الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة نوال المغربية بفرنسا

مصطفى راشد

2014 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تلقينا على موقعنا عبر الإنترنت سؤال من السيدة نوال وهى مغربية تعيش فى فرنسا تقول فيه أنها مهددة بالفصل من عملها بسب إصرارها على إرتدائها الحجاب، حيث يعتبرون الحجاب رمز سياسى وتمييزى -- فهل خلعها للحجاب حتى لا تفقد عملها يجعلها من أهل النار ؟
وللإجابة على هذا السؤال : -
بداية نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام، وكل المحبة والسلام لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى، كما نصلى ونسلم على النبى الكريم محمد ابن عبد الله اما بعد---------- فبخصوص ما يسمى بالحجاب الإسلامى، والذى صحته غطاء الرأس الذى لم يُذكر لفظه فى القرآن الكريم على الإطلاق، وأصرت مجموعة من المشايخ على فرضيته، وجعله من أهم أركان الإسلام ، مختزلين مقاصد الشريعة الإسلامية وصحيح التفسير ثُمَّ جَاءُوا بشريعة غير الشريعة ، رافضين إعمال العقل، مهتمين فقط بالنقل القائم على غير العقل، ثُمَّ جَاءُوا بالنصوص فى غير موضعها وفسروها على أهوائهم ، متبعين فى ذلك بعض مشايخنا القدامى، وكأن ما قالوبه مقدس لا إجتهاد بعده، مبتعدين عن المنهج الصحيح فى الإستدلال والتفسير الذى يُفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية، وتبعا لأسباب نزولها، فنجدهم يفسرون الآيات على عموم ألفاظها متغافلين أسباب نزولها ومقاصد الشارع الإلهى، إما لأنهم يرغبون عن قصد أن يكون التفسير هكذا، أو لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد، لعوار عقلى أو آفة نفسية،
، ولأن مسألة الحجاب ،باتت تفرض نفسها على العقل الإسلامى وغير الإسلامى، وأصبحت مقياسا وتحديدا لمعنى ومقصد وطبيعة الإسلام، فى نظر غير المسلمين، مما حدا ببعض الدول غير الإسلامية، إلى القول بأن الحجاب الإسلامى هو شعار سياسى، يؤدى إلى التفرقة بين المواطنين، والتمييز بينهم،-------- مما أدى لحدوث مصادمات وفصل من الوظائف بسبب تمسك المسلمة بما يسمى الحجاب ، لذا تصدينا لهذا الموضوع الهام بالبحث والتنقيب والإستدلال لنعرف .

ما هى حقيقة الحجاب وما المقصود به، وما الأدلة الدينية التى إستند إليها ما يدعون أنه فريضة إسلامية، لذلك يجب أن نناقش أدلتهم بالعقل والمنطق والحجة، حتى لا نُحمل الإسلام بما لم يأت به، فقد جاءت أدلة من يدعون بفرضية الحجاب متخبطة غير مرتبطة، فجاءت مرة بمعنى الحجاب ،ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح إبتعادهم عن المعنى الصحيح الذى يقصدونه ،وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأى شكل لهوى وضعف نفسى عندهم،--------------------- وابتداء نعرف الحجاب فهو لغة: -
«بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشىء أى ستره، والآيات القرآنية التي وردت فى القرآن الكريم عن الحجاب 4 آيات وهى قوله تعالى فى سورة الإسراء آية 45 (واذا قراتَ القرءانَ جَعلناَ بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالاخرةِ حِجاباً مَستوراً )،-------------------- وسورة فصلت آية 5 (وقالوا قُلوبنا في أكنةٍ مما تَدعونا اليهِ وفي اذَانِناَ وقر ومِن بيننا وبينكَ حجابً فاعمل اننا عاملونَ) وفى سورة الشورى آية 51 (وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحياً أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولاً فَيوحِيَ بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ عليٌ حَكيمً ) ص ق --------------- وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية , ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقاً ----- والآية الرابعة تتعلق بزوجات النبى وحدهن، وتعنى وضع ساترأو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ فى ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 فى سورة الأحزاب تقول «ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبى إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعُيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إنَ ذَلكُم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعاً فسئلوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبداً إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا»
وهذه الآية تتضمن هنا ثلاثة أحكام:
الحكم الأول : - عن تصرف الصحابة عندما يُدعون إلى الطعام عند النبى – ( ص ) – والثانى : - عن وضع حجاب أو ساترأو حاجز بين زوجات النبى - ( ص ) - والصحابة، والثالث : - عن عدم زواج المسلمين بزوجات النبى - ( ص ) - بعد وفاته، وبذلك نفهم من لفظ الحجاب الذى ورد أن القصد منه كان وضع ساتر بين زوجات النبى - ( ص ) - وبين الرجال من الصحابة، ويفهم أيضا أن وضع الحجاب أو الساتر خاص بزوجات النبى - ( ص ) - وحدهن فلا يمتد إلى ما ملكت يمينه «من الجوارى» ولا إلى بناته ولا إلى باقى المسلمات، وإلا كانت الآية نصت على ذلك وعممت على كل المؤمنات المسلمات.
ثم نأتى لإستدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب أى «غطاء الرأس»-------------- التى وردت بالآية 31 من سورة النور والتي تقول: «وقل للمؤمناتِ يَغضُضنَ من أبصَارهنَ ويحفظنَ فروجهنَ ولا يبدينَ زينتهُنَ إلا ما ظهر منها وَليضرِبنَ بِخُمُرِهنَ على جُيُوبِهنَ» ص ق ،-------------- وسبب نزول هذه الآية أن النساء فى زمن النبى وما قبله كُنَ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر، أى أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباية--، وقد طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب( أى فتحة الصدر)، وعلة الحكم فى هذه الآية هى تعديل عرف كان قائما وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عار هو صورةً يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زى بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر فلم يكن وارداً وقتها ، وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات اللاتى كن يكشفن عن صدورهن.---

خامساً- إستدلال البعض بفرضية الحجاب بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 والتى تقول: «يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ» ص ق ، وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت النزول كُنَ يكشفن وجوههن مثل الإماء «الجوارى» عند التبرز والتبول فى الخلاء لأنه لم تكن عندهم دورات مياه فى البيوت، وقد كان بعض الفجار - من الرجال - يتلصص النظر على النساء أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول - ( ص ) بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبى لقد عرفناكِ بعد تبرزها وهو الحديث الذى ورد فى صحيح البخارى فى باب خروج النساء للتبرز حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ - وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ - فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - احْجُبْ نِسَاءَكَ . فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ –- يَفْعَلُ ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ - - لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً ، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ )- فنزلت فى اليوم التالى الآية59 من سورة الأحزاب لتصنع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء «الجوارى» من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة «جارية» قد تقنعت أى تغطت أو دانت جلبابها عليها ، ضربها بالدرة محافظا على زى الحرائر «ورد هذا عن ابن تيمية – فى كتاب حجاب المرأة ولباسها فى الصلاة – وهو من تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى - المكتب الإسلامى - ص 37».
سادسا: - إستنادهم إلى حديث منسوب للرسول - ( ص ) - عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله – (ص)- فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه»، -- والرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب «غطاء الرأس» نقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد أى ليس من الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها ،ولكنه حديث آحاد مقطوع السند، فلا يكون إلا للإسترشاد والإستئناس، لكنه لا ينشئ ولا يلغى حكما شرعيا فكيف نجعله سندا لفرض إسلامى ،والفرض الإسلامى هو أعلى درجات الإلزام الشرعية ويأتى بعده الواجب والمندوب والمستحب إلى أخره -- والفرض لا يبنى على الظن أو التفسير الضمنى أو إستخلاص المعنى بجهد بشرى متأرجح ولكن يُبنى الفرض على الأدلة القطعية الثبوت الواضحة الدلالة --- لذا نرى ونفتى بكل ثقة وإطمئنان كامل-- بأن الحجاب ليس فريضة إسلامية ، والقائل بفرضيته يحتاج للمراجعة والمناظرة وحتى لا يسىء للإسلام دون قصد -- سامحهم الله .
هذا وعلى الله قصد السبيل ولا نبغى غير وجهه.-------------------------------------


الشيخ د - مصطفى راشد أستاذ الشريعة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى
من علماء الأزهر كلية الشريعة بدمنهور عام 87 وسفير
السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغاربة فرنسا لايستفتون من هب ودب
عبد الله اغونان ( 2014 / 8 / 19 - 09:56 )

يعرفون من يقصدون بالفتوى من العلماء العدول

لامن يحلون ماحرم الله من خمر وخنزير كما يقول الكاتب في مقالاته هنا

اعرفوا عمن تأخذون دينكم

هذا اذا صح فعلا ان هذا السؤال قد طرح


2 - اهداء الى اغونان
ميس اومازيغ ( 2014 / 8 / 19 - 17:57 )
اهداء الى ع.اغونان
http://mufaker.org/?p=29420
انها طيور العقلاء لا طير ابابيل يا غونان

طائرة امريكية تسحق داعش في نينوئ ومقتل 981 كالفئران


3 - لست داعشي النزعة وأمريكا فاشلة في البناء
عبد الله اغونان ( 2014 / 8 / 19 - 19:32 )

لاداعي كي تخبرني شامتا فالتاريخ مازال يتشكل

وأمريكا كما تعرف قادرة على الحرب لكنها فاشلة في السلم والبناء حتى في بلدها

راجع الأشرطة التي تصور مايجري هناك

كذلك كانت الامبريالية السوفياتية الى أن تبخرت كيانات متناحرة

لايغرنك تقلبهم في البلاد

كان عليك أن تناقش الموضوع أعلاه

لكن مافيدكش

تلاااااااااااااااااااااح


4 - بدون هذه الخرقة الصغيرة ينهار الاسلام
مروان سعيد ( 2014 / 8 / 19 - 20:19 )
تحية لشيخنا الموقر وتحيتي للجميع
الاسلام واقف على هذه الخرقة التي توضع على الراس وان ذهبت ذهب شرفهم وناموسهم ويعدون المراءة سافرة او عريانة
وكيف ياشيخنا تحلل السفور والعري ان عقولهم لاتحتمل مشاهدة شعر المراءة
ولا حتى اصبعها المسلم ينثار من الهواء حتى الحمار لم يخلى منهم
http://www.bldtna.com/art,65442#sthash.8y4DQSZU.dpuf
واشد ما استغرب منه بان ملكات اليمين كانوا عاريات الصدر ولم يسمح لهم عمر بالتغطية اليست هذه امراءة اليس لديها احساس وشعور تم لاازلالها
سيدي ان الاسلام متناقد ولااحد يعرف الحلال من الحرام يشرعون الزنا بنكاح ملكات اليمين وزواجات كثيرة ويرجمون الزاني والزانية
والاجمل هو اثبات الزنى انه لمضحك جدا يجب ان تاخذ مصباح واربع شهود وان ترى هذاك بهذا
انها قلة ادب وحياء انهم لايخجلون
واشكر الاخت اومازيغ على هذا الفيديو وستكون نهاية كل متعصب وقاتل هكذا
ومودتي للجميع


5 - تعليق
عبدالله خلف ( 2014 / 8 / 19 - 23:52 )
سؤال للمسيحيين؟... لماذا لا يتبرجن الراهبات؟... لماذا الراهبات في الكنيسه يقومن بتغطية رؤوسهن؟ .


6 - رد على عبدالله خلف
مروان سعيد ( 2014 / 8 / 20 - 19:50 )
تحيتي للجميع
اولا اعزيك لموت قريبك الذي نحره الحمار بهذا الفيديو
http://www.bldtna.com/art,65442#sthash.8y4DQSZU.dpuf
ثانيا لم تجبني على سؤالي هل هذا الانسان الذي اغتصب الحمار وهو مسلم هل سيذهب الى الجنة وينكح ما طاب له من الحوريات ام الى النار
وساجيبك على سؤالك
الراهبة هي التي تندر نفسها للرب وتحلق قرعة احيانا ولاتتبرج فهذه تعد خادمة
والعلة ليست بالحجاب بل بالعقل الذي يفكر ليلا نهارا بالجنس ويعلق مصيره على خرقة لاتقدم ولاتؤخر
ان اجدادنا كانو يضعون العكال والحطاطة والبريم هل هذا جحاب ام عادة وجداتنا كانوا يضعون على راسهم عند ذهابهم للحقل هل هذا من الدين ولكن العلة بالعقول وليس بالحجاب الديني
اتعرف متى طلعت موضة الخمار وهي كانت بالعراق وكان تاجر قد جلب اخمرة ملونة ونفقت جميع الالوان وبقي الاسود وحزن التاجر الى ان اتى صديقه وهو شاعر قال له سانفق لك هذه الاخمرة وعمل شعر كل المليحة بالخمار الاسود ماذا فعلت بناسك متعبد وبعدها نزلت اية على الرسول
ياخسارة
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam