك ٌ عمد ٌ عامد ٌ مقصود ٌ أثرُه و قوتُه في ترابط منظومته و نزاهة ِ تجانسها.

سوف يخلِّف ُ هذا الموت تأثيرات ٍ كثيرة، أقواها حضورا ً عند بداية التعامل مع حدثه الإحساس ُ السابق ُ عرضُه من الغدر و عدم الفهم ِ هو المظلومية، فالمُحبُّ الذي فقد أما ً أو أبا ً أو أختا ً أو أخا ً أو صديقا ً أو حبيبة ً أو حبيبا ً أو صديقا ً أو زميلا ً سيجد ُ أنه قد صار فجأة ً موضوعا ً لفعل ٍ ظالم ٍ انتهكه دون مبرر مقبول و فرض عليه غياب شخص ٍ لم يكن يجب ُ بالمنطق ِ الشعوري و الحياتي و الإنساني أن يغيب. لا أتحدثُ هنا في منطق ِ الجينات ِ لكن في شأن ِ الوعي المُنبثق ِ و الصادر ِ عنها، فالجينات ُ في حتميتها الدافعة ِ إلى الموت شئ، و في وعيها و العقلانية ِ المُترتبة ِ عنها و الرافضة للموت و المتحدية ِ له شئ ٌ آخر تماما ً لا تعرفه و لا يعرفها، و في ذلك َ عظمة ُ الإنسان و غموضه و تعقيده. و هذا ما يجب ُ أن نتدبره بتفكير ٍ عميق ما بين الحتمية ِ البيولوجية التي تدفع إليها الجينات و لا يمكن ُ الفكاك ُ منها و بين الوعي الناتج ِ عن هذه الجينات و الذي يدفع ُ نحو رفض ِ شعوري ٍّ عاقل لهذه الحتمية على الرغم أنه يحيا مُتجذرا ً فيها غير منفصل ٍ عنها، و أحثُّكم أعزائي القرّاء على إعادة قراءة هذه الفقرة مرة و مرتين و أكثر لأن في استيعاب معانيها تلخيص التجربة ِ البشرية تجاه الموت، فهي تحمل ُ بعدا ً لا بدَّ من التوقف عنده و مناوشته و التعامل معه و مشاكسته و قبوله و الاختلاف معه، و اتخاذ موقف ٍ منه.

سيبقى إحساس ُ المظلومية ِ مُستعِرا ً نهما ً في الحواس، مع عدم قدرتها على تلبيته بإشباع ِ نفسها بتفسير ٍ عقلي ٍ شعوري ٍ مقبول ينهيه، و يجيبه و يُغيِّبُه و يُرضيها نفسَها و يُخمد سعيرها. و بهذا تبقى الحواس مُتيقظة ً بفعل القلق الانتهاكي كدافع ٍ، و بفعل ِ الرغبة ِ العاقلة و الواعية و الذاتية حواسَّا ً بإنهاء ِ مظلومية الانتهاك ِ و ألمه ِ كدافع ٍ آخر.

لكن َّ مشكلة َ هذا الفشل ُ الشعوري أنه يتعامل ُ مع أمر ٍ واقع ٍ حال ٍّ تفرضه قوانين الطبيعة و تفاعلات الكيمياء و البيولوجيا داخل الجسم البشري، و هي أمور ٌ لا تخضع ُ لوعي الإحساس و لا لخيالات التمني و لا للأفكار التجريدية للعقل البشري. و تبرز ُ هنا المفارقة الكبرى و سخرية ُ الوجود العظمى حينما يأتي نتاج ُ الجينات التي تقود لحتمية الموت بمظاهر َ واعية مُتناقضةٍ مع هذه الحتمية، فيجعل ُ هذا النتاج ُ الوعي َ الإنساني َ، و إن كان غير مفارق ٍ للمادة، مرتقيا ً عليها قادرا ً على تخطيها بالتجريد، لكن مُنتهَكا َ شعوريا ً، مشغولا ً عقليا ً، إنسانا ً حيَّا ً في كل أوجُه تفاعلات ِ الحياةِ التي تسري فيه و تكونه، و تُشكِّل ُ تجسيد َ وعيه، و يُشكِّل ُ هو بدورِه إطار هويتها المؤقت، إلى حين اكتمال الدورة ِ الجينية ِ الحتمية التي سيكتشفُ بعدها هذا الإطار الواعي أو قل آخرون َ من نوعه البشري حقيقة َ العربة ِ التي حملت الوعي و مقصدها النهائي.

من شأن المظلومية و الإحساس ِ بالغدر و المفاجأة و الاندهاش المؤلم ِ من اختطاف ِ الحبيب ِ الميِّت ِ أن يورِد َ العقل أفكارا ً و تقلُّبات ٍ مُتأسِّسة ٍ في الرفض و ناتجة ً عن الاستنكار. و هي التي ستدفعُ الوعي العاقلَ للتفكير ِ في ماهية الحياة ِ و دورتها و بُنية ِ استمراريتها و الأسرار ِ التي تربِض ُ تحت َ مظاهرِها التفاعلية، ليستطيع َ بعد ذلك َ أن يحُلَّ سؤالها المِلحاح ِ اللَّحوح َ عن جدواها و هدفها.

لكنه سيتوهُ بعدها في دهاليز ِ و مضايق ِ و تشعُّبات ِ و طُرق ِ و صعوبات ِ و رمال ٍ مُتحركة ٍ تتعلق ُ جميعُها بالسُّؤال ِ عن الدرجة التي يمكن ُ أن يطمئنَّ فيها لبقاء الأحبة و استمرارية ِ الأعزَّاء ِ قبل أن يسخر منه الموت ُ مجَّددا ً و يمارس َ سلوكَه ُ اللصوصيَّ باغتصاب ِ المزيد ِ من أحبائه ِ قهرا ً و فًجاءَة ً و عُنوة ً عنه.

إن َّ العجز عن إجابة َ هذا السؤال ثم َّ إلحاحَه ُ على الحواس، و استمرار َ ضغطِه ِ على الوعي و اللاوعي و المشاعر جميعها سيدفُعهُ في النهاية ِ إلى ازدحام ٍ في التناقضات ِ التي سيعجُّ بها دماغُه ُ و سيلعب ُ فيها شعُورهُ و لا شعوره معا ً و بالتضامن ِ و تبادُل ِ الأدوار ِدورين أساسين، أحدهما يُؤكد ُ له ما يعلمُها من انقطاع ٍ تام بينه و بين الغائب، و الثاني من أمل ٍ و رجاء ٍ في لقاء ٍ قادم ٍ في عالم ٍ آخر.

و سيجد ُ من هذا التناقض بين الأمل ِ و الواقع تحديا ً آخر لا يقل ُّ إيلاما ً عن تحدي الغياب، فالثاني واقع ٌ حال ٌّ قد نزل َ حُكمُه و ينتظر ُ الدخول َ لمنازل ِ القبول العقلي و سيكون ُ ذلك بفعل ِ الزمن و قسوة الفرض، بينما الأول يريده العقل ُ لكنه لا يعيشُ في منازلِ الواقع، فيتيه ُ المُحبُّ المكلوم ُ بين واقع ٍ نازل ٍ ينتظر ُ الاعتراف و القبول و بين مُراد ٍ مُتمنَّى ً لا يمكن تحقيقـُه واقعا ً.

لكن َّ النفس البشرية َ و ما طبعها التطور ُ عليه من صفات تستطيع ُ احتواء َ هذه المتناقضات ِ و التعامل َ معها لكنها لا تسير ُ في تفاعلاتها الديناميكية بمنأى ً عن تأثيراتها، فنجد ُ الخوف َ و الطمأنينة و الحزن و السعادة و الألم و اللذة و التسليم و الرجاء و الغضب و القبول و الرفض و القناعة َ كلَّها في ذات ٍ واحدة ٍ كطبيخ ِ مِرجل ٍ فائر ٍ يحتوي كل شئ و لا يُعبِّرُ محتواه و لا يعني شيئا ً واحدا ً مُتَّحدا ً يُدرك بكينونته ِ المُنسجمة الواحدة، إلا إذا اعتبرنا الإنسانية المُجتمعة َ في الإطار ِ الوجوديِّ انسجاما ً في التناقض.

هذا التناقُض ُ سيقود ُ حتما ً لأنماط َ شخصية ٍ مُتفرِّدة ٍ و مُنفردة بين شخص ٍ و آخر، تتراوح ُ بين الاندفاع ِ لمعانقة ِ الحياة و بين الاستسلام ِ للموت، و بين الطموح في العمل و الحب و الحياة و الإنجاب و بين الاستسلام لحتمية ِ الانتهاء و القناعة ِ غير السوية و الاكتفاء ِ بالواقع و الرضوخ ِ لضرباتهِ و الامتناع ِ عن تغيره، و القُبوع ِ في منازِلِه الضيقة.

سيتعامل ُ الديني و اللادينيُ في موضوع ِ الموت بذات ِ الطريقة، فمن الأوَّل ِ المتفائلون الواثقون الأحياء و كذلك بالضبط من الثاني، و من كليهما المُستسلِم ُ الراضِخ ُ المتشائم ُ كسول ُ الفعل ِ عديم الإرادة ، الكلُّ بدرجات، و هنا ستبرزُ الطبيعة ُ البشرية ُ غالبة ً على الأدلجة، و شاهدة ً على أثر البيئة ِ و التنشئة ِ و الضغط ِ الجيني و التنوُّع ِ الحيويِّ البيولوجيِّ و التي ستقرِّرُ في مجموعها هوية الفرد و طريقته في التعامل مع الموت، و تأثيره عليها، و منزلته في بُنيتها و درجته في تشكيل الدافع الذي سُيترجِم غريزة َ البقاء إلى أفعال ٍ ملموسة.

الموت، هو أصدقُ حدث ٍ يضع ُ الإنسان َ أمام َ من هو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع هو تحليلك اخي نضال الربضي
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 26 - 20:48 )
تحية لك وللجميع
الحقيقة اصبت بهذا الموضوع ووضعت النقاط على الحروف ولكن يوجد تكملة هل يوجد حياة بعد الموت وقد علمنا الانجيل بان حبة القمح ان لم تدفن بالارض وتموت لاتعطي ثمارا كثيرة بحياتها الثانية
اليوم صباحا حضرة برنامج اسمه انا على قيد الحياة وهو على قناة علمية اسمها bio. وكل العادة يسمعون ويحققون مع الذين ماتوا وعادوا وهذه قصة اليوم
امراءة تسوق سيرتها وكان طفلها معها وبطريقها انحرفت السيارة ونزلت بمستنقع عمقة ثلاثة امتار اي غطى السيارة ومات الاثنان اي بلعوا الماء وبعد قليل مرت سيارة بمحازات المستنقع وكان بها رجلين واحدهم شاهد ضوء تحت الماء فقال لصديقه قف وارجع فرجعوا وشاهدوا انه يوجد ضوء فقال احده اكيد يوجد يهذه اشخاص وتعرف المستنقع عكر وصعب الرؤية وبجهد فتح باب السيارة وانقذ المراءة وبعد وضعها على اليابسة وهي جثة هامدة لانفس ولا خفقان قلب وعملوا لها تنفس وضغط بهذه الاثناء كانت تشاهد سخصين طوال القامة يرشوها بالورود وقالوا لها يجب ان تصحي لتنقذي ولدك فبزقت الماء الذي ابتلعته
يتبع رجاء


2 - رائع هو تحليلك اخي نضال الربضي 2
مروان سعيد ( 2014 / 7 / 26 - 21:05 )

فصاحت اين ابني ارجوكم انقذوه فغطس الرجل الشجاع مرة اخرة وبصعوبة فتح الباب الخلفي واخرج الطفل ذات الاربع سنوات
وقحاولوا مع الطفل لكن بدون جدوة لاانهم تاخرو كثيرا واتى الاسعاف واخذهم للمشفى وبعد ان استعادت الام وعيها بشكل جيد سائلت عن حال الطفل قالوا لها هو بغيبوبة لقد نقصه الاوكسجين بالدماغ تذكرت فورا نصيحة الاشخاص الذين شاهدتهم وهي بالموت قالو لها ااتي بالاقرباء والاصدقاء وامسكوا ايديكم ببعض مع يدي الطفل بحلقة مغلقة وبهذا تنقذينه وهكذا فعلوا والان الام وابنها بحالة جيدة بعد ان ماتو مايقارب النصف ساعة وهي التي روت الحادث وايضا الذين انقذوها كانوا شاهدين
ومثل هذه القصة قصص كثيرة شاهدتها واغربها ان واحدة انجبت توم وماتت 20 دقيقة وكان لديها اربعة اطفال لقد حلقت روحها بسقف الغرفة وشاهدت عملية الانقاذ وبكاء زوجها واولادها وبعدها صعدت الى السماء وشاهدت عمتها الميتة وقالت لها يجب ان تعودي لترعي اطفالك وارتها اطفالها الستة وهم كبار والغريب لقد شاهدت التؤم وباوصافهم الصحيحة الان اي كبار يعمر السبع سنين عيون كبيرة وزرق وشعر اصفر
مثل هذا يجعلنا نؤمن بالحياة الابدية
وللجميع مودتي


3 - الموت والحياة
عتريس المدح ( 2014 / 7 / 26 - 21:21 )
قهرالموت كفعل بيولوجي الانسان كفرد
لكن الانسانية قهرت الموت بامتدادها البيولوجي عبر التكاثر
الانسان كفرد وخوفا على ضياع التمتع والثروة والمكتسبات التي يجنيها في حياته خشي الموت، فعزى نفسه الخائفة من الموت بخلق الحياة الابدية كحيلة بائسة في اعتبارها طريقا للخلود
وخلق لنفسه ولخصومة الجنة والنار
بينما في مناطق أخرى حاول قهر الموت بفكرة التقمص وعبر العودة في حيوات أخرى وعبر أجساد جديدة
سيان كانت الطريقة لفكرة الخلوديبقى الموت هاجسا مرعبا لدى الجميع وخصوصا لفقد الاحبة والاعزاء
المستغِلين وعبر أعمال الاستغلال والتوحش و باسم الحق والانسانيةيساهمون في صناعة فرص الموت لكن للكادحين والبسطاء والفقراء لعل مااكتسبه الفقراء عبر قوة عملهم يحوزه المستغِلين ويتوزع على عدد أقل وفلسفوا ذلك بالقتال دفاعا عن الدين والقيم والمباديء والعدل والاخلاق
تحياتي أخي نضال


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 26 - 23:19 )
أهلاً أستاذ | نضال , و ألف تحيه لشخصك الكريم .
الحقيقه هي : الموت قانون بيولوجي حتمي , و الأديان تؤكد هذا , قال تعالى : (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) .
السؤال الجوهري : هل هناك وعي بعد الموت؟... يوجد الكثير من العلماء ؛ يؤمنون بوجود (الوعي) بعد الموت , مثل :
- (د. روبرت لانزا) و نظريته الرائعه (البيوسنتريزم) .
- تجربة Dr. Wilder Penfield .
كما أن مسألة (الوعي و الماده) مُختلف فيها بين العلماء و الفلاسفه , و لم تُحسم و لن تُحسم .
أخيراً , أهدي لك لقاء د. هيثم طلعت في قناة (الرحمه) , و أتمنى منك متابعته , و إبداء وجهة نظرك , رابط اللقاء :
https://www.youtube.com/watch?v=RTTs_5v51Dc


5 - الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 27 - 20:11 )
تحية طيبة أخي مروان،

ألاحظ أنك مهتم بتجارب الاقتراب من الموت NDE (Near Death Experiences)

لكن هذه التجارب هي مجرد تجليات مختلفة للوعي عندما لفترة معينة لا تعمل مناطق الإحساس و تقدير الزمن في الدماغ كما يجب لها، و يشبه ما يحدث فيها تجارب الخروج من الجسد Out Of Body Experiences و التي أثبت العلم أن مظهر رؤية الجسد لنفسه من بعيد ما هو إلى تغير مؤقت في طريقة إدراك العقل لموقع الجسم في مكان و زمان معين نتيجة دخوله في حالة نفسية (كيميائية) معينة بفعل التأمل أو التعب أو الدواء أو الصدمة.

ألا تعتقد معي أن استمرار وعي الكائن البشري للأبد ممل قليلا ً :-)))))

ماذا سنفعل -هناك-؟ و بالمناسبة ما هو الـ -هناك- و أين هو؟ :-))))

أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة ً لضيوف الحلقة الكرام LOL

أهلا ً بك دوما ً.


6 - الأستاذ عتريس المدح
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 27 - 20:17 )
تحية طيبة أخي عتريس،

الموت حتمية بيولوجية لا بد منها، و ربما هي ما يعطي الحياة معناها الحقيقي، فمتع الحياة ستفقد رونقها و جاذبيتها لو استمرت للأبد.

تخيل أنك تأكل من مائدة لا تنتهي، أو تقرأ كتابا ً ليس له نهاية، أو تجلس مع شخص للأبد، فأين الإثارة، أين المتعة، أين المعنى؟

المعنى يوجد فقط لأنه هناك نهاية و هناك موت، فالموت بهذا المعنى يصقل الحياة و يعطيها بريقها و ألقها و دافعها.

لذلك فلنحيا و لنجعل حياتنا مليئة بالعطاء و الحب و السعادة و التضامن الأخوي البشري الإنساني، لنرتقي بنوعنا، و سيكون خلودنا بأفعالنا، خلودا ً ذا معنى عندها، بدون وعي فردي، حينما تكون ذراتنا جزءا ً من تكوين كائنات أخرى.

إنها الحياة تعيد تدوير نفسها.

أهلا ً بك دوما ً.


7 - الأستاذ عبدالله خلف
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 27 - 20:37 )
تحية طيبة أخي عبدالله،

نعم الموت حتمية بيولوجية هذا صحيح.

البيوسنتريزم عبارة عن فلسفة علمية تتحدث دون أن تقدم دلائل علمية فلا يمكن تصنيفها لغاية الآن على أنها علم حقيقي، كما أنها لا تقول بكل ما يقدمه الإسلام من حساب بعد الموت و ناكر و نكير و عذاب القبر و الحشر و القيامة و الجنة و ملذاتها و جهنم و أهواله.

ما يقوله الدكتور طلعت هو نظرية التصميم الذكي، و هي النظرية التي لا يوجد عليها أي دليل علمي إطلاقا ً و لا تلقى أي قبول في أي جامعة علمية، و مقبولة فقط في الجامعات التي تنطلق من الأيدولوجية فقط كبعض الجامعات المسيحية في الغرب و الإسلامية عندنا.

التطور حقيقة يثبتها العلم: علم الأحافير، علم الجينات، علم الأجنة، و نعلمها من دراسة توزيع الكائنات الحية، فشكل الموجود و طريقة عمله تؤكد انه يماثل المتوقع فيما لو كان التطور صحيحا ً، و يخالف تماما ً المتوقع من شكل الكائنات لو كانت مُصممه.

أنظر معي إلى هذا التركيب الفسيولوجي العجيب في الزرافة، هذا ما يأتي به التطور المبنى على التراكم، و لا يمكن أن يكون هذا العبث قد صممه إله ذكي.

https://www.youtube.com/watch?v=cO1a1Ek-HD0

أهلا ً بك دوما ً.

اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له