الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقسامات الحزب الشيوعي السوري ، من زاوية ليست فكرية

مفيد عيسى أحمد

2005 / 8 / 7
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


السؤال الذي يطرحه الواقع السوري هو: لماذا لم يتمخض الحراك السياسي في سورية عن اتجاه سياسي جديد أو حزب جديد قادر على استقطاب القوى التي ما تزال ضائعة، أو لنلطف الكلمة، حائرة تتقاذفها المصطلحات والشعارات.. و تداعيات المرحلة ؟
هل يعود السبب للسقف المتاح التحرك تحته، والذي ما زال واطئاً حسب رأي أغلب من يراقب أو من يعمل في هذا الاتجاه ؟ أو أن الأمر يعود إلى بؤس الطروحات و نمطيتها التي تتبناها الحركات والتجمعات السياسية و التي لا تعدو نسخاً قد تكون مزبدة أو منقحة أو ملونة بألوان جديدة فرضتها المفاهيم والمصالح المستجدة .
و النمطية هنا تعني المعتاد من الأسس والبنى الأيديولوجية، والبرامج السياسية التي طرحتها الأحزاب السورية منذ إرهاصات تبلورها في نهاية الثلث الأول من القرن الماضي و التي مثلت محاور لا تزال أساسية و كل ما نشأ من أحزاب فيما بعد لا يعدو تفرعاً و تفرقاً عن هذه المحاور لنستعرض بشكل موجز أحد هذه المحاور:
أول هذه المحاور هو الحزب الشيوعي وذلك كونه الأكثر انقساماً و الأكثر تعرضاً لإشكالات لها علاقة بالطروحات الأيديولوجية التي تبناها، و التي جرت عليه الكثير من الاتهامات المغرضة والتي لم يعرها أدنى اهتمام وذلك بنوع من التعالي الأيديولوجي و الرفض الجازم للتعامل من ما يقتضيه واقع اجتماعي معين، و كأنه يفصل المعطيات الاجتماعية الواقعية علي النظرية، فالنظرية جاهزة و الواقع أيضاً لكن يبدو أن الحزب الشيوعي السوري أو الأحزاب، عاملت النظرية بمبدأ جامد ستاتيكي من منظور فكري أي كأنها نص نهائي. أما الواقع فقد عومل بشكل قسري بحيث نلمس انفصالاً بينا بين الاثنين، وقد تناول هذا الأمر المفكر الكبير الياس مرقص في خضم تناوله لنشأة الأحزاب الماركسية العربية، حيث اعتبر أن أغلب الأحزاب نشأت كبينة فوقية أي كطرح نظري له علاقة بالطبقة المثقفة والتي يكمن نعتها بالوسطى التي استطاعت أن تفهم" ربما ".... وبالتالي أن تتبنى النظرية الماركسية و لكنها كانت قاصرة عن تحقيق الامتداد الجماهيري المطلوب. و الذي يعد أمراً لا مناص منه لأي حركة سياسية تطرح برنامجاً تبتغي تحقيقه،
جوهر الماركسية كنظرية معرفية هو الديالكتيك و هو ما لم نلمسه واقعيا لكن بنظرة أخرى ندرك أن الأحزاب الشيوعية السورية" و أصر هنا على الجمع" الأحزاب مهما اختلفت التسميات كانت إما متشنجة أيديولوجياً أو براغماتية بشكل خجول نلمس ذلك لدى الأحزاب التي مالت للسلطة و التي نحت منحى ليبرالي.
يستطيع من يشاء أن يرد علي و سيطنب في شرح الماركسية " المادية الجدلية و التاريخية " الديالكتيك ، ويعرف لي البرجوازية و الإمبريالية و فضل القيمة و يذكر ماركس و لينين و أنجلز و روزا لوكسمبورغ و غرامشي و يستشهد بنصوص من كتب هؤلاء وربما يذكر بليخانوف و حشد من الأسماء ومن النصوص المستعادة
وسيستعرض سيرة حياة ماركس ولينين، و فشل التجربة السوفيتية نتيجة للتحريفية و سوء الإدارة والديكتاتورية أذكر هؤلاء بشطرة شعرية لشاعر برجوازي هو: ت س إليوت. حيث يقول: المذاهب رمادية وشجرة الحياة خضراء.
استعرضوا التجارب الشيوعية والماركسية في العالم و استعرضوا تجربتكم في سورية، ثم على ماذا اختلفتم و تفرقتم ألم يكن للشخص و تبجيله و دافع الموقع الدور ألأول بما جرى لنستعرض:
بدأ الحزب الشيوعي موحداً في لبنان وسورية ثم انقسم في عام 1964إلى قسمين: الشيوعي السوري، و الشيوعي اللبناني و هو انقسام " صحيح " و إنجاز هام....! لحزب ينادي بالأممية و إذ به لا يستطيع الاستمرار في دولتين يجمع بينهما ما يجعلهما أقرب إلى دولة واحدة.
ثم ينقسم في سورية في عام 1972 " و هذه دلالة صحة " إلى قسمين: الأول استمرار لبكداش والثاني المكتب السياسي بزعامة رياض الترك.
ما هي أسباب الإنقسام هل هو الخلاف على النظرية أم الممارسة والأهداف، البعض يعيده إلى خلافات شخصية نشبت إثر تكريس الزعامة والفردية باتخاذ القرار.
لم يتوقف الانقسام وكأن الأمر يجري بحكم الصيرورة والتناسل في/1978 / انقسم المكتب السياسي قسمين هما:1- استمرار رياض الترك 2- حركة اتحاد الشيوعيين " يوسف نمر "
و لم يتخلف بكداش عنه طويلاً فانقسم عام / 1979 / إلى قسمين أيضاً هما: 1- استمرار بكداش و منظمة القاعدة " مراد يوسف " و يستمر تيار بكداش في الانقسام ففي عام /1986 / أصبح قسمان هما: 1- استمرار بكداش 2- يوسف الفيصل.ثم ينقسم في عام / 2000 / إلى قسمين أيضاً هما:1- طبعاً بكداش إنما " وصال فرحة " 2- قدري جميل.
ما هي أسباب هذه الانقسامات وما هي دلالاتها إذا كان الأمر يعود إلى الخلاف العقائدي ألم يكن من الممكن حل الخلافات التي أدت إلى هذه الانقسامات. أقول هذا و في ذهني تعليق لأحد أقطاب تيار جديد ماركسي في سورية فهو يفضل عدم الاجتماع بأحد الأقطاب من تيار آخر لما ...؟ لأن لمس لديه ميلاً ليبرالياً.
إذا لم يكن المرء ليبرالياً فهل سيكون راديكالياً ؟ ما هو أفق الراديكالية المتاح الآن في الواقع العالمي؟ هل يمكن نعت من يسعى لتغيير الواقع بشكل سريع و انقلابي بأي طريقة كانت و لو أدت إلى عواقب سلبياتها أكبر من إيجابياتها قد يكون بالعنف هل نسميه راديكالياً و نطويه.
أين الراديكالية في الواقع الحالي وما هي أدواتها؟ إذا كان أي تغيير كلي و فعلي يستلزم بناء قاعدة من الوعي لتسهم بذلك فأين هي هذه القاعدة و أين هو هذا الوعي في وقت أصبح الكثير ممن آمن بذلك أقرب إلى الغيبية و التسويغية، و الأمثلة موجودة منها أن أحد الكوادر الماركسية المتميزة ذات الأثر الفكري والقيادي تخلى عن خطه السياسي والفكري الماركسي ليؤلف كتاباً في الأبراج و الكثير غيره ممن انكفؤوا باتجاه الدين والاتجاهات السياسية الأخرى فعدد منهم حصل على شهادته على حساب الحزب الشيوعي ليغادر هذا الحزب فيما بعد مع انحسار المد الشيوعي العالمي والأيديولوجي بشكل عام و يتصالح مع أحزاب السلطة ويحصل على مناصب إدارية. بناء قاعدة الوعي ليس بالأمر السهل وسط التجاذب الحاصل و الخيبة العامة من تجربة بعض الأحــــزاب التي لم تستطع أن تتجاوز نفـــــسها وظلت ذات تجربة اجتماعية و أؤكـــــــد ( اجتماعية ) فاشلة
ثمة تيار جديد عليه أن يحرص على دراسة الواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الشرائح التي سيخاطبها
عليه أن يدرس الانحرافات الطائفية و العشائرية و الفرز الاجتماعي المتراكم ليصوغ خطاباً متوازناً على ضوء الماركسية كنظرية معرفية قابلة للتطور تقوم على أساس علمي شامل قادرة على التحليل العلائقي للواقع والمستقبل مع الابتعاد عن النمطية البالية التي باتت غير مقبولة و ممجوجة.
هذا إذا أراد تكوين قاعدة جماهيرية يستطيع من خلالها تحقيق ما يستطيع تحقيقه من برنامجه وأهدافه.
هل سنبقى سبعين سنةً أخرى نعيد فيها تقديم النظرية الماركسية ونمحص ما قاله أقطابها و نطرح أسئلة وأسئلة مثل ما هي الماركسية و كيف نقرأها و كيف نؤسس لماركسية حقيقية و ما المنهج الماركسي الخ...
نتمنى أن يتجاوز التيار الجديد سلبيات الماضي و أن تتوقف الانقسامات في وقت ينادي في الجميع بتحديد النسل، فليتوقف تناسل الحزب الشيوعي السوري في وقت وضح أن الأمر لا يعدو خلافاً على النفوذ الذي يقويه مواقف معينة لا تنال الإجماع.
ليس هناك أحد أحسن من أحد فكما يقال ماركسي.. ولينيني .. و ماوي ..... يقال عندنا ....بكداشي و........................ما هي الماركسية ...؟هذا سؤال جاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في