الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظريات الحديثة لدراسة علم الأديان (2)

فرج الحطاب

2014 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



* فرج الحطاب

إن نظريات الدين Theories of Religion توفر الإطار الرئيسي لدراسة الدين في المنهجيات الحديثة. فمن خلال هذا الإطار يمكننا ان نجد تعريف الدين وأدلتة وشرحه، جنباً الى جنب مع بقية المواضيع المهمة التي تساعدنا على فهم الدين. وتندرج أغلب هذه النظريات ضمن محوريين رئيسيين، الأول هو محور النظريات الموضوعية Substantive Theoriesوالمحور الثاني هو ما يسمى بالنظريات الوظيفية -function-al Theories .

وتسعى النظريات الموضوعية الى دراسة موضوع الدين بصورة عامة، بعبارة أخرى، تساهم هذه النظريات في محاولة الإجابة عن سؤال محوري مفاده "ما هو الدين". وأبرز هذه النظريات هي تلك التي قدمها لنا تايلور، فريزر، أوتو، وألياده. حيث درست هذه النظريات مواضيع حاسمة مثل "أصل الدين" و "تأريخ الدين" وهدفها هو من أجل مساعدتنا على فهم الدين "أي دين" بصورة عامة، ودون الدخول كثيراً في التفاصيل المحلية للدين وتعاليمه.

أما النظريات الوظيفية للدين فأنها تبحث "ما تمّ" وأُنجز داخل موضوعة الدين نفسه، ومن بين أبرز هذه النظريات هي تلك المقدمة من قبل ماركس، فرويد، ودوركايم. حيث ركزت هذه النظريات بصورة أساسية على وظيفة الدين للفرد. وخير مثال على ذلك، ما ذهب اليه فرويد (الذي درس أصل الدين أيضا) من ان هناك تشابهاً بين الرجل المتدين والسلوكيات العصابية لمرضاه.
لقد ركزت جميع هذه النظريات بشقيها الموضوعي والوظيفي على دراسة الدين ووجهات النظر المختلفة والقيم التي أضيفت لتأريخ الدين، والخبرة الدينية، والقوى الخارقة للطبيعة والإقتصاد، وفلسفة أصول المعتقدات الدينية والإجتماع، وذلك كمحاولة لإيجاد فهم جديد للدين من خلال توظيف المنهجيات المختلفة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، الى أي مدى يمكن أن ندرس الدين مع أو بدون نظريات الدين؟ للإجابة عن هذا السؤال لابد من القول أن النظريات الحديثة لدراسة الدين هي نقاط شروع هامة تجعلنا أكثر قرباً لدراسة وفهم الدين. إنها نظريات تستخدم المنهجيات الأكاديمية لدراسة الدين، كما تساعدنا على دراسة موضوع الدين من دون إسقاط للمعتقدات الدينية الشخصية على هذه الدراسات، كون ان الغرض الرئيسي لنظريات الدين هو ان تجعلنا قادرين على فهم الدين بشكل أفضل وليس غرض آخر كما هو وارد عند فريق المتدينين أو الملحدين. إن دراسة الدين دون إستخدام الأساليب الأكاديمية لا يمكن أن يتحقق بسبب عدم وجود منهج ديني محدد من شأنه أن يساعدنا على تحليل وفهم الدين. ولذلك، تبقى نظريات الدين الأكاديمية هي خياراً منهجياً معقولاً لدراسة الدين، وكذلك تساعدنا على تحقيق فهم مقبول يمكّننا من المضي قدماً في تدارس هذا الموضوع الحيوي والتحقيق فيه.


-يتبع-


* فرج الحطاب: كاتب وباحث أكاديمي، جامعة أريزونا، الولايات المتحدة الأميركية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال