الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام مسرطن

احمد عبدول

2014 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنالك جملة من المقولات الجاهزة التي يحرص الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب على ترديدها والتذكير بها والتأكيد على مصاديقها ودلالاتها , ولا شك ان معظمنا يتعامل مع تلك المقولات المكررة والجمل الجاهزة على إنها حقائق لايرقى إليها الشك بحال من الأحوال شأننا في ذلك مع الكثير من الأمور التي أصبحنا نرددها دون أدنى توقف او مراجعة او تمحيص,ولعل ابرز واهم واخطر تلك المقولات والجمل التي بتنا نطالعها من خلال أجهزة الإعلام المختلفة هي المقولة الآتية (الإرهاب لا دين له ). ان هكذا مقولة تتطلب منا مزيدا من البحث والتمعن والتحري ,لأنها مقولة خطرة وحساسة لابد ان نتوقف عند حدودها ونتفحص أبعادها وان لا نغادرها على عجل على ما تنطوي عليه من أهمية بالغة تدفعنا نحو طرح مزيد من الأسئلة والاستفهامات التي من شانها ان تبين لنا مدى صحة المقولة أعلاه من عدمه صحتها . ان نظرة متأنية لمقولة (الإرهاب لا دين له ) تجعلنا إزاء مقولة , ليست بالناهضة والدقيقة , اذ ان ما نسميه إرهابا يعده أصحابه ومعتنقوه سنن متبعة وسير معروفة واجتهادات معلومة جاءت على أيدي صحابة وتابعين وقادة ورموز كان لهم اثر واضح ودور بارز في قيام (دولة الإسلام السياسي ) التي انتشرت في بقاع المعمورة حتى وصلت تخوم الصين
ان ما نسميه إرهابا وهو كذلك لم ولن ياتي من فراغ فكري أو سياسي أو تاريخي (وقائعي ) وإنما جاء على خلفية عدة عوامل كان أهمها ان النص الديني ذاته فهو نص فضفاض قابل لأكثر من قراءة أي انه حمال ذا أوجه كما وصفه الإمام علي بن أبي طالب وهو يعظ (عبدا لله بن عباس ) في واقعة صفين ان لا يجادل القوم ولا يحاجهم بالقران لأنه حمال ذا أوجه فتقول ويقولون على حد تعبير الامام آنذاك . وهذه حقيقة لا مجال لإنكارها حيث يمكنك ان تقرأ القران من زاوية قوله (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )كما انك تستطيع ان تقرا القران من زاوية (لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ). ومن المعروف ان القراءة الشاملة والتي تأخذ على عاتقها عند قراءتها للنص القراني عدة مستويات من الفهم , لا تتوفر الا لطائفة من العلماء الراسخين في العلم من اصحاب العقول المتبحرة والمتنورة . ان الإرهاب الذي ترفع لوائه الجماعات التكفيرية اليوم هو إرهاب يمتلك تاريخ ومقومات وفقهاء ومنظرين. اذ لا يمكن بحال من الأحوال ان نتصور تبلور اي فكر او ممارسة ان لم يكن لها أساس تقوم عليه وذك هو شأن جميع الأفكار وشتى التوجهات السليمة منها او الخبيثة .لقد عرضت اكثر من (250)امراة في مطار تلعفر قبل ايام من المسيحيات والايزيديات ليتم بيعهن كهبات وجواري على معتوهي داعش وجرذانهم , بعد ان قتل ازواجهن وذبح حماتهن وفرق بينهن وعيالاتهن ,كما ساق الداعشيون اكثر من (50) طالبة من طالبات المرحلة المتوسطة في خانتقين الى مناطق مهولة لذات الغرض ,ولا شك ان هكذا ممارسات اجرامية ليست بالغريبة عى من قلب اسفار التاريخ الاسلامي السياسي , الذي حفل ببيع النساء وانتهاك الاعراض تحت ظلال السيوف وصيحات (الله اكبر )
ان للإرهاب دينا يدينون به ونصوصا يتعبدون بإحكامها ومناهج ينهلون من علومها وحدود لا يحيدون عن إقامتها وفتوحات يبتغون من ورائها ,إلا ان دينهم يعد دينا مسرطنا ومنهجا خبيثا , قد جاء به الحكام وروج له الوعاظ ممن درج الشيطان في حجورهم وباض وعشعش في صدورهم .
ان للإرهابيين دينا يدينون به , ولن يكون الحل عبر تسطيح الأمور وتهوين المحذور من خلال النظر الى الإرهاب على انه فكر خارجي حط بين أظهرنا فجأة ونزل بين مضاربنا على حين غرة ,بل ان الحل إنما يكون بتبصير العامة ومكاشفتهم , بان كل ما يجري على أيدي أولئك البغاة الجفاة إنما هو جزء لا يتجزأ من تاريخ إسلامي سياسي حافل بانتهاك الحقوق وسمل الأعين وجدع الأنوف وقطع الرؤوس والأيدي والأرجل من خلاف أما الخطوة الاخرى فهي التبرؤ من ذلك التاريخ وفضحه على رؤوس الأشهاد والعمل على رفع سمومه من النفوس والعقول والمناهج والمؤسسات التربوية والتعليمية التي تعتمده كما في مؤسسة الازهر والمؤسست الدينية في المملكة العربية السعودية .
ان جل ما يجري داخل الموصل اليوم على أيدي عصابات داعش كان قد جرى على ايدي أسلافهم أمثال (خالد بن الوليد ) الذي قتل الصحابي (مالك بن نويره )ثم نزا على زوجته فدخل بها عنوة ومعاوية بن أبي سفيان الذي كان يخاطب أهل الكوفة بقوله (ما جئتكم لتصلوا أو تصوموا لكن جئتكم لاتأمر عليكم ) ومسلم بن عقبة الذي استباح المدينة عشرا فلم تلد في ذلك العام امرأة الا من سفاح و(بسر بن ارطاه )الذي كان همه تعقب شيعة علي وأهل بيته داخل العراق تحت كل حجر ومدر, و(الحجاج )الذي كان يتلذذ بقطع الأعناق وقطف الرؤوس والدوانيقي الذي كان مهووسا بجمع رؤوس بني هاشم من الحسنيين والحسينيين في خزانات معدة لهكذا إغراض مريضة,ومن وراء اولئك يقف فقهاء السوء ودعاة الكراهية امثال ابن تيمية الذي تفوح من تصانيفه البغضاء والمودودي الذي طالب بالخلافة الاسلامية الرجعية وسيد قطب منظر الفكر السلفي الجهادي وشكري مصطفى قائد جماعة التكفير والهجرة والحويني الذي اجاز قتل المخالف وانتهاك حرماته , وابن باز والقرضاوي والعريفي الى اخر تلك الاسماء الداعشية . ان ما يجري داخل مدينة الموصل اليوم ما هو الاصورة مصغرة لما جرى إبان ما يسمى بالفتوحات الإسلامية وما أشبه اليوم بالأمس حيث يعيد التاريخ نفسه وتفسر الحوادث بعضها بعضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 13 - 23:43 )
و ماذا تقول عن :
- الإرهاب المسيحي المقدس؟ :
النص الأول : (وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ) .
السؤال : هل يرى القُراء الكرام (طفل) و (حد السيف)؟ .
النص الثاني : (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) .
السؤال : هل يرى القُراء الكرام (اضرب) و (اقتل) و (طفلاً)؟ .
الإجرام في حق (الأطفال) و (النساء) و (الشيوخ) و حتى (الحيوانات) مربوط بالمسيحيه إرتباط وثيق .
- الإرهاب الإلحادي؟ :
فضائح الدروانيه وفضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html


2 - كلما قالوا لي مسلما،
احمد حسن البغدادي ( 2014 / 8 / 14 - 00:40 )
اعتقد ان شعار القرن الحادي والعشرين سيكون،
كلما قالوا لي مسلما تلمست مسدسي،

تحياتي،،،


3 - من هو المسؤول عن هذا الاسلام المسرطن؟؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 8 / 14 - 05:45 )
الرجاء قرآءة المقال الآتي لما له علاقة بالموضوغ والذي اوضح فيه كاتبه بانه من المستحيل ان يتسب القرآن الى لله بسب التناقضات التي حواها والتي سببت في تبني الارهاب بكل اشكاله باسمه. والجدير بالذكر ان صاحب المقال هو خريج احد الحوزات الدينية الشيعية وهو يكتب باسم مستعار ـ تنزيه العقيلي ـ ومعنى اسمه هو تنزيه الله تنزيها عقليا مما نسب اليه من فضاعات على السن مدعي النبوات حسب رايه. اليكم الرابط:
أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن؟
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=186225
قرآءة ممتعة.


4 - الإرهاب والإسلام ،
احمد حسن البغدادي ( 2014 / 8 / 14 - 11:14 )
الإرهاب والإسلام وجهان لعملة واحدة،
ان اكثر من ركز ونشر مفهوم، الإرهاب لادين له هو الاعلام السعودي، ومنه ردد الببغاوات هذه العبارة، كمهرب من المسؤولية الأخلاقية، وتبييض وجه الاسلام الكالح،
لقد طلب ملك السعودية من رجال الدين تغيير ثقافة الإرهاب حفاظا على سمعة الاسلام،
وقد علقنا على طلب الملك، وقلنا له ان طلبك مرفوض، لانه يتحتم عليكم تغيير القران، ولأنك قد تأخرت عشرين عاما، ولم تصغ لطلب الرءيس بوش في خطابه في السعودية عام 2005 بتغيير تعليمكم الديني،
وجاء الجواب يوم أمس لملك السعودية من اهم مشايخ السعودية، وهي فتوى الشيخ صالح الفوزان، بان سبي النساء الايزيديات حلال،وبان العبودية وسبي النساء حلال في الاسلام، لان القران صريح، ملكات اليمين هن ما يسرقه المسلمون من النساء، حلال عليهم اغتصابهن وبيعهن،
راجع رابط فتوى شيخ السعودية يوم أمس،

http://almasalah.com/ar/NewsDetails.aspx?NewsID=36601

تحياتي،،،،،

اخر الافلام

.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و


.. 61-An-Nisa




.. 62-An-Nisa


.. 63-An-Nisa




.. 64-An-Nisa