الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم(3)

مبارك أباعزي

2014 / 8 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


3- صادق جلال العظم وإثارة النعرات الطائفية:
في سن مبكرة (35 سنة) من عمره نشر الباحث السوري صادق جلال العظم كتابا وسمه بـ"نقد الفكر الديني" فحوكم جراء ذلك –رفقة ناشر الكتاب- بتهمة إثارة النعرات الطائفية والتشكيك في الأديان السماوية، الشيء الذي عرضه للسجن والملاحقة والطرد من الوظيفة.
وقد تناول في كتابه محاور مختلفة منها: الثقافة العلمية وبؤس الفكر الديني، مأساة إبليس، معجزة ظهور العذراء وتصفية آثار العدوان، التزييف في الفكر المسيحي الغربي المعاصر، مدخل إلى التصور العلمي المادي للكون وتطوره.
ومن النصوص التي تمت مؤاخذته عليها قوله: "إن كانت مثل هذه القصة القرآنية [يقصد قصة رفض إبليس السجود لآدم] صادقة صدقا تاما وتنطبق على واقع الكون وتاريخه، لابد من أقول إنها تتناقض تناقضا صريحا مع كل معارفنا العلمية، وإن لم تنطبق القصة القرآنية على الواقع فماذا تكون إذن إن لم تكن أسطورة جميلة" .
وينتقد المسيحية في مصر حين قال: "يبدو بصراحة أن المستوى الفكري والثقافي والعلمي الذي يعمل عليه جهاز الإكليروس في الكنيسة القبطية المصرية منخفض جدا ولا يتصف بالرصانة الفكرية في معالجة الأمور ومداراتها وأن كل ما قيل حيال صور العذراء لا أساس له من الصحة على الإطلاق ولا يستند إلى أي سند تاريخي ثابت ولا يتعدى كونه من الأساطير والحكايات الدينية التي ينسجها الخيال".
وفي سياق آخر يقول: "إذا كان الله صانع الأشياء كلها ومقدر الخير والشر على عباده لماذا أراد للناس أن يعتقدوا بأن إبليس هو سبب الشر ولماذا شاء تحميله أوزار أولئك الذين خلقهم للشر وأجرى الشر على أيديهم؟".
ولعل النَّفس النقدي، الجارح أحيانا لعقول ألِفَت التفكير وفق نمط واحد، الذي انماز به الكتاب في مداخله المختلفة، هو ما أكسب له فرادته التحليلية بالنظر إلى الموجود في تاريخ المعالجة النقدية للفكر الديني. والأهم من ذلك أن الكتاب وضع اليد على المسكوت عنه في الثقافة الإسلامية، وجعل اللامفكر فيه في متناول العقل النقدي المقوض للبدهيات الدينية.
ومهما يكن، فاسم صادق جلال العظم عرف بجرأته على ممارسة النقد العلمي الذي أرساه في كتبه الأخرى من قبيل "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم"، وما زال إلى حدود اللحظة يشاكس القلم والأوراق البيضاء في موضوعات شتى، أهمها المأساة الإنسانية التي يكابدها بلده سوريا.
https://www.facebook.com/abaazzi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي