الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرسطو، فكر تحتاجه بلادنا

محمد زكريا توفيق

2014 / 8 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



أي واحد يعلم شيئا عن أفلاطون، يعرف أن كان له تلميذ نجيب يدعى أرسطو. الذي أصبح فيما بعد فيلسوفا، يضاهي بل ربما يفوق أستاذه في الشهرة وغزارة الإنتاج الفكري.

ربما يعرف أيضا، أن أرسطو له هو الآخر تلميذ يسمى الاسكندر الأكبر. الذي، بمجرد تخطيه سن الطفولة، أضحى واحدا من أعظم القادة العسكريين، وأحد ألمع الغزاة وبناة الامبراطوريات، الذين عرفهم التاريخ.

سلالة غير عادية من البشر، هي التي أنجبها ركن صغير من المعمورة يدعى بلاد الإغريق في القرن الرابع قبل الميلاد. لكن التلميذ، غالبا، لا يسلك نفس الدرب الذي يسلكه أستاذه. لقد أنشأ أرسطو مدرسته، في مدينة أثينا. كانت تضاهي بل تتفوق على مدرسة أفلاطون، الأكاديمية.

امبراطورية الاسكندر الأكبر، كتبت سقوط اثينا، المدينة_الدولة، التي كان يعتبرها أرسطو أفضل صيغة ممكنة للحكم. امبراطورية الاسكندر، كانت عبارة عن تجمع كبير من الأجناس والممالك المختلفة، من بلاد الإغريق تمتد شرقا حتى تصل إلى مشارف بلاد الهند.

داخل الامبراطورية، المدن الإغريقية التي بنى عليها أرسطو كل الآمال لتقدم الإنسان، فقدت حريتها وكبرياءها، الذي لم تستطع استرجاعه أبدا.

قصة أرسطو، 384-322ق م، نجدها متشابكة مع الأحداث التي وقعت في مقدونيا. وهي بلد تقع شمال اليونان على ساحل بحر إيجة، نصف سكانها خليط من الإغريق والبرابرة. البرابرة هنا تعني الشعوب الغير إغريقية.

أرسطو، لم يولد في أثينا، مثل سقراط وأفلاطون. والده كان طبيبا في بلاط ملك مقدونيا. عندما كان صبيا، كان يعيش في جو علمي، ربما كان يعد لكي يصبح طبيبا مثل والده.

في سن السابعة عشر، عندما توفى والده، ترك وطنه وتوجه جنوبا إلى أثينا، عاصمة الحضارة الإغريقية، لكي يلتحق بأكاديمية أفلاطون ويتعلم على يديه.

هناك، ظل في الأكاديمية مدة 20 سنة. يدرس ويكتب ويدّرس الفلسفة والرياضيات وعلوم الأخلاق والسياسة والجمال. هل الجمال له علم؟ نعم، وهو فرع من فروع الفلسفة.

أرسطو، قبل الميلاد بثلاثة قرون، كان يدّرس الفلسة وعلم الجمال في أثينا، ونحن في القرن الواحد والعشرين نناقش عذاب القبر والثعبان الأقرع ورجم القرد الزاني، ونقيم محاكم التفتيش لمن ينكر ذلك.

كان أفلاطون يصف أرسطو، بأنه العقل المفكر لمدرسته (الأكاديمية). لكن عند وفاة أفلاطون، عين غيره رئيسا للأكاديمية. لذلك، ترك أرسطو أثينا، وتوجه شمالا إلى ساحل آسيا الصغرى وجزيرة لسبوس.

قضى أرسطو فترة زمنية عند زميل دراسة قديم، صار حاكما لمقاطعة ساحلية غير هامة، وتزوج من ابنة أخيه. خلال هذه المدة، عاد له اهتمامه الأول بالعلوم الطبيعية. فكان يأخذ الملاحظات والبيانات، وخصوصا عن أشكال وعادات الأحياء المائية التي صادفها على الساحل.

في ذلك الوقت، كان فيليب، ملك مقدونيا، رجلا ذات مقدرة هائلة وعزيمة قوية. كان، ولعدة سنوات، يقوم بهمة، بتحويل بلده مقدونيا، من دولة فقيرة بائسة يشتغل شعبها بالصيد، إلى مملكة غنية قوية، لها جيش جرار لا يقهر.

كان جيش فيليب منظما، يتدرب على نظام جديد للقتال، يتكون من كتل عديدة ضخمة من المشاة، ويعرف بالتشكيلات السلامية المقدونية. بهذا الجيش والثروة الجديدة المكتسبة، حاول إغراء المدن اليونانية لكي تنضم إليه لغزو الامبراطورية الفارسية القديمة، التي تمثل خطرا يهدد بلاد الإغريق على الدوام.

لكن المدن اليونانية، كانت في شك من نوايا فيليب المقدوني. في أثينا، على سبيل المثال، نجد الخطيب ديموثينيس يهاجم فيليب، ويصفه بأنه طاغية. تحت ادعاء مساعدة شعبه، قام بتحويلهم جميعا إلى عبيد له.

في نفس الوقت، كان فيليب يبحث عن مدرس إغريقي متميز لتعليم ابنه الوحيد النجيب، الاسكندر، الذي كان صبيا يبلغ من العمر 13 عاما في ذلك الوقت. في عام 343ق م، عرض الوظيفة على أرسطو، الذي قبلها عن طيب خاطر.

لم يكن يعلم فيليب شيئا عن رأي أرسطو السياسي عن ما يدور في بلاد الإغريق. في عام 340ق م، في سن الخامسة عشر، حكم الإسكندر مقدونيا، نيابة عن والده فيليب أثناء غزوه لبلاد الإغريق.

في عام 338ق م، واجه جيشي أثينا وطيبة جيش فيليب، لكن الإغريق هزموا هزيمة منكرة أمام جيش فيليب، في موقعة خيرونيا. ثم سقطت باقي بلاد الإغريق تباعا تحت الاحتلال المقدوني.

بعد ذلك بعامين، أغتيل فيليب المقدوني، وهو على وشك التحرك لغزو بلاد فارس. خلفه ابنه الاسكندر. الذي ورث عن أبيه، وربما أكثر من أبيه، العبقرية والطموح.

أول ما فعله الاسكندر، هو اجبار الإغريق على الامتثال لحكمه. بعد ذلك قام بغزو كل بلاد شرق المتوسط، الواحدة بعد الأخرى، بلاد مابين النهرين، مصر، وفارس.

جاء كمخلص، ليحارب العنصرية والطائفية والعوائق السياسية. وليبني المدن، على النمط الإغريقي، ويجعلها مراكزا للنور والثقافة والحضارة والإدارة.

مدينة الاسكندرية في مصر على سبيل المثال، ومدن أخرى شرق تركستان وعلى حدود الهند. في عام 323ق م وعلى غير المتوقع، توفي الاسكندر بسبب الحمى، ثم قام قواده بتقسيم امبراطوريته الوليدة فيما بينهم بعد حروب طاحنة.

بعد أن تقلد الاسكندر مقاليد الحكم، عاد أرسطو إلى أثينا، التي أصبحت الآن تحت الحكم المقدوني. هناك استأجر مبنى كان مخصصا للإله "أبوللو ليسيوس"، والذي يعني اسمه، أبوللو أمير الضياء. ليسيوس كلمة مشتقة من كلمة الضياء باليونانية. ومن ثم كان اسم المدرسة التي أنشأها أرسطو "الليسيوم".

في مدرسة الليسيوم، قام أرسطو بجمع الكتب والمخطوطات، وعينات علمية من المواد والأحياء المختلفة بغرض الأبحاث والدراسة. وأنشأ أرسطو حديقة نباتات وحديقة حيوانات وطيور بغرض الدراسة.

أحد تلاميذه أو أكثر، كانوا يرافقون الاسكندر في حملته نحو الشرق، ويقومون بإرسال ما يصادفهم من نباتات وحيوانات أو طيور غريبة، إلى مدرسة أرسطو.

في مدرسة الليسيوم، كان أرسطو يدير ويقوم بالأبحاث ويحاضر في كل فرع من فروع العلوم المعروفة في ذلك الوقت. وكان يقوم بالتدريس في الهواء الطلق أثناء السير، وفي الشرفات المكشوفة التي تطل على الحديقة.

هذا الأسلوب الجديد في التدريس، جعل الليسيوم مركزا لدراسة وأبحاث العلوم الحديثة، مثل: العلوم الطبيعية، الفلسفة، العلوم السياسية، وغيرها. بالنسبة لنشاط المدرسة وحجمها ومدة بقائها وعدد طلبتها، أضحت تتجاوز مدرسة أفلاطون، الأكاديمية، التي ظلت تعمل وفقا للبرنامج الذي وضعه لها أفلاطون قبل وفاته.

لكن الموت المبكر للاسكندر الأكبر وضع نهاية لنشاط أرسطو في أثينا. الشعور الوطني المتنامي ضد المقدونيين، بدأ يتكثف في المدينة، بسبب وجود المحتل. تحول هذا الشعور بعد وفاة الاسكندر إلى كره وعداء سافرين لكل من كانت له صلة بالمقدونيين.

أرسطو، كمدرس سابق للاسكندر، والذي عاد لأثينا بعد نصر المقدونيين المؤزر على الإغريق، لابد أنه وضع تحت المراقبة وصادف بعض المضايقات. ثم علت الأصوات تطالب بمحاكمته، كما حاكمت أثينا من قبل سقراط وأعدمته، منذ 80 سنة مضت.

لكن قبل أن تعقد محاكمة لأرسطو، فر مرة ثانية إلى الشمال، حتى لا تجرم أثينا في حق الفلسفة مرتين. هناك في كالسيس، توفى أرسطو بعد سنتين من وصوله. ترك وصية يحرر فيها عبيده من الرق.

مدرسة الليسيوم، استمرت يديرها تلامذته لمدة ثمانية قرون بعده. حتى تم اغلاقها بالضبة والمفتاح، وكذلك أكاديمية أفلاطون، على أيدي الامبراطور المسيحي، قسطنطين. الفلسفة حرام.

بذلك، يكون قد تم الانتقال من الفلسفة إلى الدين، ومن أفلاطون إلى المسيح. وأسبل الستار الكثيف على العقل والفكر. وبدأت رحلة الألف سنة. العصور المظلمة، والعصور الوسطى. حالكة السواد والبؤس.

فترة حياة أرسطو، شاهدت مجد المدن الإغريقية، التي استطاعت أن تدافع عن حرياتها وأسلوبها في الحياة، ضد غزوات الفرس المتكررة.

الآن بعد أن فشلت هذه المدن الإغريقية في وأد خلافاتها، فقدت استقلالها وأُغلقت مدارسها وخبت شعلة حضارتها. وإذا استثنينا فترات قليلة قصيرة من عمر بلاد الإغريق، نجد أن هذا الوضع البائس ظل على حاله حتى نصل إلى القرن التاسع عشر.

عاصر أرسطو بداية هذه الأحداث. كان يعرف أبطالها. وترك لنا فكرا عميقا عظيما رائعا في كثير من المواضيع. في كل المعلومات التي تركها لنا، لم يعقب بكلمة واحدة عن ما كان يدور في وقته من أحداث، أو عن أبطال هذه الأحداث.

لم يحدثنا أرسطو عن الثورات التي كانت تدور حوله. لقد شاهد سقوط بلاد الإغريق وغزوات الاسكندر، ولم يعرها اهتماما. هذه أحداث ليست لها قيمة دائمة خالدة في نظره.

لقد كان تركيز أرسطو على أشياء أعمق وأخلد. كان تركيزه على معنى أعمق. على المبادئ وقوانين الطبيعة التي لا تتغير. على وجود وسلوك الإنسان المتحضر وعلى المنطق والمعرفة ذاتها والفنون.

لدينا مذكراته ومحاضراته التي كان يلقيها على طلبته في الليسيوم خلال ال13 سنة الأخيرة من حياته. لكن ثلاثة أرباع انتاج أرسطو الفكري فقد أثناء الحروب التي أعقبت موت الاسكندر، واشتعلت بين قواده، أثناء صراعهم على السلطة.

من بين هذه الأعمال التي فقدت، المحاورات التي كتبها على نمط محاورات أفلاطون وهو شاب صغير، وكل شئ كتبه للتوزيع على طلبته. باستثناء دراسة قصيرة عن دستور أثينا، اكتشفت عام 1890م في مصر، مكتوبة على ورق البردي.

عن طريق الصدفة البحتة، مجموعة متنوعة من الملاحظات والمذكرات التي كان يحاضر بها في الليسيوم، كتبت في أوقات مختلفة، تم اكتشافها في آسيا الصغري مخبوءة تحت الأرض، حتى لا يستولي عليها ملوك بير غامون لزوم مكتبتهم الخاصة، وهي مدينة في آسيا الصغرى.

بعد قرنين من الزمان، نسيت هذه الوثائق المدفونة، وأكلتها العتة والعفن والديدان. حتى زمن غزو الرومان لآسيا الصغرى، حيث تم اكتشافها ونقلها إلى روما.

في روما، كان هناك عالم عرف قيمة هذه المخطوطات التي وصلت في حالة يرثى لها. ثم قام النساخ بنقل محتوياتها وملء الفراغات بقدر المستطاع وتصنيفها حسب الموضوع.

في عام 70 ق م، قام أندروميكوس من رودس، بتنقيح أعمال أرسطو هذه، وأصبحت هي النسخة الرسمية. هذه النسخة،هي التي اتطلع عليها سيسرو في زمانه، وهي نفسها التي نستخدمها الآن. لم نجد شيئا أقدم من ذلك لأرسطو. ثم تختفي أعمال أرسطو ويطويها النسيان أكثر من ألف عام.

ليست هناك قصص وحكايات أكثر إثارة وتشويقا من قصص اكتشاف علوم ومعارف قديمة، كان الاعتقاد بأنها فقدت للأبد. هذه المعارف تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول، معارف ومفاهيم، لا تسبب ثورة كبيرة في معارفنا ومفاهيما، مثل مخطوطات البحر الميت وأناجيل نجع حمادي السرية. القسم الثاني، معارف ومفاهيم، تمثل طفرة عظيمة في الفكر والحضارة.

في فيلم "أوديسة الفضاء 2001"، اكتشف علماء الفضاء حجرا أسودا كبيرا على شكل لوحة مدفونا في أرض القمر. يمثل رسالة من سكان كواكب أخرى إلى الإنسان. لمساعدته، في الوقت المناسب، على البدء في ثورة علمية جديدة، تجعله قادرا على السفر والاتصال بين سكان الكواكب والأجرام الكونية.

كان ياما كان يا سعد يا إكرام، في بلد كنا نسميها الأندلس، إسبانيا حاليا، توجد مجموعة مخطوطات مركونة في مكان مظلم، لا يدري بها أحد. ظلت مدفونة لأكثر من ألف عام. ثم فجأة ظهرت هذ المخطوطات إلى النور. تأثير هذا الاكتشاف، يعتبر ثورة حقيقية في عالم الفكر والعلوم.

مؤلفات أرسطو، لمسيحيي أوروبا في القرون الوسطى، كانت بمثابة رسالة من العوالم الأخرى لسكان الكرة الأرضية. كان لها تأثير معجز ومبهر غير مسبوق . ما يقرب من ثلاثة آلاف صفحة، تغطي مساحات عريضة من العلوم والمعرفة. وأعتقد أن مؤلفات أرسطو لسكان الشرق الأوسط، هي أيضا الخلاص الوحيد لحالة العته والهرتلة التي يعيشونها الآن. وهذا هو السبب في كتابتي لهذه المقالات. لعل وعسى.

أعمال أرسطو تشمل علوم البيولوجيا والفيزياء والمنطق وعلم النفس والأخلاق والفلسفة والعلوم السياسية وغيرها. هذه العلوم والمعارف، تبدو كأنها قد أتت من حضارة سكان كوكب آخر فائق التقدم والرقي.

لم تكن كتب أرسطو المكتشفة، مكتوبة بلغتها الأصلية، وهي اليونانية. ولم تكن مكتوبة على ألواح من الطمي أو الحجر، أو مدفونة في جرار فخارية كمعظم الاكتشافات الهامة. إنما كانت في صورة مخطوطات باللغة العربية، وموزعة بين مراكز المعرفة في ذلك الوقت: بغداد والقاهرة وتوليدو وقرطبة.

بعد سقوط الامبراطورية الرومانية، وانهيار النظام في أوروبا، أصبحت أعمال أرسطو وباقي الفلاسفة اليونانيين، من ممتلكات الحضارة العربية الوليدة التي حكمت منطقة الشرق الأوسط وفارس وشمال أفريقيا والأندلس، بينما كانت أوروبا لا تزال تغط في سبات القرون الوسطى العميق.

ما وجدناه من بعض أعماله، هو كل ما لدينا للحكم عليه. وهي كافية لكي تبين لنا عظمة هذا الرجل وسعة مداركة التي أصبحت أساس، أو عمود الخيمة، التي بنيت عليها الحضارة الغربية الحديثة التي نعيشها الآن.

أرسطو، عقل منهجي أكثر من عقل أستاذه أفلاطون. أعماله معقولة منطقية، مقالات تعليمية، كل منها يغطي موضوعا معينا. بعكس أفلاطون، الذي تأتي معلوماته أثناء الكلام والحوار، ثم ينتقل إلى موضوع آخر ليعود إلى الموضوع الأول.

من بين وثائق أرسطو هذه، موضوعات عن: المنطق، الميتافيزيقا، الفلك، الفيزياء، البيولوجي، الفيسيولوجي، علم النفس، الأخلاق، السياسة، البلاغة، الشعر.

في كل مجال، يبين لنا أرسطو طرقا متقدمة واكتشافات جديدة. لم يعتمد على الترغيب في الجنة والحور العين، أو التخويف من النار وعذاب القبر والثعبان الأقرع لإقناعك بصحة معلوماته.

لم يخبرك أن هذه المعلومات قد جاءت إليه من الوحي وهبطت عليه من السماء بينما كان يتعبد في خلوته في الغار أو فوق الجبل. إنما هي معلومات عامة للجميع، يمكن أن يحصل عليها كل من يرغب في المعرفة.

يمكن الوصول لهذه المعلومات عن طريق التجربة والمشاهدة والاستنتاج. أن قبلتها كان بها، وإن رفضتها فهذا حقك. لا إجبار هنا ولا قتل ولا تعذيب ولا بتر. فقط المطلوب هو استخدام عقلك وبديهيتك وفطرتك السليمة.

يتميز أرسطو عن أفلاطون، في كونه ابن طبيب. ورث عن والده حبه للعلوم الطبيعية وقوة الملاحظة بالنسبة لكل الكائنات الحية. وإذا أضفنا إلى ذلك، أنه كان تلميذا نجيبا لأفلاطون، ورث عن أستاذه نظرة فلسفية عميقة عن العالم ككل، وعن طبائع الإنسان، عرفنا سعة مدارك أرسطو.

كان يستخدم الأسباب والمُثل والمبادئ المجردة مثل أفلاطون، عندما يخرج الموضوع عن نطاق التجربة والمشاهدة. لكنه كان في نفس الوقت، حريصا على تعديل أية نظرية تثبت التجربة عدم صحتها.

لقد كان مفكرا عظيما، وفي نفس الوقت، عالما تجريبيا رائعا. كان يقول، توخيا للدقة في بعض الحالات، إن هذه التجارب ليست كافية للوصول للنتيجة الصحيحة. وإذا ثبت في المستقبل بالتجربة عكس ذلك، فلابد من تعديل النتيجة.

وللحديث بقية، نعرض فيها بعض أعماله التي تستعصي على الفهم، بأسلوب مبسط طلبا للفائدة للجميع، فإلى اللقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 2 - 21:19 )
الكاتب في هذه المقاله (يخلط) بين (الفيلسوف) من جهه , و بين (النبي) من جهه أخرى , لذلك , ننوه إلى أن (الفيلسوف) لا علاقة له (بالنبوه) .
(النبوه) يقرها العقل و الفطره , و سبق أن كتبنا عن هذه النقطه تعاليق كثيره .
لذلك , على الكاتب ؛ أن يفرّق -مستقبلاً- بين (الفيلسوف) و بين (النبي) .


2 - الجديد في حياة المصريين
محمد البدري ( 2014 / 8 / 3 - 07:59 )
دخل الاسكندر الاكبر مصر قبل وفاة ارسطو بعشر سنوات وظل حكم البطالمة فيها لاكثر من 300 اعوام لكن المصريون فضلوا المسيحية علي الفلسفة وبالتالي كان عليهم الوقوع بعدها في الوكر الاسلامي بكل سوءاته. فلا المسيحية أو الاسلام يملكان نظرية معرفية أو منهجا رصينا لشرح الكون والوجود اللهم الا الخرافة أو اقوال بدو قريش البدائية. موجة الالحاد الجارية حاليا في مصر علي نطاق غير مسبوق في تاريخها تحتاج لكثير من مثل هذه المقالات لتاسيس عقل معرفي يرتكن الي العلم والمنطق بدلا من بول الابل ورضاع الكبير. فمصر ليس بها سوي جيش متآكل من المثقفين الايديولوجيين لا يفقهون شيئا خارج نطاق الايديلوجيا وهؤلاء لم تعد احداث المنطقة في حاجة اليهم بقدر حاجة الشباب الجديد الي مثل هذه المقالات. وربما تساعد الموجة الجديدة في طباعة كتب بنوعيات مختلفة بعد ازاحة الاخوان من الحكم في تاسيس هذا العقل للتخلص من خزعبلات 2000 عام من هذيان الانبياء. تحياتي واحترامي وتقديري


3 - عزيزي عبد الله خلف
محمد زكريا توفيق ( 2014 / 8 / 3 - 08:09 )
أخي العزيز عبد الله خلف، والله ما في خلط ولا حاجة. بالعكس فيه فرق جامد بين النبي والفيلسوف. واحد يمتلك الحقيقة المطلقة وواحد يمتلك الشك. واحد يخاطب عواطفك والآخر يخاطب عقلك. واحد يستخدم الجزرة والعصا والآخر يستخدم الإقناع والحجة. واحد سبب تقدمنا، والآخر سبب خيبتنا الثقيلة. بالطبع فيه فرق كبير، وسوف أراعي هذا مستقبلا. فشكرا على النصيحة.


4 - أخي العزيز محمد البدري
محمد زكريا توفيق ( 2014 / 8 / 3 - 10:27 )
أخي العزيز محمد البدري، شكرا لتشريفك ومرورك الكريم. أنا معك مئة في المئة. نحن نحتاج ثقافة جديدة لتأثيث العقل على قواعد سليمة والتخلص من الخرافات والإسرائيليات التي يطفح بها تراثنا المقدس. أنظر ماذا يفعله رجال الأزهر بإبراهيم عيسى، لأنه تجرأ وجذب البقرة المقدسة من ذيلها، ورفض وجود عذاب القبر والثعبان الأقرع، وأن الحيوانات ما هي إلا مسوخ لأناس عصاة غضب عليهم الرحمن فسخطهم إلى قردة وخنازير وعقارب وثعابين وأفيال وجمال، إلخ. والله ربنا ح يكرمنا آخر كرم. وبعد ظهور داعش وأخواتها وما تمارسه ضد الإنسانية، ليس لدينا أدنى شك في أننا نسير في الإتجاه الصحيح نحو الإنقراض والفناء.


5 - محمد زكريا توفيق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 3 - 18:19 )
كلامك كل عاطفي , و لا يقره العقل , الرد :
- من قال أن الفيلسوف يملك الحقيقه المطلقه؟ .
الرد : في عام 1927 وضع (هايزنبرج) مبدأ (عدم اليقين) أو مبدأ (الريبة) , وهو مبدأ فيزيائي من المباديء التي تحكم الكون , ينُص هذا المبدأ على (أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , وليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها) .
يعتبر مبدأ (عدم اليقين) لـ(هايزنبرج) قانون صارم من قوانين الطبيعة ولا يرتبط بأي شكل ببعض القصور الموجود في أجهزتنا , وهو مبدأ يُعلمنا أنه ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها .
ويعتبر هذا المبدأ من أعظم المبادئ أثراً في تاريخ العلم الحديث حيث أنه يضع حداً لقدرة الإنسان على قياس الأشياء.
- من قال أن الفلسفه سبب التقدم؟... سبب التقدم هو العلم و ليس الفلسفه , فما الفلسفه إلا كلام لا يصمد أمام العلم .
لذلك , لا مانع أن تقرأ و تتعلم و تفهم , و لا بأس أن أساعدك .


6 - إلى عبد الله خلف
محمد زكريا توفيق ( 2014 / 8 / 3 - 20:22 )
يا مولانا عبد الله خلف، الذي يملك الحقيقة المطلقة هو النبي، أما الفيلسوف فليس لديه سوى الشك. من قال أن الفيلسوف هو الذي يملك الحقيقة المطلقة؟؟؟ وهذا ما عنيته بالضبط، فعذرا للبس.

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة