الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساؤهم ونساؤنا

طلال شاكر

2005 / 8 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عالم مفتوح بنماذجه بتفصيلاته بحيوته بقدرته على التجدد تجاوز الكثير من عقده عالم يبحث عن ذاته عن اهدافه في رحاب الكون الامتناهي لاتثنيه صعا ب ولاتشغله صغائر.في غير(عالمنا ) المراة عنوان من عناوين الوهج الحضاري، تزدهر تكبر تقود تنجز، في كل ثنايا العمل والبحث والانتاج تتحرك، تتحرك كطبيبة، كعالمة، كعاملة, كباحثة ،كمديرة ادارة، تقود، قطار، تقود باص ،تبيع تشتري، عضو في برلمان،يتعامل معها المجتمع بكل تلقائية، لايسأل احد عن لباسها عن فصلها واصلها،لايقيد وجودها الحر نص هادي ولاسنة مسيحية، ولااقوال توما ولانواهي مرقص،ليس لاحد قوامة عليها سوى قوامة شرفها وضميرها وقوانين البلد التي تسري على الجميع ولاتعاني من دونية جنسها اطلاقاً،تنتمى الى اعماق نفسها، في غمرة هذه الشجون ودواعي عسر الحالة،يشعر المرء منا بالذهول والانبهار والحيرة، والكلمات تزدحم في ثنايا فاه ولسانه عاجزاً عن ترتيتب اخراجها، وهو يرى امرأة شقراء ممشوقة القوام، وهي تقف امام مكوك الفضاء، ديسكفري الذي عاد من رحلة فضائية استغرقت 14 يوماً،بكل ثقة واعتداد توجزتفاصيل الرحلة،كقائد لهذه الرحلة،هذه( القائد) اسمها ايلين كورن،تقود ستة رجا ل،وليس ككل الرجال، انهم علماءوباحثون ،واختصاصيون،وبمواصفات بدنية عا لية اللياقة ،شجعان، وجريئون،وهم يقتحمون فضاءً مجهولاًبشجاعة واقدام تتضاءل امامه، شجاعة السيوف والخناجر،وهواة الانتحار،هولاء الرجال العلميون تقودهم امرأة وهم يؤدون مهمة حضارية بكل ابعادها الانسانية، يخوضون المخاطرة، بحنكة تقودهم امراة،يتجاوبون لفن قيادتها وتتصاغر امام قيادتها معاني الرجولة والذكورية في القواميس الشرقية،14 يوماً امراة واحدة مع ستة رجال في حيز ضيق،في خلوة فضائية،(بلاحيا ئنا واثمنا ) في حين يتجادل حكماؤنا،عن شكل الحجاب، طوله لونه ، واية خامة سوداء نضعها على اجساد نساءنا العزيزات وماهوقياسه، هل تختلط بالرجال،وكيف وهل ترش عطراً على جسدها يثير الغرائز، ايهما افضل ان تظهر عيونها من شقوق الحجاب بدون كحلة ام بدونها،هل نضعها ديكوراً في الجمعية الوطنية لرفع العتب ام رقماً شارداً لاستكمال عدداً ناقصاً ،معاذالله ان ا بيح لنفسي وضع مقارنة، بين ظروف نساءنا وبين ايلين كورن قائدة مكوك الفضاء دسكفري،لكني اشكو عجزي امام ضنك الحالة التي حشرت فيه نساؤنا ،وغرائب ترهات قيودها،ان هذا يقودني الى استحضار حالة نساءنا في جمعيتناالوطنية العتيدة كممثلات للشعب العراق والمعبرات عن نسائه كعناوين للمساواة والتكافئو،لااقلل هنا من شأن كفائتهن،ولكن الصورة التي يظهرن بها وهن يقدمن مطالعاتهن ،كصوت بلا جسد يتلجلج خافياُ خفره،والحذرمن ان يزحف طرف العباءة عن مستقره الشرعي،فيبطل العمل والنية، ولاادري كيف تقوم عضوات الجمعية بالعمل المنفرد ، كزيارة المصانع اوورش العمل او الى المزارع وتختلط بالرجال هل تضحك هل تتكحل ،هل تتزين، هل تبدوا صارمة يلف وجهها القنوط ماهي المعايير الشرعية في هذه الظروف الجديدة، التي لايحكمها نص ولاحديث، اين ستذهب قوامة الرجل على المراة وهي ممثلة الشعب في الجمعية؟ ،هل ستبقى مقيدة بلباسها الشرعي في حرنا الاهب المضني ,كيف يتنفسف جسدها وهي ملفوفة كمومياء، كيف يتحرر العرق من الجسد لينعشه واي ورطة في هذه الكفوف السوداء،ولايطيق المرء احتمال مضايقتها حتى في عز البرد احياناً، اثقلونا واثقلوا ابناءنا في طقوس تكدر رؤية الناظرين الينا في بلاد الغربة ونحن نستحكم في كانتونات لبسنا الشرعي المثير وفي اكلنا الحلال والحرام . بنات في عمر الزهور يتلحفنا في قيد عاجزات عن فك طلاسمه وغارقات في لجة فرضه من شر ع يستقو ي بقوة فضيلته على عقول لم تستكمل رشدها،كيف لنا ان ننتزع حقوقنا وصارت رنة التلفون الخلوي في بغداد لطمية، وصور الايمة ،الطاهرين على شاشتها،كيف يتسنى لنا اخراج نساءنا من عتمة النص وتاويله، لانريدها ان تصعد الى الفضاء بل نريدها ان تمشي على الارض معتدلة القامة ممشوقة القوام، حرة النفس،واثقة الخطى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران


.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال




.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي