الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الفتوى والمفتي

علي غشام

2014 / 8 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(وَلَاـ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا
الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
أنا لست متديناً ولكن الدين وسيلة تربوية شعبية ذات دافع شخصي رديف الى القوانين والدساتير الوطنية والاجتماعية وليس أسلوبا يعتمد في إدارة الدولة ومنهجاً مفروضاً بعصي الجلاد وسيفه ، لأنه في تلك الحال يتحول الى فرض بالقوة يسلب إرادة المتلقي وحريته وقراره مادام المتلقي يرى ان هناك قوة وحيدة بالكون تستطيع ان تعاقب المسيء وتكافئ المخطئ على أساس الطاعة في القبول والرفض ، وأمامنا نص قرآني رائع يحاول توصيل القارئ الى غاية إنسانية ترتقي به الى مستوى الكمال البشري الذي تنشده الإنسانية والذي يتتبع كلمات هذا النص يرى مدى الحرص وتوخي الحذر في اختيار اللفظ الراقي والرائع في الكلمات التي تعبر عن مستوى النُبل والبذخ الأخلاقي في سبيل تطييب الخواطر وتجاوز الخلافات بين الناس متخذاً من العفو والتسامح رادعاً ودافعاً قوياً لتطبيق ما ورد فيه في حال التعنت النفسي والتكبر والكره والتعنت والغطرسة التي تكون جزءاً من تركيبة الانسان العربي في تلك الصحراء القاحلة التي ولد فيها الدين الإسلامي ..
يا ترى هل وصل المسلم الذي يدين بالإسلام الى مستوى التسامح والعفو الذي تنشده هذه الآية ومقاصدها النفسية بمعزل عن انتماءات العقيدة وقوانينها التي حُكمت بها في العصور الغابرة – صدر الاسلام – الدولة الأموية – العباسية – المماليل – القرامطة - ...الخ وغيرها الكثير من المجتمعات المنظمة على مدى 1400 عام ..؟!
اعتقد ان معظم النصوص المهمة التي تعتبر العمود الفقري في تقويم مجتمع سليم يحاول المتدينون تعطيلها وإيقافها بل تهميشها وحذفها من تفاسيرهم واستبدالها والعمل بأبشع النصوص التي تحض على الكراهية والحقد ونفي الآخر وقتله وتقييد حريته فاصلين بذلك غاية الدين الكبرى ألا وهي ((أنما الدين المعاملة))حديث نبوي وعاكسين صورة العنف التي تخالج نفوسهم بسب التراكمات القهرية التي بنيت عليها نفوسهم وحجم الكبت بأنواعه وسد حجم الانكسارات التاريخية والنفسية رغم إنهم لا يفقهون معظم التفاسير المنطقية الأخرى للنص وغير عاملين بتعاليم ما ورد في الدين ..!!
إذن أتباع العقيدة المتشددين يحاولون إيصال رسالة الى الأمم الأخرى مفادها أننا امة دم وأمة قتل من خلال التسلق على النص وتفسيره وصناعة الفتوى القميئة التي تبيح هتك حرمة الدم البشري وسلب ماله وانتهاك حرمته تاركين الغاية الكبرى من وجود الأديان (الإنسانية) باختلاف أشكال وألوان البشر والدليل واضح من خلال الفكرة التي جعلوا من خلالها الطفل في أوربا وأمريكا ومختلف دول العالم المتحضر أن يشمئز من ذكر المسلمين والعرب بأنهم قاتلون ودمويون لأنه عرف المسلمين والعرب من خلال التسويق الإعلامي لشخوص هم بعيدين كل البعد عن الجانب الفكري والإنساني وفلسفة الدين مثل الزرقاوي – ابن لادن – أبو بكر البغدادي وكثير غيرهم من مَنْ ركب موجة التفجير والتكفير ..!
بينما ساهم هؤلاء المتدينون بطمس وإخفاء شخصيات عربية وإسلامية أبدعت وقدمت للبشرية ما عليها ان تقدمه حتى حُوربت وأحرقت كتبها ومكاتبها ومحو تراثها مثل – الإمام علي – أبن رشد – الرازي – أبن حيان – أبن الهيثم – أبو الحسن البصري و....و....الخ وغيرهم كثيرون جدا لا يحاول البعض التفكير بهم حتى او ذكرهم وما قدموا حتى ولو كان ما قدموه قليلاً فهو يصب ويهدف الى الرأفة بالمجتمع والناس وتقديم منفعة ما مهما كانت عقائدهم وأديانهم وألوانهم وأجناسهم..!
ومن هنا يجب ان نعترف بأن القائمين على إيصال فلسفتنا او ما يدور بمخيلتنا تجاه الغرب هم أنفسهم لا يمتلكون الأهلية والعقلية الراقية لقيادة الأمة متمسكين بآراء السلف الغابر وخطاياهم التي كانت تخجل البشرية من التعرض لمثلها متخذين من السيف فقط لإثبات إنهم امة وسطا يريدون ان يغيرون شعوبا ومجتمعات تسبقهم بمليارات السنين من حيث النظرة الى الكون والإنسان والتمدن والتكنولوجيا .؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran