الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب وتشيئ المرأة

تامر عمر

2014 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق.
تعال على نفسك وفكر ...
* * *
نعلم جميعاً أن الإسلام قد فرض على المرأة نوعاً من التستر بالملابس، وهذا الستر تتراوح درجته حسب آراء الفقهاء من الحجاب بأشكاله ودرجاته إلى النقاب الكامل.
فى الفقه كل شىء محرم شرعاً يجب أن يكون محرماً لسبب أو علة، وإلا، فالتحليل هو المصير. بمعنى آخر، إن لم يكن للممارسة ضرر، فهى حلال. وبما أن ممارسة المرأة كشف شعرها أو كتفها مثلاً، حرام شرعاً، فيجب أن يكون لهذا التحريم علة فى الفقه.
الفقرة السابقة مهمة لمن يفكرون بهذه الطريقة، فإذا ما كنت عزيزى القارىء ممن لا يبحثون عن الأسباب والعلل فى الفقه، وتأخذ الآراء الدينية والفقهية على علاتها رافضاً التفكر فيها، على طريقة: (هى كده، وأنا مأمور بالتصديق وخلاص)، فنصيحتى لك أن تتوقف عن استكمال هذا المقال وتتركه لأهل العقل ممن يُعملون عقولهم ولا يعطلونها.
الآن: ما علة حجاب المرأة؟ ما هو السبب الذى أُمرت بسببه أن تغطى جسدها؟ يجيب معظم الفقهاء الإجابة النموذجية التالية: لأن جسد المرأة فتنة، وظهوره، أو إظهاره أمام الرجال مما يتسبب فى إثارتهم ووقوعهم فى حبائل الشيطان. وأنا أتفق مع هذا الرأى وليس لدى مشكلة معه. فأنا أعلم أن للرجل هرموناً ذكرياً إسمه (التستوستيرون)، وأن هذا الهرمون ينشط فى الدم عند الرجل لدى رؤية مثير جنسى مثل جسد المرأة، الأمر الذى يفضى فى النهاية إلى الشعور بالرغبة فى الإشباع الجنسى. وهذا أمر طبيعى، فالرجل كائن يسرى فى دمه هرمونات تحفز أعضاء جسده على القيام بوظائفها، وهذا الهرمون هو المسئول الأول عن تنبيه وتحفيز أعضاء الرجل التناسلية وتهيئته للجماع.
لكننى أعلم أيضاً أن للمرأة - بجانب هرمون الأنوثة - نفس الهرمون، هو بعينه الهرمون الذكرى: (التستوستيرون)، وأنه هو بعينه - أيضاً - المسئول عند المرأة عن فتح شهيتها الجنسية وتحفيزها نفسياً وجسمانياً للجماع، ولولا وجود هذا الهرمون، ما تهيأت امرأة قط نفسياً ولا عضوياً للجنس، ولولا هذا الهرمون ما شعرت امرأة واحدة بأدنى رغبة فى الجنس، ولولا هذا الهرمون لدى المرأة لما وجد الرجل فارقاً بين المرأة وأى لوح ثلج أثناء الجماع.
إذن، فللمرأة نفس المحفزات الهرمونية التى تحفز الرجل، ولديها نفس الأسباب التى تجعلها تشتهى الرجل مثلما يشتهيها هو. السؤال: مادام ذلك كذلك، لماذا لا تأمر الشريعة الرجال بستر مفاتنهم عن النساء؟ قد يبدو السؤال شاذاً وغريباً وداعياً للإستغراب، لكننى أدعوك إلى التريث قليلاً والتفكر قبل الإجابة.
تأمل وقع منظر الممثل أحمد عز بوسامته وقوامه الممشوق وعضلاته المفتولة، بنصفه الأعلى عارياً أمام سيدات وفتيات العالم العربى (وقد يكون الغربى أيضاً!!). ما الحكم الشرعى فى ظهور أحمد عز بنصفه الأعلى عارياً؟ نحن نعلم أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة، وبالتالى، إذا أظهر أحمد عز صدره العريض وأكتافه الممشوقة، بالإضافة إلى عينيه الساحرتين، فهذا حلال ولا غبار عليه. لكن السؤال: كم من النساء سيُفتَنّ ويُصَبْن بنوبة (سخسخة) من هذا المنظر؟ أجيبوا أنتم!!
الآن، أنظر للموضوع من الزاوية العكسية: إفرض أن امرأة دميمة قبيحة الخِلقة، غزيرة شعر الجسم، شعرها أنشف من سلك تنظيف المواعين، متشققة الكعبين، مترهلة الدهون، منداحة البطن والصدر والأرداف كالكنبة الإسطمبولى، ولكنها فى النهاية امرأة .. هل تجد سعادتك فى مثل تلك المرأة أى جمال؟ لماذا تستر نفسها، وعن من بالضبط يُخشى من فتنتها؟ لكن بالرغم من ذلك، فهى مطالبة فقط لكونها أنثى، وطبقاً للشريعة، أن تستتر بحجاب أو نقاب، لا لشىء إلا لأن الله قد خلق لها بدلاً من القضيب مهبلاً !!
للمرأة أحاسيس وشعور، والفتنة بينها وبين الرجل عملية تبادلية. تأثير فتنة المرأة للرجل موجود بالتأكيد، لكن تجاهل فتنة الرجل للمرأة ضرب من التعامى لا أرى له مبرراً سوى (تشيىء) المرأة. والمعنى - أعزك الله - أن الشريعة ترى فى الرجل مخلوقاً ذا مشاعر وأحاسيس، عرضة للتأثر والفتنة، فتحرص على مشاعره وتسعى لتجنيبه الفتنة بتغطية جسد المرأة، بينما ترى نفس الشريعة المرأة تمثالاً من الصخر أو الجرانيت، لا مشاعر له، لا يتأثر ولا يُفتتن بجسد الرجل، فتبيح له إظهار نصفه الأعلى عارياً، متجاهلة وقع الأكتاف والصدور العريضة، والسواعد المفتولة على مخلوقات الله من الإناث، إذ أنهن، فى النهاية، أشياء!!
ما معنى ذلك؟ وهل كانت الشريعة - وهى تحلل كشف الرجل لنصفه العلوى - لا تعلم بحكاية هذا الهرمون الشقى: التستوستيرون، الذى يبرطع فى دماء مخلوقات الله من النساء مثلما يبرطع فى دماء مخلوقاته من الرجال سواء بسواء؟
تعال على نفسك وفكر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 6 - 23:51 )
دكتوره مسلمه محجبه , سألها الصحافيون مستغربين (أن لباسها لا يعكس مدى علمها) ظناً منهم أن الحجاب رمز تخلف و رجعيه! .
فأجابتهم بكل بساطه و ذكاء قائله :
(إن الإنسان في العصور الأولى كان شبه عاري , و مع تطور فكره عبر الزمن بدأ يرتدي الثياب , و ما أنا عليه اليوم و ما أرتديه هو قمة الفكر و الرقي الذي وصل إليه الإنسان عبر العصور , و ليس تخلفاً .
أما العري , فهو علامة التخلف و الرجوع بفكر الإنسان إلى العصور الأولى , و لو كان العري دليل التقدم ؛ لكانت البهائم أكثر تقدماً!) .


2 - إذا أنتَ أكْرَمتَ
محسن جابر ( 2014 / 8 / 7 - 02:05 )
عبد اللة الواوي
هل كانت حواء بهيمه وادم ونوح بهائم
‏‏عبد اللة خلف يكتب تعليقاته في موقع يساري علماني ديمقراطي
انشد المتنبي عن عبد اللة الواوي
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ,
وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا.


3 - سؤال لعبد الله خلف
تامر عمر ( 2014 / 8 / 8 - 15:19 )
عزيزى عبد الله المحترم
أحيى فيك رغبتك فى الدفاع عن وجهة نظرك، ولكنى أتمنى أن تناقش الأمور بعقلانية أكبر ولا تتسرع
معنى تعليقك هو الربط بين التحضر والملابس من جهة، وبين الهمجية والعرى من جهة. أخرى. لكنك يا عزيزى فات عليك أن تلاحظ أنه بهذا المنطق، فالشريعة الإسلامية تبيح للرجل ممارسة الهمجية وعدم التحضر،إذ أن تلك الشريعة كما تعلم تحلل إظهار الرجل لنصفه العلوى عاريا. فهل هذا منطق متماسك؟
أتمنى منك ومن باقى الزملاء التركيز على الموضوع والتعليق عليه خارج إطار العواطف وتحريك المشاعر. فقط تكلم وناقش بالعقل والمنطق
تقبل تحياتى


4 - اخ تامر ماتطرحه صحيح ولكن
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 8 / 8 - 22:27 )
بالتأكيد للمرأة مشاعر وتتاُثرولكن المشكلة أن المرأة سلبية يعني لم نسمع بأمرأة اغتصبت رجل
اوضحها اكثر ذكور الحيوانات هي المكلفة بالبدئ بالتزاوج وتتحرك عندما تفرز اناثها مؤثرات (روائح) تثير الذكر فيبادر بالهجوم عليها ولاتبادر هي بالهجوم عليه
ولكون الرجل هو من يبتدأ وهو من يترجم تأثره بالاغراء نصح بان تتجنب النساء مايثر الرجل جنسيا وما يغريه
لااعتقد ان عروس لايبادرعريسها بالتقرب منها وخاصة في يوم الدخله ستقوم هي وتبادر للتقرب منه
وهذا ليس موجود اقصد الحجاب فقط لدى المسلمين بل لدى اليهود ولدى المسيحيين ولكن بعضهم لايلتزم به كما ان الكثير من المسلمات لايلتزمن بالحجاب اما رجال الدين المسلمين فمهمتهم التذكير بالحجاب لااكثر, سوف تقول لماذا رجال الدين المسيحين او اليهود لايؤكدون على ذالك,انا اقول لك السبب, وهو الخشية من ان يترك المسيحي او اليهودي دينه ويتجه الى الاسلام, راح تقول لماذا,ساجيب بالتعليق القادم


5 - الاخ تامر تتمه
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 8 / 8 - 22:32 )
اذا قال رجال الدين المسيحي او اليهودي بضرورة الحجاب وتحريم التعري وتحريم شرب الخمر الى اخره من المحرمات التي اقرها الكتاب المقدس, سيشعر المسيحي واليهودي انه لافرق بين تلك الديانات والاسلام, وان ماجاء به الاسلام هو ماجائت به شرائعهم عندها سيتجهون الى الاسلام وسيعلمون ان رجالات دينهم كانوا غير صادقين معهم
اما لماذ علماء المسلمين وشيوخهم يتشددون في ذالك لانهم يتبعون قاعدة سد الذرائع(يعني ابعد البانزين عن الكبريت)وهذا اجتهاد بشري ولك التحية


6 - راح اطولها عليك اخ تامر
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 8 / 8 - 22:49 )
هل يحصل تحرش من الفتيات بالشباب(تدئير) في المناطق المزدحمة (الاوتيبيسات) ام كل حالات التحرش يقوم بها الشباب
وعليه ومن كل تلك الحقائق نعم النساء لها مشاعر ولها هورمونات وتتأثر بما ينكشف من جسم الرجل
ولكنها لن تبادر بالتحرش بالرجل حتى لو تأثرت بماينكشف من جسمه
وهناك مقولة تصف ذالك عن المرأة وهي(يتمنعن وهن الراغبات) ولك التحية

اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran