الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا

إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ

2014 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الصمت جوابنا كل مرة؟
اليوم أنا آيزيدية أيضا


بحثت عن ردة فعل لما يحدث للأقلية الآيزيدية في جبل سنجار في العراق.
بحثت عن ردة فعل لما يحدث هناك.
ردة فعل منا.
منا نحن.
لا الأمم المتحدة.
ولم أجدها.

لم اجدها.

وأستمعت إلى فيديو النائبة العراقية الآيزيدية فيان الدخيل في مجلس النواب العراقي.
فإنفطر قلبي.

تقول لمن يريد أن يسمع: "خمسائة شاب ورجل ذبحوا". ذبحوا بين ليلة وضحاها.
تقول وصوتها يرتعش.

تقول لمن يريد أن يسمع: "نسائنا يسبين ويبعن جواري في سوق الرق".
تقول وتجهش بالبكاء.
تباع النساء في سوق النخاسة لأن الدواعش مقتنعين أنهم ينفذون دين الله بحذافيره.
أي دين يؤمنون به؟

تقول لمن يريد أن يسمع:" نُذبح تحت راية لاإله إلا الله".
عبارة التوحيد تحولت إلى عبارة ترويع. قهر وفساد في الأرض.


تقول لمن يريد أن يسمع: "حملة إبادة جماعية على المكون اليزيدي".
ويقاطعها رئيس المجلس ببرود: "ارجو الإلتزام بالبيان المتفق عليه!"
ياالله ما ابجحك.
ردت عليه بصوت مبحوح بالبكاء: "سيدي الرئيس أنا ملتزمة. لكن أهلي يذبحون. أهلي يذبحون".
فإبتلع لسانه خجلأ.

فعادت تقول.
تقول لمن يريد أن يسمع:"اهلي يذبحون كما ذبح كل العراقييين. ذُبح الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والشبك".
ذبح الإنسان.
"واليوم يذبح اليزيديون".
كما ذبح كل العراقيين.

ثم ناشدتنا.
كانت تناشدنا.
تناشد الإنسان فينا.
تدعونا أن "ننسى".

قالت: "نريد تضامنا إنسانيا. اتكلم بإسم الإنسانية. انقذونا. انقذونا".

خلال اربعة وثمانين ساعة، ُشرد ثلاثين الف عائلة، محاصرون، دون طعام. دون ماء. وعشرات الأطفال يموتون.

ثلاثون الف عائلة.
واطفال يموتون.

كانت تناشدنا.
تحدث الإنسان فينا.
لأنها تخشى من الوحش الرابض فينا.
تخشى من ذلك الكاره للآخر فينا.
فداعش لم تخرج إلى الوجود من فراغ.
هي فينا وأن أنكرنا.
هي في تراثنا الثقافي والديني، وأن أنكرنا.

تخشى أن نعود لدأبنا ونقول "لكنهم يزيديين. يعبدون الشيطان. فماالضير من قتلهم".
وفي هذا الموقع تحديداً، لن أحدثكم او أحدثكن عن الديانة الآيزيدية، والتنوع الذي تضيفه إلينا.
لونها طيف تحتاجه الإنسانية.
لن أقول إنها ديانة توحيدية كديانة الإسلام.
وهي كذلك.
فعلت ذلك سابقاً في مقالين أدرجهما في أخر هذا المقال.

لن اقول هذا لأن ليس هذا وقت التمسح والمداهنة.
دينهم ودينهن كما هو.
إقبلن به أو ارفضوه.
دينهم. دينهن.
شأنهم. شأنهن.
لكن ليس هذا هو الموضوع.
الموضوع هو أقلية من البشر تتعرض للإبادة.
أقلية تتعرض للإبادة.
بإسم ديننا.
بإسم ديننا.
إنسان يذبح .خمسمائة شاب ورجل ذبحوا.
إنسان يسبى و يباع. نساء يختطفن ويبعن جواري.
إنسان بلاماء، بلا طعام. ثلاثون الف عائلة محاصرة، بلا ماء، بلاطعام.

وطفل يقتل. طفل يقتل.
وكل هذا بإسم ديننا؟
ثم لا نصرخ جزعا.

بحثت عن ردة فعل منا.
بحثت عنها فينا.
وارجو أن اجدها.
لأن الصمت ليس وقته الآن.
الآن وقت المواجهة والدفاع عن الإنسان في ثقافتنا ومنطقتنا.
عن تنوعنا. وأطيافنا الرائعة.
وقت حماية ذلك الإنسان فينا نحن.

اليوم كما الأمس أنا انسان.
اليوم أنا أيزيدية/يزيدية أيضاً.


عن الآيزيدية ١ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=326614
عن الآيزيدية ٢ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=334213








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يبتلع لسانه خجلا
البدراني الموصلي ( 2014 / 8 / 6 - 13:13 )
بل بجاحته وتاريخه القذر الطويل في الدفاع عن جذور الدواعش من الارهابيين والتكفيريين الذين كان يتفقدهم في السجون ليطمئن على توفير اعلى درجات الرفاهية والراحة لهم باسم حقوق الانسان التي اسبغها على الوحوش والمسوخ التي مزقت اشلاء الاف الابرياء عبر المفخخات والعبوات
لم يبتلع لسانه خجلا بل تاريخه الجم ذلك اللسان الذي لم يتورع ان يمتد ثانية ليطالب تلك الانسانة الرائعة ان تلتزم بالبيان
اي بيان ابلغ من الصدق الذي انفجر من اعماق الانسان لعله يوقظ فينا بعضا من الانسانية الميتة .
............................................................


2 - أنا يزيدي معك!
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 8 / 7 - 10:26 )
أنا يزيدي فقط ،، ولست أي شيئ فقط يزيدي! العار لمن هجروكم و هربوا! أين هم الآن؟ ألا يخجلون؟ يا جنرالات الجيوش المكروشة المنفوخة عمت أعينكم البرجوازية المنافقة الكريهة! فقد رجعوتم إلى فيلات و منتجعات ❊-;-صلاح الدين❊-;- وسوف تأخذون نياشين أخرى لكونكم حولتم الأمانة في يدكم إلى داعش لكي يكونوا حيوانات مختبرية في مختبرات الكيمياوية، البعثية،النقشبندية، الإسلامية، الداعشية، السعودية…


3 - جميل ولكن...
ناصر حمدان ( 2014 / 8 / 10 - 16:27 )
كلام جميل.لكنه لا يروي العطش ولا يلتفت للكارثة الأعظم..وتلك اليقينية الدينية الإسلامية المدمرة والبشعة.تلك اليقينية التي لا يمثلها داعش فقط، بل الغالبية الساحقة من المسلمين (سنة وشيعة)، وعلمائهم المتطرفين والمعتدلين.رجاء إستمعي لخطبة الخليفة البغدادي (على اليوتوب)، وتأملي في العبارات والإستشهادات، والآيات والأحاديث، وكل ما يقوله البغدادي.ستصابي بالرعب عندما تجدين أنها تكاد تتطابق تماماً مع كل ما نسمعه في خطب الجمعة والدروس والمواعظ في دار الإسلام وحتى في دار الحرب (حيث المهاجرين) ..وتتطابق مع كل ما تم تلقينه لنا جميعاً عن ظهر قلب منذ الطفولة...قد يقول البعض بأنه لا يمثل إلا نفسه وداعش،ولكن أنا وأنت وكل القراء يعلمون الحقيقة وعلى رأي المثل الشعبي المصري (إحنا عاجنينه وخابزينه سوا).حتى مجلس العلماء المسلمين والقرضاوي لم يعترض على إعلان خلافة البغدادي فكرياً ومن حيث المبدأ، بل فقط جادل حول أهلية البغدادي (شخصياً) بالخلافة،أي فقط على الشخص وربما التوقيت المتسرع!، مع التأكيد في البيان بأن هدف الخلافة هو هدف يمثل طموح الأمة وقادم إن شاء الله.المشكلة ليست في داعش، وإنما في كوننا كلنا دواعش.

اخر الافلام

.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت


.. 81-Ali-Imran




.. 82-Ali-Imran


.. 83-Ali-Imran




.. 85-Ali-Imran