الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرزاني يوحد الكورد على تراب شنكال

محمد جعفر

2014 / 8 / 8
القضية الكردية


مالم يستطع الكورد والعالم فهمه في الايام القليلة الماضية هو انسحاب البيشمركة الكوردية من شنكال والمناطق المحيطة بها تاركة وراءها الالاف بل مئات الالاف من الكورد الايزيدية في متناول قوى الظلام المتمثلة بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" , فلما هذا الانسحاب وفي هذا التوقيت وخاصة في هذه المنطقة ذات التأثير الشديد القوة على الكورد والعالم الحر , المنطقة التي سكانها اقلية دينية تعتبر مهددة بالانقراض والزوال ؟.
بإعتقادي أن الساعات القليلة التي تلت انسحاب البيشمركة كانت الفيصل في اظهار أن العملية كلها كانت عبارة عن خطة سياسي أكثر من كونه تكتيكاً لإلتفاف العسكري الامرالذي لم يحدث مباشرة , الخطة السياسية التي كانت مبنية على ملامح غير واضحة للعيان والمتابع العادي هي أن الاقليم استهدف تحريض الرأي العام العالمي قبل استهدافه لقوى داعش , الرأي الذي يمكن تحريضه بمغامرة ادخال الايزيدية في دائرة داعش لتمرير عدة مشاريع سياسيه على الصعيدين الداخلي والخارجي ما كانت من الممكن تحقيقها في أي مكان غير شنكال وذالك لما تحمله شنكال من خصوصية ومكانة لدى عموم الكورد والعالم .
استطاع البرزاني أن يجمع كلمة القوى السياسية و العسكرية للفصائل الكوردية بإشعارها أن خطر داعش يهدد شنكال والكورد وبذالك استطاع نسبياً أن يجمع كلمة القوى الكردية وسلاحها , وأن يخرج الكورد من الأطر والدوائر الحزبية الى الفضاء الكوردي العام الذي ظهرت نتائجه بوصول وحدات من قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني من إيران و وحدات من قوات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي في سوريا و قوى من الكريلا المنضوية تحت راية حزب العمال الكوردستاني التركي وأخرين من أحزاب و تيارات الاسلام السياسية واليسارية والقومية في اقليم كردستان وايران و تركيا وسوريا فكانت بحق ضربة حركت المياه الراكدة منذ زمن وهي بداية موفقة لانطلاق حكومة الاقليم نحو عقده لمؤتمر القومي الكوردستاني الذي مر في العديد من الازمات حالت دون انعقاده الى اليوم , الامر الثاني الذي كان من واجبي التطرق اليه أن البرزاني وحكومته كانوا واعين تماما لاي خطوة سياسية يقومون بها وخاصة تلك التي تعلقت بحق الاقليم في تقرير مصيره نتيجة للازمات التي يمر بها العراق ليتحول الاقليم بذلك الى قوة سياسية قادرة على اثبات نفسها على الصعيدين الاقليمي والدولي ولا استبعد أن يكلف الاقليم دوليا بحل ازمة العراق الحالية بعد أن كلف بذالك من دول كبرى , واستطاع الاقليم أن يخرج نهائياً من حالة الدفاع الى الهجوم ليصبح هذا الفعل سابقة تفيد عموم الكورد في دول الجوار و ايضا خروج الاقليم من تحت الوصاية الحكومة المركزية العراقية في ابرام اتفاقيات شراء الاسلحة و تطويرها ولا استبعد تأكيد الشائعات المتداولة في ابرامه صفقات بقيمة 4 مليارات دولار لشراء الاسلحة .
امور عديدة باتت تنكشف بعد الخطة التي كانت ضربة حركت مشاعر الكورد ناهيك عن تناقل بعض وسائل الاعلام الكوردية رسائل تخوين للبيشمركة و قيادتها الا أن الايام تثبت قدرة هذه القيادة على تحقيق شكل متطور من اشكال الوحدة بين الكورد ليتحول الى ورقة مهمة ورقم صعب في المنطقة , الامر الذي سيفتح على الاقليم ابواب للعداء وايضاً سيفتحه له ابواب لعلاقات قد تكون استراتيجية وغير مسبوقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | ماذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إ


.. تباين ردود الأفعال الدولية حول مطالبة -الجنائية الدولية- باع




.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ