الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
غزة .. والانتصارات الكاذبة .
حامد حمودي عباس
2014 / 8 / 6مواضيع وابحاث سياسية
حماس ، حلق الاسرائيليون شعرها وقطعوا ضفائرها تأديباً لها كي لا تقدم مرة اخرى على حماقات جديدة ، وسعياً نحو ايقاف جماح المتشددين ممن تستهويهم المغامرات حتى ولو كانت نتائجها فقدان الالاف لحياتهم وبيوتهم ودمار شامل لا يبقي على شيء .. لم تكن هذه هي المرة الاولى ، التي ساقت فيها شهية قادة حماس الى اقتراف جريمة اللعب على وتر الحرب الخاسرة ، ولم تكن تجارب الدمار وما يعانيه الشعب الفلسطيني الغزاوي جراء ( الفتونة ) الغبية لاسماعيل هنية ورفاقه ، هي الاولى خلال فترة حكم المتشددين الاسلاميين بقيادة حماس ، فقد مر قطاع غزة بالعديد من المحن راحت ضحيتها أسر بكاملها ، ومات الاطفال ، وتهدمت المنازل ، وعم الخراب ، واحرقت النيران الاخضر واليابس ، والنتائج كانت على الدوام ، هي الهدنة المؤقتة عبر اجتماعات يتيمة تعقد بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ، يتنعم خلالها تجار الحروب العرب قبل غيرهم ، ويأنس القادة الفلسطينيون في غرف الفنادق الفاخرة . وهم يوزعون الابتسامات امام شاشات الفضائيات وكأنه ( يا دار ما دخلك شر ) .. ثم تبدأ الهبات من غيارى الخليج لإعادة بناء غزة ، ويبقى الدم الفلسطيني معروضاً وباستمرار ، للبيع وباسعار لا ترقى الى أسعار ما تحمله حبات الزيتون الفلسطيني المهانة هي الاخرى وبشكل مريع .
لقد ورد ضمن تقرير أعدته وزارة الاعلام الفلسطينية بأن ("عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 8/7/2014 لغاية الساعة 12:00 ظهراً من اليوم الاربعاء، بلغ 1267 وعدد الجرحى 7000).
وتابع التقرير: ( إن احصائية الخسائر الاقتصادية والبنية التحتية، حسب مراكز حقوقية دولية ومصادر حكومية فلسطينية وهي لغاية 28/7/2014 : وتشمل المنازل المدنية المدمرة كليا ، وجزئيا، حيث بلغ اجمالي المنازل التي استهدفت 7447 منزلاً ، واجمالي المراكز الطبية التي تدمرت بشكل جزئي بلغ 15، فيما بلغ عدد المدارس التي استهدفت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي 145 مدرسة، ويبلغ عدد الطلاب الذين تضرروا من استهداف هذه المدارس 7800 طالب.
اما اجمالي الخسائر الاقتصادية فبلغ 802 مليون دولار امريكي، والخسائر الاقتصادية المباشرة بلغت 220 مليون دولار ، والخسائر الاقتصادية غير المباشرة بلغت 582 مليون دولار ) .
بالمقابل ، فقد قدرصندوق النقد الدولي خسائر الاقتصاد الاسرائيلي جراء ( العدوان ) على غزة بنحو 0،2 % من الناتج المحلي الاجمالي ، مبيناً بأن ( هذه الخسائر تركزت في قطاعي السياحة والشركات الصغيرة والمتوسطة .. وقد توقع النقد الدولي بأن الاقتصاد الاسرائيلي سيتعافى وبشكل سريع بمجرد انتهاء الوضع الحالي ) .
كل هذا ، وانطلاقاً من ذات الروح المحملة بكل عنجهية الارض ، وما تحمله وقاحة قادة حماس ، ينبري جمع منهم للتصريح ، وملامح الفرح والغرور تغطي محياه ، ليقول ، بأن حماس علمت الاسرائيليين بأن القبة الحديدية التي تغطي تل ابيب أضحت فاشلة ، وابلغتهم بأن صواريخ القسام قادرة على ردعهم ، وأنهم لا بد وانهم تعلموا درساً بليغاً جراء عدوانهم الاخير .
ان الحسابا ت العسكرية الخاطئة عند العرب ، جعلتهم وفي اكثر حروبهم مع اعدائهم ضمن الحقبة الحديثة من التاريخ على وجه الخصوص ، هم في الكفة الخاسرة حتماً ، لكونهم لم يستطيعوا تقييم ما هم فيه ، وما هو عليه عدوهم من قدرات .. وكانت اسلحتهم على الدوام تعتمد اولاً وقبل كل شيء على الهتاف بحلول النصر ، حتى وهم في وضع الفرار من ميادين القتال .. فلم يبرع شعب من الشعوب ، بكيفية اعداد أناشيد النصر والاحتفال به زوراً ، كما برع العرب ، وخلال جميع حروبهم ، بدءاً من الصفحات الاولى من صفحات صراعهم مع اسرائيل .
فما الذي تريده حماس من وراء تكرار حماقاتها مع عدو يمتلك القوة الضاربة ، ويحمل النية المسبقة في البحث عن الحجج للانقضاض على ما يعتبره خطراً على وجوده ؟ .
نبي الاسلام ، أعطى الكثير مما يعتبر تنازلاً خلال اعداد وثيقة صلح الحديبية ، كوسيلة ذكية لكسب الوقت ، حيث القوة كانت راجحة عند اعدائه من قريش .. ولم يسلك ذات السلوك عندما اختار الوقت المناسب لإلغاء بنود تلك الوثيقة ومن طرف واحد ، حين أصبحت القوة لديه لحسم النصر لصالح المسلمين باتجاه فتح مكة .. فما الذي يمنع قادة حماس ، وهم الاكثر قرباً من تاريخ ومبادئ الاسلام كما يدعون ، من الاقتداء بنبيهم ، والركون الى حساب عنصر القوة والضعف ، وادخالهما في كيفية تأسيس برنامج نضالي ضد اسرائيل ، يفضي الى نتائج تخدم القضية الفلسطينية ، بدلاً من هذا الخراب المدمر الذي أحال غزة وسكانها الى مشاريع عامة للقتل والتهجير والاطاحة بكافة البنى التحتية للقطاع ؟ .
أين يا ترى ، ملامح النصر ( الحمساوي ) خلال المعركة الاخيرة ، غير أن شعب غزة بعثرته قنابل وطائرات ومشاة الجيش الاسرائيلي ، وبطريقة سهلة وبأقل الخسائر ؟ ..
أين يا ترى ، علامات الخجل على وجوه من سافروا الى القاهرة من قادة حماس ، ليفاوضوا الاسرائيليين سعياً نحو الحصول على هدنة انسانية تتيح لهم لملمة شتاتهم ، مخلفين ورائهم منازل مهدمة على رؤوس ساكنيها ، وثكالى تندب ابنائها المدفونين تحت الانقاض ، واطفال مزقتهم سرف الدبابات ، واقتصاد فاقد لكل سمات الثبات ، وحاجة دائمة لهبات مذلة من مانحين لا يهمهم أن تفنى فلسطين بشعبها ، مقابل كسب سياسي واعلامي رخيص ومؤقت ؟ ..
ويبقى الحل المنطقي لانهاء معاناة غزة ، هي أن يثأر شعبها من حماس وقادتها المهووسين باصطناع الانتصارات الكاذبة ، على أطلال أجساد الابرياء .. وعلى الجماهير الغزاوية أن تستبدل معالم الدمار والدموع ، وتشييع الشهداء ، بسلوك سبيل الخلاص من هؤلاء المعتوهين المتخلفين ، والركون الى خلق وحدة تضم جميع الفصائل الفلسطينية المحكومة بمبادئ السياسة العقلانية ، صوب ايجاد الحلول البعيدة عن التطرف الديني والتعصب اللامنطقي ، حيث لم يفضي أي منهما الى النتائج المرجوة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. #صفاء_سلطان تشعل الأجواء وتقلد نجمة مشهورة #ترند #مشاهير #اك
.. فرنسا: أي معجزة ستنقذ بارنييه؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية... شاهد ما ال
.. قراءة عسكرية.. ارتباك ميداني لقوات النظام السوري وتقدم للمعا
.. المفوضية الأوروبية تدعو لـ-أوروبا أولا- لمواجهة ترمب