الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء السلفية التكفيرية – 4- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 3

نضال الربضي

2014 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وباء السلفية التكفيرية – 4- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 3


أستكمل معكم اليوم أعزائي القراء النظر في الشخصية السلفية التكفيرية، لنفهم سويا ً كيف يستطيع بعض ٌ ممن يعيشون معنا في مجتمعاتنا و يشاركوننا أرض الوطن و سماءه أن يندرجوا في فظاعات ٍ لا يمكن تخيلها، و يعملوا لهدم هذه المجتمعات و استبدال نموذجهم البدائي بها. و لقد تعرضت ُ لخمس ِ صفات تبرزُ لدى هؤلاء المجرمين و هي: الاندفاع العاطفي، الغضب و السخط على المجتمع، الإحساس بالمظلومية و إسقاطها على الأيدولوجية، النرجسية الفائقة، و الفشل في الاندماج مع العائلة و المجتمع، فهلموا سويا ً و من جديد لننظر ُ بتعمُّق ٍ في تركيبهم النفسي و صفاته.


صفة: العنف البدائي البوهيمي
-----------------------------
يمكن ُ اعتبار ُ التاريخ ِ البشري امتدادا ً إجراميا ً كبيرا ً، دون أن يعني هذا أننا نحصر ُ دورة التاريخ ِ و الحضارة ِ الإنسانية العظيمة في هذا الإجرام، لكن مقامنا اليوم ليس َ مقام الخوض ِ في الإبداع و الحضارة ِ و الفِكر، لكنه مقام استعراض ِ أداة ِ الديناميكية الكبرى المحركة لعجلة التاريخ و هي أداة ُ الصدام ِ و الصراع ِ و التضادُّ، و عليه فإن الأمم جميعَها و دون استثناء قد خاضت الحروب و انتهكت الإنسان و اقترفت البشاعات و تفننت في اختراع العذاب ِ و الألم و إيقاعه.

و هذا مفهوم ٌ علميا ً إذا ما عدنا إلى الأصل الحيواني لجنسنا البشري، حيث أن الصراع على استحواذ الأرض و امتلاكها كان و ما يزال ُالمحرك الأعظم للتاريخين الإنساني و الحيواني على حد ٍّ سواء، ففي المملكة َ الحيوانية َ تقوم الأسود بقتل صغار ِ أعدائها المهزومين، و كذلك تصنع ُ قرود ُ البابون، و الجرذان و القوارض، و حتى الدجاجات حين ُ تترك ُ صغارها تنقرُ صغار َ الدجاجات ِ المهزومات ِ حتى الموت.

لكن َّ هذا المفهوم َ علميا ً غير ُ مقبول ٍ إنسانيا ً، إذ أن البشر قد توصلوا بوعيهم و سموهم الأخلاقي إلى إدراك ِ انحطاط أعمال ِ العنف و حقارة ِ طبيعتها، و تأثيرها المُرعبِ و المخيف على النفسية البشرية ِ السوية التي تأباها في الأحوال العادية، و أثرها المدمِّر على جماعة الضحية سواء ً على الصعيد الفردي للأفراد أو الجماعي الذي يُعرِّف ُ هويتهم. و كنتيجة ٍ لهذا الفهم الإنساني المتطور ظهرت مواثيق ُ حقوق الإنسان و جمعياتها، و صيغت الاتفاقيات ُ التي تحدِّد مسؤوليات الدول المُحتلة للأراضي من جهة ِ الأسرى و النفوس و الممتلكات و المعيشة، و أصبحت الحرب في أي بقعة من العالم تستدعي تدخُّل الدول الكبرى جميعها فلم تعد القيادات و الرؤساء المحليون منفصلين عن الشأن العالمي لهم أن يعلنوا الحروب و يخوضوها بحرية دون أي مُسآلة. و أصبح َ لزاما ً على كل دول العالم أن تعلن بوضوح َ أنها ضد الإرهاب و الدمار و سفك الدماء و التطهير العرقي و الديني.

فإذا ما فهمنا السابق أدركنا لم تمثِّل ُ السلفية ُ التكفيرية خطرا ً على البشرية ِ جمعاء لا على دولة ٍ أو مجموعة ٍ بعينها، فالسلفي التكفيري يُعلن أنه مع البدائية البوهيمية الأولى، تلك التي تتلقى زخمها من الحاجة ِ الحيوانية للقتل من أجل الاستحواذ ِ على الأرض ِ و المكان، و التكفيريون َ يعلنون دوما ً عن أرضين: الأولى أرض الإسلام، و الأخرى أرض الحرب، و في سبيل توسيع ِ رقعة ِ أرض الإسلام لا بدَّ من خوض الحرب في أرض الحرب، فالصراع ُ صراع ُ أرض، و مكان، و استحواذ، حتى لو كان الهدف ُ المُعلن هو نشر الإسلام. إن الإسلام هو الأداة من أجل الأرض، من أجل بسط النفوذ و فرض السلطان، من أجل إنهاء المختلف و امتلاك ما له.

لكن َّ هذا النوع َ من الحرب الدائمة لا يمكن ُ أن تبقى مشتعلة إلا بوجود جنود ٍ متعطشين لإبقائها، مُريدين لاستدامة ِ سعيرها، و هو ما نسمعهُ منهم دوما ً، نسمعه ُ من قادتهم الميدانين و شرعيهم و جنودهم، و هم الذين ينفذون الخُطط و السياسات، و جلُّهم بسيط ٌ ضحل ُ المعرفة شبه-معدوم الاضطلاع، لكنه عنيف ُ الطبع، ساع ٍ بنهم للقتال، للفعل، للإنهاء، لبسط النفوذ، للتوسع، لإنهاء المخالف، لتحيده و إفنائه، فهو ابن ثقافته العنيفه التي تلقى قبولا ً لدى نفسه الحيوانية المُستعدة و المتعطشة للخروج بكل عنفها بكل شبقها العدواني دون مواربة أو تزين أو شعور ٍ بالحرج.

و حتى نفهم هذه النفس المريضة َ بالعنف، لا بدَّ أن نقرأ ما يكتبون، و ما يسألون عنه، لأن الكتابة َ و السؤال تُفصحان عما يعتمل ُ في القلب و يشتعل ُ في البال. و كمثال: بعث َ شخص ٌ يعرِّف ُ عن نفسه باسم "تلبيسة أرض الجهاد" إلى أحد ِ منابرهم ما نصُّه:

--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

الحمد لله الذي يسر لنا التواصل معكم

عندنا بعض الأسئلة بارك الله فيكم :

ـ هل أن السلاح الذي نغنمه من النصيرية والجيش المرتد هو غنيمة أو يعتبر وقفا يجب اعادته فور قيام الدولة الإسلامية.

ـ هل يجوز قتل أطفال النصيرين ونسائهم اللاتي لم يتضح انهن مسلحات؟

ـ بالنسبة للإخوة المهاجرين في ما يخص الصلاة هل يجوز لهم ان يصلوا صلاة مقيم ام يقصروا ويجمعوا ؟

بارك الله فيكم ونفع بكم.
--------------------------------------------------------------------------------


لاحظوا محتوى السؤال، فالسائل يريد أن يعرف هل يجوز له أن يغتنم أسلحة الطائفة العلوية السورية (النصيرين)، و هل يجوز ُ له قتل الأطفال و النساء غير المسلحات (لا مشكلة لديه في قتل المسلحات)، بالإضافة إلى سؤال ٍ عن الصلاة (و هذا السؤال لم تأملتم فيه اعتراف واضح أنه في أرض غير أرضه).

أما جواب الشيخ فمختصره و أنا مضطر لهذا الاختصار لأن الرد ملئ بالآيات و الاستشهادات من القرآن و السنة، على طريقتهم التي يحبون فيه إغراق السائل بغزير ِ"علمهم"، أقولُ مختصر الجواب هو: أموال النصيرين حلال، يجوز قتل النساء و الأطفال في حال الإغارة ليلا ً عليهم، و يجوز قتلهم كمعاملة بالمثل حتى لو لم يقاتلوا.

لاحظ عزيزي القارئ التركيب النفسي للسائل و المُجيب، فكلاهما لديه استعداد ٌ للعنف لكنه يريد أن يُشرِّع َ له، أن يجعل َ خروجهُ مباركا ً برخصة ٍ إلهية، مضبوطا ً بقبول ٍ رباني، فالمشكلة ُ لديه ليست في موت الطفل أو المرأة أو الرجل، فهذا الموت بحدِّ ذاته مقبول بل هو مرغوب ٌ و مطلوب ٌ و يُسعى إليه، إنما المشكلة ُ هي في تحديد درجة ِ الموت و امتداد ِ أبعاده و شموليته و على من يقع و كيف يُطبَّق.

إن السلفي التكفيري ما زال أسيرا ً لهذه البوهيمية، عبدا ً لهذه الحيوانية، شاذَّا ً عن التطور المنطقي و الطبيعي للعنصر البشري الذي يعيش ُ في مجتمعات ٍ حديثة أصبحت سمتها المميزة الانفتاح ُ على العالم و التعاون ُ و التآلف. لا يستطيع ُ السلفي التكفيري أن يعيش َ هذه الهدوء النفسي فهو صاخب ٌ من الداخل مملوء ٌ بضجيج ٍ قادم ٍ من البوهيمية البشرية الأولى التي ما تزال تعيش ُ فيه، تلك البوهيمية التي هذبها الآخرون و أخضعوها للعقل ِ و الفكر ِ و الإدراك، و حوّلوا قوتها العنيفة إلى قنوات الإبداع ِ الفكري و الأدبي و الإنتاجي اليومي لبناء المجتمع ِ القائم ِ على الفرد.

التكفيري يقتل ُ الرجل َ و الطفل، و يغتصب ُ المرأة ثم يهدم ُ المعبد، و يحتل ُّ البيت و يغتنم ُ المال، فهو يُنهي الرجل، و يستحوذُ على امتداده البيولوجي المُستقبلي الذي أداته المرأة، و يُنهي امتداده البيولوجي الحالي بأطفاله، و ينهي فكره بمعبده، و يحتل مكانه َ و أرضه، إنه يلغي وجود خصمه كاملا ً، يٌفنيه فناء ً تاما ً، إنه لا يقدر ُ و لا يُطيق ُ و لا يريد ُ أن يوجد ما هو غيرُهُ، ما هو مختلف ٌ عنهُ، ما هو غير منسجم ٍ في فكره و حضورِه الشاذ عن الحضارة.

لذا فلا يمكن الحوار ُ مع جماعات داعش أو النصرة أو أنصار بيت المقدس أو بوكو حرام أو كل هذه المجاميع، فهؤلاء واضحون معك َ منذ البداية، يقولون لك بملئ الفم أنهم قادمون لينهوك أو ليضموك إليهم بشروطهم، فلا حل َّ معهم سوى محاربتهم و إنهائهم، و استئصالهم نهائيا ً، مع ترك المجال ِ مفتوحا ً لمن يعود ُ منهم إلى عقله و رشده و ينفض ُ يديه منهم و يرجع َ لأهله و مجتمعه ضمن شروط ٍ لا تفرِّط ُ في حقوق الضحايا و لا تؤسِّس ُ لإعادة ظهورهم أي ضمن شروط ٍ دقيقة ٍ جدَّا ً و مدروسة. كما إني أرى أنه يجب إعادة النظر ِ في القوانين الجنائية لتستطيع َ التعامل َ في جرائمهم و تشعباتها و تعقيدات بشاعاتها لأن هذا الوضع الجديد الذي يأتون به لا بدَّ له من فلسفة ٍ جنائية ٍ جديدة قادره على الإحاطة ِ ببشاعته و معالجة ما ينتج عنها.

عزيزي القارئ عليك( ِ ) أن تدرك(ي) أن الصراع القائم اليوم َ هو بين إنسانية و حضارة و بين حيوانية ٍ و رجعيةٍ و تخلف، صراعا ً ما كان يجب أن نخوضه في القرن الواحد و العشرين بعد كل ِّ ما أنجزته البشرية ُ حتى الآن، لكننا مجبرون عليه، مُضطرون له، لأن البديل هو الانتكاس نحو القطيع الحيواني مرَّة ً أخرى، لكن مع كلاشنكوف بدلا ً من حجر الصوان.


يتبع في المقال القادم.



--------------------------------------------------------------------------
الأجزاء السابقة من هذه السلسلة:

وباء السلفية التكفيرية و ضرورة الاستئصال.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425063

وباء السلفية التكفيرية – 2- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 1
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426975

وباء السلفية التكفيرية – 3- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=427141








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
صباح ابراهيم ( 2014 / 8 / 10 - 13:05 )
احسنت قولا استاذ نضال
اسمعت لو ناديت حيا ، لكن لا حياة لمن تنادي ، فهؤلاء محسوبون على قطعان الذئاب والضباع وليسوا من البشر / طالما انهم يحبون أكل لحوم البشر وهم احياء .
تحياتي لك

صباح ابراهيم


2 - لا يوجد في الإسلام أحاديث خارج القرآن
أحمد فتحي ( 2014 / 8 / 10 - 15:32 )
www.ahl-alquran.com


3 - .
صافي الجوابري ( 2014 / 8 / 10 - 17:48 )
احسنت استاذ نضال في عدم انكارك الطبيعة البشريّة التي هي كغيرها تشابه طبائع الأحياء جميعها

وانزعاجنا ليس من الفظاعة التي يمارسها اولئك الحثالة بالقتل و الاجرام والتعذيب لكن في الايديولوجيا القذرة التي يسيرون عليها وهي افناء جمال التنوّع الديني و الحضاري و القضاء على الفنون و الابداع والفكر و المفكرين مقابل بقاءهم وحدهم على سطح الكوكب وفق معتقد مريض سيطر على عقولهم
فمن غايات ايديولوجيا الاسلام السنّي القضاء على الجنس البشري وجعل حياته اشبه بالجحيم

--
يقول راسل واصفاً فكر -نيتشه - المصنّف كأعظم فلاسفة العصر العشرين :
اعترض نيتشه على المسيحية ﻷ-;-نها هي السبب لما أسماه -أخﻼ-;-ق العبيد.- وعنده أن المسيحية منحلة ومفعمة بالعناصر المفسدة العفنة ، ومنكرة لقيمة الكبرياء واﻻ-;-ختﻼ-;-ف والمسؤولية العظمى والنزعة الحيوانية الرائعة وغرائز الحرب وتأليه العاطفة والثأر والغضب والشهوانية والمغامرة والمعرفة، وكلها عناصر خير تقول عنها المسيحية إنها شر
--
تحياتي وشكراً لجهودك استاذ


4 - داعش و الذئاب
شوكت جميل ( 2014 / 8 / 10 - 19:54 )
الأستاذ/نضال الربضي
تحية طيبة و بعد
أفصحت و اوفيت
فمثل داعش كمثل قطعان من الذئاب هبطت على قريةٍ آمنة،تنهش هذا،و تبقر هذا،و تمزق هذا،و لامنجاة للقرية إلا في هلاك ذئابها،و هي بعد هذا كله ،منجاةٌ لوقت معلوم في إنتظار القطيع القادم،ما لم ننحر -الذئب الجبار الكبير-الرابض في كهفه العلوي بالجبل و القادر،كلما هلك قطيع، على تفريخ قطيع فقطيع من-الدواعش الصغار-،و أحسب أنك تبلي بلاءً حسناً في هذا الشأن_مع هذا الذئب_
..
عذراً على اللغة الداعشية.
مع أخلص تحياتي


5 - تعريف من هو المسلم الحقيقي.
احمد حسن البغدادي ( 2014 / 8 / 10 - 23:04 )
تحية أخ نضال.
لقد عرفت بمقالك هذا المسلم الملتزم بسنة الله ورسوله،
أليس جميع المنتمين لهذه المنظمات الإرهابية هم مسلمون فقط؟
أنت تقول إنهم مرضى نفسيا،
أليس في جميع الإمم من غير المسلمين مرضى نفسيا، فلماذا لا يفعلون مايفعله المسلمون من إجرام؟
سأقتبس منك هذه المقطع، وهو يعتبر تعريف للمسلم الملتزم بسنة الله ورسوله:
( المسلم هو من يقتل ُ الرجل َ و الطفل، و يغتصب ُ المرأة ثم يهدم ُ المعبد، و يحتل ُّ البيت و يغتنم ُ المال، فهو يُنهي الرجل، و يستحوذُ ، و ينهي فكره بمعبده، و يحتل مكانه َ و
أرضه، إنه يلغي وجود خصمه كاملا ً، يٌفنيه فناء ً تاما ً، إنه لا يقدر ُ و لا يُطيق ُ و لا يريد ُ أن يوجد ما هو غيرُهُ، ما هو مختلف ٌ عنهُ، ما هو غير منسجم ٍ في فكره و حضورِه الشاذ عن الحضارة.)
أليست هذه صفات المسلم الحقيقي، إنتمى داعش أم لم ينتمي.

تحياتي...


6 - فعلا هو ليس صراح حضارات
بشارة ( 2014 / 8 / 11 - 04:52 )
بل هو صراع الحضارة الانسانية بكافة تنوعاتها مع الهمجية الصُلعومية,أن حل بهاءمها

المشكلة في اجتثاث شأفتهم, استاذ نضال , هي في كونهم اداة سهلة التوظيف لمخططات
اختبوطية ما هم الا كوكتيل اذرعتها اللاواعية والمتواطــءـة
لولا هذه الخاصية لتم القضاء عليهم كمجموعات متناحرة بنفس طريقة القضاء على المافيات عبر استغلال (النادمين او التاءبين) في تقديم المعلومات والبوح باسرارهم.مع اني لا ابالغ ان قلت ان جميع هذه العصابات الصلعمية مخترقة من قبل مخابرات الدول التي تستعملهم لتنفيذ مخططاتها
تحياتي لك وللجميع


7 - الأستاذ صباح ابراهيم
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:09 )
تحية طيبة أخي صباح و يسعدني حضورك الجميل،

داعش و النصرة و بوكوحرام لا يمكن الحوار معهم، و هاءنذا أجد نفسي أردد مرة أخرى محتوى مقالي، فهؤلاء قد رفضوا الإنسانية و انتكسوا نحو البربرية و الهمجية و الوحشية، و أعلنوها صراحةـ لذا الحل الوحيد لهم هو محاربتهم.

هذه الحرب لها ثلاث جوانب:

- جانب تنويري يزرع قيم الحب و الخير و الإخاء و الإنتاج في عقول الشباب.
- جانب استراتيجي اقتصادي يجفف موارد دعمهم المالية.
- جانب عسكري يضرب أوكارهم و يدمر آلياتهم و يقتل مقاتليهم.

أهلا ً بك.


8 - الأستاذ أحمد فتحي
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:12 )
أهلا ً بك أخي أحمد فتحي

يقدم الأستاذ أحمد منصور رؤية غير تقليدية للإسلام على صفحات الحوار المتمدن، و أجد أنه من الأشخاص الذين يمكن للإنسان أن يتحاور معهم لولا أنه يغلق باب التعليقات لتقدير الشخصي الذي نحترمه، لكنه فكره مرن و مُندفع نحو أخوة إنسانية جميلة يفسر على ضوئها سور القرآن و ينكر الأحاديث لما فيها من مخالفة للعقل و اعتمادية مطلقة على النقل، فهو على خُطى المعتزلة لكن بتجديد.

أتمنى صادقا ً لو كان كل إخوتنا المسلمين يتبعون منهجه.

شكرا ً لحضورك.


9 - الأستاذ صافي الجوابري
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:21 )
أهلا ً بك أخي صافي،

الطبيعة البشرية مشتركة بيننا جميعا ً لكن الفيصل بين الحضارات و الأنظمة هو القدرة على الإرتقاء بالجنس البشري و السمو على الغريزة، و لذلك فقد نجحت الحضارة الغربية حين أعلت شأن الإنسان، و دساتيرها خير مثال على ذلك، بينما فشلت الشرقية حين انتكست نحو احتضان الغريزة و تضخيمها و انتهاك الإنسان، و ها إننا اليوم ندفع الثمن في سوريا و العراق و ليبيا و السودان، بينما نجت مصر العظيمة حين دخلت غرفة العمليات الجراحية الدقيقة.

في الحقيقة أحمل تقديرات متفاوتة لنيتشه فهو من جهة يمجد القوة و السمو و التفوق و الرفعة، و من جهة أخرى يشجع على التعبير عن النفس و العواطف بقوة مما قد يكون له أثر عكسي فينحدر الإنسان نحو الضعف الغريزي و البوهيمية، في ذات الوقت الذي يحتقر فيه الضعف و العوز، و كأني به يمجد كل شئ و يحتقر كل شئ، و كأنه يطلب القوة في الضعف أو الضعف في القوة.

طبعا ً هو ليس كذلك لكن -تطرفه- و -جنونه- العبقريان يُتعبان المرء معه، و إن كانا يشكلان تحديا ً يشحذ الهمم و يصقل الفكر، و يرفع النفس.

لا يحتاج نيتشه شهادة ً مني، فهو منارة ٌ لكل من أراد أن يصعد للأعلى.

أرحب بحضورك.


10 - الأستاذ شوكت جميل
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:26 )
أهلا ً بكاتبنا الجميل ذو الأسلوب المميز أخينا العزيز شوكت،

أتفق معك في ما ذهبت إليه، إلا أننا يجب أن نجد حيوانا ً آخر نلصق هؤلاء الوحوش به غير الذئب، فالذئب يا صديقي من أرقى الحيوانات الوحشية، يرافق ذئبة واحدة طيلة فترة حياته، و ينشئ بالشراكة معها قطيعا ً جديدا ً، و يتسم بصفات الشجاعة، الإقدام، الرابطة العائلية، و الشهامة حتى أنه يتبنى جراء ذئاب أخرى بعض الأحيان.

شوهت حضارتنا الذئب فصورته مثالا ً للوحشية و الانتهازية و الخسة بينما هو أبعد ما يكون عن ذلك.

هؤلاء الدواعش ليسوا أكثر من مسوخ عفنة تمشي على قدمين و جاري استئصالهم حتى ترتاح الحضارة ًُ منهم.

دمت بود و يسعدني دوما ً قراءة أبداعاتك المميزة.


11 - أحمد حسن البغدادي
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:36 )
تحية طيبة أخي أحمد،

لا يجب أن يجرفنا رفضنا و احتقارنا للدواعش و منهجهم القذر نحو تعميم الحكم على المسلمين جميعا ً، فلا شك أنك تعلم أن إخوتنا المسلمين هم مليار و خمسمئة مليون شخصن يشكل العرب منهم قرابة ال 400 مليون، و من هؤلاء العرب لا يؤيد الدواعش أكثر من الربع على أعلى تقدير و هو تأيد ناتج في معظمه عن الجهل لا الخبث و لا يصل للمرحلة القتالية، و يتبدل حين يرون فظائعهم، أي أننا نتحدث عن أكثر من مليار و 450 مليون ليسوا دواعشا ً و يكرهون فكر الدواعش.

يجب أن ننظر إلى المسلمين على أساس الأخوة الإنسانية و الشراكة، و سنجد صدى لديهم و قبولا ً فهم أكثر المتضررين من أفعال داعش حاليا ً، أكثر منا و أكثر من أي طائفة أخرى.

أجد أنك تظلمهم حين تعمم الفكر الداعشي عليهم و أرجو أن تعيد النظر في ذلك.

أتمنى أن يأتي الوقت الذي ينتفض فيه إخوتنا المسلمون في وجه داعش بقوة و ثقة و إباء و يعلنوا صراحة ً حملة استعادة للهوية العربية الأصيلة كما شربناها في القرن الماضي من مجتمعاتنا قبل حلول الإخوان المجرمين و الوباء السلفي، لكن ضعفهم العام هو ما يمنعهم لا انعدام القصد أو خبث النية.

أهلا ً بك.


12 - الأستاذ بشارة
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 06:42 )
أهلا ً بك أخي بشارة و أعزيك على مصابك الأليم متمنيا ً لك سلام القلب و المصالحة مع مشاعرك و نفسك نحو حياة ٍ سعيدة لك و لأحبائك،

اسمح لي أن أحي بصيرتك فأقول: يا عيني عليك! لقد أحسنت َ حين ذكرت اختراقهم من قبل أجهزة مخابرات الدول الكبرى، فهؤلاء و إن كانوا يسيرون على منهج عقيدي لا يتجاوزون كونهم بيادق لتنفيذ مخططات تقسيم بالوكالة، يوفرون فيها على الدول الاستعمارية تكاليف إرسال جيوشهم و يقدمون المنطقة على طبق من ذهب للقوى الراسمالية، بينما يصيحون ليلا ً نهارا ً ضدها.

بعد التقسيم، يتم تحجيمهم، و إضعافهم، و إنهاؤهم بدرجات متفاوتة، حتى موعد المخطط التالي و الذي يجب له ظهور جماعات جديدة و هكذا.

إن السياسة كما قال أستاذي في المرحلة الثانوية في المدرسة يوما ً هي -فن الممكن- فإذا فهمنا هذه العبارة كانت مفتاح إدراك جميع ما يحدث.

أهلا ً بك.


13 - هم دواعش وان لم ينتموا0
احمد حسن البغدادي ( 2014 / 8 / 11 - 08:41 )
تحية اخرى أستاذ نضال.
انت تقول، لأتعمم حالة داعش على كل المسلمين،
أسالك سؤال:
كم هي نسبة النساء المحجبات في الأردن؟
أنا اقدرها باكثر من 95%.
وكل محجبة تعني انها وأهلها دواعش مع وقف التنفيذ لحين مجيء الفرصة.
ان عدد سكان الموصل من المسلمين مليونان، والتقارير تقول ان عدد المقاتلين من داعش الذين احتلوا الموصل ألفان فقط.
كيف يسيطر ألفان على مليونين من البشر؟
ثم لماذا لم تحمي هذه الملايين بضعة آلاف من. المسيحيين وإلا يزيديين ؟
أليس ذلك يدل ان اهل الموصل هم دواعش قبل دخول داعش؟
في الحرب العالمية الثانية وجه هتلر مليون من جنده وأسلحته الفتاكة لاحتلال مدينة ستالين غراد ولمدة عام ولم يستطع دخولها، لان الشعب يرفض فكر هتلر اكثر من ان يرفض الاحتلال.

هكذا تقاس الأمور، أليس المسلمون يقولون، الساكت عن الحق شيطان اخرس؟
ان لم يغير المسلمون تعاليمهم الدينية، فسيجبرهم العالم على تغييرها، واليوم اصبح قريبا، بل اراه بآم عيني.

تحياتي...


14 - .
صافي الجوابري ( 2014 / 8 / 11 - 15:48 )
تحياتي لك استاذ
انا اتفّق معك بكثير من النقاط
فالقوانين الرادعة والفكر الذي تنتهجه الدولة هما من يمنعان من حدوث جرائم وعصابات مماثلة بالغرب
فذلك نتيجة تضافر دولة وشعب واعي ومفكّر وسليم العقل والفكر
-
لكن جميع ما نسعى اليه على الاغلب هو امر مستحيل!
فالدولة اغلب مسؤوليها هم مسلمون متعاطفون مع هذا المنهج المريض والشعب ايضاً اغلبه كذلك بالإضافة الى نسبة الأميّة الكبيرة وقلّة الحاصلين على شهادات عليا فيه ما يجعل امر تنويرهم واقناعهم بالعلم امراً مستحيلاً لأن تلك الشريحة اصلاً لا تعرف ما هو العلم وما مدى مصداقيّته
فالحقيقة المطلقة عندهم هي القرآن والسنّة فقط
-
لذا فبإمكانك صديقي حذف خيار التوعية الفكرية لأنّهم يرفضونها اصلاً
والأمثلة كثيرة حتى هنا بالموقع الإرهابي عبدلله خلف مثال
-
على الاقل فهذه الدول الموبوءة لن تنهض بهذا الجيل ولا بعده بل ربما تحتاج الى مئات السنين هذا ان بدأت من اليوم وإلّا فإنها ستغوص بمستنقع لا نهوض منه مطلقا
-
ويجب ان يُحظر الاسلام السنّي تماماً ويجرّم فكيف بمحرّض على القتل ان يحاكم بدول العالم ويُتجاهل المسلم المتديّن الذي يحمل فكرا اخطر واكثر شمولاً من المحرّض الاول


15 - .
صافي الجوابري ( 2014 / 8 / 11 - 15:53 )
السنّة مليئة بالإرهاب ولا يمكن تأويلها كما القرآن
حظر المذهب السنّي مطلب لكل انسان مثقّف وواعي ويريد تطبيق مبادىء الحريّة
ولن تتطوّر شعوبنا قبل منعه ومنع المذهب الشيعي الاثنا عشري ثاني أخطر معتقد دموي ارهابي متشدّد

http://www.tawhed.ws/r1?i=2918&x=2gi7siuw


16 - .
صافي الجوابري ( 2014 / 8 / 11 - 16:07 )

المسلمون المعتدلون مجموعة منافقين وهم الوسيلة التي يستمر من خلالها ذلك الفكر الاجرامي
فليس من المقبول اذا اردنا لدولنا ان تستمر وتزدهر وتتقدّم - استمرار هذا الفكر- الذي اصلاً يعتمد مدّعيه على اخلاقه ومشاعره الغريزيّة لا على الدين وهذا النوع ممكن ان يتحوّل الى متشدّد بأي وقت

ولا يمكن ان نقبل بأن نترك فكراً خطراً يقبل التأويل بين الإجرام والسلام فعدمه افضل بكثير من خطورة وجوده ومساوءها

http://www.tawhed.ws/r?i=e7hqd4ju


---
لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا -
صحيح مسلم سنده حسن

ماذا سينتج عن معتنق هكذا فكر سوى الخراب؟؟؟

-
اكتب كل هذا الكلام خوفاً وحرقةً فأنا شخصيّاً لا اعرف ان كنت سأموت او اعود حيّاً لمنزلي اذا سافرت غداً على الطريق بسبب معتنقي هذا الفكر المجرم ،وربّما تكون اخر كلماتي من يعلم؟؟!


17 - الأستاذ صافي الجوابري
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 11 - 18:46 )
أتمنى لك قبل كل شئ أن تظل بخير وعافية بوطنك الذي تعود جذورك فيه إلى آلاف السنين فأنت الطيب ابن الأرض الطيبة و القوم الطيبين،

أفهم تماما ً خلفية كلماتك فإن التهديد الداعشي له حاضنة شعبية هي التي ترفده بالمقاتلين و المتعاطفين، لكن المعظم ليسوا هذه الحاضنة لكنهم أيضا ً كما نقول عندنا -لا بهشو و لا بنشو- يعني لا وزن لهم.

على الرغم أني أؤمن بالتنوير و أسعى إليه لكني أرى أن التغير يأتي من قادة مستنيرين ذوي كاريزما و رؤية يستطيعون فرض نهج حضاري و نمط حياة يعتمد على الإنتاج الاقتصادي و المواطنة و الانفتاح و هذا من شأنه أن يوصلنا لمرحلة العلمانية حتى لو كانت مطبقة غير معلنة و عندها نكون قد أصعدنا رأسنا فوق الماء و نجونا من الغرق و يبقى إخراج الجسد كاملا ً.

التغير الفردي تأثيره ضئيل و يسقط أمام المجاميع العنيفة لذلك يجب أن تبقى الدولة قوية و يجب أن يأتي قادة مستنيرون كما أسلفت لك، هكذا أرى الحل و إلا فهو الدمار و الخراب القادم.

مجددا ً أتمنى لك السلامة و الخير دوما ً.


18 - نضال الربضى
خلف ثاينات ( 2014 / 8 / 12 - 00:17 )
اخ نضال احيّيك واحيي قلمك وشفافيّتك ومحاولاتك التنويرية الجميلة واثني على كتاباتك

اخوك خلف ثاينات من الاردن

https://www.facebook.com/khalaf.thainat



19 - الأستاذ خلف ثاينات
نضال الربضي ( 2014 / 8 / 12 - 07:17 )
أهلا ً بك أخي الكريم و يسعدني حضورك،

أتمنى أن تشاركنا في الحوار كلما وجدت سبيلا ً إلى ذلك.

تحياتي لك.

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah