الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قرية كوجو.. وقصة الجد البعيد

كريم كطافة

2014 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك خبر صادم حدث قبل أيام قليلة، لكنه للأسف كما يبدو لم يصدم كثيرين، ربما لأن كمية الصدمات التي عشناها بعد هزيمة البعثيين وتسليمهم البلد لاحتلالات اجنبية هي من بلدت الإحساس فينا.. الخبر الذي أعنيه هو كارثة قرية (كوجو) الأيزيدية الواقعة على مشارف الجزيرة والمحاطة بقرى عربية.. سيطرت عليها داعش وجمعت سكانها رجالاً ونساءً وألقت عليهم الخيار إياه.. الخيار القديم.. أما الإسلام أو السيف.. وأعطتهم مهلة لثلاثة أيام. الواضح لم يكونوا مستعجلين. لِمَ الاستعجال المنطقة إلى حدود سامراء هي تحت سيطرتهم وخالية من أية مقاومة إن لم أقل هي صديقة في الأصل. وبعد ثلاثة أيام.. ظهر أن السكان قد عاندوا داعش واختاروا دينهم. عندها لم يبقوا بيد داعش أي مبرر للتأخر عن تنفيذ شرع الله. جمعوا رجال القرية ومعهم النساء كبيرات السن والأطفال ورموهم في حفرة وهم أحياء وأطلقوا النار عليهم. هكذا بكل بساطة قتلوهم ودفنوهم ليضيفوا مقبرة جماعية أخرى إلى خارطة الدفن العراقية التي افتتحها البعثيون قبلهم. ثم أخذوا النساء صغيرات السن والصبايا كسبايا لبيعهن أو إهدائهن لهذا أو ذاك من زعماء حربهم.
مر الخبر وبمشاهده التي صوروها هم بأنفسهم ونشروها عبر الفيديوات، مر مرور غيره من أخبار ليس أقلها إعدام مئات من شباب قاعدة سبايكر الجوية، الفيديو الذي يعرض طابور لا نهائي من الشباب، كلٌّ ينتظر طلقة في الرأس مع دفعة إلى النهر لينتهي أمره.
ما قرأته وشاهدته جعلني في حالة من الهذيان مع نفسي. أضرب أخماس بأسداس حتى خرجت بافتراض على شكل طلب يبدو الآن مستحيلاً، لكن على استحالته سأعرضه، أو قل ساطلبه. سأطلب من كل مسلم عراقي من الحدود إلى الحدود، أن يحاول تتبع سلالته هو. من أين جاء.. من هم أجداده الأباعد.. وأفترض أن هناك قاعدة بيانات موثوقة متوفرة لهذا العراقي.. ثم أسأله ماذا وجدت؟
لدي يقين أن نسبة مهولة من عراقي هذا الزمن سيصدمون حين يعرفون أن جداً من أجدادهم كان مسيحياً أو أيزيدياً أو صابئياً أو زرادشتياً.. حينها على هذا العراقي المسلم أن يعلم أن ذلك الجد البعيد المسكين قد أسلم بهذه الطريقة الداعشية.. كذلك وصلوا إلى قريته دواعش.. وكذلك جمعوهم في وسط القرية وأعطوهم نفس الخيار.. لكن ذلك الجد المسلوب الحول والقوة وغير المغطى بقنوات فضائية وإعلام مرئي وغير مرئي سلم أمره لخالقه وأسلم رغماً عن أنفه.. وربما قال مثل ذلك اليهودي الذي يُضرب فيه المثل الآن (أن ما في قلبي في قلبي) في رسالة اعتذار لإله دينه الأصلي.. وبعد جيل أو جيلين جاء أحفاد ذلك الجد ونسوا تلك القصة تماماً وصاروا مسلمين أقحاح وحتى يخرجون للجهاد وفتح البلدان..
أطلب هذا الطلب لأني وجدت أكثر مسلمي هذا الزمن يأنفون من أفعال داعش ويصفونها بالتوحش والبربرية واللاإنسانية وبالخروج عن الدين.. وينسون أنهم مسلمون الآن بسبب ذلك الجد البعيد الذي رضخ لمثل هذه الأفعال واستسلم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرية كوجو
شاكر شكور ( 2014 / 8 / 19 - 21:16 )
بأعتقادي ان المشكلة لا تنتهي بضحايا قرية كوجو الأبرياء يا استاذ كريم لأن صورة الدواعش الأوائل في حادثة مذبحة بني قريظة وغيرها من مذابح الغزو لا تزال عالقة في اذهان دواعش اليوم وهذه القصص لا تزال تدّرس بفخرعلى انها اوامر إلهية صالحة لكل زمان ، أقتبس سطر من مقالة الأستاذة إلهام مانع- وقت مجابهة داعش - حيث تقول :(الغريب أننا فزعنا عندما أستيقظنا يوماً ووجدنا داعش تطبق ما روجنا له حرفياً. من نخدع هنا؟ ) انتهى الأقتباس ، مسلسل الدواعش سيستمر ويتغير اسمهم بين الحين والآخر فالغرب يستخدمهم كبغال تحمل اسفارا بفكر شيطاني قابل للتفجير والتدمير حسب مصالح الغرب فهم سلاح رخيص مقابل سراب حوريات الجنة والقرآن اصبح مشروع استثماري جيد لأنه السلاح الوحيد الذي يرتاح المسلم ان يقتل به وهو سعيد وينادي الحمد لله على نعمة الأسلام ، تحياتي للجميع


2 - أحييك
كريم كطافة ( 2014 / 8 / 19 - 22:02 )
صدقت استاذ شاكر.. مأساة كوجو ليست هي الخاتمة ولم تكن هي البدء.. المسلسل سيستمر طالما هناك بشر مغيبي العقول تقودهم نصوص عفا عليها الزمن لكن ليس زمنهم..أنهم ما زالوا يعيشون في زمن النص المقدس... كوجو ماساتنا جميعاً


3 - تعليق
عبدالله خلف ( 2014 / 8 / 19 - 23:12 )
• عندما نقرأ عن غزوات (بدر) و (أحد) و (الخندق) ... ألخ , ماذا نرى؟... نجد أن مواقع هذه الغزوات في (المدينه المنوره) , إذاً , هذا يؤكد أن المشركين هم من تحركوا من (مكه) إلى (المدينه) , و أن المسلمين هم من دافعوا .
حتى شروط (صلح الحديبيه) تؤكد إجرام المشركين و صبر المسلمين , و أن حادثة (فتح مكه) كان بسبب إخلال المشركين للشروط التي كتبوها على المسلمين .
• الفتح الإسلامي , فكان بسبب التهديد (البيزنطي) للدعوه الإسلاميه , و الدليل (مؤته) و (تبوك) , لذلك , خرجت الجيوش الإسلاميه لردع (البيزنطيين) و كان (الفتح الإسلامي) .
• الإرهاب المسيحي :
جاء في (سفر التثنية) -الذي يُقدّسه المسيحيين- : (حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإن أجابتك وفتحت لك؛ فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك.. بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك) .
لاحظوا , جعل (النساء + الأطفال) = (البهائم) , و الكل غنائم! .


4 - شاكر شكور
عبدالله خلف ( 2014 / 8 / 19 - 23:15 )
بخصوص حادثة (بني قريظه) , فالرد عليها , هو :

جاء في (سفر التثنية) : (حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإن أجابتك وفتحت لك؛ فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك.. بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك) .

أقول : و هكذا تم الحكم على اليهود وفقًا للشريعة الموسوية بقتل ذكور بني قريظة وبسبي نسائهم وأطفالهم وبمصادرة ممتلكاتهم.. ومهما بدت هذه العقوبة قاسية، فقد كانت على درجة الضبط للعقوبة التي كان اليهود ينزلونها -تبعاً لتشريع كتابهم- بالمغلوبين من أعدائهم، فأي اعتراض على قسوة هذه العقوبة هو في الواقع انتقاد لا شعوري للشريعة الموسوية، وتسليم بأن شريعة أكثر إنسانية يجب أن تحل محلها .


5 - كتابة افكار نبيلة لانسان اصيل
بشارة ( 2014 / 8 / 20 - 03:19 )
استاذ كريم المحترم : يتحفنا التراث الاسلامي عينه ببراهين لا تقبل الشك ان الاسلام ينزع من قلب الانسان الرحمة حتى باقرب المقربين اليه (الوالدين) بحجة الولاء والبراء التي قام ابن تيمية بعد قرون فقط بايضاحها فقهيا...الم يكن ابو لهب من دم ولحم محمد؟ الم تكن قريش قبيلته التي هددها قاءلا :جئتكم بالذبح؟
والحقيقة ان كل مسلم يتراوح في غلوه بالاسلام فكل ما اقترب اكثر من هذه العقيدة المجرمة كل ما ابتعد اكثر عن انسانيته...وهنالك مسلمين كثر بحق يرجحون انسانيتهم كما انه هنالك من اختار القتل على الهوية والذبح والرجم والتقطيع وكل بشاعة ونجاسة يمكن تخيلها باسم هذا الاله المجرم القـ ـواد وباسم شريعته البدوية
ليس صدفة ان وضع الاقليات الدينية والعرقية في اسرائيل الصهيونية احسن بما لا يقاس من اوضاع الاقليات في العالم الاسلامي وبالذات في الشرق الاوسخ هي الدولة الوحيدة التي يتكاثر قيها عدد المسيحيين مثلا ,بينما ان تكون مسيحيا في باكستان يشبه وضع من ارتكب جرما ,فضلا عن تسمية المسيحيين هناك بالكافير لطفا
الم يقل الاسلام: أغلظ على فلان وقاتل علان واضطر ذاك الاخر لاضيق الطرق؟

تياتي لك وللجميع

اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي