الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طلبنة العراق

أديب حسن محمد

2005 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(طلبنة) العراق
عندما قرأت خبر دعوة السيد مقتدى الصدر إلى جمع مليون توقيع لإخراج قوات الاحتلال من العراق انتابتني موجة من الضحك لم استفق معها إلا بخبر عاجل يفيد بمقتل العشرات من الأطفال العراقيين الأبرياء
السؤال الذي يفرض نفسه هنا
لماذا يدعو المقتدى المصون إلى انسحاب قوات التحالف؟؟
هل هو دافع وطني مشروع؟؟أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟؟
والمتتبع لسيرة المقتدى لا يجد كبير عناء في استجلاء أهدافه المعلنة من وراء حملته الداعية إلى انسحاب الاحتلال هذه الأهداف المتمثلة باستباحة العراق من قبل ميليشاته جماعة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وإطلاق أيادهم ثانية ضد المسيحين والصابئة والإيزيدين وطبعاً الأكراد،هذه الأهداف يلجمها حالياً وجود قوات الاحتلال التي قلمت أظفار الصدر
ومعذرة من الشاعر الشعبي عمر الفرا على اقتباسنا عبارة "جن العجي"من إحدى معلقاته،ولكنه أبلغ تعبير على حالة المراهقة السياسية التي يمر بها التيار الصدري الذي بايع السيد مقتدى الصدر على الخلافة ليس من أجل سواد لحيته،أو لغلاظة وجلافة صوته،وليس لمشيته العنترية وتحدب قامته تحت العباءة الخضراء على منبر مسجد الكوفة،وليس من أجل المحارم الورقية الكثيرة التي تمسح العرق المتصبب من جبينه نتيجة صعوبة قراءة الخطبة المكتوبة من قبل حوارييه،ليس من أجل كل هذا تمت مبايعة المقتدى بل لأنه من صلب الراحل الكبير الصدر الذي اغتاله الطاغية صدام حسين،ومنذ استلامه الخلافة ـ رضي الله عنه ـ لم يقصر المقتدى في سياسة التعفيس والطحش...فقد طحش أولاً على أبناء طائفته الشيعة ومارس عنترياته على مجموعة من الفتية المراهقين الذين انضووا تحت لواء ما سمي بجيش المهدي،وما لبث المقتدى أن باس الأيادي لكي ينفذ بجلده الغليظ بعد أن أهرق دماء المئات من الشباب نتيجة حماقاته،وبعد أن خرج ذلك الخروج المذل ونفذ بثيابه ولولا فضل السيستاني لخرج من دون ثياب بعد أن ضاق به ذرعاً أهالي النجف الأشرف
بعد وقت قصير من انتهاء أولى الحماقات عاد المقتدى إلى صوته الجلف الغليظ ومهدداً الأكراد هذه المرة في حال إصرارهم على النظام الفيدرالي حتى وصلت به الحماقة والوقاحة معاً أن يهدد بإغراق كردستان بالدم..؟؟
فأية وقاحة هذه..؟؟
وأية شوفينية صدامية تختبأ تحت العمامة السوداء؟؟
وأين دين تنضوي تحته هذه الأفكار الحاقدة السوداء؟؟
ثم ما الفرق بين الزرقاوي وبين المقتدى؟
وماذا يريد الصدر وأمثاله سوى تحويل العراق إلى حكم طالباني جديد،تشد فيه النسوة من شعورهن،ويجلد الناس في الساحات العامة،وتقطع ألسنة المطربين؟
لطالما عانى الشيعة من الاضطهاد على مر تاريخ المنطقة،وكانوا في عموم الحالات هم المظلومون،وفي حالات أقل كانوا الظالمين،فهل يريد الفتوة المقتدى أن يمارس عنترياته ويعيد الشعب العراقي إلى الجو البوليسي المخابراتي؟؟
أعتقد أن المقتدى ـ لا فض فوه ـ والزرقاوي وصدام حسين هم خريجو نفس المقمرة التي قامروا فيها بأرواح الناس مع اختلاف الدوافع...
وفي حالة المقتدى ـ رضي الله عن حماقته وغوغائيته ـ فإن الولدنة هي الدافع لكل التصريحات العنترية التي يطلقها هذا العجي....
لكن يبقى عزاؤنا أن الزمان ليس زمان العجيان .. والقبضايات..
بل زمن الأفكار المتنورة التي تحافظ على الإنسان بوصفه أسمى ما في الوجود بغض النظر عن جنسه ودينه وعرقه...ولون عمامته..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال