الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهاجرين العراقيين الجدد والإختلاف فيما بينهم وما بين المهاجرين القدماء

فادي آدمز

2014 / 8 / 22
المجتمع المدني


سابقاً قبل ثلاث عقود وأكثر كان المهاجرين العراقيين يشدون الرحال ويقصدون بلدان بعيده لأنهم لم يتمكنوا من الإنسجام في المجتمع العراقي وكانت رؤيتهم للمجتمعات الغربيه جيدة لما هناك من إنفتاح ثقافي وحريات حقيقية للفكر الخ من أسباب دعتهم يشدون الرحال ، أما في العقدين والنصف الأخيره فمنذ الحصار وما تلاه من ويلات على العراق وملاحقات سياسية وتلاها تغيير نظام الحكم والإنفلات الأمني وانتشار فرق الموت الخ من فوضى أدت إلى إرهاب أجبر الكثير على الرحيل والفرق بين هؤلاء الذين رحلوا بسبب سوء الأوضاع و بين المهاجرين القدماء هو أن هؤلاء خرجوا بسبب سوء الأوضاع وملاحقات سياسية وليس بسبب المجتمع أو رغبةً منهم بالإنفتاح الفكري والثقافي الخ وبذلك أخذوا معهم كل أفكارهم التي لم تبقى على ما كانت عليه في السابق قبل ثلاث عقود التي بسببها هاجر القدماء وانما تغيرت بشكل سلبي بسبب التقلبات السياسيه وإنهيار المجتمع وإنتهاء الحياة المدنية وبذلك تغيرت أفكارهم وعاداتهم سلباً وكذلك انغلقوا اكثر على أنفسهم وتقوقعوا وأخذوا معهم كل هذه الصفات السلبية الى الغرب وخصوصاً أنهم خرجوا على شكل مجاميع كبيره وحتى في الغرب تكتلوا بمناطق معينه وحتى هذا التكتل أصبح منقسم فكل مجموعه تتكتل حسب طائفتها وقوميتها بشكل مقرف تماماً لا يمت للانسانية والتحضر بصله وهذا لا يعني أن كل المهاجرين الجدد أو الذين خرجوا في العقدين الأخيره كذلك بالتأكيد هناك ممن ظلوا محافظين على الرقي وتقبل الآخر وهناك ايضاً من خرجوا رافضين المجتمع بكل تفاصيله من عدى الظروف الأمنيه وعند وصولهم ومشاهدتهم هذه التكتلات التي هربوا بسببها فكرياً قبل ان يهربوا جسدياً من العراق لعدم تقبلهم إياها
وعند مشاهدتها في البلدان الجديده ذهبوا لمناطق بعيده خالية من هذه التكتلات ومع ذلك لن يحظوا بنفس الفرصه التي حظيّ بها المهاجرين القدماء لأن المهاجرين القدماء لم يواجهوا ذلك كما لم يكن معهم وسائل التواصل الإفتراضيه التي تضع ما هربوا منه أمام اعينهم ويلاحقهم أين ما يذهبون وهذا ما سهل على المهاجرين القدماء الإندماج الكلي بالمجتمعات الغربية وتحقيق ما ذهبوا اليه وحتى هؤلاء البعض منهم هاجر قبل أربع عقود وكان سعيد طوال الثلاث عقود الماضيه ولكنه ما ان تواصل مع الشرق إفتراضياً حتى شعر بالغثيان ، أنا حتماً لا أقصد أن كل عاداتنا وتقاليدنا هي مثيره للغثيان لا بالتأكيد هناك عادات جميله وذكريات جميلة ولكن ما وصله المجتمع مؤخراً يرثى له وللأسف الكثير أخذوا معهم هذه السلبيات الى الغرب بدلاً من التخلص منها في حين نحن بحاجه إلى التخلص منها حتى في الشرق نفسه فالحياة جميلة جداً بالرقي وبتقبل الآخر وفكره المختلف وبإحترام الآخر وكذلك جميلة بالتعددية وتعدد العادات والتقاليد والأكلات والفلكلور والفنون الخ عكس الطائفية والعنصرية لأن التقوقع قبيح أقبح ما يكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق