الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان ممكنا ان يعيش المزياني..

محمد المراكشي

2014 / 8 / 14
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كما اجدني اومن بالحق في الحياة و ان لاشئ في هذه البلاد يستحق أن يموت من اجله انسان في زمن اللاقيم و اللامبادئ، الا انني بالقدر نفسه اتفق مع الشهيد المزياني بأن لاشئ ايضا عاد يستحق الحياة في ذات البلاد و الزمن و مع مثل هكذا ناس.
هكذا اذن جعلنا الشهيد نحس بالفصام و الالم من طرفي ثنائية الحياة و الموت معا!لقد كان ممكنا ان لا يموت المزياني في بلد يقال عنه انه ينتقل الى الديمقراطية حتى ولو لم يكن منتميا الى الحزب الاغلبي او الى ابناء اعيان المخزن .. فليس شرطا ان يعيش فقط أبناء هاتين الطائفتين !
كان من الممكن أن يعيش المزياني لأنه المزياني ، المواطن الذي يطلب حقه في التعليم الذي لم يأبه له الداودي او رئيسه في الحكومة لأنهما اعتبرا نفسيهما منذ جنازة الحسناوي اولياء دم بدل ان يعتبرا نفسيهما وزراء في حكومة لكل المغاربة! هذا وحده ما يمكن ان يفهم في كل التغاضي الذي عرفته قضية المزياني منذ اتهامه (الذي يفصل فيه القضاء و القضاء فقط) و حتى دخوله في الاضراب عن الطعام من أجل متابعة دراسته..
للأسف ، و لسوء حظ المزياني و من في فصيله -الذي نزلت عليه مطارق الاتهام و بلاء صحافة السكوبات- أنه في مغرب لازال لا يعرف ساسته حدود مسؤوليتهم تجاه حقوق مواطنيهم في الحياة و هي اقصى ما لا تقبل كل المواثيق و الشرائع المساس به. لذلك ، وجدنا أن حزبا يدعي انه اسلامي لا يحرك ساكنا تجاه طالب يموت ظلما من اجل دفتر و قلم.. و وزراء اسلاميون لا يتحركون لأن لهم ما يتصورونه واجبا أخلاقيا للقصاص .. ووزراء يساريون يحلو لهم أن يتمتعوا بوصف الشيوعية التي ما لهم منها إلا اسم للفكاهة الصحافية..!
كان من الممكن أن ينقذ رئيس الحكومة حياة المزياني -دون حاجة الى هيليكوبتير- باصدار أوامر الى وزيره في التعليم العالي لقبول دراسة الطالب المضرب.. لكنه لم يفعل.. و انتظرته حياة المزياني اكثر من 70 يوما لكنه لم يفعل.! و كان من الممكن للداودي أن يخرج من عباءة الخوانجي فيقبل استئناف طالب مغربي (وكفى) لدراسته ، لكنه لم يفعل .. 70 يوما مر دون أن يحمل الوزير قلمه ليؤشر أو يترك الأمر لموظف في كلية .. لكنه لم يفعل!
مرت كل هذه الايام من الجوع دون أن يتحرك وازع المسؤولية على حياة مواطن يموت ، و طالب مصر على حقه و براءته يموت .. لكن شيئا لم يتحرك في مسؤولي البلد الذين كان بامكانهم فعل كل شيء لانقاذ حياته ، لكنهم لم يفعلوا.. و فضحهم جميعا دم المزياني حين برهنوا أنهم لا يستطيعون أن ينقذوه ولو بجرة قلم تضيف اسما كاملا إلى لائحة الطلبة!
قد يتصور الكثيرون أن المزياني هو المسؤول عن حياته التي اضرب من اجل حقه أو الهلاك بدونها ، لكنهم لا يفهمون معنى الاستشهاد من اجل الحق و الحرية.. لذلك ، فحياتهم مهما بلغت بهم الاهانة لا يستطيعون الاقتراب منها أو حتى التفكير في انهائها لأجل حقهم او حقوق الناس.. وهذا ماعلمه القاعديون و اليساريون عموما لأمثالهم في هذا البلد.. ما قدمه الدريدي و سعيدة و شباضة و زروال و المهدي و عمر و بنعيسى و اللائحة أطول لا يمكن ان يفهمه هذا الجيل.. لذلك أتى المزياني في عصر آخر ليعلمنا معنى الحياة من أجل الحق أو الهلاك دونه!
لكنه مع ذلك ، كان بامكان الكثيرين ان يفعلوا شيئا من اجل حياته و حقه..
لسوء الحظ لم يفعلوا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -