الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوافع العنف والقتل عند دعاة الإسلام السياسي

علي رمضان فاضل علي

2014 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدارس لمقولات الإسلاميين المعاصرين يعرف جيداً أن أهم ما يقوم علية بناء الدولة الإسلامية في العصر الحديث عند المودودي و سيد قطب وشكري مصطفي وغيرهم من دعاة الإسلام السياسي خرفه إنهاء الخير للشر (فالخير هنا طبعا الدولة الإسلامية المبتغاة والشر كل ما يعارض هذه الفكرة)
هؤلاء المفكرين يرون بأن الدولة الإسلامية المرجوة القائمة علي البيعة والخلافة والشورى كأسس للحكم خير كلها وفور أن تقام سوف يعم الخير ويشعر بة الجميع وسوف ينتهي الشر من الوجود.
نجد سيد قطب مثلا لم يكتفي بأن هذا الخير الكامن في الدولة الإسلامية المرجوة سوف يفرض نفسه كواقع علي الغير. لم يكتفي بذلك ولكنة قال بأن علينا أولا أن نزيل كل صنوف الشر من المجتمع لكي نهيئ الطريق لهذا الحكم الإسلامي القادم . هذه الدعوة هي أساس للعنف الذي نشاهده الآن من أبناء السلفية الجهادية وأبناء تنظيم القاعدة لأنهم يسيرون علي منهج أستاذهم سيد قطب الداعي إلي تهيئة الأرض أمام الدولة الإسلامية.
السؤال المهم الذي سوف يوضح مدي التخريف الذي كان سيد قطب يبني نظريته علية إذا كنت أنت ومن علي شاكلتك سوف تهيئون المجتمع بإزالة كل الأصنام علي حد قولك من المجتمع فما هي الشرور التي سوف تقضي عليها الدولة الإسلامية فور وجودها ؟
قيام الدولة الإسلامية التي يتمنها سيد قطب ورفاقه لا توجد سوي في عقولهم, فهناك عوائق لا حصر لها أمام تلك الدولة تعوق قيامها بنفس المنطق,والمنهج في عصر العولمة والمعلوماتية والقارئ لأدبيات الداعين إلي هذه الأفكار سوف يكتشف جملة من الحقائق أهمها:
تبني المنهج الإسلامي في كل شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من أهم مقومات الدولة الإسلامية ولكن لم نري احد منهم يحدثنا عن التحديات التي سوف تواجه الدولة الإسلامية وهذه التحديات حتما سوف تجعل هذه الدولة إما أنها تسير علي ما تؤمن به وتطبقه بكل حسم وفي هذه الحالة سوف تكون في حالة من العزلة الكاملة والانزواء والفناء, وإما أن تضطر إلي التعامل مع العالم الغربي وهنا سوف تقفز فوق ما تؤمن بة وتبرر التخلي عنة بحجج دينية .
ولسوف اعرض لجملة من القضايا التي يتمسك بها دعاة الإسلام السياسي وفي نفس الوقت لا يقدمون الحلول الحاسمة لهذه القضايا ومنها:
1 - يري سيد قطب أن الجهاد في الإسلام ليس قاصرا علي جهاد من اجل الدفاع ولكنة أنواع منها : جهاد المحارب للمسلمين - جهاد أهل الذمة المنعين للجزية وجهاد المشركين عموما والسؤال المهم هنا طالما أن الجهاد فريضة فكيف تقوم الدولة الإسلامية بإعلان الحرب علي التكتلات الدولية اليوم فهي إذا أعلنت الحرب سوف تفني لا محالة لأننا نري بأم عيننا الإمكانيات المادية التي في أيدي غير المسلمين وإذا تخلت عن الجهاد سوف لا تكون دولة إسلامية من وجهة نظر قطب فما هو الحل الذي قدمه قطب هنا لا شيئ.
2 - الجانب الاقتصادي : الإسلام يحرم التعامل بالربا وبالتالي الدولة الإسلامية المبتغاة يجب ألا تتعامل بالربا قطعا والسؤال إذا كانت دولة فقيرة واغلب الدول الإسلامية كذلك وفي حاجة إلي قرض من البنك الدولي الذي يتعامل بالربا فهل تأخذ القرض وتتخلي عن الثوابت الدينية أم لا تأخذ القرض ويموت أهلها جوعا ؟
3 - الجانب الاجتماعي : كيف يمكن للدولة الإسلامية المبتغاة أن توفر الغذاء للمسلمين دون اللجوء إلي الدول الغربية ؟ فإذا أعلنت عليهم الجهاد الفرض الواجب سوف تموت جوعا وإذا تعاملت معهم سوف تعطل فرض الجهاد فما هو الحل؟
4 - الصناعات الحديثة : إذا كانت اغلب الدول الإسلامية دول متخلفة صناعيا فكيف لها بناء الاعتماد علي نفسها دون اللجوء للغرب الكافر الداعر ؟
5 - الجانب السياسي : الدولة الإسلامية لا تعرف الديمقراطية ومقومات بناءها البيعة والخلافة والشورى فكيف يمكن تطبيقهم الآن في دولة مثل مصر والجزائر أو أي دولة عربية عدد السكان وصل إلي ميئات الملايين.
6 - الدولة الإسلامية لا تعرف التعصب للوطن ولا تعرف الحدود المرسومة بين الأوطان فهذه الدولة التي يريدها سيد قطب إذا تمسكت بالحدود وأغلقت الباب في وجه غير موطنيها سوف تصبح دولة قومية ولم تكن دولة إسلامية وإذا تركت الحدود ولم تتمسك بها سوف يحدث هناك انفجار سكاني في الدول الغنية وسوف يحدث هجرة من الدول الفقيرة.
تلك التحديات الفكرية في الأساس تواجه دعاة الإسلام السياسي ولأنهم عاجزين عن وجود الحلول الإسلامية لتلك القضايا يتبنون خرافة إنهاء الخير للشر .وهذا يعني أنهم هم من يمثلون الخير وكل من يخالفهم يمثل الشر وينبغي الخلاص منة لماذا لكي تأتي الدولة الإسلامية ولا توجهها في هذه الحالة إي مشكلات وفي الحقيقة هذا التفكير الخرافي هو عين العجز لماذا ؟ لأن الشر باقي إلي يوم الدين والخير سوف لا يقضي علية بل كلما ازداد الخير ازداد الشر بجواره.
الذين يفجرون أنفسهم من الإسلاميين والذين يرفعون السلاح في وجة المخالفين لهم من الإسلاميين يفعلون ذلك ظنا منهم أنهم يهيئون الأجواء لبناء دولة الخير.
أخيرا أقول: أن الدولة الإسلامية بالمقومات التي يتحدثون عنها لا توجد سوي في خيالهم وإذا كانوا يريدونها حقيقة عليهم التخلي عن خرافة إنهاء الخير للشر والتخلي عن منهج العنف وموجهة الواقع الذي نعيشه وان يعرفوا إن الخير لا يمكن أن ينهي الشر وإذا ظن احد ذلك فأنة يجعل الخير ينقلب إلي نقيضه من حيث لا يعلم. فالخير يكون خيرا إذا تعايش بايجابية مع الشر وجعله هدفا له لكي يهديه إلي طريقة لا أن يقضي علية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل