الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ككائن حي

كايد عواملة

2014 / 7 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



تمتلئ مملكة الكائنات الحية بنماذج آليات بقاء تطورت عبر الزمن وأخذت أشكالاً منها ما أصبح غير فعال فأنقرض الكائن الحي ومنها ما ساعد الكائن الحي على البقاء، ومن هذه الآليات ما هو غاية في الجمال ومنها ما هو غاية في البشاعة والاستغلال. ولكن ماذا عن آليات بقاء الأيديولوجيات، أيمكننا وضعها في خانة الجمال أم في خانة البشاعة؟ لماذا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقتل غيره لأسباب لا تتعلق بالغذاء والبقاء؟

هناك نوع من أنواع النمل يقوم بالتسلق إلى قمة الأعشاب مراراً وتكرارً رغم عدم وجود غذاء أو أفراد من فصيلته، مع العلم أن النمل يمتلك حساسات لالتقاط الغذاء عن بُعد وقبل تسلقه للنبات، ما تقوم به النملة لا يؤدي أي فائدة لها على الإطلاق، ولكن عند دراسة هذا السلوك تبين أن هذا ليس سلوكاً عاماً بين فصيلة النمل هذه ولكن النمل يصاب بنوع من الطفيليات يتسلل إلى دماغه ويؤثر على سلوكه فيدفعه لتسلق الأعشاب؛ الغاية من هذه الآلية هي وصول النملة إلى معدة المواشي ليكمل المتطفل دورة حياته هناك.
ثمة آليات بقاء أخرى فعلى سبيل المثال يسبح سمك السالمون بعكس التيار بعملية مجهدة ليضع بيوضه في قمة النهر، وثمة حيوانات تقطع مسافات طويلة لتتزاوج، أما هذا المتطفل فيذهب إلى دماغ النملة ليؤثر عليها ويجعلها تقوم بسلوك ضد بقائها وحياتها بتأثير من متطفل على دماغها في سبيل بقاء المتطفل لا بقاء النملة. هذه واحدة من أبشع آليات البقاء الموجودة على الأرض أن تخترق دماغ المضيف وتجعله يقوم بسلوك انتحاري، أو سلوكيات لا تؤدي أي منفعة للمضيف على صعيد الجينات.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يحدث لنا نحن البشر نفس ما يحدث مع النملة؟

الأيدلوجيات والدين بالذات تمتلك آليات بقاء شبيهة تماماً بآليات المتطفل على النملة، آليات بقاء تتضمن تصحيحاُ وتعديلاً جعلها تبني قاعدة صلبة تتيح لها البقاء والتكاثر على مر الزمان، تماماً ككائنات حية. فهناك الكثير من الأديان انقرضت لا لأنها كانت على خطأ ولكن لأنها لم تمتلك آليات البقاء الكافية لاستمرارها. فالصواب والخطأ ليس المعيار في بقاء الدين فهناك أديان مختلفة باقية إلى هذا اليوم لامتلاكها آليات بقاء تساعدها على البقاء ولو اضطرت لإفناء المُضيف.

لا أعرف على التحديد ما هو عدد البشر الذين أفنوا أنفسهم وقتلوا غيرهم في سبيل بقاء أيديولوجيات في أدمغتهم، فالنملة المصابة تقوم بسلوك ضد غريزتها وبقائها وطبيعتها وهي معتقدة فعلاً أنها تقوم بعمل الصواب. فهذا المتطفل يؤثر على كل سلوكيات النملة وحاجاتها الأساسية.

آليات بقاء الأيديولوجيات (ومنها الدين) تأخذ أشكالاً متعددة، منها ما هو مباشر وما هو غير مباشر يدفع البشر للقيام بسلوكيات بوعي ودون وعي، فهي تتغلغل في دماغ المضيف وتؤثر على كل سلوكياته وتجعله يقوم بسلوكيات ضد غريزته وضد سعادته وضد حرياته وحتى ضد بقائه، وهناك آلية للشعور بالذنب عند الامتناع عن عمل يخدم المتطفل وبقاؤه. لا بل وهذه الآليات تتطور عبر الزمن تماماً لو كانت كائناً حياً يتطور بتطور البيئة المحيطة به.

هل أنتَ مصاب بأي نوع من هذه الطفيليات؟

كايد عواملة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 1 - 00:43 )
عندما ينسلخ الإنسان من الدين , ماذا يحصل له؟ .
تابع :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال