الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي

طاهر مسلم البكاء

2014 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تخطط الدول المتقدمة للمستقبل في كل امورها الحياتية وتبني هذا التخطيط على الحسابات العلمية والمنطقية وفق علوم خاصة تعنى به في الحاضر والمستقبل ، فعلى سبيل المثال هي تنافس في الفعاليات الرياضية على المراكز المتقدمة عالميا ً لأنها تبدأ مع كوادرها منذ الصغر تدرب وتعلم وتنشئ نشأة صحيحة مع مراقبة بروز ذوي المواهب والأهتمام بهم بشكل خاص وفي النتيجة تحصد الذهب ونجد انفسنا متأخرين عنهم بكثير وبصورة تدهشنا لأننا لانحترم التخطيط ولا العلوم ولاالمنطق .
وهكذا الأمر بالنسبة للتربية والسياسة والأقتصاد وفروع الحياة الأخرى ،فكما اننا نجد انفسنا وقد انهزمنا بدزينة من الأهداف امام فرقهم فاننا نجد انفسنا وقد هزمنا في السياسة والأقتصادوالمجالات الأخرى بنفس النسبة ،وهذا مفهوم وواضح ومعترف به من قبلنا ولكن ماهو غير مفهوم وواضح ولانقبل الأعتراف به هوقبولنا بهذا الحال و استبدالنا التخطيط العلمي والنظر للمستقبل لتحقيق الأمال والطموحات العريضة ،بالتمسك بالماضي بشدة وبطريقة تعصبية ومرضيّة لم تجلب لنا سوى الأحتراب الداخلي والفتنة ،وجعل بلداننا تراوح في مكانها ان لم تتراجع الى الوراء .
ان يكون لنا تاريخ زاهر فهذا شئ جيد فيما لو كنا نستفيد منه ومما يقدمه لنا من عبر في طريق الحياة الحاضرة وفي المستقبل اما اذا كان هذا التاريخ حجر عثرة في طريق وحدتنا او هو يمنعنا من الحصول على العلوم والمعارف الضرورية التي تأخذ بنا في طريق المستقبل الى البناء والتقدم ،اذن فأن هناك اسباب غير واضحة يتوجب علينا دراستها بدون عصبية وتمسك اعمى لمعرفة الصالح من الطالح .
ماذا لو لم يمن الله علينا بالثروات الزاخرة الوفيرة التي تدر بها اراضينا ،كيف سيكون حالنا وماهي نسب الفقر لدينا ،فنحن اليوم نصدر ملايين براميل النفط وتسجل نسب فقر مخيفة في مدننا تصل الى 50 % ،حيث يقوم غيرنا بالتنقيب وأكتشاف واستخراج النفط فنقوم بأستبداله بسلع غذائية والبسة نستوردها من البلاد الخارجية بينما بالأمكان تصنيع 90 % من هذه السلع في بلادنا ولكنها سوء السياسة وسوء الأدارة وتهميش لكفاءات البلاد وقتل لروح الأبداع في البلاد ،والأمثلة قد تشمل كل شئ في اسواقنا من السلع البسيطة كالماء ومشتقات الألبان والملابس والأثاث صعودا ً الى سلع اخرى .
ان مثل هذه السياسة ليست خرابا ً اقتصاديا ً فحسب بل خرابا ً سياسيا ً فالويل لمثل هذه البلاد اذا اغلقت حدود ها لأي طارئ فستموت من الجوع في بضعت ايام لأن ليس لديها أي اكتفاء ذاتي لا في الصناعة ولافي الزراعة ،وهذا لعمري سلاح مجاني بيد الأعداء يستخدمونه متى رغبوا !
يقول رامسفيلد :
اســرائيل هي الشـريك الوحيد الذي يمكن الأعتماد عليه في المنطقة ،اما الدول المحيطة فهي عبارة عن خرائب او اراضي عقارية لم تسـتغل بعد .
وهو يشمل طبعا ًحلفاءه من العرب بهذا المقال من استماتوا لخدمة السيد الأمريكي وبذلوا من الأموال لأمريكا اكثر مما بذلوا لخدمة شعوبهم .
نترك الحياة ونتقاتل على الماضي :
لم نتمكن من ايجاد صيغة وطريقة للحياة تمكننا من ان نعيش موحدين متحابين وبالتالي نتجه لبناء بلادنا واستغلال ثرواتنا بما ينفع الناس ويعيد بلداننا الى امجادها التاريخية التي نتغنى بها ،بالرغم من ان ذلك هو افضل طرق العيش الكريم وبالرغم من ان هناك روابط متينة تربط شعوبنا وهي لاتتوفر لدى عدونا ولكن الذي يحدث اننا اهملنا كل شئ وتمسكنا بعقد الطائفية والمذهبية وجلسنا نبحث في ركام الماضي عن كل ما يثير الحساسيات فينا حتى ولو ننقله نقلا ً حديثا ً يولد الفرقة والأحتراب وسيل الدماء والوقوف مع الأعداء الذين يأتون الينا من المجهول ضد اخواننا الذي يربطنا بهم نسيج وحدة نسجت عبر الاف السنين .
فعلى سبيل المثال اننا نعود اكثر من الف واربعمائة سنة الى الوراء لنثبت ان الخلفاء من صحابة الرسول كانوا متباغضين ويغتصب احدهم حقوق الآخر وعلى هذا الأساس فاننا يجب ان نترك الحياة والبناء وخدمة الناس ونتقاتل اليوم لنثأر لما حدث في ذلك التاريخ ،وانه على ذلك الأساس يجب ان نتفرق ونتقزم الى فرق وولايات لاتؤازر بعضها البعض !
اننا نتناسى حقائق كبرى ان التاريخ قد كتب بما يحلو لكاتبيه وان الرواة ايضا ً يضيفون اليه ما يحلو لهم وان الحقائق تكون مغيبة في اغلب الأوقات وليس من السهل نقلها الى العامة وان يستوعبوها بسهولة وابسط مثال على ذلك اننا اليوم نعيش احداثا ُ جساما ً ،وفي هذا العصر عصر المعلومة والموبايل والفضائيات والأنترنيت ، ويسقط فيها نصف العراق بيد اقوام تدعى داعش ولكن 90 % من العراقيين لايعرفون على وجه الحقيقة ماذا حدث ومن هم بالضبط هؤلاء الدواعش ومن اين جاؤا ومن يمولهم !
فكيف بالله نضع انفسنا حكما ً ونقسم انفسنا وندمر بلادنا على خلافات حصلت قبل الاف السنين وان دلائل التاريخ تقول ان الصحابة عاشوا متعاضدين يؤازر بعضهم البعض الأخر وان عمر يقول :لولا علي لهلك عمر .
وان علي يرسل اولاده لحماية عثمان وحراسة بيته .وغير ذلك الكثير مما يؤكد عدم وجود أي عدوانية تجاه بعضهم البعض وانهم عاشوا يحترم ويقدر احدهم الآخر ،وان كان هناك امور قد حصلت في ذلك التاريخ لاتعجبنا اليوم فحكمها متروك لله سبحانه وتعالى وما علينا سوى العيش بما وفره لنا ديننا الحنيف ومبادئه السمحاء من خيمة واسعة تجمع البلاد الأسلامية كلها التي تتسع اليوم بأضطراد لتشمل مساحات شاسعة من العالم وان بفرقتنا نسئ لأنفسنا ولديننا ولرموز ديننا الذين كانوا يقدمون المصلحة العامة ونصرت الدين الحنيف على المصلحة الخاصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال