الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟

ماريا خليفة

2014 / 8 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تقع دائماً فريسة الأفكار السلبية ولا تستطيع أن ترى من الأمور إلا جوانبها السلبية؟ كيف يمكن أن نتخطى تفكيرنا السلبي لنبدأ خطوات عملية لننعم بحياة إيجابية وسعيدة؟ إعلم عزيزي أن السلبية في الحياة عادة نكتسبها كما نكتسب أي عادة أخرى ونستطيع أن نتخلّص منها متى قررنا ذلك. كيف نتخلّص من تلك العادة بعدما باتت تستحوذ أفكارنا وعقولنا وتتحكم بنظرتنا للأمور؟ هيّا فلنقرر اليوم في العالم أشياء إيجابية كثيرة ونحن نريد أن نكتشفها ونعيش بجوّها. قل لنفسك لا مكان للسلبية بحياتي ولا وقت لدي أضيّعه على أفكار لن تجلب لي سوى الحزن والفشل وقلّة تقديري لذاتي وقدراتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلبية كما قلنا هي عادة نكتسبها وبقليل من الإرادة والعزيمة نستطيع أن ندع حداً لها. لكن علينا أن نحدد أولاً هل نحن حقاً مصابون بداء التفكير السلبي؟ إسأل ننفسك إن كنت تفكر بإحدى الطرق التالية والتي تعرف بأنماط السلبية:

التفكير بطريقة "الحياة صعبة": هل تقول دائماً لنفسك لا شيء جيد في الحياة، لا أستطيع أن أثق بأحد، ولن أحصل على أي شيء جيد مهما حييت. من الصعب أن أحصل على هذه الوظيفة، مستحيل أن تتحقق أحلامي؟
التفكير بطريقة "الاستنتاجات الخاطئة": هل تستنتج أشياء سلبية من دون أن يكون لديك إثبات؟ هذه الطريقة في التفكير ممكن أن تكون مدمرة لأنها تمنعك من رؤية الأمور كما هي.
التفكير بطريقة "عدم الثقة بقيمتك": هل تعتبر أنه لا يمكن أن تتحسّن وأنك لا تستحق شيئاً أفضل مما أنت عليه؟ هذه الأفكار يمكن أن تبقيك في مكانك، فقط لأنك تشعر فيه بالحد الأدنى من الأمان.
التفكير بطريقة "الرأي الآخر السلبي": هل تفترض أن رأي الآخرين فيك سلبي وأنه من الأفضل أن تتجنّبهم؟
التفكير بطريقة "أعرف ولكن": هل أنت من الأشخاص الذين يعرفون ما يجب أن يفعلوه، ويريدون القيام بهذه الخطوة ولكن يجدون دائماً أعذاراً حتى لا يفعلوا؟
التفكير بطريقة " التعبير الانفعالي": هل تسيطر عليك إنفعالاتك وتمنعك من رؤية الأمور بوضوح.
التفكير بطريقة " أنا المذنب": هل تحمّل نفسك مسؤولية أي شيء سيّء يحصل لك أو من حولك؟
التفكير بطريقة "هم المخطئون": هل تعتبر أن لا أحد يفعل شيء كما يجب وأن طريقتك هي الأفضل؟

ما هي خطّة الحل؟
إعلم أنه مهما بلغت درجات السلبية ذروتها يمكنك أن تتغلّب على تلك الآفة. والحل يبدأ دائماً بالإعتراف بوجود مشكلة. إليك المراحل التي تساعدك في التخلّص من التفكير السلبي:
اعترف بوجود المشكلة: نظرة كل إنسان للحياة مختلفة. فإذا كان يعتقد أن الحياة حلوة سوف ينتبه للأشياء الحلوة في الحياة. أما إذا كان يرى الحياة صعبة فسيصادف أموراً صعبة في حياته. غيّر أفكارك فتتغيّر حياتك. وحتى تتغيّر اعترف أولاً أن طريقة تفكيرك مدمرة.
متى تستخدم التفكير المدمّر: حدّد الأوقات التي يكون فيها تفكيرك مدمراً وميالاً للسلبية، إذ قد لا تكون سلبياً إلا في أماكن وأوقات محدّدة. وقرر أن تبدأ التغيير.
استبدال طريقة التفكير السلبية بأخرى إيجابية: تخلّى عن طريقة التفكير القديمة بالتدريج واعتمد الطريقة الإيجابية الجديدة على مراحل أيضاً. التغيير لا يحصل بلمح البصر.
إيجابيتك في المواقف السلبية!
لا مفرّ من أن نمرّ في حياتنا بمواقف محرجة.فقد يقول عنك أحدهم شيئاً سلبياً. أو يظهر نحوك عدائية ما أو استياءً. في ظروف كهذه قد تجد صعوبة في الحفاظ على إيجابيتك. ولعلك تميل إلى الانفعال السلبي حيال هذه المواقف. لكن ذلك لا ينفعك بل سيزيد الوضع تأزّماً. فأنت ستستفّز الطرف الآخر للتعامل معك بشكل أكثر سلبية، الأمر الذي يجعلك أكثر غضباً وعرضة لخيبة أمل.
الانفعال هو أن تظهر ردة فعل مبالغ فيها وغير ضرورية على موقف أو حدث ما، وقد يأتي على شكل رد فعل قوي غير متناسب مع حجم الحدث أو تعبير إنفعالي قوي أو تصرّف عنيف.


لماذا الحفاظ على الإيجابية؟
تتساءل لماذا علي أن أتغلب على سلبيتي وما فائدة الحفاظ على الإيجابية في المواقف التي تصادفنا في حياتنا اليومية؟ كن على يقين عزيزي أن الإيجابية تساعدك على التعامل بسهولة أكبر مع شؤوننا اليومية، تجعلك متفائلاً في حياتك، تساعدك على تجنب القلق والأفكار السلبية، تجعلك أكثر سعادة وفرحاً ونجاحاً، تجعلك تتوقع الأفضل وستحصل حينها عليه. ثق أنك إذا اعتمدت الإيجابية كنمط حياة فسيساعدك ذلك في تحقيق التغيير نحو الأفضل ويجعلك
ترى الجانب المشرق من الحياة. نعم الإيجابية حالة ذهنية تستحق أن تطوّرها.
علامات تمتّعك بالإيجابية
إذا إعتمدت تلك الأساليب والخطط لن تتأخر الإيجابية في الظهور بوضوح في حياتك وأفكارك وتصرفاتك. حين تصبح إنساناً إيجابياً يصبح تفكيرك إيجابيا، تصبح أفكارك بنّاءة وإبداعية، تشعر بدافع قوي لتحقيق أهدافك، تسعى للنجاح في حياتك، تختار السعادة ولا تستسلم للظروف السيئة، تؤمن بنفسك وبقدراتك وطاقاتك التي لم تستعملها بعد، تعتبر الفشل والمشاكل نعماً، تتحلّى بالتقدير لذاتك والثقة بالنفس، تبحث عن الحلول بطريقة ذكية، تتنبّه للفرص عندما تصادفك، تتمتع بالطاقة والحيوية، تتمتع بالقوة الداخلية، تستطيع أن تحفّز نفسك وتلهم الآخرين، تصبح الصعوبات أقل عدداً، تتمكن من تخطّي العقبات بإيجابية، تبتسم لك الحياة وتكسب احترام الذات واحترام الآخرين لك.

هكذا تواجه المواقف السلبية بإيجابية!
من الناحية العملية إليك طرق مواجهة المواقف السلبية بذهنية إيجابية:
• لا تردّ على أي كلام عندما لا تكون هادئاً، وإذا لم تكن واثقاً من هدوئك لا تجب وخذ الوقت الكافي لتسترجع هدوء أعصابك.
• تكلّم بلهجة لطيفة لتخفف من توتر الموقف.
• ركّز على الفرص في المواقف السلبية، ولاحظ أنك تستطيع أن تجدها، وتذكّر ما قاله ألبرت إنشتاين: "في كل صعوبة فرصة!".
• إبحث في ما يقوله لك الآخرون عن شيء إيجابي يمكن أن تعمل على أساسه لتحسين نفسك.
• لا ترفض الرسالة كلها وتجاهل الجوانب السلبية منها.
• حافظ على نظرتك الايجابية إلى الآخرين، قد لا تعجبك الرسائل التي يوجهونها إليك ولا سلوكهم معك، لكن هذا لا يعني أن عليك أن تكرههم شخصيا.ً
• كن على قناعة أن المشاعر السلبية لا تؤذيهم بل تؤذيك أنت، فلا داعي لهذه الانفعالات العاطفية السلبية.
• كن منفتحاً على الاعتراف بأخطائك وتذكّر هذا القول لجورج برنارد شو: "الحياة التي تمضيها وأنت ترتكب أخطاءً ليست فقط أكثر شرفاً من حياة تمضيها وأنت لا تفعل شيئاً، بل أكثر فائدة منها أيضاً".
• إستمع إلى برامج مسجّلة أو إذاعية من النوع الذي يحفّزك أو يعطيك أفكاراً إيجابية.
• تحدّث إلى صديق أفكاره إيجابية يمكنه أن يدعمك ويشجّعك، وتذكّر الأقوال الحكيمة المفضلة لديك لتستوحي منها سلوكك وتستمدّ منها دعماً معنوياً.
• اعتبر المواقف السلبية التي تواجهك دروساً تدريبية في الحياة الحقيقية.

غيّر أفكارك تتغيّر حياتك، وكن جميلاً ترى الوجود جميل. وتأكد من أن التغيير ممكن في هذه الحالة والآن، ومهما كانت ظروفك. كل شيء يتوقف على وعيك للمشاكل التي يسببها لك التفكير السلبي وإقتناعك بفائدة التغيير الجذري نحو الأفضل، الذي يضمنه لك التفكير الإيجابي. والأهم أن تمتلك حقيقة إرادة تغيير.
إعلم أنك لا تستطيع أن ترضي الجميع، ولا أحد غيرك يستطيع ذلك. عليك أحياناً أن تتقبل خسارتك لبعض الأشخاص. إن إدراكك لهذه الحقيقة سيزيح عن كاهلك الكثير من الأعباء غير الضرورية، فتتمكن من التركيز على الأشخاص الذين تستطيع التفاعل معهم بطريقة إيجابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر