الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟

جهاد علاونه

2014 / 8 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الناس جميعهم يلعبون دور الضحية والمجرم,والحاكم والجلاد,واللص والشرطي أو القاضي, والخير والشر, ولا أحد من بين كل الناس يريد مثلا أن يلعب دور الشرطي, بل الأغلبية يصرون على لعب دور الحرامي لكي تنمو أموالهم أكثر فأكثر, ولا أحد يريد أن يلعب دور الضحية, الكل يريد أن يلعب دور المجرم على حسب تعريف برتراند رسل الفيلسوف المشهور, لا أحد يريد أن يلعب دور الخير الأغلبية يحبون أن يلعبوا دور الشر والشرير, لا أحد يريد أن يفدي الناس أو حتى أن يفدي نفسه ويخلص نفسه بنفسه الكل يريد من غيره أن يضحي من أجله, الناس تبحث في الأسواق والمدن والقرى والأسواق عن الفادي والمخلص ولا ريد أحد أن يلعب دور الفادي, لا أحد يحب أن يضحي من أجل نفسه ومن أجل الآخرين وهذه ملاحظة تغيب عن أذهان الجميع لذلك يا أصدقائي ظهر يسوع وهو يعلم بحجم هذه المشكلة, يسوع يعلم والرب يعلم أن الناس تفضل أن تلعب دور المجرم بدل أن يكونوا الضحية, لهذا السبب ظهر يسوع ليخلص الناس إذا ما آمنوا به واتحدوا في هواه.

طبيعة النفس البشرية تحب أن تبحث عن شخص يفتديها ويتعب من أجلها, كل إنسان يفضل الراحة لنفسه ويحب أن يتعب الآخرون من أجله, الناس في هذه الحياة يفضلون أن يلعبوا دور الضيوف في المنزل مع تكريمهم من قِبل المستضيف , الإنسان بطبعه يحب الراحة والنوم ويفضل أن يتعب الآخرون من أجل راحته, لذلك قبل الرب من عنده وهو العالم الوحيد بخفايا الإنسان من أن يرسل إلى الإنسان من يفتديه ويخلصه طالما أن الإنسان لا يحبذ أن يلعب دور الضحية من أجل الآخرين , الإنسان بطبعه يخاف ويخشى من أن يقدم على خطوة تخلص الناس وتخلصه هو شخصيا من الشر لذلك يصر على أن يلعب دور المجرم لأن المجرم بنظره هو المستفيد , ولا يحب الإنسان أن يلعب دور الفقير بل يحب ويسعى طوال حياته بأن يكون الغني والثري, لا يحب الإنسان أن يمثل على خشبة المسرح في هذه الحياة دور العامل بل يحب أن يكون رب العمل, والحياة فيها شيء كلنا نتقنه ألا وهو (المنافسة) ولكن الإنسان لا ينافس الآخرين إلا لكي يتعب ويرتاح, لكي يكون هو المجرم وليس الضحية كما يقول الفيلسوف(رسل) ينافس الإنسان لكي يكون الحرامي الذي يسرق قوت الشعب ولا يحب أن ينافس الناس لكي يكون الشرطي, الإنسان ينافس لكي يصبح هو المسئول والمدير ورجل الأعمال وصاحب الشركة ولا ينافس لكي يكون هو العامل المسكين والفقير , ولا يدري الإنسان بأنه سيأتي عليه يوم من الأيام يصبح مسئولا عن كل أعماله, هذه الفكرة تفوته, سيدفع ثمن راحته التي كسبها على حساب راحة الآخرين, الإنسان أفضل شيء له في هذا الوجود أن يكون هو الضحية بدل أن يكون هو المجرم, الأفضل له أن يكون هو الفادي والمخلص وهذا أفضل من أن ينتظر دور غيره لكي يخلصه وينقذه



لا أحد يحب أن يصلب من أجل قضيته, الكل يفضل أن يأتي من يصلب من أجله ومن أجل أحلامه وطموحاته ومستقبله, ولا أحد يريد أن يكفر عن خطيئة نفسه أو خطيئة الناس والكل ينتظر بمن يظهر كبطل أسطوري لكي يكفر عنهم أخطاءهم التي ارتكبوها والتي لم يرتكبوها , إنها تشبه مسرحية(بانتظار غودو) هذا البطل الأسطوري الذي لم يظهر على خشبة المسرحية ولا مرة مطلقا, رجل يحتل دور بطل المسرحية ومع ذلك لا يظهر على خشبة المسرح, الكل في المسرحية يجلس بانتظار أن يأتي لهم (غودو) لكي يخلصهم مما هم فيه, ولا أحد يحب أن يكون غودو, نحن ننتظر بالمخلص ولا أحد منا يرغب بأن يلعب دور المخلص , الكل ينتظر بأن يأتي لتخليصه, لا أحد يحب أن يلعب في هذه الحياة دور المقتول الكل يحب أن يلعب دور القاتل .

والظلم منتشر على وجه البسيطة ولا أحد يحب أن يلعب دور المظلوم بل دور الظالم المنتقم الشرس العنيد الذي لا يعرف لا الرحمة ولا الإنسانية, وفي هذه الدنيا أناس بسطاء وودعاء وهادئون ومساكين دراويش ولا أحد يحب أن يكون مسكينا أو درويشا الكل يفضل أن يكون الذئب واللئيم والخبيث والداهية, لا أحد يحب أن يكون ناعما هادئا بسيطا وساذجا, في هذه الحياة متناقضات كثيرة وفي هذه الحياة الظالم والمظلوم والعبد والسيد ولا أحد يحب أن يكون العبد الكل يحاول أن يكون سيدا في كل شيء, في هذه الدنيا غرائب الإنسان التي تُكشف لنا بجلاء عن طبيعته وميله للابتكار في أساليب الحكم والغش والخداع, في هذه الدنيا الله وحده يعرف الظالم والمظلوم ويعرف الإنسان الذي لا يفرق في أغلب الأحيان بين الظالم وبين المظلوم, لذلك الله أرسل لنا من يخلصنا لأنه يعلم بأنه لا أحد يحب أو يحبذ أن يكون مخلصا وضحية تموت من أجل الآخرين, ضحية تحب أن تعيش بتعاسة من أجل أن يسعد الآخرون بحياتهم, هذه طبيعتنا نحن كبشر وهذا ما يعرفه الله عنا وهو أكثر من الذي نعرفه عن أنفسنا, أنا شخصيا لو بقيت 100 عام وأنا أبحث عمن يفتديني بدمه لن أجد إنسانا واحدا يحب أن يموت في سبيل أن أحيا أنا, ولن أجد من يفضل أن يعيش بتعاسة من أجل أن أسعد أنا, لذلك أرسل الله من يخلصنا جميعا وهو الفادي الوحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 15 - 00:38 )
الحقيقه هي : أن (يسوع بن بانديرا) حاول أن يلعب دور (الحرامي) , و لكن السلطات الرومانيه + اليهود = أنتبهوا له , و قاموا بإعدامه , فما كان منه و من أتباعه إلا إختراع وهم (المخلص أو الفادي) .
لو كان (يسوع بن بانديرا) (مخلص) أو (فادي) لما قرأنا عن هروبه من السلطات , الرجاء مراجعة :
إله و رب المسيحيين (يسوع الناصري) يخشى مواجهة البشر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425770


2 - عبقري
nasha ( 2014 / 8 / 15 - 02:09 )
تحية حارة جداً للانسان جهاد علاونة
جهاد انت انسان موهوب مستوى تفكيرك عالي جداً ، انت فيلسوف يارجل
لقد كشفت بوضوح ما هو المعنى الانساني الفلسفي للفداء .
حتى نحن مسيحيي المولد ــــ على الاقل انا ـــــ لا نستطيع ان نعبر عن فداء المسيح بالصورة التي عبرت عنها انت.
فعلا هذا هو لب ومحور مفهوم الفداء.
مرات كثيرة نسمع من غير المؤمنين برسالة المسيح ان الفداء والصلب ضعف وعبث ويستخفون بالمبدأ ويعتبرونه اهانة لله الجبار ويفسرونه بالمعنى البسيط السطحي.
فعلا الفداء هو قمة الانسانية ، عندما تتبرع بالمال فانك تفدي جزء من ما تملك للغير ، وعندما تتطوع لعمل الخير بدون مصلحة او تمييز فانت تفدي جزء من جهدك ووقتك لاجل الغير .
المسيح تبرع بحياته ثمناَ لتعليمنا هذا المبدأ الانساني بدون مقابل ، ولولا هذاالمبدأ او اجزاء منه لما تمكنا من تشكيل مجتمعاتنا حتى بالصورة التي هي عليه الان.
شكراً والى المزيد


3 - وتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه
عبد الله اغونان ( 2014 / 8 / 15 - 21:59 )

أخطأ ادم عليه السلام وأنزله الى الأرض وتاب عليه

فكيف يؤخذ أبناؤه ممن لم يخطؤوا بجريرته؟

فلاتزر وازرة وزر أخرى

صلب المسيح لايفيد قاتلا ولايمحو جريمته في الدنيا والاخرة

اعتقاد أن المسيح ابن الله في شرعنا كفر نص عليه القران مرارا


4 - الفداء شهامة ورجولة وشجاعة
مروان سعيد ( 2014 / 8 / 16 - 22:31 )
تحية اخي جهاد علاونة وتحيتي للجميع
ما اعظم القائد الذي يبذل نفسه عن اتباعه ويحمل اخطائهم وزنوبهم ويتعاقب عنهم ويستسمح الاب من اجل اخوته الصغار ويقول له اغفر لهم يا ابتي لاانهم لايعرفون ماذا يفعلون
ان الفداء هدية مجانية للبشر اجمعين وهي بيد المسيح الممدودة لنا ومن اراد هذه الهدية ليمد يده وياخذها لاانه لايجبر احد
وسمعت قصة لكاهن يشبه عملية الفداء
كان رجل غني بحفل كبير رفع بيده ساعة يد وقال هذه الساعة ثمنها مئة الف دولار ومن ياتي اولا ياخذها الجميع لم يصدقوا الا طفل ذهب اليه واخذها
ولذلك قال الرب ان لم ترجعوا مثل الاطفال لاتدخلوا ملكوت السموات
وللجميع مودتي


5 - القران متناقد مع نفسه يا عبدالله اغونان
مروان سعيد ( 2014 / 8 / 16 - 22:55 )
تحية مجددا للجميع
تقول انت
أخطأ ادم عليه السلام وأنزله الى الأرض وتاب عليه
وبما تاب عليه لما لم يرجعه الجنة
وتقول
فكيف يؤخذ أبناؤه ممن لم يخطؤوا بجريرته؟
هذا خطئ فادح الله لايحاسب الابناء بخطيئة الاباء بل اصبحت اجسادنا تتطلب الخطيئة وتنجزب لها وتفعلها وتحللها مثل زواج المتعة والتعدد والطلاق وجهاد النكاح الذي جلب البشر من اوربا ليجاهدوا ويقتلوا ويفجروا نفوسهم بالابرياء
اما عندنا باب التوبة الصادقة مفتوح ولو كان قاتلا وقبل الفداء وتاب عن خطاياه ولم يعود اليها سيكون مع المسبح مثل اللص المصلوب معه عندما قال له اذكرني يارب بملكوتك فقال له المسيح اليوم ستكون معي بالفردوس
وعندنا المؤمن بالاه الحقيقي لايموت ينتقل فورا الى الفردوس
وللجميع مودتي

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة