الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(المتدين اللاعارف والملحد كلاهما يصنعان دينهما)

عبدالرزاق تركي

2014 / 8 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كلكم تعرفون قصة السامري الذي صنع لبني اسرائيل عجلا من ذهب يمر به الهواء فيطلق صوتا كصوت الخوار وكيف جعله بني اسرائيل الها لهم بمجرد ان ابتعد عنهم موسى قليلا ليجلب الالواح وكثيرمنكم طبعا يستنكرون هذا الشيء. المهم هنا فكرة ان الانسان يستطيع صناعة الهه بنفسه ولا اريد هنا الخوض في شكل معين له اقصد ان لكل انسان عجله الخاص به واكثر من يمتلك مثل هذه العجول هو المتدين اللاعارف وقد اطلقت هنا صفة اللاعارف للتمييز بين نوعين من المتدينين يخطئ من يظن ان المتدين اللاعارف هو ليس ملحد وان الملحد هو ليس متدين لاعارف فالمتدين اللاعارف هو ذالك المتدين الفطري والبسيط الذي يفسرأبسط الاشياء على انها تمثل حالات مقدره او محكومه عليه وبالتالي فانه يقوم بتخزين مايمر به من اشياء لا علاقة لها بدينه في الواقع ويحولها الى مايشبه الدين بدون ان يدري بها وبالتالي فانه يتمسك بها اكثر من دينه نفسه او انه لايشعر براحة في ممارسة دينه بشكل اعتيادي دون ان يمارسها على الرغم من عدم علاقتها بدينه الاصلي بل اخذت شكلا من أشكال الترابط معه وكونت مايشبه الشعيرة له فهناك مثلا المتدين الذي يترك ركنا اساسيا من اركان دينه لمجرد ان هذه الشعيرة المخترعة لم تتوافر عنده فهو بالتالي قد ترك هذا الركن الاصلي في دينه بسبب عدم حدوث هذه الشعيرة المخترعة والتي اصبحت بالاستمرارية عنده جزء من هذا الركن الاصلي مثال ذالك ان غسل يوم الجمعة ليس واجبا على المتدين كي يصليها لكنه يعتبره مكملا لهذه الصلاة وهو بالتأكيد أمرلالبس فيه لكن حين يكون هذا الغسل اذا لم يحصل وسيله او عذرا لالغاء الصلاة برمتها مع كونه غير واجب لها وهناك كثير من هذه الحالات منها كذالك ان المتدين اللاعارف قد يكون معتادا على سماع حديث بصوت معين محبب له وهو ذاهب الى العمل وحين لايجد هذا الصوت مع وجود ذات الحديث فان رغبته في الاستماع اليه تقل اولا يسمعه اصلا مع ان الحديث هو ذاته وغيرها مما يشبه ذالك الشئ الكثير المقصود هنا ان هذا المتدين يرى نفسه في النهاية ملزما بمجموعة من الامور التي لا تمت الى ما يعتقده اويراه دينه الاصلي بصلة وبعد فتره معينه وبقصد او غير قصد يرى نفسه يصطنع طقوسا خاصة به قد تبعده عن طقوسة الاصلية وهو يكون بذالك قد خلق لنفسه طقوسا روحية اخرى مرتبطة بدينه لكنها قد تعود عليه بالراحة نفسها لو مارس ذالك الطقس الديني الاصلي مثلا لو كان معتادا على رائحة معينة اثناء قيامه بطقس ما كشم رائحة البخور مثلا في مكان الصلاة فان مجرد شمه لهذه الرائحة قد يعود علية براحة نفسية شبيهه ومماثلة فيما لو مارس هذا الطقس فعليا وفي حالات اسثنائية ربما قد يؤدي عدم فعل هذا الشئ الغير مطلوب لاداء الطقس الاصلي سببا في عدم القيام به لما يتركه فيه من اثار على القائم بها . وللملحد طقوسه ايضا فالكثير من الملاحده يتشابهون مع الديني اللاعارف فهم يعتقدون انهم خارجون عن سيطرة اي دين يعتنقونه وقبل ان نبحث ذالك نقول لما أصبح الملحد ملحدا وهل هو كذالك بالفعل ان صورة الالحاد تتجلى واضحة حين يتخلى الانسان عن فكرة ما يؤمن بها عامة الناس وهذه الفكرة هي الدين طبعا ان مايشعره بالالحاد هو فقط خروجه عن الافكار الروحية التي يكاد يجمع عليها عامة الناس وهذه بداية الاعتقاد ان الملحد هو متدين ولكن بشكل اخر فهو يمتلك من العصبية للالحاده ذات العصبية التي يمتلكها المتدين لدينه انما يشعره ملحدا اكثر هو وجوده بين مجتمع متدين ولكن اذا كان مجتمعه مجتمعا ملحدا هل يشعر بذات معنى الكلمة التي هي عليه الان بالنسبة اليه ان للملحد من الطقوس الالحادية ما يتشابه مع الطقوس الدينية فهو مثلا ينحدر في الحاده من مجموعة من المرجعيات يفضلها والتي شجعته على الالحاد وهو ذات الشيء الذي جعل المتدين متدين غير الفرق ان المتدين لديه كتاب رئيسي او مرجع واحد في الغالب برجع اليه سواء كان هذا المرجع كتابا او شخصا بينما الملحد يهتم بجميع انواع الكتب والمرجعيات وهو وان لم يؤمن بقوى او سلطة عليا الا انه يؤمن بشكل او باخر بما يقرأه من الملاحده الاخرون غير انه ليس مضطرا بأخذ جميع ما يقرأه على عكس النموذج الاول ان الملحد يؤدي صلاته باللجوء الى مايدعم الحاده فاذا اخذنا مثلا الصلاة كنوع من التقرب الى ماهو اعلى فان الملحد يصلي بافكاره أساس الحاده ان الطقوس لايشترط بها صفة التشابه لتناقض المتشابهين كما ان من الطقوس الملاحظه على الملحد هي التبرير ومع انه مصطلح نفسي الا انه ينطبق بصوره او بأخرى على الملحد وان كان لايعلم به في الغالب وأقصد به هنا محاولة تفسير كل شيء وارجاعة الى اصل مادي وهذا الطقس يشبه العلة الاولى عند المتدين فمثلا يتكون اصل الارض عند المؤمن (خلق) بينما يكون عند الملحد (انفجارا) وكلاهما يتوقفان عند هذا الحد فلا يوجد ما يناقشانه بعد وبذالك يكون الملحد ايضا قد صنع دينا لنفسه يجيز له السير عليه قد يكون في داخل كل شخص مؤمن ملحد الى حد ما وفي كل شخص ملحد مؤمن الى حد ما فحين يقع المؤمن ببساطة في مشكلة اوحدث سيئ معين فانه يقول في العادة او في اكثر المرات ماذا فعلت حتى يحصل هذا لي وانا شخص حسن وهذا فيه فرع من قلة الايمان اما الملحد فحين يقع في مشكلة او حدث فانه ببساطة لايدري مايفعل او الى من يلتجأ خاصة حين لايجد له مخرجا من امره انه يريد الها يخرجه لكنه يأبى الاعتراف بذالك كما لديه أسبابه ليصنع عجله الخاص في محاولة صناعة الحاده الذاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت