الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياتهم أحذية ضيقة

كايد عواملة

2014 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نفس الملابس
نفس الأفكار
نفس الغباء
نفس البيوت
نفس العادات والتقاليد تتكرر وتتكرر..
يقول الكاتب الياباني: نوبواكي نوتوهارا في كتابه العرب بعيون يابانية:
"إن الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء، ويعبر صمتهم عن صرخة تخبر عن نفسها بوضوح".
ويشرح في الكتاب أن العرب يميلون لتقليد بعضهم البعض في كل شيء وهذا سبب عدم سعادتهم.. الحاكم الواحد- الفكر الواحد- النمط الواحد.
غياب الوعي بالمسؤولية وبالتالي غياب الأخلاق مرادف لغياب استقلالية الفرد كإنسان.

تنظر في وجوه الناس ولا تراهم سعداء..
الأيديولوجيا برأيي هي حذاء بنمرة واحدة.. بموديل واحد "رجالي" بالطبع، لأنها نتاج ثقافة ذكورية بحتة...
لا يمكن لهذا الحذاء أن يناسب كل الناس ومن الغباء أن تعتقد لسبب أو لآخر أن الحذاء قد يناسبك لمجرد أنه ناسب صانع هذا الحذاء..
صانعو الأحذية الأيديولوجية صنعوها لتناسبهم هم..
صنعوها ليرتدوها ويسيروا بها نحو طموحاتهم وأحلامهم.. ولا بأس عندهم أن يدوسوا بها على الآخرين.. أن يدوسوا بها على فردية الآخرين.. وذواتهم.

كثيراً ما أقف أتأمل وجوه الناس.. تقف في سوق عربي وترى تلك المرأة الثلاثينية التي ترتدي الحجاب بوجهها الحزين وهي تسير بأوراكها الممتلئة حاملة الأكياس السوداء..
شاءت الصدفة أن أتعرف إلى إحداهن.. امرأة ثلاثينية مطابقة لهذا الوصف.. أم لأربعة أطفال.. اسمها سحر..
يومها كانت مرافقة لجارتهم الصغيرة ذات ال 19 عاماً للقاء عاطفي بينها وبين صديقي..
سحر كانت بمثابة المحرم الشرعي ووسيلة الفتاة للخروج من بيتها ولولاها لما آن للعاشقين أن يلتقيا..
سحر كانت تجلس معنا تماماً كما تجلس المرأة في الباص أو الحافلة دون أي حياة بوجهها.. لدي رغبة دائمة باكتشاف بتلمس قصص الآخرين ودخول عوالم أخرى، ربما بحثاً عن قصيدة.. أو ربما شعوراً يودي بي إلى قصيدة.
طلب صديقي مني أن أقرأ إحدى قصائدي التي يحبها..
وجه سحر أخبرني أن قصيدتي تحيي الموتى.. فتعابيرها دبت بها الحياة..
ربما هذا ما جعلها تسترسل بالحديث معي عن تفاصيل دقيقة رغم أنها المرة الأولى التي أراها..
صديقي غاب عنا مع من يحب.. وأنا غبت في ألم سحر.. وهموم سحر.. وزوج سحر الذي كان بطبيعة الحال كملايين الزيجات أو كما يسميها أصحابها عقود نكاح..

كتبتُ ذات مرة أقول:

ما مِنْ زواجِ ههنا
فهُنا عقودُ نكاحهم للحبِّ ذبّاحه

خجلوا فسموها زواجاً
بعدما من قبلُ سموها نِكاحا

ما غيّرتْ أسماؤهم شيئاً بعلتهم
أرأيتَ فيهم كائناً مرتاحاً


نسب الطلاق ازدادت لأن النظرة للمطلقة تحسنت.. والثمن الذي تدفعه المراة لقاء طلاقها صار أقل من السابق..
العلاقات الزوجية في عالم الأحذية الضيقة تستمر بقوة المجتمع وبقوة انعدام الخيارات التي يصبح استمرار الزواج هو أقل الخيارات سوءاً..
في مجتمعات الأحذية الضيقة يصبح المرض هو الحالة العامة التي استحالت أمراً طبيعياً.. وأصبحت السعادة حالة شاذة..
أصبحت أمراً منتقداً وخروجاً على القطيع المريض..

كونوا أحراراً..

إخلع حذائك وارتدي حذاءً على مقاسك.. لتعرف كيف تمشي على سراطِك المستقيم وأنت مرتاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 4 - 14:39 )
عندما ينسلخ الإنسان من الدين , ماذا يحصل له؟ .
تابع :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html


2 - أهلا ً بشاعرنا العظيم
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 4 - 19:36 )
أسعدني انضمامك للموقع يا صديقي فهو بحاجة ٍ لفكرك!

حلوة لمة الأصدقاء، و ننتظر قصائدك الجميلة.

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran