الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية في منافستو الأخوان المسلمين (كتاب معالم في الطريق) لسيد قطب

علي رمضان فاضل علي

2014 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ً
قراءة نقدية لمنافستو الأخوان المسلمين
يعتبر كتاب معالم في الطريق للسيد سيد قطب بمثابة المنافستو الذي تسير علية جماعة الأخوان المسلمين , ولسوف أتناول ثلاثة أفكار محورية دعا إليهم سيد قطب ويدعوا إليهم اغلب الجماعات والتيارات الإسلامية ولسوف أقوم بتفنيدهم والرد عليهم بما يتفق مع روح العصر والواقع ومتطلباته .
الفكرة الأولي : منافسة العالم الإسلامي للغرب في الجانب الأخلاقي لخلوا المجتمعات الغربية من الأخلاق. في بداية الكتاب تحدث سيد قطب عن الأسباب الداعية إلي البعث الإسلامي والأحياء الإسلامي المبتغي ومن هذه الأسباب الإخفاق والتردي الذي وصلت الية الحضارة الغربية في جانب الأخلاق فالحضارة الغربية متفوقة في الجانب المادي وقفزت قفزات هائلة في هذا الجانب ولا يمكن للعالم الإسلامي أن ينافسهم ينافسهم أو يتفوق عليهم لا قدر الله والمجال الوحيد في رأي الكاتب الذي يمكن للعالم الإسلامي أن يتفوق فيه هو الجانب الأخلاقي.هذا الكلام يمكن تفنيده علي النحو التالي:
1- يعترف سيد قطب بالفشل الزريع الذي آلت إلية الأمة الإسلامية وفي نفس الوقت لا يقدم حلا يمكن أن تسير علية الأمة الإسلامية لكي تخرج من كبوتها وعثرتها والحل الوحيد عنده يكمن في التربية الأخلاقية . هناك عدة أسئلة يمكن طرحها منها : ما هي الأخلاق التي يريد سيد قطب أن يتمثلها كل مسلم ويصدرها للعالم ؟ هل لأخلاق عنده هي امتثال المسلم لأوامر ونواهي الله ورسوله وهذا ما سوف يبني الفرد المسلم ؟ هل يمكن لآمة من الأمم أن تقود العالم المادي المحكوم بالمصالح بالأخلاق؟ هل هذا المسلم الذي يريده سيد قطب والذي في نظرة يعتبر قدوة العالم في مقدوره التنازل عن مصالحة مقابل الأخلاق ؟ يعني هل يمكن لهذا المسلم الذي يريده سيد قطب أن يتخلي عن منفعته ويتنازل عنها مقابل تمسكه بالأخلاق أم أنة سوف يقفز فوق تلك الأخلاق للحصول علي مصالحة ؟ في اغلب الظن هذا لم ولن يحدث إلا لقلة من الناس ولكن القاعدة العريضة سوف لا تتخلي عن المنفعة من اجل الأخلاق والدليل العملي علي ذلك جماعة الأخوان التي تعتبر هذا الكتاب هو المنافستو لها عندما وصلت إلي سدة الحكم تخلت عن الكثير من الأخلاقيات والثوابت الدينية من اجل تحقيق المنفعة الفردية والحزبية فقبل الحكم كانوا يطالبون بتطبيق الحاكمية (حاكمية الله) ولكن بعد الحكم كانوا ابعد عن ذلك بعد السماء من الأرض وهذه إشارات ودلائل علي أن الأخلاق لا يمكن لها أن تقود الأمم بل الأمم لا تعترف سوي بالتفوق المادي.
2 - الأخلاق تختلف من امة إلي أخري فالعالم الغربي لدية الضوابط التربوية الأخلاقية الخاصة بة . وكون أخلاقهم مختلفة عن اخلافتا لا يعني أنهم معدومي الأخلاق.
3 -لو لم يكن لدي العالم الغربي ضوابط أخلاقية لما وصل إلي ماوصل إلية من التقدم المادي والناظر إلي الغرب اليوم سوف يجده متمسك بالكثير من الضوابط الاخلاقية مثل, الانضباط الالتزام, العمل الجاد, التخطيط السليم.. الخ
نتيجة لذلك يمكن القول أن سيد قطب لم يكن لدية منهج يقدمه للمسلمين لكي يخرجهم من فشلهم المادي سوي بالدعوة إلي التماس الأخلاق, وان هذا ما سوف يجعلهم سادة العالم وقادته فيما بعد ولكن هذه الدعوة لم تنطوي علي آليات وإجراءات من اجل تطبيقها ويظل ما قاله يندرج تحت المواعظ التي يتخلي عنها المسلم في حال تعارضها مع منافعه الفردية والجماعية والحزبية.
الفكرة الثانية: مجتمع أصحاب محمد مجتمع مثالي يجب أن يسود في عصر المعلوماتية والسماوات المفتوحة. بعدم عرض سيد قطب أسباب البعث الإسلامي المبتغي والقائم علي الأخلاق لخلو العالم الغربي منة يعرض بعد ذلك أهم المقومات والسمات التي جعلت جيل الصحابة يختلف عن الأجيال التي أتت بعدهم. من تلك المقومات:
1 - هذا الجيل كان نبعة الخالص القرآن فقط والابتعاد عن أي نبع أخر ثقافيا, دينيا أو حضاريا).
2 - تلقي القرآن من اجل العمل وليس من اجل المتعة والدراسة.
3 -الانسلاخ من أي أمر من أمور الجاهلية التي سبقت الإسلام.
أوضح لنا سيد قطب بأن هذا الجيل الرباني كان متميزا عن بقية الأجيال وذكر أسباب تمايزهم عن غيرهم. وكل ما كان يريده قطب أن يجعل الأجيال الحالية تسير علي منهج الصحابة. والسؤال هل حقا كان الصحابة كما وصفهم قطب كانوا جيل فريد من البشر ولم يكن لهم مثيل في تاريخ البشرية أم كانوا بشر مثلنا لهم محاسنهم التي لا ينكرها احد ولهم أخطائهم وخطاياهم, وهل حقاً يمكن أن نتغافل عن السياق التاريخي الذي عاشوا فيه , ومتطلبات عصرنا ونرجع للوراء ونسير علي نفس ما ساروا علية بدون تعثر ؟
توضح لنا حقائق لتاريخ بجلاء ما يمكن أن يخفيه سيد قطب وغيرة : من تلك الحقائق :
1 - أصحاب محمد كانوا بشر مثلنا تماما ووقعوا في الأخطاء والخطايا وبالتالي لم يكونوا مختلفين عنا في أي شيء. فمنهم من سرق ومنهم من زني ومنهم من قتل ومنهم من ظلم غيرة ومنهم من منع الزكاة ومنهم من رفع السلاح في وجه أخيه من اجل السلطة ومنهم من حابي أهلة وقربهم عندما كان أميرا للمؤمنين.
2 - المجتمع الإسلامي أيام الصحابة كان مجتمع مثله مثل غيرة من المجتمعات ولم يكن مثالي بهذه الصورة التي يصورها لنا قطب, ولو كان كذلك فلما تقاتلوا ومات منهم أكثر من عشرة الآلف من اجل السلطة السياسية والتنازع عليها.
3 -أصحاب محمد لم يكونوا ملائكية ولكنهم بشر وتصرفوا كبشر ولم يتصرفوا يوما كملائكة فلماذا يحاول السلفيون الآن أن يخلعوا منهم الخاصية التي ركبها الله فيهم وهي صفة البشرية ويلبسونهم ثوب الملائكة, وان ما طلبة قطب من الابتعاد عن كل إشكال الجاهلية الموجود في العصر الحديث أمر من المستحيلات ودعوة سيد قطب للابتعاد عن إشكال الجاهلية العصرية ( الثقافات , الديانات , المذاهب , الفلسفات, وكل ما لم يمت إلي الإسلام بصلة) من وجهة نظرة هي بداية الإقصاء وبدية طريق العنف الذي سلكه الأخوان المسلمين.
الفكرة الثالثة: حاكميه الله: وهي تعني إنزال أحكام الله علي الواقع المسلم في كافة مناحي الحياة الاجتماعية, والسياسية والاقتصادية.و يؤكد قطب علي أن العالم اليوم قد استولي علي اخص خصوصيات الله وهو التشريع فالعالم اليوم بدلا من الرجوع إلي الله في كل صغيرة وكبيرة يرجع إلي أناس لهم أهواء يشرعون لهم وان العودة إلي حاكميه الله ضرورة لصلاح العالم وان المجتمع الغير محكوم يشرع الله مجتمع متبع لجاهلية ولابد من إزالة هذه الجهالة عنة .يمكن تفنيد هذا الكلام علي النحو التالي :
1 - أن الله تعالي انزل إحكاما وهذه الأحكام من يقوم بإنزالها علي ارض الواقع بشر لهم أهواهم مثلهم مثل غيرهم وربما انزلوا النص الديني علي الواقع بما يحقق مصالحهم ومنافعهم وهذا العالم المحكوم بالمصالح لا يفرق بين ما قاله الله وبين مقالة واحدا من خلقة. هذا سوف يؤدي إلي استغلال الدين ونصوصه أسوء استغلال.
2 - دعي قطب لحاكميه الله وأكد علي أن هذه الحاكمية سوف لا تصلح إلا في مجتمع مسلم متهيئ لها ويضرب مثل بحالة المسلمين بعد البعثة وعندما كانوا موجودين في مكة لم ينزل الله تعالي عليهم أي أحكام لأنهم لم يكونوا مهيئين لذلك والأحكام لم تنزل عليهم إلا بعد أن أصبحوا في المدينة وأصبح لهم دولتهم التي يطبقون فيها الأحكام وهذا في حقيقة الأمر كلام فيه نظر وكأنة يقول تعالوا أولا نهدم هذا المجتمع المليء بالشرور والذي لا يصلح لتطبيق الحاكمية الإلهية ونبني بدلا منة مجتمع إسلامي خالي من كل مظاهر الجاهلية. وفي الحقيقة هذه دعوة لتحقير الأخر وعدم التعايش مع المخالفين في الرأي والدين.وهذا ما شجع الأخوان والجماعات الإسلامية التكفيرية علي تبني العنف كمنهج لإصلاح المجتمع.والأحداث التي حدثت في أواخر السبعينات وبداية الثمانينيات في مصر خير دليل علي ما نقول.
3 - أقوال سيد قطب الداعية إلي هدم المجتمع لأنة جاهل من وجهة نظرة مازال هناك من يؤمن بها ويطبقها ويري أن هذا المجتمع لا يستحق الحياة. وقطب حدثنا عن ضرورة هدم المجتمع المليء بكل أصناف الجاهلية وفي نفس الوقت لم يحدثنا عن منهج البناء أي كيف سوف يتم بناء هذا المجتمع المسلم الخالي من صنوف الجاهلية ؟ كيف يتعامل هذا المجتمع مع غيرة من المجتمعات المليئة بالجاهلية هل سوف يقاطعها أم سوف يحاربها ؟ ومن سوف يفسر النصوص التي تحكم المجتمع المسلم المبتغي بشر مثلنا لهم اهوأهم أم جماعة من الملائكة ؟ هل هذه الدعوة القطبية عقلانية بما يكفي لصلاح حال المسلمين أم أنها دعوة من شخص غير مدرك لحقائق الواقع؟ فما قاله سيد قطب ضمنا من ضرورة هدم هذا المجتمع الجاهل واستبداله بأخر كان القانون الذي سارت علية الجماعات التكفيرية , والجهادية فيما بعد ........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال