الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2005 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ـ مبدأ ( التعامل بالمثل ) مبدأ سلوكي نؤمن بصحته لانه ينسجم ويتوافق مع قوانين الطبيعة , اذ لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه , وفي صراع الخير ضد الشر يصبح هذا المبدأ مطلوبا بشكل ملح وضروري , ولكن في مثل هذه الصراعات يجب ان يتسلح دعاة الخير بأداة مهمة وضرورية وهي القوة , فالحوار لا يجدي نفعا مع من لا يؤمن بالحوار , ان الكراهية هي الدافع الرئيسي لكل اعمال الشر , وان العنف هو النهج الوحيد لكل اعمال الظلم , ومن هنا فان القوة التي لدى الظالمين يجب ان تواجه بقوة مضادة لها , وان تكون المواجهة ضد الشر بنفس أساليبه وأدواته , ان التعامل مع الاشرار وفقا لمفاهيم الخير والانسانية وحقوق الانسان هو تعامل خاطيء ولن يحقق أي نتيجة ايجابية , ان الاشرار يستفيدون دائما من أعمال الخير لكن الاخيار لن يستفيدوا أبدا من أعمال الشر , لان الخير هو قيمة ايجابية تنفع الجميع بينما الشر هو قيمة سلبية لا تنفع الا السلبيين , وقد تعلمنا في درس الرياضيات ان العدد ذو القيمة السالبة اذا ضرب بعدد ذو قيمة موجبة فان النتيجة تبقى ذات قيمة سالبة , لكن اذا أردنا ان تكون النتيجة قيمة موجبة فيجب في هذه الحالة ان نضرب القيمة السالبة بقيمة سالبة مثلها وهذا هو المبدأ الصحيح في التعامل مع الاشرار الارهابيون , . فالرحمة والانسانية والمروءة مفاهيم لا يتعامل معها الاشرار ولا تهز ضمائرهم المواقف الانسانية , ان الانسان عندما يسلك طريق الشر يتخلى عن ضميره , وعندما يمارس اعمال الارهاب والعدوان يتخلى عن شرفه . اننا نحب الخير وندعوا الناس لاعمال الخير ولكننا لن نرضى بان يستغل الاشرار هذه الاعمال لصالحهم , ان الذي يستفيد من اعمال الخير التي يقوم بها الناس الطيبين وبالمقابل يرد عليهم باعمال الشر مثله كمثل بائع سلعة يقبض من الناس عملة صالحة للتداول ويعيد لهم عملة غير صالحة للتداول , فهل يرضى أحدكم أن يشتري من هذا البائع ؟ اننا نحب الحق ونحب الخير ونحب السلام ونحب الحرية , ولكننا نؤمن بان لا سلام مع الظالمين الاشرار , ولا حرية للمجرمين الطغاة , السلام لا يكون الا مع من يحترم وجود الاخر , والحرية لا تكون الا لمن يعترف بحقوق الاخر , لا يجوز أن نرضخ لأعداء الانسانية طلبا للسلامة والنجاة فنتخلى عن حقوقنا الانسانية , ولا يجوز ان نرضخ لأعداء الحرية طلبا للأمان فنتخلى عن حريتنا , عندما يواجهنا الارهاب بالتهديد لا ينبغي لنا ابدا الرضوخ , التهديد هو تحدي ومن كان يؤمن بحقه في الحياة الحرة الكريمة لا ينبغي له ان يفرط بهذا الحق امام أي تهديد بل يواجه التحدي بالتحدي وبصلابة , ان أكبر خطأ تقع فيه قوى الخير هو عندما تتعامل باحترام مع من لا يستحق الاحترام , وتتعامل بصراحة مع المخادع وتتعامل وفق مفهوم السلام مع العدواني , وتتعامل وفق مفاهيم الانسانية مع من لا يحترم الانسانية , طبعا اصحاب الخير يتصرفون من وحي طيبتهم وسلامة نواياهم ولكنهم في مثل هذه التعاملات هم الخاسرون لان أوراقهم تكون مكشوفة ليستغلها الاشرار في تحقيق أهدافهم الشريرة ,الحق أقول لكم ليس بالنوايا الطيبة ولا بغصن الزيتون ينتصر الخير على الشر , ان النوايا الطيبة والاخلاق الفاضلة تصلح للتعامل مع الناس الخيرين الطيبين المسالمين الوديعين الذين يحترمون حقوق الاخرين . لا تأمن الذئب ان دعاك الى السلم قبل ان تجرده من أنيابه ومخالبه , هكذا هي طبيعة الصراع مع الشر وهكذا هي قوانين الصراع في الطبيعة . الاشرار عادة يعملون ويتحركون في الظلام لانهم يخافون الضوء الذي يفضحهم ويكشف قذارتهم , ليس للاشرار ما يردعهم سوى قوة الحق وقوة الخير , فلا خير في الحق اذا كان ضعيفا , ولا فائدة ترتجى من الخير اذا كان ضعيفا , هل يظن أحد بان القضاء على الجراثيم الموجودة في جسم الانسان المريض يكون عن طريق رش هذا الانسان بالعطور والزهور أم أن القضاء على هذه الجراثيم يكون بتوجيه أسلحة المضادات الحيوية المناسبة لها ؟ وهل يظن أحد أن مكافحة الفطريات والافات الزراعية التي تصيب المزروعات تكون عن طريق قراءة الادعية وتلاوة الايات أم تكون المكافحة باستخدام المبيدات الزراعية ؟ ان المجرمين الارهابيين الظالمين يستغلون قيم الخير وقيم الانسانية وانجازات الحضارة والتكنولوجيا لتحقيق أهدافهم الشريرة , ويستغلون البشر الابرياء كدروع بشرية ليحموا أنفسهم من العقاب ومن ملاحقة سلطة العدالة , هؤلاء يجب ضربهم بكل شدة , واقتلاع جذورهم ومنابعهم , لان هؤلاء يشكلون خطرا حقيقيا على أمن المجتمع وعلى حرية الانسان في كل مكان , وليكن معلوما ان الشر الصغير اذا ترك دون ردع ودون عقاب فانه سيكبر وحينئذ سيتطلب مجهودا كبيرا للقضاء عليه .
ـ ان البيئة المناسبة لزرع الافكار الساذجة في عقول البشرهي بيئة العقول الضحلة الراكدة , لانها أشبه بالبرك والمستنقعات التي تنمو فيها الطحالب والاشنات وتتكاثر فيها . والمعتقدات الدينية لا تجد البيئة المناسبة لها للنمو والتكاثر الا في هذه العقول . ان من لا يملك عقلا قادرا على ادراك الحقائق أو ليس باستطاعته بذل الجهد لتقصي الحقائق فان من حقه ان يظل على جهله وسطحيته , ولكن ليس من حقه منع الاخرين من البحث عن الحقيقة وكشفها . أيها الانسان ليس من حقك ان تمنع غيرك من بلوغ ما لا تستطيع بلوغه أنت . من يشعر بالعجز في صعود الجبال ليس عليه حرج في البقاء على السفوح ولكن ليس من حقه منع الاخرين من الصعود , ومن يخشى دخول الكهوف العميقة بحثا عن الحقيقة من حقه البقاء خارجا ولكن ليس من حقه منع الاخرين من دخول الكهوف والتوغل في الاعماق , وكما أن المياه الضحلة تعجز عن حمل المراكب الكبيرة , كذلك العقول الضحلة تعجز عن استيعاب الافكار العظيمة .
ـ يلاحظ أن أي دين من الاديان الموجودة في العالم حاليا يتضمن جانبين , جانب واقعي وجانب روحاني , الجانب الروحاني هو الجانب الخيالي الغيبي حيث اللامعقول واللاواقعية واللامنطقية . الغيبيات التي تنطوي عليها هذه الاديان انما هي نتاج تأثيرات ارتفاع الحرارة ( أي الحمى ) التي كان يعاني منها مؤسسو تلك الاديان , ولكن ما هي تأثيرات ارتفاع الحرارة على القدرات العقلية للانسان ؟ ان دماغ الانسان عندما يقع تحت تأثير حرارة داخلية تتجاوز حد معين فانه يفقد سيطرته وتركيزه ويبدأ التشتت وتبدأ تتكون وبطريقة عشوائية صورا وهمية لا وجود لها في الواقع فيتخيلها الانسان انها موجودة , ومعروف للجميع ان الانسان المريض عندما تصيبه حمى شديدة تظهر عليه حالة ( الهذيان ) وهي حالة التحدث بكلام غير واقعي وغير منطقي نتيجة التشتت وفقدان السيطرة على مراكز الاحساس والتوجيه في الدماغ , والملاحظة الاخرى ان جميع هذه الاديان قد ظهر مؤسسوها في مناطق جغرافية توصف بانها من المناطق الحارة , وهذه الملاحظة تقودنا الى الاشارة الى ظاهرة طبيعية تحدث في المناطق الحارة فقط وهي ( ظاهرة السراب ) والتي هي عبارة عن صورة وهمية لمياه كأنها مياه بحيرة في وسط الصحراء ناجمة من انعكاس صورة السماء الزرقاء على الارض مع حصول التموجات من جراء سخونة الارض , من ينظر اليها من بعيد تخدعه الصورة ولكن عندما يقترب من الواقع يكتشف الحقيقة . خلاصة القول ان الغيبيات التي تنطوي عليها الاديان انما هي عبارة عن ( هذيان + سراب ) ومخدوع من يصدق بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه.. المفكر وجيه قانصو: الدولة الإسلامية مفهوم غربي


.. رفع الأذان فوق ركام مسجد رغم تدمير الاحتلال له كليًا




.. 21-Ali-Imran


.. 22-Ali-Imran




.. 23-Ali-Imran